"هند، تهانينا على استعادة حريتك." قال نور الدين التميمي وهو يقترب منها. أسرعت خديجة السعيد بأخذ البطاقتين المصرفيتين من على الطاولة وهي تبتسم بسعادة، وقالت: "هند، لماذا هذا الوجه العابس؟ تخلصت من ذلك العاجز، ومن الآن فالسماء واسعة، والآفاق مفتوحة أمامك، يجب أن تكوني سعيدة." "سيد نور الدين، لا تغادر اليوم. سأطلب إعداد أفضل الأطعمة والمشروبات لنقضي وقتًا رائعًا معًا. ففي النهاية، سنصبح عائلةً واحدة، أليس كذلك؟" ضحك نور الدين التميمي، ووافقها الرأي على الفور. نظرت هند الهاشمي إليهما، وتنهدت بعمق. في الحقيقة، لم تكن هند قد أحضرت نور الدين لتعلن لعائلتها عن علاقتهما، بل فقط لتجعل السيد أحمد يفقد الأمل تمامًا. رغم أن مكانة نور الدين التميمي تتناسب معها تمامًا، إلا أنها لم تستطع أن تفكر بأي شيء إضافي الآن. "سيد نور الدين، أمي، أنا متعبة. سأذهب لأرتح قليلًا. لا داعي لمناداتي على العشاء" لا تعرف هند السبب، لكن على الرغم من أن عبئا كبيرًا قد أزيح عن صدرها، إلا أنها لم تستطع الشعور بالسعادة. عادت إلى غرفتها وهي شاردة الذهن. في الغرفة، كانت صورها مع السيد أحمد موضوعة بعن
كانت تعابير وجه خديجة السعيد لا توصف. ذلك العاجز قدم مجموعة من التحف الأثرية كمهر؟ وبعد ثلاث سنوات، لم يكتشف أحدًا من عائلتهم قيمتها. زوجها إلياس الهاشمي يدخن يوميًا غليونًا أثريًا، ويتلاعب بقطع تاريخية قيمتها ملايين الدولارات. يا إلهي! شعرت أنها ستجن! "ذلك العاجز أحمد، من أين حصل على هذه التحف؟" "ألا تجدون الأمر غريبًا؟ لم يتحدث عن هذه التحف مطلقًا، ولم يأخذها بعد الطلاق. أعتقد أنه سرقها من مكانٍ ما، ولم يجرؤ على أخذها. إنها مسروقة، كلها مسروقة!" قالت خديجة السعيد وهي متأكدة. "إذًا، هل علينا إبلاغ الشرطة؟" سأل إلياس الهاشمي بقلق، وقد شحب وجهه عندما سمع أنها مسروقة، خاصةً بعد أن لعب بها لفترة طويلة. هل سوف يتورط فيه؟ "هل أنت غبي؟ إذا أبلغنا الشرطة، سيأخذونها كلها. على أي حال، المدعو أحمد هو من سرق هذه الأشياء، ما علاقتنا نحن بالأمر؟" "وإذا حدث شيء، سنقول ببساطة أننا لا نعرف شيئًا!" "بالضبط! نحن الضحايا هنا. المدعو أحمد هو من قام بكل شيء. إذا حدثت مشكلة، سيقع هو في المتاعب، وإذا لم يحدث شيء، ستبقى التحف لدينا." قال آدم الهاشمي بذكاء. "ابني العزيز دائمًا ذكي!" قالت
اتسعت حدقتا أحمد في اللحظة التي تحطمت فيها القلادة، وتحولت عيناه إلى نقطة سوداء صغيرة. كانت هذه القلادة تذكارًا قدمته له والدته عندما غادر العائلة، لتكون هدية يقدمها للمرأة التي سيحبها بصدق في المستقبل. كانت هذه القلادة بمثابة إثبات لزوجة عائلة أحمد، ولا يوجد لها مثيل في العالم، وقيمتها تفوق التصور المادي. "أوه، لقد تحطمت بهذه السهولة؟ يا لها من قطعة رخيصة! أهذا ما تسمونه كنزًا؟ أمي، لابد أنك كنت مخطئة!" قال آدم الهاشمي بابتسامةٍ ساخرةٍ، وبدا غير مكترث. هذه الكلمات أطلقت شرارة غضب أحمد. "أتحفر قبرك بنفسك؟" أمسك أحمد بياقة قميصه بقوة رهيبة، وكاد يسحق حنجرته. "أحمد، دعني! ما الذي تنوي فعله؟" صاح آدم الهاشمي وهو يتصبب عرقًا باردًا، مستغربًا من القوة الهائلة لهذا الشاب. لو كان شخصًا آخر، لكان أحمد قد قتله بالفعل، لكنه كبح جماح غضبه لأنه شقيق هند. صفعه عدة مراتٍ على وجهه، ثم ألقاه عند الباب كما لو كان كلبًا ميتًا. "أنتما الاثنان، ارحلا من هنا. لا أريد أن أرى أي شخصٍ من عائلة الهاشمي في حياتي مجددًا، بما في ذلك هند" أخيرًا، استوعبت خديجة السعيد ما حدث عندما رأت ابنها
ماذا...... ماذا؟ اعتقدت خديجة السعيد وآدم الهاشمي في البداية أنهما أخطآ السمع. إغراقهما في مدينة النهر الجنوبي؟ أهذه مزحة؟ هل تنوي قتلهم بالفعل؟ ولكن عندما بدأ الرجال في ربط الأوزان الثقيلة بهما، أدركا أن هذه المرأة لم تكن تمزح، إنها مجنونة وتريد قتلهما! "إنه سوء فهم يا سيدتي الجميلة، هذا كله مجرد سوء فهم! أرجوك أطلقينا، وستقدم لك عائلة الهاشمي مكافأة كبيرة!" قالت خديجة السعيد بذعر، متوسلةً ومعتذرة. في هذه الأثناء، استعاد آدم الهاشمي وعيه، وبدأت ساقاه ترتجفان بشدة، بينما تدفق سائل ساخن على فخذيه، ناشرًا رائحة كريهة في الهواء. قامت ليلى المرسي بإمساك أنفها بيدها، وصعدت الدرج. وعندما وصلت إلى أحمد، مدت يدها البيضاء الناعمة بابتسامةٍ خفيفةٍ، وقالت: "مرحبًا أيها الطبيب أحمد. أنا ليلى المرسي، جئت بأمر من والدي لأرافقك." لم يمد أحمد يده لتحيتها، واكتفى بإيماءة رأس خفيفة. انزعجت ليلى المرسي، وعبست قليلًا. يا له من رجل مغرور! ليلى المرسي، الأميرة الكبرى لاتحاد البحار الأربعة، كم من الرجال الأثرياء وذوي النفوذ يتوقون لنيل إعجابها! وكم من النبلاء سعوا لرؤيتها ولو لمرة
عندما سمعت خديجة السعيد أن ابنتها تنوي الاتصال به، تغيرت تعابير وجهها فجأة، وفي اللحظة التالية، ارتسمت على وجهها ابتسامة عريضة، وقالت بنبرة عاطفية:"لا داعي لذلك، يا حبيبتي. صحيحٌ أنني أكره ذلك الوغد، لكني لست عديمة الضمير. كنتما معًا لسنوات، لا أريد أن أضعك في موقف صعب، فلا تتصلي به. إذا استطعتي أن تكوني سعيدة مع نور الدين، فأنا راضية تمامًا. وما خطب الصفعتان؟ هذا قليلٌ جدًا، وأنا مستعدة لتحمل هذا النوع من الإهانة.""أمي......" شعرت هند الهاشمي بالضيق عند سماع هذه الكلمات، فلطالما رأت والدتها امرأة متسلطة، وعنيدة، وغير منطقية، ولم تكن تتحمل أي ظلم، بل كانت تسعى دائمًا للانتقام واسترداد حقوقها حتى النهاية، لكنها في هذه المرة قد تغيرت حقًا.وبطبيعة الحال، تغير أحمد أيضًا، فأصبح غريبًا...... غريبًا لدرجة أنها لم تعد تعرفه."آه يا هند! لا تشغلِ بالك بي الآن، تأكدي فقط ألا تتعاملي مع ذلك الوغد مرة أخرى، وسأكون سعيدة جدًا. اذهبي وركزي على عملك." قالت خديجة بابتسامةٍ مشرقة عندما لاحظت أن ابنتها بدأت تتردد.وقف نور الدين التميمي بجانبها، ووضع يده برفق على خصرها قائلًا: "بالطبع يا هند، أل
كان أحمد هادئًا للغاية، هدوءًا جعل القشعريرة تسري في جسد ليلى المرسي الجالسة بجواره.على الجانب الآخر من المكالمة، استمرت هند في التنفيس عن غضبها، وتوجيه الاتهامات والتذمر من أحمد."لا تجد ما تقوله، أليس كذلك؟ هذا النوع من الأشخاص يجب أن يتم كشفه على حقيقته، وإلا ستستمر في خداعي بوجهك الزائف. كم تثير اشمئزازي!""هل انتهيت؟" قال أحمد بهدوء.ارتعشت أطراف هند من شدة غضبها. أنتهيت؟ كيف يجرؤ على عدم تفسير ما حدث بجدية؟ انتهيت أم لم أنته، ماذا الذي قد يغيره ذلك؟ هل يعتقد أحمد أنني سأترك الأمر يمر هكذا؟ في مدينة النهر الجنوبي، لا أحد يجرؤ على المساس بأسرتي، ولا حتى بي أنا –هند-!"أحمد! أحذرك! لديك فرصة واحدة لتفسير الأمور، فإذا وصلت أنا أو خطيبي إليك، سيكون الأوان قد فات!"قهقه أحمد باستخفاف: "لقد تطلقنا للتو اليوم، وقد خُطبت بالفعل؟ أنت حقا سريعة في التصرف يا هند، ومع ذلك، فلن تحصلي على تفسيراتي مني. إذا أردتِ إجابات، فاذهبي واسألي والدتك وأخيك، ربما يمكنهم شرح الأمور لك.""أنت! أحمد، أيها النذل الحقير، ألا تعرف كيف تحترم نفسك؟" صرخت هند بغضب شديد."نذل؟ شكرًا يا هند على هذا المديح.
"أنا كمال الذي يمارس مهنة الطب منذ أكثر من خمسين عامًا، وأعتز بكرامتي،و بما أن والدك استدعاني لعلاج المرضى، فجميع المرضى يجب أن يكونوا تحت مسؤوليتي الكاملة. لكن سماحك لشخصٍ غير معروف الاسم والهوية يتولى مرضاي هو وصمة عار لا يمكن محوها في مسيرتي المهنية. أتمنى أن تفهمي ذلك يا آنسة ليلى."وقف كمال أمام الباب، ويبدو أنه مصر على عدم السماح لأحمد الجبوري بالدخول بأي حال.ضحك أحمد الجبوري من تصرف العجوز الغريب، وقال ساخرًا: "يا سيدي الكبير، لدي سؤال لك: إذا كنت ترى أن السماح للآخرين بمعالجة مرضاك الذين عجزت عن علاجهم هو إهانة كبيرة، فهل تعتقد أن ترك مرضاك يعانون حتى الموت بسبب عجزك ليس عارًا عليك؟"صدم كمال من هذا الرد، فلم يتوقع أن يكون حديث أحمد بهذه الحدة، مما جعله عاجزًا عن الرد للحظة."أيها الصغير، كيف تجرؤ على انتقاد أسلوبي في العمل؟""آنسة ليلى، يجب عليك طرد هذا النصاب فورًا، وإلا سأغادر ولن أستمر في علاج هؤلاء المرضى!"تغيرت ملامح وجه ليلى، وشعرت بالإحراج.حاولت بالفعل تلطيف الموقف، لكن هذا العجوز وضعها في موقف صعب بطريقته تلك، وكأنه تعمد إزعاجها.أحمد الجبوري هو الشخص الذي أ
لطالما اشتهرت ليلى المرسي ببرودتها التي أكسبتها لقب الأميرة باردة الجمال، ولكن تصرفاتها الآن تناقض تمامًا هذه السمعة، إذ ألقت بنفسها في أحضان رجل بكل جرأة.لم تجرؤ على التفكير بمثل هذه التصرفات في الماضي.ولكنلا أحد يفهم المعاناة والظروف الصعبة التي تمر بها الآن؛ فعائلة المرسي التي وصلت إلى قمة عالم التجارة بعد مئة عام من عمل شيوخ العائلة الدؤوب، لا يمكنها أن تفقد هذا الإرث بأي ثمن.لكنها الآن تواجه أزمة قد تطيح بعائلة المرسي بالكامل، بل وحتى باتحاد البحار الأربعة، وهو ما لا تستطيع بأي حال من الأحوال السماح بحدوثه.في هذه اللحظة، أبعد أحمد الجبوري يدها، ونظر إليها."سيد أحمد......" هل هو حقًا رجل لا تغويه المغريات؟ أم أنه قديسٌ بلا شهوات؟أم أنه ببساطة لا يهتم بها على الإطلاق؟إذا كان لا يحب المال أو السلطة ولا يغريه الجمال، فما الذي بإمكانها تقديمه له؟عندما فكرت في ذلك، ارتسمت على وجهها ملامح الحزن.ففي النهاية، هي مجرد امرأة لا تستطيع الهروب من ضعفها الداخلي، والقوة والبرودة التي تظهرها ليست سوى قناع تختبئ خلفه، لكنها في ظلام الليل، تبكي وتنهار تحت عبء المسؤوليات الثقيلة.
"توهج حبة الأرز؟" رفع فارس شرفي حاجبه بابتسامة، وقال: "إذا كنت تصف نفسك بهذه الطريقة، فهي مناسبة تمامًا." من الواضح أن فارس شرفي لم يفهم ما قصده أحمد الجبوري. "خذ المال واغرب عن وجهي." بعد أن قال ذلك، استدار فارس شرفي وعاد إلى السيارة، وكان يعتقد أن الحديث مع شاب صغير بهذا القدر كان كافيًا. إذا لم يكن غبيًا، فس يفهم الرسالة ويعرف حجمه الحقيقي، وما يجب عليه فعله بعد ذلك لمصلحته ومصلحة الجميع. دفع الرجل العجوز ذو الشعر الأبيض الحقيبة إلى الأمام. "خمسة ملايين؟ مبلغ كبير بالفعل، لكن للأسف، لست بحاجة إليه." "وبالمناسبة، الشخص الذي يتخلى عن زوجته وابنته ليس له الحق في الحديث عن الرؤية أو العظمة." "وكما قلت سابقًا، كيف يمكن لتوهج حبة الأرز أن يتحدى ضياء القمر؟ العالم الكبير الذي تراه، وملك شمال الأودية الذي تدعيه، قد لا يكون سوى نملة صغيرة في أعين الآخرين." استدار أحمد الجبوري وغادر، تاركًا الرجل العجوز ذا الشعر الأبيض واقفًا على ضفاف البحيرة في حالة ذهول. ربما لم ير منذ فترة طويلة شابًا بهذه الجرأة، فلم يرتبك أمام فارس شرفي ولم يتأثر بخمسة ملايين. هذا ليس شيئًا
"جمال ابنتي آسر، وهي بريئة لم تختبر الحياة بعد، ولا تفهم ألاعيب المافيا، ولا تفهم سبب اقترابك منها،لكني مختلف، أنا رجل." "أنا أفهم جيدًا ما يدور في ذهن شاب صغير في العشرينيات من عمره." مد فارس شرفي يده ليبعده، وقال: "سنحل مشكلتك لاحقًا، الآن ابتعد عن طريقي." في اللحظة التالية، توتر الجو داخل الغرفة، دفعه فارس شرفي مرتين، لكن الشخص أمامه لم يتحرك قيد أنملة، وكأن قدميه مسمرتان في الأرض. ابتسم فارس شرفي بدهشة، وقال في نفسه: "الشباب يظلون شبابًا، عنيدون، لكن للأسف، هو لا يعرف من يقف أمامه، وإلا لبال على نفسه خوفًا." عندما حاول دفعه للمرة الثالثة، ضرب أحمد الجبوري يده بعيدًا. "أنت وغد تخلى عن زوجته وابنته، لا تملك الحق في أن تملي علي شيئًا." بمجرد أن قال ذلك، اندفع الحراس بملابسهم السوداء ونظاراتهم من الباب، وأحاطوا بأحمد الجبوري. كانت السكاكين البراقة على خصرهم تلمع ببريق مخيف. لم يكن هناك شك في أنه بمجرد نظرة واحدة من فارس شرفي، ستنغرس تلك السكاكين في جسد أحمد بلا رحمة. "ماذا تفعلون؟" كانت سعاد شرفي مرعوبة، لكنها وقفت بشجاعة أمام أحمد لتحميه. "فارس، لقد
كانت يدا حسان الكاظمي تتعرفان. لم يكن يتخيل أبدًا أن الوضع سينقلب رأسًا على عقب بهذه الطريقة. أصبح لاتحاد البحار الأربعة وعائلة البغدادينفوذًا مخيف في مدينة النهر الجنوبي دون أن يلاحظ. لكن جمعية التنين الأسود، بصفتها المسيطرة الأولى على المافيا في مدينة النهر الجنوبي، ليست جماعة ضعيفة."ههه، أيها السادة، حتى لو وافقت على رحيله، فما الفائدة؟ إذا أرادت جمعية التنين الأسود القبض على أحد، فلن ينجو حتى لو هرب إلى أقاصي الأرض، وسيجر المزيد من الأبرياء إلى الهلاك." هزت ليلى رأسها، وقالت: "ليس عليك القلق بهذا الشأن يا سيد حسان. كل ما عليك فعله هو الموافقة على رحيله الآن." بينما كان يواجه عشرات العيون، ضحك حسان الكاظمي، وقال: "يبدو أن لا خيار لي سوى الموافقة." "افتحوا الأبواب." فتحت أبواب الفندق الرئيسية على مصراعيها، ولم تصل جمعية التنين الأسود أو الشرطة بعد. "السيد أحمد، إذا لم تغادر الآن، فقد يصبح من الصعب عليك المغادرة لاحقًا. رغم أنك ماهر في القتال، إلا أن مواجهة مئات من رجال جمعية التنين الأسود ليس بالأمر الواقعي، أليس كذلك؟" قالت ليلى بابتسامة. لكن ما لم تكن
الشخص الذي نزل هو صاحب فندق القصر الملكي، حسان الكاظمي. يمتلك فندق القصر الملكي 50% من الأسهم التابعة لجمعية التنين الأسود، وصاحب الفندق حسان الكاظمي هو شريك رئيسي في الجمعية. عندما ضرب أحمد الجبوري يحيى الهاشمي، تلقى حسان الكاظمي الخبر فورًا، ورأى كل شيء من خلال الكاميرات، ثم أرسل هذه الأخبار إلى طلال الهاشمي. تلقى طلال الهاشمي الخبر في الحال، واتخذ إجراءات مباشرة. ما على حسان الكاظمي فعله الآن هو إبقاء هذا الشخص هنا، وانتظار وصول طلال الهاشمي. ولكن للأسف، هو لا يعرف أحمد الجبوري جيدًا. "حياتي لم تعد ملكي؟" ضحك أحمد الجبوري وهو ينظر إلى هاتفه. "إذا أردت الرحيل، فلا يمكنك إيقافي." "حقًا؟ إذًا، يمكنك أن تحاول." قال حسان الكاظمي بابتسامة عريضة. "بالمناسبة، نسيت أن أخبرك، لقد اتصلت بالشرطةقبل عشر دقائق، وهم في طريقهم الآن مع فرقة كاملة." نظر أحمد الجبوري إليه وعيناه مليئتان بالدهاء، وقال: "معارضتي لن تجلب لك أي فائدة." ابتسم حسان الكاظمي أكثر، وكأنه سمع شيئًا مضحكًا، وقال: "الجميع في مدينة النهر الجنوبي يعلمون أن معارضة جمعية التنين الأسود تعني الموت."
"اهربي، يا هند!" صرخ نور الدين التميمي، وقد بلل بنطاله من الخوف مرة أخرى. "سيدتي هند، لا أريد أن أموت، أريد أن أعيش! سأغادر الآن، وإذا كنت بخير غدًا، سأعود للعمل." استغلت السكرتيرة أمينة الفوضى وخرجت زاحفةً. "هند، هل جننت؟ ذلك الأحمق جذب كل الكراهية نحوه. نحن فقط بحاجة إلى أن ننأى بأنفسنا عنه، وبذلك نكون قد تخلصنا من كل شيء بدون أي مشاكل! هل هناك حل أفضل من هذه؟" سحب هند الهاشمي بقوة وهي مترددة، لكنها في النهاية خرجت من فندق القصر الملكي. عندما لامسها الهواء البارد، فكرت قليلًا، ثم أخرجت هاتفها، وأبلغت الشرطة عن أحمد الجبوري. "هند، قلبك طيب للغاية، لكن يجب أن تعرفي أن الشرطة بالنسبة لجمعية التنين الأسود مجرد ديكور، ولن تفيد بشيء." "وأيضًا، هذا الأحمق هو من جنى على نفسه، ولا علاقة لنا بما يحدث!" "سيد نور الدين، أعتقد أنه عليك تدبر أمورك أولًا قبل أن تنتقد الآخرين." قالت هند الهاشمي وهي ترفع شعرها، وتنظر إليه بنظرة جانبية. نظر نور الدين التميمي إلى الأسفل، ورأى أن سرواله كان يقطر بولًا، ومع هبوب الرياح، انتشرت رائحة كريهة قوية كادت تخنق الحاضرين. "سواءً كان مته
في تلك اللحظة، لم يستطع أحد رؤية ما حدث، لكن الرجال الضخام الذين كانوا على وشك الإمساك بأحمد الجبوري من الخلف قد سقطوا فجأة على الأرض. كانت وجوههم مليئة بالجروح الناتجة عن اللكمات، وعظام أنوفهم وأسنانهم قد تحطمت تمامًا. وقف أحمد الجبوري ونفض الغبار عن ملابسه، ثم أخرج منديلًا ليزيل الدم عن يده. "ما...... ما الذي حدث؟" قالت هند الهاشمي وهي تحدق فيه بدهشة. كانت تعرف أن أحمد يجيد القتال، لكنها لم تتخيل أنه بهذا المستوى، فهؤلاء الرجال كان كل منهم يزن أكثر من مائة كيلوغرام! "اللعنة! هاجموه جميعًا، أمسكوه، أريد أن أقطعه إلى أشلاء!" شعر يحيى الهاشمي أن كرامته قد أهينت، وصرخ بغضب شديد. قام أكثر من عشرة رجال ضخام بالهجوم عليه دفعة واحدة، وحاصروه تمامًا. لم يكن هناك مجال للمقاومة، فحتى أبطال الملاكمة الحرة من المستوى الإقليمي لن يتمكنوا من النجاة من هؤلاء المجانين. "كراك!" من وسط المجموعة، جاء صوت كسر عظم واضح، تزامن مع صرخة مؤلمة مروعة. "ههه، هل تجيد القتال؟ وما الفائدة؟ ففي هذا الزمن، الأمور تحسم بالقوة والنفوذ، ربما تستطيع ضرب واحد، لكن هل تستطيع ضرب عشرة؟ جمعية
"أسألتك كثيرة أيتها العاهرة، سوف أجيبك عندما تأتين معي."في الحقيقة، هو نفسه لا يعلم التفاصيل، وحتى والده لم يكن يعرف.كل ما يعرفه أن شيخًا مسنًا يرتدي زيًا تقليديًا وصندلًا قديمًا قد جاء إلى جمعية التنين الأسود قبل عدة سنوات، وبطريقةٍ ما، تمكن من مقابلة والده وأبرم معه اتفاقية، ومنذ ذلك الحين، توقف والده عن التدخل في شؤون هند الهاشمي، وتركها تؤسس شركاتها على أراضيه، وتوسع خطوط الإنتاج دون أن تدفع فلسًا واحدًا كرسوم الأراضي، بل وحتى قدم الحماية، حيث أزال لها العديد من المشاكل.مع أراضٍ مجانيةٍ، وأقوى فرق الحماية في مدينة النهر الجنوبي، كان من المستحيل أن تفشل.لكن مساء اليوم، اتصل ذلك الشيخ فجأة، وأعلن عن إنهاء الاتفاقية.ما أن وصل الخبر حتى تطوع فورًا، وقاد مجموعة كبيرة لاقتحام مقر مجموعة الأحلام، لكنه لم يجد هند الهاشمي هناك، وبعد الاستفسار، علم أنها في فندق القصر الملكي لحضور الحفل الليلي.فقدت هذه الفتاة دعمها، ماذا يمكنها أن تفعل الآن؟ إنها مجرد لعبة."خذوها."استدار يحيى الهاشمي وكأنه قائد منتصر، وحاول كل من في الطابق الأول تفاديه خشية التعرض لأذاه.جلست هند الهاشمي على
"نعم، الحقيقة." قالت هند الهاشمي وهي تعض على شفتها."يا سيد يحيى، وجدناها!"فجأة، خيم الصمت على القاعة بأكملها، توقفت الموسيقى، وتوقف كل من في قاعة الرقص عن الحركة، وأعينهم متجهة نحو هند الهاشمي وأحمد الجبوري.من مدخل فندق القصر، اندفع حشد كبير من الرجال بالملابس السوداء، وفي غمضة عين أحاطوا بهند الهاشمي بإحكام، لم يتركوا أي منفذ، بل شملوا كذلك أحمد الجبوري، السكرتيرة أمينة، ونور الدين التميمي."من أنتم؟" شعرت هند الهاشمي بالضيق، إذ بدا كأن هؤلاء الرجال ينتمون للمافيا، وهي لم تتعرض لأي منهم من قبل.في هذه اللحظة، فتح الرجال بملابسهم السوداء ممرًا، وظهر شاب بشعر بني مائل للحمرة، مرتديًا ملابس نوم فضفاضة، ومعه عشر خواتم من اليشم تزين أصابعه، وتقدم بخطوات واثقة."يا...... سيد يحيى الهاشمي!"وفي الحال، انهارت أرجل بعض الحاضرين، وسقطوا جالسين على الأرض من شدة الرهبة."من هو يحيى الهاشمي؟"وامتلأت القاعة بالفضول، وكأن الجميع يلهث لمعرفة الجواب.رد أحد الكبار الذي تعامل مع المافيا، وهو يمسح عرقه: "إنه يحيى الهاشمي، ابن طلال الهاشمي، سيد العالم السفلي في مدينة النهر الجنوبي، من غيره؟
" لقد وافقت هند للتو على مرافقتي بعد انتهاء الحفل للشرب سويًا، وبالنسبة لما سيحدث بعد ذلك، فيجب عليك أن تفهم بما أنك رجل.""أتريد معرفة أي فندق؟ لقد حجزت بالفعل في فندق الحب الفاخر، الجناح الملكي 901 في الطابق العلوي. سأترك الباب مواربًا لتتمكن من مشاهدتنا سويًا.""حتى أنني قد أخاطر وأصورها سرًا كي تستمتع بالمشاهدة، لذا عليك أن تكون ممتنًا."نظر أحمد الجبوري إليه بنظرة باردة بلا تعبير.أشعلت تعابير أحمد الهادئة غضب نور الدين الذي قال بصوتٍ منخفض: "أيها الفتى، فعل ما أشاء بها الليلة، ألا تشعر بالغضب؟""غضب؟ من مهرج مثلك؟" رد أحمد بابتسامة."ههه، ألم تعد تهيم بحب هند كما كنت؟ واضح أنك تهتم كثيرًا، لكنك تتظاهر بالعكس. أحمد، أنت فعلًا مصدر للسخرية، اعترف بفشلك كرجل بكرامة."نقرت السكرتيرة أمينة على أظافرها، وقالت: "بالطبع، السيد نور الدين يتفوق عليك بمراحل. الفارق بينكما شاسع لدرجة أن الشعور بالغيرة أمر غير وارد بالنسبة لك."هز أحمد رأسه قائلًا: "لقد عملت مع هند ثلاث سنوات، وتعرفت علي طوال هذه الفترة، إذا كنت تعتقدين أن السيد نور الدين أفضل، فدعيه يحاول استفزازي مرة أخرى.""في الم