مشاركة

ندم زوجتي بعد الطلاق
ندم زوجتي بعد الطلاق
مؤلف: لؤي الشعلان

الفصل 1 الطلاق

مؤلف: لؤي الشعلان
"قم بتنظيف الأرضية جيدًا."

"بعد قليل، ستأتي هند الهاشمي مع نور الدين التميمي من مدينة الشرق إلى منزلنا للتحدث عن العمل. إذا رأيت ذرة غبار واحدة، فلن أتركك."

كانت الحماة، خديجة السعيد، مستلقية على الأريكة، تنقع قدميها في الماء وتصدر أوامرها بغطرسة.

كان أحمد الجبوري يحمل الممسحة، ويتنقل بين الحمام والغرف مرارًا وتكرارًا دون أي شكوى.

"تأكل وتشرب من تعب ابنتي كل يوم، ومع ذلك لا تعمل بجهد. حتى تربية كلب ستكون أفضل منك، أيها العاجز."

رمت خديجة السعيد بنظرة إليه، ورفعت قدميها في تحدٍ، وألقتها بالماء من قدميها، ثم رفعتهما على الطاولة لتُظهر مكانتها في هذا المنزل

توقف أحمد الجبوري فجأة للحظة.

شعر بغضبٍ مفاجئٍ جعله يحكم قبضته.

"ماذا؟ هل تعترض؟"

"لا، يا أمي." قال أحمد الجبوري بابتسامةٍ متكلفةٍ.

تنهدت خديجة السعيد ببرود، وقالت: "من الأفضل ألا يكون لديك."

"تعال، امسح لي قدمي، وتخلص من ماء غسيلها."

اقترب أحمد الجبوري وانحنى على الأرض.

فجأة، قامت خديجة السعيد بركل حوض الغسيل، فاندلق الماء على أحمد الجبوري وبلل ملابسه.

"لا تظن أني لا أعرف ما الذي يدور في رأسك، هل تشتم في سرك؟"

"اسمعني أيها الجبوري، أنا الأكبر هنا، وابنتي نفسها تستمع إلي. إذا كان لديك أي استياء مهما بلغ حجمه، فالزم الصمت. هل تريد أن تعارضني؟ صدقني، سأرميك للمبيت في الشارع هذه الليلة!"

مسح أحمد الجبوري وجهه بهدوء، بينما علت وجهه ملامح الغضب المكبوت.

"يا أمي، تزوجت هند منذ ثلاث سنوات، ومن أجل دعم مسيرتها المهنية، تحملت كل شيء في المنزل دون تذمر فقط لأتأكد أنها لن تواجه أي ضغوط من عائلتها. لكن ألا تعتقدين أنك أفرطت في استغلالي هاتين السنتين؟"

تغيرت ملامح خديجة السعيد، وكأنها جلست على زنبرك. قفزت فجأة وصفعته على وجهه.

لم يتحرك أحمد الجبوري، وتلقى الصفعة بكل هدوء.

"أيها الجبوري، هل فقدت احترامك لي؟ كيف تجرؤ على معارضتي؟ كم أصبحت جريئًا!"

"أنت مجرد رجل بلا كرامة تعيش على حساب ابنتي، ومع ذلك لديك الجرأة؟ إذا كنت شجاعًا بالفعل، طلق هند. هل لديك الشجاعة لذلك؟" قالت خديجة السعيد بضحكة مريبة.

تنهد أحمد الجبوري بعمق.

كان يعرف تمامًا ما يدور في عقل حماته.

عندما تزوجا، لم تكن هند تملك شيئا، وكانت عائلتها مديونة بمئات الآلاف من الدولارات. كان هو من سدَد تلك الديون وساعدها في تأسيس شركتها الأولى.

في ذلك الوقت، كان صهرًا مثاليًا في نظر حماته.

لكن مع ازدهار مسيرة هند المهنية، بدأت خديجة السعيد تفكر في أمورٍ أخرى.

كانت تريد أن يتطلق الاثنين.

كانت ترغب في زواج هند من أحد أبناء العائلات الثرية لتشكيل تحالف قوي.

أرادت التخلص من هذا الرجل الذي أصبح بعد الزواج مجرد شخص يؤدي الأعمال المنزلية ويعتني بالعائلة.

كانت تعلم أن هند لن تطلب الطلاق أبدًا، لذا خططت لإجباره على الرحيل من خلال التضييق عليه وإذلاله ليتركها، ويتزوجها أحد أبناء العائلات الثرية.

ولكنها لم تكن تعرف أبدًا أن كل ما تملكه هند الآن، وكل ما حققته من نجاحات، كان بفضل دعمه الصامت من وراء الكواليس.

"لن أطلق هند."

عندما سمعت خديجة السعيد هذه العبارة، غضبت بشدة، ورفعت يدها لتضربه، لكن أحمد الجبوري أمسك بمعصمها في اللحظة المناسبة.

"آه! أنت تؤلمني! النجدة! إنه يضربني!"

"أحمد الجبوري، ماذا تفعل؟"

في هذه اللحظة، جاء صوت بارد من عند باب غرفة المعيشة.

امرأة ترتدي فستانًا أحمرًا طويلًا، بشرتها ناعمة كالمخمل، وشعرها الأسود كالحرير. تبدو كالأميرة في نبلها، وكالجليد في برودة ملامحها. كانت تتحرك بخطواتٍ رشيقة، بجسدٍ متناسقٍ لا يمكن للعيون أن تنصرف عنه.

دخول هند الهاشميغرفة المعيشة ذات الألوان الداكنة جعلها تضيء فجأة بحيوية.

وكان بجانبها شاب أنيق يرتدي بدلة رسمية، يملك هيبة أبناء العائلات الثرية.

"هند، أنا…"

"هند، أخيرًا عدت! انظري إلى هذا الوغد، بمجرد غيابك يحاول التنمر علي. لقد ركل حوض الغسيل وأراد ضربي!" جلست خديجة السعيد على الأرض، وبدأت بالبكاء والصراخ.

"أمي، قومي أولًا."

"طالما أنا هنا، لن يتجرأ أحد على إيذائك."

قامت هند الهاشمي بفرك جبهتها بتعب واضح.

"هند، لم أفعل…"

"كفى!"

قاطعته هند بصوت حازم قبل أن يكمل كلامه.

"أحمد الجبوري، أنا مرهقة حقًا، وأنت خيبت أملي كثيرًا."

"ساعد أمي على الوقوف واعتذر لها." قالت هند بنبرة لا تقبل النقاش.

نظر أحمد الجبوري إليها مصدومًا، وكان بريق عينيه يتلاشى تدريجيًا مع تصاعد شعور قوي بخيبة الأمل في داخله.

"ألم تسمع ما قلت؟ قلت لك اعتذر لأمي!"

"لا بأس، الأمر كله خطأي. أنت مرهقة جدًا من عملك خارج المنزل، والآن عليك الاهتمام بمشاكل البيت. لا بأس بأن أتحمل بعض الإهانة." قالت خديجة السعيد بنبرةٍ مليئةٍ بالشكوى.

"هند، في عائلاتنا الثرية، من يعصي أوامر العائلة يحرم من جميع الموارد المالية. أما إذا تجرأ أحد الأبناء على معارضة كبار العائلة، فيعاقب بشدة، وأحيانًا يطرد نهائيًا. وبالنسبة لضرب الكبار، فهكذا أشخاص يعاملون كالكلاب!"

تقدم الشاب الأنيق بجانب هند الهاشمي، نور الدين التميمي ليمد يده ويساعد خديجة السعيد على الوقوف.

"خالتي، هل أنت بخير؟ هل تحتاجين الذهاب للمستشفى؟"

"لا، لا حاجة. لم أتعرض لأي أذى."

ابتسمت خديجة السعيد بسعادة وهي تنظر إلى نور الدين التميمي، وقالت: "لابد أنك الشاب التميمي من مدينة الشرق! سمعت عنك كثيرًا من هند. يا ليتك تكون صهري! سيكون هذا بالنسبة لي حلمًا يتحقق!"

"أمي!" قالت هند الهاشمي بحدة وهي تنظر إليها بانزعاج.

"هند، هل ما زلت أعني لك شيئًا؟"

سأل أحمد الجبوري فجأة وهو يقف جانبًا.

أدار نور الدين التميمي رأسه قليلًا لينظر إليه، وقال: "أنت أحمد الجبوري، صحيح؟ سمعت عنك عدة مرات أثناء حديث هند."

"بصراحة، أنت مجرد كلب يعيش على ما يقدمه له الآخرون. من أنت لتتحدث عن الاحترام؟"

خفضت هند الهاشمي رأسها دون أن تجيبه. ثم أخذت نفسا عميقا وأخرجت من حقيبتها عقدًا مكتوبًا.

"أحمد الجبوري، فكرت طويلًا، وأعتقد أنه من الأفضل أن ننفصل."

وضعت اتفاقية الطلاق على الطاولة. كان من الواضح أنها أعدتها منذ فترة طويلة لكنها ترددت في إخراجها.

على عكس الحزن الذي ظهر على وجه أحمد الجبوري، كانت خديجة السعيد على وشك القفز من شدة السعادة.

كانت تنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر لتتخلص من هذا الرجل العاجز. لحسن الحظ، لم يكن لديهما أطفال، وإلا لكانت حياة ابنتها ستتدمر.

"لماذا؟"

طأطأ أحمد الجبوري رأسه وحدق في اتفاقية الطلاق. بالرغم من كثرة التساؤلات التي دارت في ذهنه، لم يستطع سوى أن يسأل: "لماذا؟"

لماذا؟ هذا الوغد يجرؤ على السؤال؟ كادت خديجة السعيد تصاب بنوبة قلبية من الغضب، وقبل أن تبدأ بالصراخ، أشارت إليها هند الهاشمي بأن تصمت.

ثم تقدمت هند نحو أحمد الجبوري وأعطته قلمًا.

"إذا كنت تريد أن تعرف السبب، فهو أننا نسير في طريقين مختلفين. ما نراه وما نعيشه أصبح مختلفًا تمامًا. أنت لست الرجل الذي يمكنه مرافقتي في رحلتي نحو القمة. نحن نتباعد فقط، وهذا الزواج محكوم عليه بالفشل."

"بلوغ القمة......"

تنهد أحمد الجبوري بعمق، ولم يكن واضحًا ما إن كان يبتسم أم يبكي. "عندما اخترتك، كنت أعرف أنك طموحة جدًا. أحببتك، لذلك تخليت عن كل شيء لدعم أحلامك. كنت أعتقد أنك بمجرد بناء شركتك وتحقيق الاستقرار، ستتوقفين للحظة وتنظرين إلى الشخص الذي كان دائمًا بجانبك."

"لكنني لم أتوقع أن ينتهي بي الأمر بسماع مثل هذه الكلمات."

كانت هند الهاشمي تشعر بالذنب، ولم تجرؤ على النظر في عيني أحمد الجبوري، فأخرجت من محفظتها بطاقة مصرفية كانت قد أعدتها مسبقًا.

"لا جدوى من الحديث. هنا مليونا دولار، مليون لسداد المعروف الذي قدمته لي في السابق، ومليون آخر كتعويض عن الطلاق. بالإضافة إلى ذلك، السيارة التي اشتريناها عند الزواج والشقة في حي السلام ستكونان من نصيبك."

"هل هذا لا يكفي؟" عندما رأت أن أحمد لم يتحرك، أخرجت بطاقة أخرى، وقالت: "هنا مليونا دولار إضافيان. المجموع أربعة ملايين. أعتقد أنني فعلت كل ما يمكنني فعله. خذها، على الأقل ليبقى بيننا بعض الذكريات الجيدة."

"هند، هل جننت؟ كان يجب أن ترمي هذا الوغد خارجًا دون أن تعطيه قرشًا واحدًا! أليس من الأفضل أن تستخدمي هذا المال لرعاية أمك أو لشراء منزل إضافي لأخيك؟"

"أمي، سأتدبر أموري بنفسي. لا تتدخلي."

كانت هند الهاشمي حازمة في كلامها.

أخذ أحمد الجبوري البطاقات المصرفية التي قدمتها هند، ثم رماها بلا مبالاة على الطاولة، وقال: "يبدو أنك الآن تفضلين حل كل شيء بالمال. هل الثروة والسلطة مهمتان لهذه الدرجة؟"

التفتت هند الهاشمي، ونظرت من خلال النافذة إلى الأفق البعيد، وعيناها تحملان لمحة من أحلام كبيرة كالمحيط والنجوم.

"أن تبلغ القمة وتنظر إلى كل شيء من الأعلى، هذا حلم لا يستطيع أولئك الذين يقفون في القاع فهمه. هذه هي الفجوة بيننا، ولن تفهم أبدًا ما أريده حقًا."

من وجهة نظر هند الهاشمي، اختلاف المستويات الفكرية يجعل استمرار الزواج بلا فائدة، بل يزيد من معاناة الطرفين.

"نعم، هذا صحيح." قال أحمد الجبوري وهو يهز رأسه: "لن أفهم أبدًا ما تريديه. كل ما كنت أفعله هو أن أحمل لك المظلة عندما تمطر، وأعد لك العلاج عندما تؤلمك معدتك، وأركض كل صباح مسافة طويلة لأشتري لك الفطور الذي تحبينه، وأبقي المنزل نظيفًا ومرتبًا لتعودي إليه وأنت في حالة مزاجية جيدة."

تنفس أحمد الجبوري بعمق، ثم أشار إلى نور الدين التميمي، وقال: "سمعت شائعات كثيرة عن تقربك منه مؤخرًا. هل هو أحد أسباب رغبتك في الطلاق؟"

ترددت هند الهاشمي قليلًا، ثم أومأت برأسها قائلةً: "هذا صحيح."

"حسنا، لقد حصلت على الإجابة التي أريدها."

"أتمنى لك السعادة في المستقبل."

لم يتردد أحمد الجبوري بعد ذلك، أمسك بالقلم ووقع اسمه على اتفاقية الطلاق.

الطيور والأسماك لا تسلكان الطريق نفسه، ومنذ هذه اللحظة، لن يلتقي دربهما أبدًا. تحول بريق عينيه الدافئ إلى برودةٍ قاتلةٍ.

دفع البطاقتين المصرفيتين اللّتين تحتويان على أربعة ملايين دولار باتجاه هند الهاشمي، ثم مد يده إلى القلادة المعلقة حول رقبتها، وأخذها قائلًا بعينين حمراوين: "سأحتفظ بهذه القلادة، أردت تقديمها لزوجتي، وأنت الآن لم تعودي كذلك."

لم تقل هند شيئًا، وأعطته القلادة. كان الحزن واضحًا في عيني أحمد الجبوري وهو يلتفت ويقول: "هند، بصراحة...... أنا نادم على معرفتك."

راقبت هند الهاشمي أحمد وهو يغادر، ولم يلتفت. شعرت بشيء ما يتركها، وكأن فراغًا كبيرًا اجتاح قلبها.

في هذه اللحظة، لم تسعد هند الهاشمي بالحرية كما تخيلت. كل ما شعرت به كان فراغًا وغصةً غريبة.

الفصول ذات الصلة

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 2 المهر الذي قدّمه

    "هند، تهانينا على استعادة حريتك." قال نور الدين التميمي وهو يقترب منها. أسرعت خديجة السعيد بأخذ البطاقتين المصرفيتين من على الطاولة وهي تبتسم بسعادة، وقالت: "هند، لماذا هذا الوجه العابس؟ تخلصت من ذلك العاجز، ومن الآن فالسماء واسعة، والآفاق مفتوحة أمامك، يجب أن تكوني سعيدة." "سيد نور الدين، لا تغادر اليوم. سأطلب إعداد أفضل الأطعمة والمشروبات لنقضي وقتًا رائعًا معًا. ففي النهاية، سنصبح عائلةً واحدة، أليس كذلك؟" ضحك نور الدين التميمي، ووافقها الرأي على الفور. نظرت هند الهاشمي إليهما، وتنهدت بعمق. في الحقيقة، لم تكن هند قد أحضرت نور الدين لتعلن لعائلتها عن علاقتهما، بل فقط لتجعل السيد أحمد يفقد الأمل تمامًا. رغم أن مكانة نور الدين التميمي تتناسب معها تمامًا، إلا أنها لم تستطع أن تفكر بأي شيء إضافي الآن. "سيد نور الدين، أمي، أنا متعبة. سأذهب لأرتح قليلًا. لا داعي لمناداتي على العشاء" لا تعرف هند السبب، لكن على الرغم من أن عبئا كبيرًا قد أزيح عن صدرها، إلا أنها لم تستطع الشعور بالسعادة. عادت إلى غرفتها وهي شاردة الذهن. في الغرفة، كانت صورها مع السيد أحمد موضوعة بعن

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 3 إشعال الغضب

    كانت تعابير وجه خديجة السعيد لا توصف. ذلك العاجز قدم مجموعة من التحف الأثرية كمهر؟ وبعد ثلاث سنوات، لم يكتشف أحدًا من عائلتهم قيمتها. زوجها إلياس الهاشمي يدخن يوميًا غليونًا أثريًا، ويتلاعب بقطع تاريخية قيمتها ملايين الدولارات. يا إلهي! شعرت أنها ستجن! "ذلك العاجز أحمد، من أين حصل على هذه التحف؟" "ألا تجدون الأمر غريبًا؟ لم يتحدث عن هذه التحف مطلقًا، ولم يأخذها بعد الطلاق. أعتقد أنه سرقها من مكانٍ ما، ولم يجرؤ على أخذها. إنها مسروقة، كلها مسروقة!" قالت خديجة السعيد وهي متأكدة. "إذًا، هل علينا إبلاغ الشرطة؟" سأل إلياس الهاشمي بقلق، وقد شحب وجهه عندما سمع أنها مسروقة، خاصةً بعد أن لعب بها لفترة طويلة. هل سوف يتورط فيه؟ "هل أنت غبي؟ إذا أبلغنا الشرطة، سيأخذونها كلها. على أي حال، المدعو أحمد هو من سرق هذه الأشياء، ما علاقتنا نحن بالأمر؟" "وإذا حدث شيء، سنقول ببساطة أننا لا نعرف شيئًا!" "بالضبط! نحن الضحايا هنا. المدعو أحمد هو من قام بكل شيء. إذا حدثت مشكلة، سيقع هو في المتاعب، وإذا لم يحدث شيء، ستبقى التحف لدينا." قال آدم الهاشمي بذكاء. "ابني العزيز دائمًا ذكي!" قالت

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 4 إبراح آدم ضربًا

    اتسعت حدقتا أحمد في اللحظة التي تحطمت فيها القلادة، وتحولت عيناه إلى نقطة سوداء صغيرة. كانت هذه القلادة تذكارًا قدمته له والدته عندما غادر العائلة، لتكون هدية يقدمها للمرأة التي سيحبها بصدق في المستقبل. كانت هذه القلادة بمثابة إثبات لزوجة عائلة أحمد، ولا يوجد لها مثيل في العالم، وقيمتها تفوق التصور المادي. "أوه، لقد تحطمت بهذه السهولة؟ يا لها من قطعة رخيصة! أهذا ما تسمونه كنزًا؟ أمي، لابد أنك كنت مخطئة!" قال آدم الهاشمي بابتسامةٍ ساخرةٍ، وبدا غير مكترث. هذه الكلمات أطلقت شرارة غضب أحمد. "أتحفر قبرك بنفسك؟" أمسك أحمد بياقة قميصه بقوة رهيبة، وكاد يسحق حنجرته. "أحمد، دعني! ما الذي تنوي فعله؟" صاح آدم الهاشمي وهو يتصبب عرقًا باردًا، مستغربًا من القوة الهائلة لهذا الشاب. لو كان شخصًا آخر، لكان أحمد قد قتله بالفعل، لكنه كبح جماح غضبه لأنه شقيق هند. صفعه عدة مراتٍ على وجهه، ثم ألقاه عند الباب كما لو كان كلبًا ميتًا. "أنتما الاثنان، ارحلا من هنا. لا أريد أن أرى أي شخصٍ من عائلة الهاشمي في حياتي مجددًا، بما في ذلك هند" أخيرًا، استوعبت خديجة السعيد ما حدث عندما رأت ابنها

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 5 سوف أتصل به

    ماذا...... ماذا؟ اعتقدت خديجة السعيد وآدم الهاشمي في البداية أنهما أخطآ السمع. إغراقهما في مدينة النهر الجنوبي؟ أهذه مزحة؟ هل تنوي قتلهم بالفعل؟ ولكن عندما بدأ الرجال في ربط الأوزان الثقيلة بهما، أدركا أن هذه المرأة لم تكن تمزح، إنها مجنونة وتريد قتلهما! "إنه سوء فهم يا سيدتي الجميلة، هذا كله مجرد سوء فهم! أرجوك أطلقينا، وستقدم لك عائلة الهاشمي مكافأة كبيرة!" قالت خديجة السعيد بذعر، متوسلةً ومعتذرة. في هذه الأثناء، استعاد آدم الهاشمي وعيه، وبدأت ساقاه ترتجفان بشدة، بينما تدفق سائل ساخن على فخذيه، ناشرًا رائحة كريهة في الهواء. قامت ليلى المرسي بإمساك أنفها بيدها، وصعدت الدرج. وعندما وصلت إلى أحمد، مدت يدها البيضاء الناعمة بابتسامةٍ خفيفةٍ، وقالت: "مرحبًا أيها الطبيب أحمد. أنا ليلى المرسي، جئت بأمر من والدي لأرافقك." لم يمد أحمد يده لتحيتها، واكتفى بإيماءة رأس خفيفة. انزعجت ليلى المرسي، وعبست قليلًا. يا له من رجل مغرور! ليلى المرسي، الأميرة الكبرى لاتحاد البحار الأربعة، كم من الرجال الأثرياء وذوي النفوذ يتوقون لنيل إعجابها! وكم من النبلاء سعوا لرؤيتها ولو لمرة

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 6 مواجهة

    عندما سمعت خديجة السعيد أن ابنتها تنوي الاتصال به، تغيرت تعابير وجهها فجأة، وفي اللحظة التالية، ارتسمت على وجهها ابتسامة عريضة، وقالت بنبرة عاطفية:"لا داعي لذلك، يا حبيبتي. صحيحٌ أنني أكره ذلك الوغد، لكني لست عديمة الضمير. كنتما معًا لسنوات، لا أريد أن أضعك في موقف صعب، فلا تتصلي به. إذا استطعتي أن تكوني سعيدة مع نور الدين، فأنا راضية تمامًا. وما خطب الصفعتان؟ هذا قليلٌ جدًا، وأنا مستعدة لتحمل هذا النوع من الإهانة.""أمي......" شعرت هند الهاشمي بالضيق عند سماع هذه الكلمات، فلطالما رأت والدتها امرأة متسلطة، وعنيدة، وغير منطقية، ولم تكن تتحمل أي ظلم، بل كانت تسعى دائمًا للانتقام واسترداد حقوقها حتى النهاية، لكنها في هذه المرة قد تغيرت حقًا.وبطبيعة الحال، تغير أحمد أيضًا، فأصبح غريبًا...... غريبًا لدرجة أنها لم تعد تعرفه."آه يا هند! لا تشغلِ بالك بي الآن، تأكدي فقط ألا تتعاملي مع ذلك الوغد مرة أخرى، وسأكون سعيدة جدًا. اذهبي وركزي على عملك." قالت خديجة بابتسامةٍ مشرقة عندما لاحظت أن ابنتها بدأت تتردد.وقف نور الدين التميمي بجانبها، ووضع يده برفق على خصرها قائلًا: "بالطبع يا هند، أل

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 7 لن أسمح لأي طبيب آخر بعلاجهم

    كان أحمد هادئًا للغاية، هدوءًا جعل القشعريرة تسري في جسد ليلى المرسي الجالسة بجواره.على الجانب الآخر من المكالمة، استمرت هند في التنفيس عن غضبها، وتوجيه الاتهامات والتذمر من أحمد."لا تجد ما تقوله، أليس كذلك؟ هذا النوع من الأشخاص يجب أن يتم كشفه على حقيقته، وإلا ستستمر في خداعي بوجهك الزائف. كم تثير اشمئزازي!""هل انتهيت؟" قال أحمد بهدوء.ارتعشت أطراف هند من شدة غضبها. أنتهيت؟ كيف يجرؤ على عدم تفسير ما حدث بجدية؟ انتهيت أم لم أنته، ماذا الذي قد يغيره ذلك؟ هل يعتقد أحمد أنني سأترك الأمر يمر هكذا؟ في مدينة النهر الجنوبي، لا أحد يجرؤ على المساس بأسرتي، ولا حتى بي أنا –هند-!"أحمد! أحذرك! لديك فرصة واحدة لتفسير الأمور، فإذا وصلت أنا أو خطيبي إليك، سيكون الأوان قد فات!"قهقه أحمد باستخفاف: "لقد تطلقنا للتو اليوم، وقد خُطبت بالفعل؟ أنت حقا سريعة في التصرف يا هند، ومع ذلك، فلن تحصلي على تفسيراتي مني. إذا أردتِ إجابات، فاذهبي واسألي والدتك وأخيك، ربما يمكنهم شرح الأمور لك.""أنت! أحمد، أيها النذل الحقير، ألا تعرف كيف تحترم نفسك؟" صرخت هند بغضب شديد."نذل؟ شكرًا يا هند على هذا المديح.

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 8 سأكون رهن إشارتك

    "أنا كمال الذي يمارس مهنة الطب منذ أكثر من خمسين عامًا، وأعتز بكرامتي،و بما أن والدك استدعاني لعلاج المرضى، فجميع المرضى يجب أن يكونوا تحت مسؤوليتي الكاملة. لكن سماحك لشخصٍ غير معروف الاسم والهوية يتولى مرضاي هو وصمة عار لا يمكن محوها في مسيرتي المهنية. أتمنى أن تفهمي ذلك يا آنسة ليلى."وقف كمال أمام الباب، ويبدو أنه مصر على عدم السماح لأحمد الجبوري بالدخول بأي حال.ضحك أحمد الجبوري من تصرف العجوز الغريب، وقال ساخرًا: "يا سيدي الكبير، لدي سؤال لك: إذا كنت ترى أن السماح للآخرين بمعالجة مرضاك الذين عجزت عن علاجهم هو إهانة كبيرة، فهل تعتقد أن ترك مرضاك يعانون حتى الموت بسبب عجزك ليس عارًا عليك؟"صدم كمال من هذا الرد، فلم يتوقع أن يكون حديث أحمد بهذه الحدة، مما جعله عاجزًا عن الرد للحظة."أيها الصغير، كيف تجرؤ على انتقاد أسلوبي في العمل؟""آنسة ليلى، يجب عليك طرد هذا النصاب فورًا، وإلا سأغادر ولن أستمر في علاج هؤلاء المرضى!"تغيرت ملامح وجه ليلى، وشعرت بالإحراج.حاولت بالفعل تلطيف الموقف، لكن هذا العجوز وضعها في موقف صعب بطريقته تلك، وكأنه تعمد إزعاجها.أحمد الجبوري هو الشخص الذي أ

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 9 رفضها

    لطالما اشتهرت ليلى المرسي ببرودتها التي أكسبتها لقب الأميرة باردة الجمال، ولكن تصرفاتها الآن تناقض تمامًا هذه السمعة، إذ ألقت بنفسها في أحضان رجل بكل جرأة.لم تجرؤ على التفكير بمثل هذه التصرفات في الماضي.ولكنلا أحد يفهم المعاناة والظروف الصعبة التي تمر بها الآن؛ فعائلة المرسي التي وصلت إلى قمة عالم التجارة بعد مئة عام من عمل شيوخ العائلة الدؤوب، لا يمكنها أن تفقد هذا الإرث بأي ثمن.لكنها الآن تواجه أزمة قد تطيح بعائلة المرسي بالكامل، بل وحتى باتحاد البحار الأربعة، وهو ما لا تستطيع بأي حال من الأحوال السماح بحدوثه.في هذه اللحظة، أبعد أحمد الجبوري يدها، ونظر إليها."سيد أحمد......" هل هو حقًا رجل لا تغويه المغريات؟ أم أنه قديسٌ بلا شهوات؟أم أنه ببساطة لا يهتم بها على الإطلاق؟إذا كان لا يحب المال أو السلطة ولا يغريه الجمال، فما الذي بإمكانها تقديمه له؟عندما فكرت في ذلك، ارتسمت على وجهها ملامح الحزن.ففي النهاية، هي مجرد امرأة لا تستطيع الهروب من ضعفها الداخلي، والقوة والبرودة التي تظهرها ليست سوى قناع تختبئ خلفه، لكنها في ظلام الليل، تبكي وتنهار تحت عبء المسؤوليات الثقيلة.

أحدث فصل

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 30 القسوة

    "توهج حبة الأرز؟" رفع فارس شرفي حاجبه بابتسامة، وقال: "إذا كنت تصف نفسك بهذه الطريقة، فهي مناسبة تمامًا." من الواضح أن فارس شرفي لم يفهم ما قصده أحمد الجبوري. "خذ المال واغرب عن وجهي." بعد أن قال ذلك، استدار فارس شرفي وعاد إلى السيارة، وكان يعتقد أن الحديث مع شاب صغير بهذا القدر كان كافيًا. إذا لم يكن غبيًا، فس يفهم الرسالة ويعرف حجمه الحقيقي، وما يجب عليه فعله بعد ذلك لمصلحته ومصلحة الجميع. دفع الرجل العجوز ذو الشعر الأبيض الحقيبة إلى الأمام. "خمسة ملايين؟ مبلغ كبير بالفعل، لكن للأسف، لست بحاجة إليه." "وبالمناسبة، الشخص الذي يتخلى عن زوجته وابنته ليس له الحق في الحديث عن الرؤية أو العظمة." "وكما قلت سابقًا، كيف يمكن لتوهج حبة الأرز أن يتحدى ضياء القمر؟ العالم الكبير الذي تراه، وملك شمال الأودية الذي تدعيه، قد لا يكون سوى نملة صغيرة في أعين الآخرين." استدار أحمد الجبوري وغادر، تاركًا الرجل العجوز ذا الشعر الأبيض واقفًا على ضفاف البحيرة في حالة ذهول. ربما لم ير منذ فترة طويلة شابًا بهذه الجرأة، فلم يرتبك أمام فارس شرفي ولم يتأثر بخمسة ملايين. هذا ليس شيئًا

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 29 الغرور

    "جمال ابنتي آسر، وهي بريئة لم تختبر الحياة بعد، ولا تفهم ألاعيب المافيا، ولا تفهم سبب اقترابك منها،لكني مختلف، أنا رجل." "أنا أفهم جيدًا ما يدور في ذهن شاب صغير في العشرينيات من عمره." مد فارس شرفي يده ليبعده، وقال: "سنحل مشكلتك لاحقًا، الآن ابتعد عن طريقي." في اللحظة التالية، توتر الجو داخل الغرفة، دفعه فارس شرفي مرتين، لكن الشخص أمامه لم يتحرك قيد أنملة، وكأن قدميه مسمرتان في الأرض. ابتسم فارس شرفي بدهشة، وقال في نفسه: "الشباب يظلون شبابًا، عنيدون، لكن للأسف، هو لا يعرف من يقف أمامه، وإلا لبال على نفسه خوفًا." عندما حاول دفعه للمرة الثالثة، ضرب أحمد الجبوري يده بعيدًا. "أنت وغد تخلى عن زوجته وابنته، لا تملك الحق في أن تملي علي شيئًا." بمجرد أن قال ذلك، اندفع الحراس بملابسهم السوداء ونظاراتهم من الباب، وأحاطوا بأحمد الجبوري. كانت السكاكين البراقة على خصرهم تلمع ببريق مخيف. لم يكن هناك شك في أنه بمجرد نظرة واحدة من فارس شرفي، ستنغرس تلك السكاكين في جسد أحمد بلا رحمة. "ماذا تفعلون؟" كانت سعاد شرفي مرعوبة، لكنها وقفت بشجاعة أمام أحمد لتحميه. "فارس، لقد

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 28 الأخ أحمد

    كانت يدا حسان الكاظمي تتعرفان. لم يكن يتخيل أبدًا أن الوضع سينقلب رأسًا على عقب بهذه الطريقة. أصبح لاتحاد البحار الأربعة وعائلة البغدادينفوذًا مخيف في مدينة النهر الجنوبي دون أن يلاحظ. لكن جمعية التنين الأسود، بصفتها المسيطرة الأولى على المافيا في مدينة النهر الجنوبي، ليست جماعة ضعيفة."ههه، أيها السادة، حتى لو وافقت على رحيله، فما الفائدة؟ إذا أرادت جمعية التنين الأسود القبض على أحد، فلن ينجو حتى لو هرب إلى أقاصي الأرض، وسيجر المزيد من الأبرياء إلى الهلاك." هزت ليلى رأسها، وقالت: "ليس عليك القلق بهذا الشأن يا سيد حسان. كل ما عليك فعله هو الموافقة على رحيله الآن." بينما كان يواجه عشرات العيون، ضحك حسان الكاظمي، وقال: "يبدو أن لا خيار لي سوى الموافقة." "افتحوا الأبواب." فتحت أبواب الفندق الرئيسية على مصراعيها، ولم تصل جمعية التنين الأسود أو الشرطة بعد. "السيد أحمد، إذا لم تغادر الآن، فقد يصبح من الصعب عليك المغادرة لاحقًا. رغم أنك ماهر في القتال، إلا أن مواجهة مئات من رجال جمعية التنين الأسود ليس بالأمر الواقعي، أليس كذلك؟" قالت ليلى بابتسامة. لكن ما لم تكن

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 27 الخيار لك

    الشخص الذي نزل هو صاحب فندق القصر الملكي، حسان الكاظمي. يمتلك فندق القصر الملكي 50% من الأسهم التابعة لجمعية التنين الأسود، وصاحب الفندق حسان الكاظمي هو شريك رئيسي في الجمعية. عندما ضرب أحمد الجبوري يحيى الهاشمي، تلقى حسان الكاظمي الخبر فورًا، ورأى كل شيء من خلال الكاميرات، ثم أرسل هذه الأخبار إلى طلال الهاشمي. تلقى طلال الهاشمي الخبر في الحال، واتخذ إجراءات مباشرة. ما على حسان الكاظمي فعله الآن هو إبقاء هذا الشخص هنا، وانتظار وصول طلال الهاشمي. ولكن للأسف، هو لا يعرف أحمد الجبوري جيدًا. "حياتي لم تعد ملكي؟" ضحك أحمد الجبوري وهو ينظر إلى هاتفه. "إذا أردت الرحيل، فلا يمكنك إيقافي." "حقًا؟ إذًا، يمكنك أن تحاول." قال حسان الكاظمي بابتسامة عريضة. "بالمناسبة، نسيت أن أخبرك، لقد اتصلت بالشرطةقبل عشر دقائق، وهم في طريقهم الآن مع فرقة كاملة." نظر أحمد الجبوري إليه وعيناه مليئتان بالدهاء، وقال: "معارضتي لن تجلب لك أي فائدة." ابتسم حسان الكاظمي أكثر، وكأنه سمع شيئًا مضحكًا، وقال: "الجميع في مدينة النهر الجنوبي يعلمون أن معارضة جمعية التنين الأسود تعني الموت."

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 26 لن تتمكن من الرحيل

    "اهربي، يا هند!" صرخ نور الدين التميمي، وقد بلل بنطاله من الخوف مرة أخرى. "سيدتي هند، لا أريد أن أموت، أريد أن أعيش! سأغادر الآن، وإذا كنت بخير غدًا، سأعود للعمل." استغلت السكرتيرة أمينة الفوضى وخرجت زاحفةً. "هند، هل جننت؟ ذلك الأحمق جذب كل الكراهية نحوه. نحن فقط بحاجة إلى أن ننأى بأنفسنا عنه، وبذلك نكون قد تخلصنا من كل شيء بدون أي مشاكل! هل هناك حل أفضل من هذه؟" سحب هند الهاشمي بقوة وهي مترددة، لكنها في النهاية خرجت من فندق القصر الملكي. عندما لامسها الهواء البارد، فكرت قليلًا، ثم أخرجت هاتفها، وأبلغت الشرطة عن أحمد الجبوري. "هند، قلبك طيب للغاية، لكن يجب أن تعرفي أن الشرطة بالنسبة لجمعية التنين الأسود مجرد ديكور، ولن تفيد بشيء." "وأيضًا، هذا الأحمق هو من جنى على نفسه، ولا علاقة لنا بما يحدث!" "سيد نور الدين، أعتقد أنه عليك تدبر أمورك أولًا قبل أن تنتقد الآخرين." قالت هند الهاشمي وهي ترفع شعرها، وتنظر إليه بنظرة جانبية. نظر نور الدين التميمي إلى الأسفل، ورأى أن سرواله كان يقطر بولًا، ومع هبوب الرياح، انتشرت رائحة كريهة قوية كادت تخنق الحاضرين. "سواءً كان مته

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 25 الجو هناك مشحون إلى أقصى درجة

    في تلك اللحظة، لم يستطع أحد رؤية ما حدث، لكن الرجال الضخام الذين كانوا على وشك الإمساك بأحمد الجبوري من الخلف قد سقطوا فجأة على الأرض. كانت وجوههم مليئة بالجروح الناتجة عن اللكمات، وعظام أنوفهم وأسنانهم قد تحطمت تمامًا. وقف أحمد الجبوري ونفض الغبار عن ملابسه، ثم أخرج منديلًا ليزيل الدم عن يده. "ما...... ما الذي حدث؟" قالت هند الهاشمي وهي تحدق فيه بدهشة. كانت تعرف أن أحمد يجيد القتال، لكنها لم تتخيل أنه بهذا المستوى، فهؤلاء الرجال كان كل منهم يزن أكثر من مائة كيلوغرام! "اللعنة! هاجموه جميعًا، أمسكوه، أريد أن أقطعه إلى أشلاء!" شعر يحيى الهاشمي أن كرامته قد أهينت، وصرخ بغضب شديد. قام أكثر من عشرة رجال ضخام بالهجوم عليه دفعة واحدة، وحاصروه تمامًا. لم يكن هناك مجال للمقاومة، فحتى أبطال الملاكمة الحرة من المستوى الإقليمي لن يتمكنوا من النجاة من هؤلاء المجانين. "كراك!" من وسط المجموعة، جاء صوت كسر عظم واضح، تزامن مع صرخة مؤلمة مروعة. "ههه، هل تجيد القتال؟ وما الفائدة؟ ففي هذا الزمن، الأمور تحسم بالقوة والنفوذ، ربما تستطيع ضرب واحد، لكن هل تستطيع ضرب عشرة؟ جمعية

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 24 يبدو أنك لم تفهم كلامي

    "أسألتك كثيرة أيتها العاهرة، سوف أجيبك عندما تأتين معي."في الحقيقة، هو نفسه لا يعلم التفاصيل، وحتى والده لم يكن يعرف.كل ما يعرفه أن شيخًا مسنًا يرتدي زيًا تقليديًا وصندلًا قديمًا قد جاء إلى جمعية التنين الأسود قبل عدة سنوات، وبطريقةٍ ما، تمكن من مقابلة والده وأبرم معه اتفاقية، ومنذ ذلك الحين، توقف والده عن التدخل في شؤون هند الهاشمي، وتركها تؤسس شركاتها على أراضيه، وتوسع خطوط الإنتاج دون أن تدفع فلسًا واحدًا كرسوم الأراضي، بل وحتى قدم الحماية، حيث أزال لها العديد من المشاكل.مع أراضٍ مجانيةٍ، وأقوى فرق الحماية في مدينة النهر الجنوبي، كان من المستحيل أن تفشل.لكن مساء اليوم، اتصل ذلك الشيخ فجأة، وأعلن عن إنهاء الاتفاقية.ما أن وصل الخبر حتى تطوع فورًا، وقاد مجموعة كبيرة لاقتحام مقر مجموعة الأحلام، لكنه لم يجد هند الهاشمي هناك، وبعد الاستفسار، علم أنها في فندق القصر الملكي لحضور الحفل الليلي.فقدت هذه الفتاة دعمها، ماذا يمكنها أن تفعل الآن؟ إنها مجرد لعبة."خذوها."استدار يحيى الهاشمي وكأنه قائد منتصر، وحاول كل من في الطابق الأول تفاديه خشية التعرض لأذاه.جلست هند الهاشمي على

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 23 هند اليائسة

    "نعم، الحقيقة." قالت هند الهاشمي وهي تعض على شفتها."يا سيد يحيى، وجدناها!"فجأة، خيم الصمت على القاعة بأكملها، توقفت الموسيقى، وتوقف كل من في قاعة الرقص عن الحركة، وأعينهم متجهة نحو هند الهاشمي وأحمد الجبوري.من مدخل فندق القصر، اندفع حشد كبير من الرجال بالملابس السوداء، وفي غمضة عين أحاطوا بهند الهاشمي بإحكام، لم يتركوا أي منفذ، بل شملوا كذلك أحمد الجبوري، السكرتيرة أمينة، ونور الدين التميمي."من أنتم؟" شعرت هند الهاشمي بالضيق، إذ بدا كأن هؤلاء الرجال ينتمون للمافيا، وهي لم تتعرض لأي منهم من قبل.في هذه اللحظة، فتح الرجال بملابسهم السوداء ممرًا، وظهر شاب بشعر بني مائل للحمرة، مرتديًا ملابس نوم فضفاضة، ومعه عشر خواتم من اليشم تزين أصابعه، وتقدم بخطوات واثقة."يا...... سيد يحيى الهاشمي!"وفي الحال، انهارت أرجل بعض الحاضرين، وسقطوا جالسين على الأرض من شدة الرهبة."من هو يحيى الهاشمي؟"وامتلأت القاعة بالفضول، وكأن الجميع يلهث لمعرفة الجواب.رد أحد الكبار الذي تعامل مع المافيا، وهو يمسح عرقه: "إنه يحيى الهاشمي، ابن طلال الهاشمي، سيد العالم السفلي في مدينة النهر الجنوبي، من غيره؟

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 22 أريد الحقيقة فقط

    " لقد وافقت هند للتو على مرافقتي بعد انتهاء الحفل للشرب سويًا، وبالنسبة لما سيحدث بعد ذلك، فيجب عليك أن تفهم بما أنك رجل.""أتريد معرفة أي فندق؟ لقد حجزت بالفعل في فندق الحب الفاخر، الجناح الملكي 901 في الطابق العلوي. سأترك الباب مواربًا لتتمكن من مشاهدتنا سويًا.""حتى أنني قد أخاطر وأصورها سرًا كي تستمتع بالمشاهدة، لذا عليك أن تكون ممتنًا."نظر أحمد الجبوري إليه بنظرة باردة بلا تعبير.أشعلت تعابير أحمد الهادئة غضب نور الدين الذي قال بصوتٍ منخفض: "أيها الفتى، فعل ما أشاء بها الليلة، ألا تشعر بالغضب؟""غضب؟ من مهرج مثلك؟" رد أحمد بابتسامة."ههه، ألم تعد تهيم بحب هند كما كنت؟ واضح أنك تهتم كثيرًا، لكنك تتظاهر بالعكس. أحمد، أنت فعلًا مصدر للسخرية، اعترف بفشلك كرجل بكرامة."نقرت السكرتيرة أمينة على أظافرها، وقالت: "بالطبع، السيد نور الدين يتفوق عليك بمراحل. الفارق بينكما شاسع لدرجة أن الشعور بالغيرة أمر غير وارد بالنسبة لك."هز أحمد رأسه قائلًا: "لقد عملت مع هند ثلاث سنوات، وتعرفت علي طوال هذه الفترة، إذا كنت تعتقدين أن السيد نور الدين أفضل، فدعيه يحاول استفزازي مرة أخرى.""في الم

امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status