مشاركة

الفصل 6 مواجهة

مؤلف: لؤي الشعلان
عندما سمعت خديجة السعيد أن ابنتها تنوي الاتصال به، تغيرت تعابير وجهها فجأة، وفي اللحظة التالية، ارتسمت على وجهها ابتسامة عريضة، وقالت بنبرة عاطفية:

"لا داعي لذلك، يا حبيبتي. صحيحٌ أنني أكره ذلك الوغد، لكني لست عديمة الضمير. كنتما معًا لسنوات، لا أريد أن أضعك في موقف صعب، فلا تتصلي به. إذا استطعتي أن تكوني سعيدة مع نور الدين، فأنا راضية تمامًا. وما خطب الصفعتان؟ هذا قليلٌ جدًا، وأنا مستعدة لتحمل هذا النوع من الإهانة."

"أمي......" شعرت هند الهاشمي بالضيق عند سماع هذه الكلمات، فلطالما رأت والدتها امرأة متسلطة، وعنيدة، وغير منطقية، ولم تكن تتحمل أي ظلم، بل كانت تسعى دائمًا للانتقام واسترداد حقوقها حتى النهاية، لكنها في هذه المرة قد تغيرت حقًا.

وبطبيعة الحال، تغير أحمد أيضًا، فأصبح غريبًا...... غريبًا لدرجة أنها لم تعد تعرفه.

"آه يا هند! لا تشغلِ بالك بي الآن، تأكدي فقط ألا تتعاملي مع ذلك الوغد مرة أخرى، وسأكون سعيدة جدًا. اذهبي وركزي على عملك." قالت خديجة بابتسامةٍ مشرقة عندما لاحظت أن ابنتها بدأت تتردد.

وقف نور الدين التميمي بجانبها، ووضع يده برفق على خصرها قائلًا: "بالطبع يا هند، ألم يتم دعوتك لحضور حفل القصر الملكي الليلي في العاصمة الإقليمية الليلة؟ خذي الأمور ببساطة، سأصطحبك لشراء بعض الفساتين الجميلة، ونذهب إلى الحفلة في قمة الأناقة والسعادة."

لمعت عينا خديجة السعيد، وقالت بحماس: "نعم، نعم، حفل القصر الملكي الليلي! سمعت أنه يضم القوى الكبرى في العاصمة الإقليمية، وحتى اتحاد البحار الأربعة سيكون هناك! ابنتي، إذا تمكنت من إقامة علاقة مع اتحاد البحار الأربعة، ستكونين قد ترسخت في مدينة النهر الجنوبي بشكل نهائي. جميع العائلات الثرية والشركات الكبرى سيحسدونك ويتطلعون إليك."

ضحك نور الدين التميمي، وقال: "اتحاد البحار الأربعة ليس له تأثير فقط في مدينة النهر الجنوبي، بل يسيطر على كافة المناطق الشمالية والجنوبية من النهر. إذا تمكن المرء من بناء علاقة معهم، سيمكنه تغيير مصيره بالكامل، ولكن، تلك الأميرة الكبرى المشهورة للاتحاد معروفة بأنها امرأة متعجرفة للغاية، نيل إعجابها سيكون مهمة صعبة جدًا."

"لكن لا تقلقي، أنا أعرف بعض الأشخاص في قسم المشاريع التابع للاتحاد. إذا التقينا بهم الليلة، سأقوم بترتيب الأمور وتقديمكم لبعضكم البعض."

أومأت هند الهاشمي برأسها قائلة: "شكرًا جزيلًا لك يا سيد نور الدين."

"أمي، أرجوك اعتني بأخي جيدًا، سأتعامل مع موضوع أحمد، وسأضمن أن يدفع الثمن المناسب لما فعله."

بعد أن أنهت هند حديثها، استدارت وغادرت.

في السيارة، ظلت هند الهاشمي شاردة الذهن، فخلال السنوات التي أمضتها مع أحمد، واجهتهما خلافات ومشاكل، لكنها كانت مليئة بالسعادة والفرح أكثر من أي شيء آخر. لقد كان شخصًا أنيقًا ودافئًا، لكنها الآن ترى أن المشكلة كانت في حكمها على الأمور، لقد فشلت في كشف زيفه وخداعه، وهذا الشعور بالخداع جعل قلبها يعتصر ألمًا، وكأن سنوات من المشاعر تم إهدارها.

"سكرتيرة أمينة، أخبريني، لقد أمضيت سنوات في مجال الأعمال، وقابلت العديد من الأشخاص الذين يجيدون التظاهر والخداع، أستطيع أن أميز الخير عن الشر بنظرة واحدة، فكيف أخطأت في فهم أحمد؟ لطالما ظننت أن الطلاق كان خطئي، وأنني من ظلمته......"

تنهدت أمينة -التي كانت تقود السيارة- عند سماعها ذلك، وقالت: "مديرتي هند، مشكلتك أنك طيبة جدًا وسريعة الثقة بالآخرين، بالنسبة لأحمد، كنت أعلم منذ البداية أنه ليس شخصًا جيدًا. والآن بعد أن كُشف عن حقيقته، أصبح الأمر واضحًا لك أيضًا."

"ثم إن الحقائق واضحة أمامنا؛ كيف يمكن لأحمد أن يدعي البراءة بعد أن ضرب أمك وسيد آدم بهذا الشكل؟"

عضت هند شفتيها، وقالت: "أعلم ذلك، لكنني لا أستطيع تصديق أنه استطاع التظاهر لمدة ثلاث سنوات أمامي، كان دائمًا لطيفًا للغاية، ولم يرفع صوته علي ولو لمرةٍ واحدةٍ. حتى عندما كنا معًا، لم أقلق بشأن أي شيء يخص الطعام أو الملابس، لا أستطيع تصديق أن شخصًا مثله قد يمد يده على أمي."

"كما أنني أعرف شخصية أمي جيدًا، لا أحد يعرفها أفضل مني، خصوصًا في السنوات الأخيرة، ومع تطور شركتي وارتفاع مكانة العائلة، أصبحت أكثر غرورًا وتعجرفًا، أظنها فعلت شيئًا أزعج أحمد ودفعه لفقدان أعصابه، فضربها......"

ابتسم نور الدين التميمي بلطف، وقال: "هند، دعيني أسألك شيئًا؛ هل استجدت تلك الطباع لدى والدتك منذ طلاقك؟"

توقفت هند للحظة، ثم هزت رأسها بدون وعي.

"بالطبع لا، لطالما كانت طباع والدتنا هكذا، وأحمد يعرف ذلك جيدًا، فلماذا لم يفقد أعصابه ويضربها قبل الطلاق؟"

"هذا يعني أنه كان يكبت الكثير من الغضب بداخله لفترة طويلة، وقبل الطلاق، كان يعتمد عليك في كل شيء، حتى وإن تعرض للإهانة، فكان عليه التحمل، لكن الآن وبعد الطلاق، لم يعد لديه ما يخسره، فكشف عن وجهه الحقيقي."

أيقظتها كلمات نور الدين التميمي، نعم! هذا يفسر كل شيء؛ طباع والدتها لم تتغير، وهي هكذا منذ زمن بعيد، وأحمد كان يعرف ذلك مسبقًا، فلماذا إذن فعل ذلك بعد الطلاق؟ لأنه كان يتحمل بصمت طوال الوقت.

ابتسم نور الدين التميمي بثقة، ومد يده بشكلٍ لا إرادي نحو خصر هند، وقال: "شخصٌ فقير ومعدم مثله، حصل على فرصة الزواج من سيدة ثرية وذكية مثلك، بالتأكيد كان سيعاملك كالإلهة! كل ما رأيته منه سابقًا كان مجرد قناع متقن الصنع، أما الآن، فهذه حقيقته، مجرد وغد."

أحكمت هند قبضة يدها، ثم ضربت المقعد بقبضتها، وقالت: "يا له من حقير! لقد تمادى كثيرًا! إذا كان لديه أي شكوى أو استياء، كان بإمكانه أن يأتي إلي مباشرةً ويتحدث، ما معنى أن يمد يده على أمي وأخي؟ أي نوعٍ من الرجال يفعل هذا؟"

كلما فكرت هند أكثر، زاد غضبها، فأخرجت هاتفها واتصلت بأحمد مباشرةً.

في الجانب الآخر، كان أحمد على وشك الوصول إلى وجهته، وعندما رأى اتصالًا واردًا على هاتفه، تردد للحظة، لكنه قرر الرد في النهاية.

"هند، لم أتوقع أبدًا أن تتصلي بي." تنهد أحمد بعمق، وكأن لديه الكثير ليقوله لكنه لم يتمكن من النطق بأي شيء.

على الجانب الآخر من الخط، فوجئت هند قليلًا.

لم يتوقع أن تتصل به؟

لقد ضرب الناس؛ ضرب أمي، وأرسل أخي إلى المستشفى، ومع ذلك يقول إنه لم يتوقع أن أتصل به؟ ألا يشعر بأي ذنب حيال ما فعله؟ ألا يعلم أنني بالتأكيد سأتصل لمواجهته؟

عندما فكرت في ذلك، شعرت هند بالغضب، فابتسمت بسخريةٍ وقالت دون أي مجاملة: "أحمد، كنا معًا لسنوات، ولم أكن أتصور أبدًا أنك هذا النوع من الأشخاص؛ حقير، وقح، دنيء، منافق، وخبيث! اللوم كله علي لأنني كنت عمياء بما يكفي لأعتبرك شخصًا جيدًا. أنا نادمة لأنني عرفتك، وأكثر ندمًا لأنني تزوجتك."

"هل تعلم يا أحمد؟ طلاقي منك كان أفضل قرار اتخذته في حياتي!"

فتح أحمد فمه، لكن لم يستطع النطق بأي كلمة، فكانت كل كلمة من كلماتها كمساميرٍ تُدق في قلبه بقوة.

ففي مخيلته، حتى إذا غضبت هند فلن تفقد وقارها وتصرخ أو تشتم كالجاهلات أبدًا.

ولكنها الآن بدت كمن فقدت عقلها، وقالت له أبشع الكلمات، متخليةً تمامًا عن كل تصنع.

"لقد أخبرتك من قبل؛ إذا كانت لديك أي شكاوى أو طلبات، كان يمكنك أن تأتي وتتكلم معي، كنت سأفعل ما بوسعي من أجلك بدافع العشرة بيننا، ولكنك تجاوزت كل الحدود بضربك أمي وأخي! بأي حقٍ تفعل ذلك؟ هل تظن أن عائلتي سهلة المنال؟"

عندما لم يرد أحمد، شعرت هند أنها تملك كل الأدلة ضده، فقالت بضحكة ساخرة:

"تكلم! اشرح لي! أريد أن أسمع تبريرك الآن! وإذا لم تتمكن من إعطائي تفسيرًا يرضيني، فاستعد لمواجهة غضبي وانتقامي يا أحمد!"

الفصول ذات الصلة

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 7 لن أسمح لأي طبيب آخر بعلاجهم

    كان أحمد هادئًا للغاية، هدوءًا جعل القشعريرة تسري في جسد ليلى المرسي الجالسة بجواره.على الجانب الآخر من المكالمة، استمرت هند في التنفيس عن غضبها، وتوجيه الاتهامات والتذمر من أحمد."لا تجد ما تقوله، أليس كذلك؟ هذا النوع من الأشخاص يجب أن يتم كشفه على حقيقته، وإلا ستستمر في خداعي بوجهك الزائف. كم تثير اشمئزازي!""هل انتهيت؟" قال أحمد بهدوء.ارتعشت أطراف هند من شدة غضبها. أنتهيت؟ كيف يجرؤ على عدم تفسير ما حدث بجدية؟ انتهيت أم لم أنته، ماذا الذي قد يغيره ذلك؟ هل يعتقد أحمد أنني سأترك الأمر يمر هكذا؟ في مدينة النهر الجنوبي، لا أحد يجرؤ على المساس بأسرتي، ولا حتى بي أنا –هند-!"أحمد! أحذرك! لديك فرصة واحدة لتفسير الأمور، فإذا وصلت أنا أو خطيبي إليك، سيكون الأوان قد فات!"قهقه أحمد باستخفاف: "لقد تطلقنا للتو اليوم، وقد خُطبت بالفعل؟ أنت حقا سريعة في التصرف يا هند، ومع ذلك، فلن تحصلي على تفسيراتي مني. إذا أردتِ إجابات، فاذهبي واسألي والدتك وأخيك، ربما يمكنهم شرح الأمور لك.""أنت! أحمد، أيها النذل الحقير، ألا تعرف كيف تحترم نفسك؟" صرخت هند بغضب شديد."نذل؟ شكرًا يا هند على هذا المديح.

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 8 سأكون رهن إشارتك

    "أنا كمال الذي يمارس مهنة الطب منذ أكثر من خمسين عامًا، وأعتز بكرامتي،و بما أن والدك استدعاني لعلاج المرضى، فجميع المرضى يجب أن يكونوا تحت مسؤوليتي الكاملة. لكن سماحك لشخصٍ غير معروف الاسم والهوية يتولى مرضاي هو وصمة عار لا يمكن محوها في مسيرتي المهنية. أتمنى أن تفهمي ذلك يا آنسة ليلى."وقف كمال أمام الباب، ويبدو أنه مصر على عدم السماح لأحمد الجبوري بالدخول بأي حال.ضحك أحمد الجبوري من تصرف العجوز الغريب، وقال ساخرًا: "يا سيدي الكبير، لدي سؤال لك: إذا كنت ترى أن السماح للآخرين بمعالجة مرضاك الذين عجزت عن علاجهم هو إهانة كبيرة، فهل تعتقد أن ترك مرضاك يعانون حتى الموت بسبب عجزك ليس عارًا عليك؟"صدم كمال من هذا الرد، فلم يتوقع أن يكون حديث أحمد بهذه الحدة، مما جعله عاجزًا عن الرد للحظة."أيها الصغير، كيف تجرؤ على انتقاد أسلوبي في العمل؟""آنسة ليلى، يجب عليك طرد هذا النصاب فورًا، وإلا سأغادر ولن أستمر في علاج هؤلاء المرضى!"تغيرت ملامح وجه ليلى، وشعرت بالإحراج.حاولت بالفعل تلطيف الموقف، لكن هذا العجوز وضعها في موقف صعب بطريقته تلك، وكأنه تعمد إزعاجها.أحمد الجبوري هو الشخص الذي أ

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 9 رفضها

    لطالما اشتهرت ليلى المرسي ببرودتها التي أكسبتها لقب الأميرة باردة الجمال، ولكن تصرفاتها الآن تناقض تمامًا هذه السمعة، إذ ألقت بنفسها في أحضان رجل بكل جرأة.لم تجرؤ على التفكير بمثل هذه التصرفات في الماضي.ولكنلا أحد يفهم المعاناة والظروف الصعبة التي تمر بها الآن؛ فعائلة المرسي التي وصلت إلى قمة عالم التجارة بعد مئة عام من عمل شيوخ العائلة الدؤوب، لا يمكنها أن تفقد هذا الإرث بأي ثمن.لكنها الآن تواجه أزمة قد تطيح بعائلة المرسي بالكامل، بل وحتى باتحاد البحار الأربعة، وهو ما لا تستطيع بأي حال من الأحوال السماح بحدوثه.في هذه اللحظة، أبعد أحمد الجبوري يدها، ونظر إليها."سيد أحمد......" هل هو حقًا رجل لا تغويه المغريات؟ أم أنه قديسٌ بلا شهوات؟أم أنه ببساطة لا يهتم بها على الإطلاق؟إذا كان لا يحب المال أو السلطة ولا يغريه الجمال، فما الذي بإمكانها تقديمه له؟عندما فكرت في ذلك، ارتسمت على وجهها ملامح الحزن.ففي النهاية، هي مجرد امرأة لا تستطيع الهروب من ضعفها الداخلي، والقوة والبرودة التي تظهرها ليست سوى قناع تختبئ خلفه، لكنها في ظلام الليل، تبكي وتنهار تحت عبء المسؤوليات الثقيلة.

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 10 وما شأنك بذلك؟

    "لن أعقب عن اعتقادك أنني لم أعالج هؤلاء المرضى يا آنسة ليلى، ولا عن عدم ثقتك بي، لكن من السخيف أن تدعي شابا عديم الخبرة، حديث السن يحل محلي، ويحاول علاج مرضى عجزت –أنا- عن علاجهم. هذه إهانة لا يمكنني أن أتحملها."كان كمال واقفا خلف رجل في منتصف العمر، يتحدث بنبرة تحمل الكثير من الشكوى والمرارة."يا عمي......""ليلى، هل ما يقوله السيد كمال صحيح؟" قال لؤي المرسى بنبرة هادئة لكن مثقلة.خلال السنوات الطويلة من تقلد المناصب العليا، طور لؤي المرسي هالة مهيبة،حيث تكفي نظرة بسيطةة منه لجعل الشخص ينحني تحت وطأة تلك الكاريزما.وعلاوة على ذلك، كانت عائلة المرسى ذات تقاليد صارمة، ولم تجرؤ ليلى على التصرف بحرية أمام كبار الأسرة."رأيت أن هؤلاء المرضى على وشك الانهيار، وكل ما فعلته كان......""تصرف أحمق!"قطع لؤي المرسى حديثها، ووبخها قائلا: "السيد كمال ليس بالشخص العادي! فهو من يتحكم بسمعة الطب في مدينة النهر الجنوبي، وإذا عجز عن علاج المرضى، فهذا يعني أن القدر بنفسه قد أصدر حكم موتهم."انحنى كمال قليلا، وقال: "يا سيد لؤي، لقد بالغت قليلا، ولكن كأطباء، فنحن نسعى دائما لبذل قصارى جهدنا في ت

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 11 أرني ما لديك

    شعرت هند بتوقف أنفاسها في حلقها، وكادت تفقد وعيها.الرجل الذي لطالما سمع كلامها وأطاعها، يبدو الآن وكأنه لا يعيرها أي اهتمام، وكأنها أقل من مجرد غريبة بالنسبة له."أحمد الجبوري، تضرب أمي وأخي، ولم تكتفي بعدم شعورك بالذنب، بل وتبدو واثقةً تمامًا من نفسك، فهل تعتقد أنني -هند الهاشمي- سهلة الاستغلال؟ أم أنك تعتمد على علاقتنا التي دامت ثلاث سنوات فتتصرف وكأنك لا تخشى شيئًا، وتعتقد أنني لن أفعل لك شيئًا؟"عدّلت هند شعرها، وقالت: "يبدو أنك لم تفهمني أبدًا على حقيقتي."ابتسم أحمد بخفة، وقال: "في اللحظة التي أظهرت فيها أوراق الطلاق، فهمت كل شيء، ولحسن الحظ، لم يكن الأوان قد فات بعد."أدركت هند أنه أساء فهمها، وعرفت جيدًا ما كان يقصده من بين السطور، لكنها لم تهتم."ما أعنيه هو أنك لا تعرف من أنا حقًا، ولا تعرف ماذا يمكنني أن أفعل لأعدائي، وإذا كنت تعتقد أنني -هند الهاشمي- سأتركك بلا انتقام بسبب ذكرياتنا، فأنت مخطئ تمامًا، فانتقامي سيهوي بك إلى الجحيم، وأنا لا أمزح."حافظ أحمد على ابتسامته، وقال: "وماذا بعد؟""وماذا بعد؟ أحمد الجبوري، لا أعلم من أين لك هذه الجرأة!""لا تنس أن لدي ثلاث ش

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 12 أنا حبيبة أحمد

    ماذا؟ أيتحدى السيد نور الدين؟"ألا يخاف الموت؟ من يظن نفسه؟ فحتى لو كان أحد أبناء العائلات الأربع الكبرى، لكان قد أظهر بعض الاحترام للسيد نور الدين، أليس كذلك؟"ابتسم نور الدين التميمي بغضبٍ مكتوم، وأحكم قبضة يده لتصدر منها أصوات فرقعة كالفاصوليا وهي تقلى."هند، لقد رأيت بنفسك، لم أكن أريد التدخل، لكن يبدو أن هناك من يحتاج إلى القليل من الترويض."وقفت هند الهاشمي بوجه جامد دون أن تنطق بكلمة."ههه، كنت أعتقد أنك لو ركعت وقمت بلعق حذائي، فسأطلق سراحك بلا مقابل اليوم، لكن من الواضح أنك لا تدرك خطورة الوضع.""إذًا، سأعطيك اليوم درسًا، عنوانه: كم هي هشة عظام الأنف!"تغيرت ملامح نور الدين التميمي على الفور لتصبح مشوهة من الغضب، وقفز فوق الطاولة موجهًا لكمة إلى وجه أحمد الجبوري، حيث تطايرت خصلات شعره الأمامية بفعل الرياح العاتية، واقتربت قبضة يده بسرعة من عينه.ساد الصمت المكان، لدرجة أن صوت سقوط الإبرة يمكن سماعه.مرت ثانية، ثم ثانيتان!تسللت قطرات عرق من جبين نور الدين التميمي، وابتلع ريقه بصعوبة، محدقًا في خصمه.في تلك اللحظة، كان معصمه ممسوكًا بإحكام من قبل خصمه، ورغم أن قبضته

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 13 رهان

    قلب أحمد الجبوري عينيه بملل.لم يكن يدري ما الذي تخطط له ليلى المرسي.ولكن بدا أنه بلا حاجة لأي تفسير الآن، فبعد انتهاء زواجه من هند الهاشمي، أصبح كل ما يفعله ومن يرافقه أمرًا يخصه وحده.في الجهة المقابلة، كانت عينا ليلى تتفحصان هند الهاشمي بلا توقف.هذه هي طليقته إذًا، تلك التي كانت السبب في غضبه وفقدانه السيطرة على مشاعره.مظهرها ليس سيئًا، وأسلوبها أنيق إلى حدٍ ما، لكن بالمقارنة معها، ينقصها بعض السحر والجاذبية.لا أحد يعلم ما الذي دار ببال ليلى، لكنها ابتسمت بخفة، وتقدمت نحوها، ومدت يدها قائلةً: "الآنسة هند، لقد تحدث أحمد كثيرًا عنك. تشرفت بلقائك، وأتطلع للمعرفة طيبة بيننا."لم ترغب هند الهاشمي في فقدان كرامتها أمام هذا الحشد، فمدت يدها بأدب.وفي نفس الوقت، بدأت تتفحص الأخرى خلسةً.لطالما كانت تعتبر نفسها جميلة بلا منافس، ولكنها الآن اضطرت للاعتراف بأن هذه المرأة التي أمامها جميلة للغاية، فجمالها لا يشوبه شيء، حتى أنها تبدو من بعض الجوانب أكثر فخامة وثقة بالنفس منها."لم أسمع أحمد يتحدث عنك من قبل، هل تعرفتما مؤخرًا؟ أم...... أنكما تعرفان بعضكما منذ زمن؟" قالت هند وهي تعض

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 14 الحيلة

    "رهان؟""نعم، رهان! سنقيم الثروة، السلطة، والقدرات الشخصية بشكل شامل لمدة ثلاثة أشهر، لنرى من هو الأفضل." قالت ليلى بثقة كبيرة."أيتها الجميلة، هل تمزحين؟ كيف يمكن لهذا الوغد أن ينافسني حتى إن أمهلته ثلاثة سنوات أو ثلاثين سنة، وليس ثلاثة أشهر فقط؟ فأنا لو جلست بلا عملٍ، سأكسب ملايين في الشهر، بينما هو لو جلس بلا عمل سيموت جوعًا في ثلاثة أيام، كيف يُقارن بي إذًا؟""السيد نور الدين محق، هذا النوع من الرهانات غير ضروري، فلكلٍ حياته، وهناك طبقات لن يستطيع الوصول إليها حتى لو عمل جاهدًا طوال حياته، وباعتبار أننا كنا زوجين، فلا أريد أن أسبب له المزيد من المتاعب. أعتقد أن هذا العرض الهزلي قد وصل إلى نهايته."لم تتمالك ليلى نفسها، وضحكت ساخرةً: "أخي أحمد، يبدو أنهم قللوا من شأنك."عبست هند الهاشمي قليلًا، ولم تستطع تحمل ضحكة تلك المرأة المليئة بالدلال والاحتقار في آنٍ واحد."حسنًا، بما أنك تريدين الرهان، سأشاركك. المدة ثلاثة أشهر، صحيح؟ وما الرهان؟"أشارت ليلىإلى المبنى الضخم ذو البرج المدبب المقابل لفندق القصر الملكي."الرهان هو أن تقفي على قمة برج إعلام مدينة النهر الجنوبي، وتعلني ل

أحدث فصل

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 30 القسوة

    "توهج حبة الأرز؟" رفع فارس شرفي حاجبه بابتسامة، وقال: "إذا كنت تصف نفسك بهذه الطريقة، فهي مناسبة تمامًا." من الواضح أن فارس شرفي لم يفهم ما قصده أحمد الجبوري. "خذ المال واغرب عن وجهي." بعد أن قال ذلك، استدار فارس شرفي وعاد إلى السيارة، وكان يعتقد أن الحديث مع شاب صغير بهذا القدر كان كافيًا. إذا لم يكن غبيًا، فس يفهم الرسالة ويعرف حجمه الحقيقي، وما يجب عليه فعله بعد ذلك لمصلحته ومصلحة الجميع. دفع الرجل العجوز ذو الشعر الأبيض الحقيبة إلى الأمام. "خمسة ملايين؟ مبلغ كبير بالفعل، لكن للأسف، لست بحاجة إليه." "وبالمناسبة، الشخص الذي يتخلى عن زوجته وابنته ليس له الحق في الحديث عن الرؤية أو العظمة." "وكما قلت سابقًا، كيف يمكن لتوهج حبة الأرز أن يتحدى ضياء القمر؟ العالم الكبير الذي تراه، وملك شمال الأودية الذي تدعيه، قد لا يكون سوى نملة صغيرة في أعين الآخرين." استدار أحمد الجبوري وغادر، تاركًا الرجل العجوز ذا الشعر الأبيض واقفًا على ضفاف البحيرة في حالة ذهول. ربما لم ير منذ فترة طويلة شابًا بهذه الجرأة، فلم يرتبك أمام فارس شرفي ولم يتأثر بخمسة ملايين. هذا ليس شيئًا

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 29 الغرور

    "جمال ابنتي آسر، وهي بريئة لم تختبر الحياة بعد، ولا تفهم ألاعيب المافيا، ولا تفهم سبب اقترابك منها،لكني مختلف، أنا رجل." "أنا أفهم جيدًا ما يدور في ذهن شاب صغير في العشرينيات من عمره." مد فارس شرفي يده ليبعده، وقال: "سنحل مشكلتك لاحقًا، الآن ابتعد عن طريقي." في اللحظة التالية، توتر الجو داخل الغرفة، دفعه فارس شرفي مرتين، لكن الشخص أمامه لم يتحرك قيد أنملة، وكأن قدميه مسمرتان في الأرض. ابتسم فارس شرفي بدهشة، وقال في نفسه: "الشباب يظلون شبابًا، عنيدون، لكن للأسف، هو لا يعرف من يقف أمامه، وإلا لبال على نفسه خوفًا." عندما حاول دفعه للمرة الثالثة، ضرب أحمد الجبوري يده بعيدًا. "أنت وغد تخلى عن زوجته وابنته، لا تملك الحق في أن تملي علي شيئًا." بمجرد أن قال ذلك، اندفع الحراس بملابسهم السوداء ونظاراتهم من الباب، وأحاطوا بأحمد الجبوري. كانت السكاكين البراقة على خصرهم تلمع ببريق مخيف. لم يكن هناك شك في أنه بمجرد نظرة واحدة من فارس شرفي، ستنغرس تلك السكاكين في جسد أحمد بلا رحمة. "ماذا تفعلون؟" كانت سعاد شرفي مرعوبة، لكنها وقفت بشجاعة أمام أحمد لتحميه. "فارس، لقد

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 28 الأخ أحمد

    كانت يدا حسان الكاظمي تتعرفان. لم يكن يتخيل أبدًا أن الوضع سينقلب رأسًا على عقب بهذه الطريقة. أصبح لاتحاد البحار الأربعة وعائلة البغدادينفوذًا مخيف في مدينة النهر الجنوبي دون أن يلاحظ. لكن جمعية التنين الأسود، بصفتها المسيطرة الأولى على المافيا في مدينة النهر الجنوبي، ليست جماعة ضعيفة."ههه، أيها السادة، حتى لو وافقت على رحيله، فما الفائدة؟ إذا أرادت جمعية التنين الأسود القبض على أحد، فلن ينجو حتى لو هرب إلى أقاصي الأرض، وسيجر المزيد من الأبرياء إلى الهلاك." هزت ليلى رأسها، وقالت: "ليس عليك القلق بهذا الشأن يا سيد حسان. كل ما عليك فعله هو الموافقة على رحيله الآن." بينما كان يواجه عشرات العيون، ضحك حسان الكاظمي، وقال: "يبدو أن لا خيار لي سوى الموافقة." "افتحوا الأبواب." فتحت أبواب الفندق الرئيسية على مصراعيها، ولم تصل جمعية التنين الأسود أو الشرطة بعد. "السيد أحمد، إذا لم تغادر الآن، فقد يصبح من الصعب عليك المغادرة لاحقًا. رغم أنك ماهر في القتال، إلا أن مواجهة مئات من رجال جمعية التنين الأسود ليس بالأمر الواقعي، أليس كذلك؟" قالت ليلى بابتسامة. لكن ما لم تكن

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 27 الخيار لك

    الشخص الذي نزل هو صاحب فندق القصر الملكي، حسان الكاظمي. يمتلك فندق القصر الملكي 50% من الأسهم التابعة لجمعية التنين الأسود، وصاحب الفندق حسان الكاظمي هو شريك رئيسي في الجمعية. عندما ضرب أحمد الجبوري يحيى الهاشمي، تلقى حسان الكاظمي الخبر فورًا، ورأى كل شيء من خلال الكاميرات، ثم أرسل هذه الأخبار إلى طلال الهاشمي. تلقى طلال الهاشمي الخبر في الحال، واتخذ إجراءات مباشرة. ما على حسان الكاظمي فعله الآن هو إبقاء هذا الشخص هنا، وانتظار وصول طلال الهاشمي. ولكن للأسف، هو لا يعرف أحمد الجبوري جيدًا. "حياتي لم تعد ملكي؟" ضحك أحمد الجبوري وهو ينظر إلى هاتفه. "إذا أردت الرحيل، فلا يمكنك إيقافي." "حقًا؟ إذًا، يمكنك أن تحاول." قال حسان الكاظمي بابتسامة عريضة. "بالمناسبة، نسيت أن أخبرك، لقد اتصلت بالشرطةقبل عشر دقائق، وهم في طريقهم الآن مع فرقة كاملة." نظر أحمد الجبوري إليه وعيناه مليئتان بالدهاء، وقال: "معارضتي لن تجلب لك أي فائدة." ابتسم حسان الكاظمي أكثر، وكأنه سمع شيئًا مضحكًا، وقال: "الجميع في مدينة النهر الجنوبي يعلمون أن معارضة جمعية التنين الأسود تعني الموت."

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 26 لن تتمكن من الرحيل

    "اهربي، يا هند!" صرخ نور الدين التميمي، وقد بلل بنطاله من الخوف مرة أخرى. "سيدتي هند، لا أريد أن أموت، أريد أن أعيش! سأغادر الآن، وإذا كنت بخير غدًا، سأعود للعمل." استغلت السكرتيرة أمينة الفوضى وخرجت زاحفةً. "هند، هل جننت؟ ذلك الأحمق جذب كل الكراهية نحوه. نحن فقط بحاجة إلى أن ننأى بأنفسنا عنه، وبذلك نكون قد تخلصنا من كل شيء بدون أي مشاكل! هل هناك حل أفضل من هذه؟" سحب هند الهاشمي بقوة وهي مترددة، لكنها في النهاية خرجت من فندق القصر الملكي. عندما لامسها الهواء البارد، فكرت قليلًا، ثم أخرجت هاتفها، وأبلغت الشرطة عن أحمد الجبوري. "هند، قلبك طيب للغاية، لكن يجب أن تعرفي أن الشرطة بالنسبة لجمعية التنين الأسود مجرد ديكور، ولن تفيد بشيء." "وأيضًا، هذا الأحمق هو من جنى على نفسه، ولا علاقة لنا بما يحدث!" "سيد نور الدين، أعتقد أنه عليك تدبر أمورك أولًا قبل أن تنتقد الآخرين." قالت هند الهاشمي وهي ترفع شعرها، وتنظر إليه بنظرة جانبية. نظر نور الدين التميمي إلى الأسفل، ورأى أن سرواله كان يقطر بولًا، ومع هبوب الرياح، انتشرت رائحة كريهة قوية كادت تخنق الحاضرين. "سواءً كان مته

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 25 الجو هناك مشحون إلى أقصى درجة

    في تلك اللحظة، لم يستطع أحد رؤية ما حدث، لكن الرجال الضخام الذين كانوا على وشك الإمساك بأحمد الجبوري من الخلف قد سقطوا فجأة على الأرض. كانت وجوههم مليئة بالجروح الناتجة عن اللكمات، وعظام أنوفهم وأسنانهم قد تحطمت تمامًا. وقف أحمد الجبوري ونفض الغبار عن ملابسه، ثم أخرج منديلًا ليزيل الدم عن يده. "ما...... ما الذي حدث؟" قالت هند الهاشمي وهي تحدق فيه بدهشة. كانت تعرف أن أحمد يجيد القتال، لكنها لم تتخيل أنه بهذا المستوى، فهؤلاء الرجال كان كل منهم يزن أكثر من مائة كيلوغرام! "اللعنة! هاجموه جميعًا، أمسكوه، أريد أن أقطعه إلى أشلاء!" شعر يحيى الهاشمي أن كرامته قد أهينت، وصرخ بغضب شديد. قام أكثر من عشرة رجال ضخام بالهجوم عليه دفعة واحدة، وحاصروه تمامًا. لم يكن هناك مجال للمقاومة، فحتى أبطال الملاكمة الحرة من المستوى الإقليمي لن يتمكنوا من النجاة من هؤلاء المجانين. "كراك!" من وسط المجموعة، جاء صوت كسر عظم واضح، تزامن مع صرخة مؤلمة مروعة. "ههه، هل تجيد القتال؟ وما الفائدة؟ ففي هذا الزمن، الأمور تحسم بالقوة والنفوذ، ربما تستطيع ضرب واحد، لكن هل تستطيع ضرب عشرة؟ جمعية

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 24 يبدو أنك لم تفهم كلامي

    "أسألتك كثيرة أيتها العاهرة، سوف أجيبك عندما تأتين معي."في الحقيقة، هو نفسه لا يعلم التفاصيل، وحتى والده لم يكن يعرف.كل ما يعرفه أن شيخًا مسنًا يرتدي زيًا تقليديًا وصندلًا قديمًا قد جاء إلى جمعية التنين الأسود قبل عدة سنوات، وبطريقةٍ ما، تمكن من مقابلة والده وأبرم معه اتفاقية، ومنذ ذلك الحين، توقف والده عن التدخل في شؤون هند الهاشمي، وتركها تؤسس شركاتها على أراضيه، وتوسع خطوط الإنتاج دون أن تدفع فلسًا واحدًا كرسوم الأراضي، بل وحتى قدم الحماية، حيث أزال لها العديد من المشاكل.مع أراضٍ مجانيةٍ، وأقوى فرق الحماية في مدينة النهر الجنوبي، كان من المستحيل أن تفشل.لكن مساء اليوم، اتصل ذلك الشيخ فجأة، وأعلن عن إنهاء الاتفاقية.ما أن وصل الخبر حتى تطوع فورًا، وقاد مجموعة كبيرة لاقتحام مقر مجموعة الأحلام، لكنه لم يجد هند الهاشمي هناك، وبعد الاستفسار، علم أنها في فندق القصر الملكي لحضور الحفل الليلي.فقدت هذه الفتاة دعمها، ماذا يمكنها أن تفعل الآن؟ إنها مجرد لعبة."خذوها."استدار يحيى الهاشمي وكأنه قائد منتصر، وحاول كل من في الطابق الأول تفاديه خشية التعرض لأذاه.جلست هند الهاشمي على

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 23 هند اليائسة

    "نعم، الحقيقة." قالت هند الهاشمي وهي تعض على شفتها."يا سيد يحيى، وجدناها!"فجأة، خيم الصمت على القاعة بأكملها، توقفت الموسيقى، وتوقف كل من في قاعة الرقص عن الحركة، وأعينهم متجهة نحو هند الهاشمي وأحمد الجبوري.من مدخل فندق القصر، اندفع حشد كبير من الرجال بالملابس السوداء، وفي غمضة عين أحاطوا بهند الهاشمي بإحكام، لم يتركوا أي منفذ، بل شملوا كذلك أحمد الجبوري، السكرتيرة أمينة، ونور الدين التميمي."من أنتم؟" شعرت هند الهاشمي بالضيق، إذ بدا كأن هؤلاء الرجال ينتمون للمافيا، وهي لم تتعرض لأي منهم من قبل.في هذه اللحظة، فتح الرجال بملابسهم السوداء ممرًا، وظهر شاب بشعر بني مائل للحمرة، مرتديًا ملابس نوم فضفاضة، ومعه عشر خواتم من اليشم تزين أصابعه، وتقدم بخطوات واثقة."يا...... سيد يحيى الهاشمي!"وفي الحال، انهارت أرجل بعض الحاضرين، وسقطوا جالسين على الأرض من شدة الرهبة."من هو يحيى الهاشمي؟"وامتلأت القاعة بالفضول، وكأن الجميع يلهث لمعرفة الجواب.رد أحد الكبار الذي تعامل مع المافيا، وهو يمسح عرقه: "إنه يحيى الهاشمي، ابن طلال الهاشمي، سيد العالم السفلي في مدينة النهر الجنوبي، من غيره؟

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 22 أريد الحقيقة فقط

    " لقد وافقت هند للتو على مرافقتي بعد انتهاء الحفل للشرب سويًا، وبالنسبة لما سيحدث بعد ذلك، فيجب عليك أن تفهم بما أنك رجل.""أتريد معرفة أي فندق؟ لقد حجزت بالفعل في فندق الحب الفاخر، الجناح الملكي 901 في الطابق العلوي. سأترك الباب مواربًا لتتمكن من مشاهدتنا سويًا.""حتى أنني قد أخاطر وأصورها سرًا كي تستمتع بالمشاهدة، لذا عليك أن تكون ممتنًا."نظر أحمد الجبوري إليه بنظرة باردة بلا تعبير.أشعلت تعابير أحمد الهادئة غضب نور الدين الذي قال بصوتٍ منخفض: "أيها الفتى، فعل ما أشاء بها الليلة، ألا تشعر بالغضب؟""غضب؟ من مهرج مثلك؟" رد أحمد بابتسامة."ههه، ألم تعد تهيم بحب هند كما كنت؟ واضح أنك تهتم كثيرًا، لكنك تتظاهر بالعكس. أحمد، أنت فعلًا مصدر للسخرية، اعترف بفشلك كرجل بكرامة."نقرت السكرتيرة أمينة على أظافرها، وقالت: "بالطبع، السيد نور الدين يتفوق عليك بمراحل. الفارق بينكما شاسع لدرجة أن الشعور بالغيرة أمر غير وارد بالنسبة لك."هز أحمد رأسه قائلًا: "لقد عملت مع هند ثلاث سنوات، وتعرفت علي طوال هذه الفترة، إذا كنت تعتقدين أن السيد نور الدين أفضل، فدعيه يحاول استفزازي مرة أخرى.""في الم

امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status