Home / المدينة / ندم زوجتي بعد الطلاق / الفصل 10 وما شأنك بذلك؟

Share

الفصل 10 وما شأنك بذلك؟

Author: لؤي الشعلان
"لن أعقب عن اعتقادك أنني لم أعالج هؤلاء المرضى يا آنسة ليلى، ولا عن عدم ثقتك بي، لكن من السخيف أن تدعي شابا عديم الخبرة، حديث السن يحل محلي، ويحاول علاج مرضى عجزت –أنا- عن علاجهم. هذه إهانة لا يمكنني أن أتحملها."

كان كمال واقفا خلف رجل في منتصف العمر، يتحدث بنبرة تحمل الكثير من الشكوى والمرارة.

"يا عمي......"

"ليلى، هل ما يقوله السيد كمال صحيح؟" قال لؤي المرسى بنبرة هادئة لكن مثقلة.

خلال السنوات الطويلة من تقلد المناصب العليا، طور لؤي المرسي هالة مهيبة،حيث تكفي نظرة بسيطةة منه لجعل الشخص ينحني تحت وطأة تلك الكاريزما.

وعلاوة على ذلك، كانت عائلة المرسى ذات تقاليد صارمة، ولم تجرؤ ليلى على التصرف بحرية أمام كبار الأسرة.

"رأيت أن هؤلاء المرضى على وشك الانهيار، وكل ما فعلته كان......"

"تصرف أحمق!"

قطع لؤي المرسى حديثها، ووبخها قائلا: "السيد كمال ليس بالشخص العادي! فهو من يتحكم بسمعة الطب في مدينة النهر الجنوبي، وإذا عجز عن علاج المرضى، فهذا يعني أن القدر بنفسه قد أصدر حكم موتهم."

انحنى كمال قليلا، وقال: "يا سيد لؤي، لقد بالغت قليلا، ولكن كأطباء، فنحن نسعى دائما لبذل قصارى جهدنا في تخفيف معاناة المرضى، ورؤية هؤلاء المرضى يتألمون جعلني أشعر بالحزن الشديد."

"ولكن، هذا المرض لا رجاء من علاجه حقا، مما يشعرني بالخزي......"

"لا تقل ذلك يا سيد كمال، لقد بذلت جهدك، والباقي متروك للقضاء والقدر."

ضحك كمال وقال: "يا سيد لؤي، ربما لا تعلم، لكنرغم عجزي عن العلاج، إلّا أن هناك من اجترأ وادّعى أمامي أنه يستطيع شفاء هؤلاء المرضى."

حدق كمال في أحمد الجبوري بابتسامة تحمل معنى خفي، وقال: "اسمح لي أن أسألك سؤالا أيها الطبيب العظيم: هل وجدت حلا بعد أن تفقدت المرضى؟"

تعمد أن يشدد في نطق كلمتي (الطبيب العظيم)، ولم يخفى عن إنسٍ ولا جان أنه كان يستهزئ به.

هز أحمد الجبوري رأسه بلا مبالاة، وقال: "سأخيب ظنك، فلا أملك أي علاجٍ لهؤلاء المرضى."

أظهر كمال -الذي كان يحمل في قلبه الكثير من الغضب المكنون- فورا ابتسامة ساخرة على وجهه، حتى تجعدت بشرته وبانت ثنياتها.

"هاهاهاها! لا علاج لديك؟ يا لك من شاب صغير عديم الخبرة! لا يمكنك سوى التفوه بالكلام الفارغ. كيف تجرؤ على التدخل في علاج مرضاي؟ يا للشفقة والسخرية!"

"اعتقدت أنك ستبحث عن عذرٍ مقنع، لكن يبدو أنك لا تكترث حتى باختلاق عذر."

"آنسة ليلى، سيد لؤي، لا بد أنكم رأيتم بوضوح حقيقة هذا الدجال!"

"لا موهبة، ولا قدرة، ولا أخلاق، ولا أدري حتى من أين عثرت عليه يا آنسة ليلى! اسمحي لي أن أخبرك أن خبرتك في الحياة محدودة، مما يجعلك عرضة لخداع الأشرار، لذا كوني حذرة في المستقبل!"

فتحت ليلى فمها محاولة التحدث، لكنها توقفت، ثم رفعت رأسها ونظرت بعمقٍ إلى أحمد الجبوري.

كان قد عالج هؤلاء المرضى بالفعل، ولم يكن مضطرا لتحمل هذه الإهانات، بل كان بإمكانه أن يثبت كفاءته بكل وضوح، ويحرج كمال علنا، ويفرض هيبته ، مؤكدا أن مهاراته الطبية تتفوق عليه بآلاف المرات، لكنه اختار الصمت، واختار تحمل الظلم غير المبرر، والسماح لمهرج بالتنمر عليه.

في تلك اللحظة، راودت ليلى مشاعر مختلطة تماما، وتغيرت نظرتها إلى أحمد الجبوري بشكل جذري.

فرجلٌ كهذا قد يستحق لقب الرجل الحقيقي، على عكس أولئك الشباب الأثرياء السطحيين الذين تعرفت عليهم، فلا يمكن للجمال أو الشهرة أن تغريه، فهو يتمسك بمبادئه ويلتزم بها.

بعد أن فكرت في كل هذا، ابتسمت ليلى المرسى بلطف، وقالت: "شكرا على النصيحة يا سيد كمال، سأكون أكثر حذرا في المستقبل."

أومأ كمال برأسه، ثم أخرج هاتفه المحمول واتصل بالشرطة.

"آنسة ليلى، أنت طيبة القلب، ولا تستطيعين فقدان وجهك، اليوم سأعالج هذا المحتال الذي لا ضمير له نيابة عنك."

"ممارسة الطب بدون ترخيص، وإجراء الوخز بالإبر بدون إذن، مما أدى إلى تدهور حالة المريض حتى أصبح في خطر شديد، هذا ببساطة قتل عمد!"

"إذا لم تجلسي في السجن لفترة طويلة، فلن تعرفي كم هو غبي أن تتباهي بمهنة الطب أمامي، كمال!"

سمع أحمد ذلك، وضحك على الفور، وظهرت ابتسامة على وجهه. لم يكن يتوقع أن يكون هذا الطبيب العجوز الذي في السبعين من عمره، ضيق الأفق إلى هذا الحد، فقط لأنه حاول علاج مريض لم يستطع علاجه، أصبح عدوا له. إنه أمر مثير للاهتمام.

ولكن قبل أن يتكلم، تقدمت ليلى ووقفت أمامه.

"السيد كمال، أليس هذا متطرفا بعض الشيء؟"

"آنسة ليلى، لا يمكن أن يكون لديك أي رحمة مع هؤلاء الذين لديهم نوايا سيئة، يجب أن يدفعوا الثمن الذي يستحقونه!" أصر كمال على الاتصال بالشرطة.

"السيد كمال، أليس أنت نفسك عاجزا أمام هؤلاء المرضى؟ هل يعني أن الشخص الذي لا يستطيع علاجهم هو شخص ذو نوايا سيئة، بينما إذا فشلت أنت في علاجهم فهذا مبرر؟ ألا يبدو هذا غير منطقي؟"

"علاوة على ذلك، نحن في عائلة ليو دفعنا لك خمسة ملايين كأجر، بينما هو لم يأخذ شيئا، وإذا كانت هناك نوايا سيئة، فالسؤال هنا: ماذا كان يهدف إليه السيد كمال؟"

عندما رأت ليلى المرسى تغير تعبيرات كمال.، أكملت قائلة:

"لم يتمكن الجميع من علاج المرض، ومع ذلك حصلت يا سيد كمال على خمسة ملايين بدون مقابل، والآن تريد إرسال هذا الرجل إلى مركز الشرطة، أليس هذا تصرفا قاسيا للغاية؟"

"اعط الآخرين فرصة يا سيد كمال، ف قد تواجه موقفا تحتاج فيه إلى فرصة يوما ما، ألا توافقني الرأي؟"

ارتعشت جفون كمال، وشعر بغصة في حلقه كادت تخنقه من شدة الغضب.

"ليلى، ألا تعتقدين أنك قد تجاوزت حدودك؟" قال لؤي المرسي ببرود.

"لم تحترمي الكبار، وتهورتي في اتخاذ القرارات دون مراعاة العواقب، يبدو أنه يجب علي التحدث مع والدك بجدية، هل من المناسب تسليمك فرع اتحاد البحار الأربعة في مدينة النهر الجنوبي ؟"

ابتسمت ليلى المرسي بهدوء، وقالت: "عمي، حتى وأنا في أسوأ حالاتي، فأنا أفضل بكثير من ابنك الذي يقضي أيامه في الملاهي الليلية يلهو مع النساء."

"علاوة على ذلك، فهذه المسألة قد أوكلها والدي لي بالكامل، ليس لك شأن في كيفية تعاملي معها. إذا كنت تريد توبيخي يا عمي، فانتظر حتى أرتكب خطأ فعليا، ثم يمكنك مساءلتي حينها."

"أنت!"

ضيق لؤي عينيه، ونظر إليها بعمق، وقال: "حسنا، أتطلع لرؤية كيف ستتعاملين مع هذه الفوضى!"

بعد أن قال ذلك، أدار ظهره وغادر بغضب.

عندما رأى كمال المشهد، غادر هو الآخر بخيبة أمل.

بعد أن هدأت الأمور، تنهدت ليلى بعمق، وابتسمت بابتسامة مريرة، وقالت: "سيد أحمد، أعتذر لأنك رأيت هذا المشهد المحرج."

لوح أحمد الجبوري بيده بلا مبالاة.

بما أنه قد وعدها، فبالطبع لن ينقض وعده، علاوة على ذلك، هذه الفرصة تتيح له إنهاء أمر خطة زواجه، وسداد الدين المعنوي، فبالنسبة له، هذا مكسب مضمون.

" دائما ما تكون العائلات الكبيرة على هذا النحو، يتنافسون علنا وخفية، وكل فرد مليء بالخداع والرياء. أحيانا يكون الأمر مرهقا حقا."

"أفهم ما تعنيه." قال أحمد الجبوري وهو يهز رأسه.

عضت ليلى شفتيها بخفة، وسرعان ما أضاءت وجهها ابتسامة حلوة، وقالت: "حسنا، دعنا لا نتحدث عن هذه الأمور المزعجة."

"سيد أحمد، لدي حفلة بالمساء سأحضرها لاحقا، سيكون الحاضرون من ممثلي الشركات الكبرى في مدينة النهر الجنوبي، فما رأيك أن ترافقني؟"

"لقد ساعدتني كثيرا، ومن الواجب أن أعزمك على وجبة، أرجوك يا سيد أحمد، لا ترفض."

تردد أحمد للحظة، ثم قال: "ممثلو الشركات الكبرى؟ هل تشمل عائلة البغدادي ومركز الطب التقليدي الخاص بهم؟"

نظرت ليلى إليه بدهشة.

مركز الطب التقليدي وعائلة البغدادي؟ هل من الممكن أنه يعرف أفراد عائلة البغدادي؟

ليس بالأمر الغريب، فأساليبه الغامضة في الطب التقليدي التي لم يستطع كمال مجاراتها، وتمكنه من اكتشاف المشكلة وعلاجها بسرعة، قد تعني وجود علاقة بينه وبين عائلة البغدادي.

فلعائلة البغدادي سلالة عريقة في الطب التقليدي امتدت لأكثر من مائة عام، وتشغل سبعين أو ثمانين فرعا من مركز الطب التقليدي في جميع أنحاء ولاية الجنوب.

"سيد أحمد، عائلة البغدادي واحدة من العائلات الأربع الكبرى في مدينة النهر الجنوبي، ولها تاريخ عريق، فبالطبع تعتبر من الشركات الرائدة، وسوف يحضرون أيضا حفل الليلة في فندق القصر الملكي."

أومأ أحمد برأسه قائلا: "في هذه الحالة، لا ضير من الذهاب. لدي عمل مع عائلة البغدادي، وأعتقد أن الوقت قد حان لسداد الدين الذي يدينون لي به."

صدمت ليلى المرسى.

أيعقل أن تدين له عائلة البغدادي؟ هل يمكن أن يكون هذا مجرد ادعاء؟

نزل الاثنان إلى الطابق الأرضي، واستقلا سيارة البنتلي الفضية وانطلقت بسرعة.

في حفل القصر الملكي الليلي.

كانت القاعة تعج بالضيوف داخل فندق القصر الملكي الفاخر للغاية، وهذا فقط في الطابق الأول.

بمجرد أن دخلت ليلى المرسى هذه المناسبة، لاحظ أحمد تغير هالتها بالكامل.

كان وجهها البارد والمتغطرس أشبه بجبل جليدي لا يذوب أبدا، وعنقها الممشوق يشبه البجعة البيضاء، ما يجعل أي امرأة تشعر بالخجل أمامها، وأضاف فستانها الأسود الأنيق لمسة من الغموض إلى جمالها البارد.

"سيد أحمد، يمكنك التجول قليلا في الطابق الأول، لدي بعض الأشخاص يجب أن أقابلهم في الأعلى لمناقشة أمور التعاون، وبعد أن أنتهي سأعود إلى الطابق الأول لأرافقك."

أخذت ليلى الأوراق التي قدمها لها السكرتير، وأعطت بضعة تعليمات بسرعة قبل أن تتجه بخطوات واسعة نحو المصعد.

أخذ أحمد الجبوري كوبا من العصير من الطاولة القريبة، وجلس في مكان فارغ.

بالنسبة له، لم تكن هذه المناسبة مختلفة كثيرا عن المطاعم العادية، والفرق الوحيد هو أن الناس في المطاعم يتشاركون الشراب بصراحة، بينما يرتدي الجميعهنا أقنعة النفاق.

"لماذا أنت هنا؟"

جاء صوت بارد فجأة، واقتربت شخصية أنيقة طويلة القامة نحوه.

كانت هند الهاشمي، حاملة حقيبة هيرميس فاخرة، ومرتدية فستانا أبيضا لافتا للأنظار، لكن تعابير وجهها لم تكن مريحة، بل كانت مغطاة بظلال من القلق.

نظر أحمد الجبوري إليها بوجه خالٍ من التعبير، وقال: "وما شأنك بذلك؟"

Related chapters

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 11 أرني ما لديك

    شعرت هند بتوقف أنفاسها في حلقها، وكادت تفقد وعيها.الرجل الذي لطالما سمع كلامها وأطاعها، يبدو الآن وكأنه لا يعيرها أي اهتمام، وكأنها أقل من مجرد غريبة بالنسبة له."أحمد الجبوري، تضرب أمي وأخي، ولم تكتفي بعدم شعورك بالذنب، بل وتبدو واثقةً تمامًا من نفسك، فهل تعتقد أنني -هند الهاشمي- سهلة الاستغلال؟ أم أنك تعتمد على علاقتنا التي دامت ثلاث سنوات فتتصرف وكأنك لا تخشى شيئًا، وتعتقد أنني لن أفعل لك شيئًا؟"عدّلت هند شعرها، وقالت: "يبدو أنك لم تفهمني أبدًا على حقيقتي."ابتسم أحمد بخفة، وقال: "في اللحظة التي أظهرت فيها أوراق الطلاق، فهمت كل شيء، ولحسن الحظ، لم يكن الأوان قد فات بعد."أدركت هند أنه أساء فهمها، وعرفت جيدًا ما كان يقصده من بين السطور، لكنها لم تهتم."ما أعنيه هو أنك لا تعرف من أنا حقًا، ولا تعرف ماذا يمكنني أن أفعل لأعدائي، وإذا كنت تعتقد أنني -هند الهاشمي- سأتركك بلا انتقام بسبب ذكرياتنا، فأنت مخطئ تمامًا، فانتقامي سيهوي بك إلى الجحيم، وأنا لا أمزح."حافظ أحمد على ابتسامته، وقال: "وماذا بعد؟""وماذا بعد؟ أحمد الجبوري، لا أعلم من أين لك هذه الجرأة!""لا تنس أن لدي ثلاث ش

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 12 أنا حبيبة أحمد

    ماذا؟ أيتحدى السيد نور الدين؟"ألا يخاف الموت؟ من يظن نفسه؟ فحتى لو كان أحد أبناء العائلات الأربع الكبرى، لكان قد أظهر بعض الاحترام للسيد نور الدين، أليس كذلك؟"ابتسم نور الدين التميمي بغضبٍ مكتوم، وأحكم قبضة يده لتصدر منها أصوات فرقعة كالفاصوليا وهي تقلى."هند، لقد رأيت بنفسك، لم أكن أريد التدخل، لكن يبدو أن هناك من يحتاج إلى القليل من الترويض."وقفت هند الهاشمي بوجه جامد دون أن تنطق بكلمة."ههه، كنت أعتقد أنك لو ركعت وقمت بلعق حذائي، فسأطلق سراحك بلا مقابل اليوم، لكن من الواضح أنك لا تدرك خطورة الوضع.""إذًا، سأعطيك اليوم درسًا، عنوانه: كم هي هشة عظام الأنف!"تغيرت ملامح نور الدين التميمي على الفور لتصبح مشوهة من الغضب، وقفز فوق الطاولة موجهًا لكمة إلى وجه أحمد الجبوري، حيث تطايرت خصلات شعره الأمامية بفعل الرياح العاتية، واقتربت قبضة يده بسرعة من عينه.ساد الصمت المكان، لدرجة أن صوت سقوط الإبرة يمكن سماعه.مرت ثانية، ثم ثانيتان!تسللت قطرات عرق من جبين نور الدين التميمي، وابتلع ريقه بصعوبة، محدقًا في خصمه.في تلك اللحظة، كان معصمه ممسوكًا بإحكام من قبل خصمه، ورغم أن قبضته

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 13 رهان

    قلب أحمد الجبوري عينيه بملل.لم يكن يدري ما الذي تخطط له ليلى المرسي.ولكن بدا أنه بلا حاجة لأي تفسير الآن، فبعد انتهاء زواجه من هند الهاشمي، أصبح كل ما يفعله ومن يرافقه أمرًا يخصه وحده.في الجهة المقابلة، كانت عينا ليلى تتفحصان هند الهاشمي بلا توقف.هذه هي طليقته إذًا، تلك التي كانت السبب في غضبه وفقدانه السيطرة على مشاعره.مظهرها ليس سيئًا، وأسلوبها أنيق إلى حدٍ ما، لكن بالمقارنة معها، ينقصها بعض السحر والجاذبية.لا أحد يعلم ما الذي دار ببال ليلى، لكنها ابتسمت بخفة، وتقدمت نحوها، ومدت يدها قائلةً: "الآنسة هند، لقد تحدث أحمد كثيرًا عنك. تشرفت بلقائك، وأتطلع للمعرفة طيبة بيننا."لم ترغب هند الهاشمي في فقدان كرامتها أمام هذا الحشد، فمدت يدها بأدب.وفي نفس الوقت، بدأت تتفحص الأخرى خلسةً.لطالما كانت تعتبر نفسها جميلة بلا منافس، ولكنها الآن اضطرت للاعتراف بأن هذه المرأة التي أمامها جميلة للغاية، فجمالها لا يشوبه شيء، حتى أنها تبدو من بعض الجوانب أكثر فخامة وثقة بالنفس منها."لم أسمع أحمد يتحدث عنك من قبل، هل تعرفتما مؤخرًا؟ أم...... أنكما تعرفان بعضكما منذ زمن؟" قالت هند وهي تعض

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 14 الحيلة

    "رهان؟""نعم، رهان! سنقيم الثروة، السلطة، والقدرات الشخصية بشكل شامل لمدة ثلاثة أشهر، لنرى من هو الأفضل." قالت ليلى بثقة كبيرة."أيتها الجميلة، هل تمزحين؟ كيف يمكن لهذا الوغد أن ينافسني حتى إن أمهلته ثلاثة سنوات أو ثلاثين سنة، وليس ثلاثة أشهر فقط؟ فأنا لو جلست بلا عملٍ، سأكسب ملايين في الشهر، بينما هو لو جلس بلا عمل سيموت جوعًا في ثلاثة أيام، كيف يُقارن بي إذًا؟""السيد نور الدين محق، هذا النوع من الرهانات غير ضروري، فلكلٍ حياته، وهناك طبقات لن يستطيع الوصول إليها حتى لو عمل جاهدًا طوال حياته، وباعتبار أننا كنا زوجين، فلا أريد أن أسبب له المزيد من المتاعب. أعتقد أن هذا العرض الهزلي قد وصل إلى نهايته."لم تتمالك ليلى نفسها، وضحكت ساخرةً: "أخي أحمد، يبدو أنهم قللوا من شأنك."عبست هند الهاشمي قليلًا، ولم تستطع تحمل ضحكة تلك المرأة المليئة بالدلال والاحتقار في آنٍ واحد."حسنًا، بما أنك تريدين الرهان، سأشاركك. المدة ثلاثة أشهر، صحيح؟ وما الرهان؟"أشارت ليلىإلى المبنى الضخم ذو البرج المدبب المقابل لفندق القصر الملكي."الرهان هو أن تقفي على قمة برج إعلام مدينة النهر الجنوبي، وتعلني ل

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 15 انزعوها!

    "مديرة هند، لا تستعجلي." صرخت السكرتيرة أمينة بسرعة لتوقفها."مسؤول اتحاد البحار الأربعة لا يقابل أحدًا الآن، فحتى إذا ذهبت، سيطردك.""لا يقابل أحدًا؟""نعم، العديد من رجال الأعمال المشهورين ينتظرون على باب الطابق الثالث، لكنه أعلن أنه في فترة راحة الآن ولن يقابل أحدًا."تنهدت هند بعمق، وقالت: "يا له من تعالٍ كبير!"قال نور الدين بلهجة مريحة: "ليس هناك مفر، هذا هو اتحاد البحار الأربعة، أحد العمالقة الثلاثة في ولاية الجنوب. مع هذه العائلات الثرية في مدينة النهر الجنوبي، من الصعب أن ينال أحدنا إعجابهم. ولكن بما أن مشروعك يا مديرة هند تم اختياره، فلا داعي للقلق بشأن الباقي.""حسنا، لنذهب لزيارة مركز الطب التقليدي لعائلة البغدادي."لمعت عينا هند بححماس."هذا العلاج التجميلي الجديد الذي طورته شركتي قد حظى بالفعل بإشادة السوق، ففي غضون شهر، تجاوز عدد الموزعين المحليين الثلاثين، والخطوة التالية هي توسيع خطوط الإنتاج وحل مشكلة المواد الخام. خطوط الإنتاج ليست مشكلة كبيرة، ولكن المواد الخام الأساسية تحت سيطرة عائلة البغدادي، وبدون دعمهم، سيكون الطريق أصعب بكثير."ضحك نور الدين قائلًا:

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 16 حقير

    في الغرفة، كان الجو مشحونًا بعض الشيء.في النهاية، قرر وسام البغدادي التدخل."دكتور كمال، قال الشاب قبل أن يغادر أن هذه الإبر لا يجب إزالتها أبدًا. ألا ننتظر عودته قبل اتخاذ أي إجراء؟""ففي النهاية، صحة جدي هي الأهم، علينا أن نكون حذرين......"تجمدت ملامح كمال للحظة، ثم أغلق حقيبة أدواته بقوة، وقال ببرود: "إن كنتم تعتقدون أن فريق الخبراء من مستشفى مدينة النهر الجنوبي أقل كفاءةً من ذلك الشاب الدجال، فلا داعي لاستدعائي، وقتي ثمين جدًا، ولولا علاقتي الطيبة بالسيد وسام لما أتيت على الإطلاق."ضبط الدكتور زاهر نظارته، وضحك بسخرية: "الدكتور كمال هو كبير الأطباء في اتحاد البحار الأربعة، وقد جاء مباشرة من هناك ليجمع فريق الخبراء دون أي تأخير. لم أتوقع أن تقارن عائلة البغدادي طبيبًا كهذا بشاب دجال لا قيمة له. هذا مثير للسخرية!""دكتور زاهر، دكتور كمال، لقد أسأتم الفهم، لم يقصد أخي ذلك، ولكن بما أن صحة جدي على المحك، لا يمكننا المخاطرة.""أخي، لنقم بإزالة الإبر، أعتقد أنها عديمة الفائدة وتعيق علاج الدكتور كمال." قالت لولوة البغدادي وهي تومئ بعينيها."صحيح، الدكتور كمال هو الثاني بعد الأطب

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 17 المقابلة المثالية

    "أنا من يتحمل المسؤولية؟" قال أحمد الجبوري بابتسامة مستهزئًا، وهو ينظر إلى الشارة المعلقة على صدر الشخص أمامه، "تمت إزالة الإبر الفضية، مما جعل الشيخ البغدادي في خطر، والآن تطلب مني أن أتحمل المسؤولية؟ هل هذا هو رئيس قسم الطب الباطني في مستشفى مدينة النهر الجنوبي؟""أنت وهذا العجوز بالفعل من طينة واحدة، ليس غريبًا أنكما من نفس المدرسة." قال أحمد وهو يشير إلى كمال."أنت!""أنت ماذا؟ رأفةً بعمرك الكبير، سمحت لك بتجاوز حدودك مرة، لكن هل تعتقد حقًا أنني بهذه الطيبة؟" قاطع أحمد كلامه بحدة."أيها الوغد الصغير! كيف تجرؤ على التحدث مع الأستاذ كمال بهذه الطريقة؟ هل تعرف من هو؟ احذر! فقد لا تجد مكانًا تقف فيه في مدينة النهر الجنوبي!" قال الدكتور زهير بغضب شديد.نظر أحمد إليه بنظرةٍ ساخرة، وقال: "أنت من النوع الذي لا يملك مهارات، ولكنه يحب التصرف بمفرده ثمإلقاء اللوم على الآخرين. لو كنت مكانك، لأغلقت فمي تمامًا لتجنب الإحراج والسخرية.""هراء!"لم يسبق للدكتور زهير أن تلقى هذا النوع من الإهانة، حتى أن فمه اعوجّ من شدة الغضب.في تلك اللحظة، بدأ الشيخ البغدادي-الذي كانت حالته قد استقرت-، بال

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 18 رفض التعاون

    رفع أحمد الجبوري الكوب، وأخذ رشفة خفيفة، ثم وقف قائلًا: "أعتقد أنني بحاجة للانصراف الآن.""سيد أحمد، ألا ترغب في البقاء لفترة أطول؟ ربما أعرفك على إحدى الشخصيات البارزة في مدينة النهر الجنوبي، السيدة هند الهاشمي. قد تكون فرصة لبدء علاقة جميلة." قال الشيخ البغدادي ممازحًا.لكن، بمجرد أن أكمل حديثه، تغيرت ملامح أحمد الجبوري بشكلٍ ملحوظ إلى تعبيرات استياءٍ واضحة."السيدة الهاشمي التي تتحدث عنها يا شيخ، هي على الأرجح طليقتي. هل تفكر في دفعنا للعودة معًا؟"فجأة، سيطر الصمت المحرج على الغرفة بأكملها."آه، آه، أعتذر يا سيد أحمد. لم أكن أعلم بهذه التفاصيل." قال الشيخ البغدادي وهو يسعل بحرج."زينب، رافقي السيد أحمد إلى الخارج."خطت زينب البغدادي بخطوات صغيرة، واقتربت منه وهي تنظر إليه بفضول.أهذا الرجل المميز هو فعلًا طليق السيدة البارزة هند الهاشمي؟لما قد تتطلق منه؟ شخص يمتلك هذه المهارات الطبية سيكون كنزًا لأي عائلة بارزة، إنه أشبه بجواز سفر إلى المجتمع الراقي. هل يعقل أن لديه عيبًا غريًبا يجعل الآخرين لا يحتملونه؟فتح باب الغرفة.دخلت هند الهاشمي بابتسامة مشرقة واثقة، وانحنت قليل

Latest chapter

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 30 القسوة

    "توهج حبة الأرز؟" رفع فارس شرفي حاجبه بابتسامة، وقال: "إذا كنت تصف نفسك بهذه الطريقة، فهي مناسبة تمامًا." من الواضح أن فارس شرفي لم يفهم ما قصده أحمد الجبوري. "خذ المال واغرب عن وجهي." بعد أن قال ذلك، استدار فارس شرفي وعاد إلى السيارة، وكان يعتقد أن الحديث مع شاب صغير بهذا القدر كان كافيًا. إذا لم يكن غبيًا، فس يفهم الرسالة ويعرف حجمه الحقيقي، وما يجب عليه فعله بعد ذلك لمصلحته ومصلحة الجميع. دفع الرجل العجوز ذو الشعر الأبيض الحقيبة إلى الأمام. "خمسة ملايين؟ مبلغ كبير بالفعل، لكن للأسف، لست بحاجة إليه." "وبالمناسبة، الشخص الذي يتخلى عن زوجته وابنته ليس له الحق في الحديث عن الرؤية أو العظمة." "وكما قلت سابقًا، كيف يمكن لتوهج حبة الأرز أن يتحدى ضياء القمر؟ العالم الكبير الذي تراه، وملك شمال الأودية الذي تدعيه، قد لا يكون سوى نملة صغيرة في أعين الآخرين." استدار أحمد الجبوري وغادر، تاركًا الرجل العجوز ذا الشعر الأبيض واقفًا على ضفاف البحيرة في حالة ذهول. ربما لم ير منذ فترة طويلة شابًا بهذه الجرأة، فلم يرتبك أمام فارس شرفي ولم يتأثر بخمسة ملايين. هذا ليس شيئًا

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 29 الغرور

    "جمال ابنتي آسر، وهي بريئة لم تختبر الحياة بعد، ولا تفهم ألاعيب المافيا، ولا تفهم سبب اقترابك منها،لكني مختلف، أنا رجل." "أنا أفهم جيدًا ما يدور في ذهن شاب صغير في العشرينيات من عمره." مد فارس شرفي يده ليبعده، وقال: "سنحل مشكلتك لاحقًا، الآن ابتعد عن طريقي." في اللحظة التالية، توتر الجو داخل الغرفة، دفعه فارس شرفي مرتين، لكن الشخص أمامه لم يتحرك قيد أنملة، وكأن قدميه مسمرتان في الأرض. ابتسم فارس شرفي بدهشة، وقال في نفسه: "الشباب يظلون شبابًا، عنيدون، لكن للأسف، هو لا يعرف من يقف أمامه، وإلا لبال على نفسه خوفًا." عندما حاول دفعه للمرة الثالثة، ضرب أحمد الجبوري يده بعيدًا. "أنت وغد تخلى عن زوجته وابنته، لا تملك الحق في أن تملي علي شيئًا." بمجرد أن قال ذلك، اندفع الحراس بملابسهم السوداء ونظاراتهم من الباب، وأحاطوا بأحمد الجبوري. كانت السكاكين البراقة على خصرهم تلمع ببريق مخيف. لم يكن هناك شك في أنه بمجرد نظرة واحدة من فارس شرفي، ستنغرس تلك السكاكين في جسد أحمد بلا رحمة. "ماذا تفعلون؟" كانت سعاد شرفي مرعوبة، لكنها وقفت بشجاعة أمام أحمد لتحميه. "فارس، لقد

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 28 الأخ أحمد

    كانت يدا حسان الكاظمي تتعرفان. لم يكن يتخيل أبدًا أن الوضع سينقلب رأسًا على عقب بهذه الطريقة. أصبح لاتحاد البحار الأربعة وعائلة البغدادينفوذًا مخيف في مدينة النهر الجنوبي دون أن يلاحظ. لكن جمعية التنين الأسود، بصفتها المسيطرة الأولى على المافيا في مدينة النهر الجنوبي، ليست جماعة ضعيفة."ههه، أيها السادة، حتى لو وافقت على رحيله، فما الفائدة؟ إذا أرادت جمعية التنين الأسود القبض على أحد، فلن ينجو حتى لو هرب إلى أقاصي الأرض، وسيجر المزيد من الأبرياء إلى الهلاك." هزت ليلى رأسها، وقالت: "ليس عليك القلق بهذا الشأن يا سيد حسان. كل ما عليك فعله هو الموافقة على رحيله الآن." بينما كان يواجه عشرات العيون، ضحك حسان الكاظمي، وقال: "يبدو أن لا خيار لي سوى الموافقة." "افتحوا الأبواب." فتحت أبواب الفندق الرئيسية على مصراعيها، ولم تصل جمعية التنين الأسود أو الشرطة بعد. "السيد أحمد، إذا لم تغادر الآن، فقد يصبح من الصعب عليك المغادرة لاحقًا. رغم أنك ماهر في القتال، إلا أن مواجهة مئات من رجال جمعية التنين الأسود ليس بالأمر الواقعي، أليس كذلك؟" قالت ليلى بابتسامة. لكن ما لم تكن

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 27 الخيار لك

    الشخص الذي نزل هو صاحب فندق القصر الملكي، حسان الكاظمي. يمتلك فندق القصر الملكي 50% من الأسهم التابعة لجمعية التنين الأسود، وصاحب الفندق حسان الكاظمي هو شريك رئيسي في الجمعية. عندما ضرب أحمد الجبوري يحيى الهاشمي، تلقى حسان الكاظمي الخبر فورًا، ورأى كل شيء من خلال الكاميرات، ثم أرسل هذه الأخبار إلى طلال الهاشمي. تلقى طلال الهاشمي الخبر في الحال، واتخذ إجراءات مباشرة. ما على حسان الكاظمي فعله الآن هو إبقاء هذا الشخص هنا، وانتظار وصول طلال الهاشمي. ولكن للأسف، هو لا يعرف أحمد الجبوري جيدًا. "حياتي لم تعد ملكي؟" ضحك أحمد الجبوري وهو ينظر إلى هاتفه. "إذا أردت الرحيل، فلا يمكنك إيقافي." "حقًا؟ إذًا، يمكنك أن تحاول." قال حسان الكاظمي بابتسامة عريضة. "بالمناسبة، نسيت أن أخبرك، لقد اتصلت بالشرطةقبل عشر دقائق، وهم في طريقهم الآن مع فرقة كاملة." نظر أحمد الجبوري إليه وعيناه مليئتان بالدهاء، وقال: "معارضتي لن تجلب لك أي فائدة." ابتسم حسان الكاظمي أكثر، وكأنه سمع شيئًا مضحكًا، وقال: "الجميع في مدينة النهر الجنوبي يعلمون أن معارضة جمعية التنين الأسود تعني الموت."

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 26 لن تتمكن من الرحيل

    "اهربي، يا هند!" صرخ نور الدين التميمي، وقد بلل بنطاله من الخوف مرة أخرى. "سيدتي هند، لا أريد أن أموت، أريد أن أعيش! سأغادر الآن، وإذا كنت بخير غدًا، سأعود للعمل." استغلت السكرتيرة أمينة الفوضى وخرجت زاحفةً. "هند، هل جننت؟ ذلك الأحمق جذب كل الكراهية نحوه. نحن فقط بحاجة إلى أن ننأى بأنفسنا عنه، وبذلك نكون قد تخلصنا من كل شيء بدون أي مشاكل! هل هناك حل أفضل من هذه؟" سحب هند الهاشمي بقوة وهي مترددة، لكنها في النهاية خرجت من فندق القصر الملكي. عندما لامسها الهواء البارد، فكرت قليلًا، ثم أخرجت هاتفها، وأبلغت الشرطة عن أحمد الجبوري. "هند، قلبك طيب للغاية، لكن يجب أن تعرفي أن الشرطة بالنسبة لجمعية التنين الأسود مجرد ديكور، ولن تفيد بشيء." "وأيضًا، هذا الأحمق هو من جنى على نفسه، ولا علاقة لنا بما يحدث!" "سيد نور الدين، أعتقد أنه عليك تدبر أمورك أولًا قبل أن تنتقد الآخرين." قالت هند الهاشمي وهي ترفع شعرها، وتنظر إليه بنظرة جانبية. نظر نور الدين التميمي إلى الأسفل، ورأى أن سرواله كان يقطر بولًا، ومع هبوب الرياح، انتشرت رائحة كريهة قوية كادت تخنق الحاضرين. "سواءً كان مته

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 25 الجو هناك مشحون إلى أقصى درجة

    في تلك اللحظة، لم يستطع أحد رؤية ما حدث، لكن الرجال الضخام الذين كانوا على وشك الإمساك بأحمد الجبوري من الخلف قد سقطوا فجأة على الأرض. كانت وجوههم مليئة بالجروح الناتجة عن اللكمات، وعظام أنوفهم وأسنانهم قد تحطمت تمامًا. وقف أحمد الجبوري ونفض الغبار عن ملابسه، ثم أخرج منديلًا ليزيل الدم عن يده. "ما...... ما الذي حدث؟" قالت هند الهاشمي وهي تحدق فيه بدهشة. كانت تعرف أن أحمد يجيد القتال، لكنها لم تتخيل أنه بهذا المستوى، فهؤلاء الرجال كان كل منهم يزن أكثر من مائة كيلوغرام! "اللعنة! هاجموه جميعًا، أمسكوه، أريد أن أقطعه إلى أشلاء!" شعر يحيى الهاشمي أن كرامته قد أهينت، وصرخ بغضب شديد. قام أكثر من عشرة رجال ضخام بالهجوم عليه دفعة واحدة، وحاصروه تمامًا. لم يكن هناك مجال للمقاومة، فحتى أبطال الملاكمة الحرة من المستوى الإقليمي لن يتمكنوا من النجاة من هؤلاء المجانين. "كراك!" من وسط المجموعة، جاء صوت كسر عظم واضح، تزامن مع صرخة مؤلمة مروعة. "ههه، هل تجيد القتال؟ وما الفائدة؟ ففي هذا الزمن، الأمور تحسم بالقوة والنفوذ، ربما تستطيع ضرب واحد، لكن هل تستطيع ضرب عشرة؟ جمعية

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 24 يبدو أنك لم تفهم كلامي

    "أسألتك كثيرة أيتها العاهرة، سوف أجيبك عندما تأتين معي."في الحقيقة، هو نفسه لا يعلم التفاصيل، وحتى والده لم يكن يعرف.كل ما يعرفه أن شيخًا مسنًا يرتدي زيًا تقليديًا وصندلًا قديمًا قد جاء إلى جمعية التنين الأسود قبل عدة سنوات، وبطريقةٍ ما، تمكن من مقابلة والده وأبرم معه اتفاقية، ومنذ ذلك الحين، توقف والده عن التدخل في شؤون هند الهاشمي، وتركها تؤسس شركاتها على أراضيه، وتوسع خطوط الإنتاج دون أن تدفع فلسًا واحدًا كرسوم الأراضي، بل وحتى قدم الحماية، حيث أزال لها العديد من المشاكل.مع أراضٍ مجانيةٍ، وأقوى فرق الحماية في مدينة النهر الجنوبي، كان من المستحيل أن تفشل.لكن مساء اليوم، اتصل ذلك الشيخ فجأة، وأعلن عن إنهاء الاتفاقية.ما أن وصل الخبر حتى تطوع فورًا، وقاد مجموعة كبيرة لاقتحام مقر مجموعة الأحلام، لكنه لم يجد هند الهاشمي هناك، وبعد الاستفسار، علم أنها في فندق القصر الملكي لحضور الحفل الليلي.فقدت هذه الفتاة دعمها، ماذا يمكنها أن تفعل الآن؟ إنها مجرد لعبة."خذوها."استدار يحيى الهاشمي وكأنه قائد منتصر، وحاول كل من في الطابق الأول تفاديه خشية التعرض لأذاه.جلست هند الهاشمي على

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 23 هند اليائسة

    "نعم، الحقيقة." قالت هند الهاشمي وهي تعض على شفتها."يا سيد يحيى، وجدناها!"فجأة، خيم الصمت على القاعة بأكملها، توقفت الموسيقى، وتوقف كل من في قاعة الرقص عن الحركة، وأعينهم متجهة نحو هند الهاشمي وأحمد الجبوري.من مدخل فندق القصر، اندفع حشد كبير من الرجال بالملابس السوداء، وفي غمضة عين أحاطوا بهند الهاشمي بإحكام، لم يتركوا أي منفذ، بل شملوا كذلك أحمد الجبوري، السكرتيرة أمينة، ونور الدين التميمي."من أنتم؟" شعرت هند الهاشمي بالضيق، إذ بدا كأن هؤلاء الرجال ينتمون للمافيا، وهي لم تتعرض لأي منهم من قبل.في هذه اللحظة، فتح الرجال بملابسهم السوداء ممرًا، وظهر شاب بشعر بني مائل للحمرة، مرتديًا ملابس نوم فضفاضة، ومعه عشر خواتم من اليشم تزين أصابعه، وتقدم بخطوات واثقة."يا...... سيد يحيى الهاشمي!"وفي الحال، انهارت أرجل بعض الحاضرين، وسقطوا جالسين على الأرض من شدة الرهبة."من هو يحيى الهاشمي؟"وامتلأت القاعة بالفضول، وكأن الجميع يلهث لمعرفة الجواب.رد أحد الكبار الذي تعامل مع المافيا، وهو يمسح عرقه: "إنه يحيى الهاشمي، ابن طلال الهاشمي، سيد العالم السفلي في مدينة النهر الجنوبي، من غيره؟

  • ندم زوجتي بعد الطلاق   الفصل 22 أريد الحقيقة فقط

    " لقد وافقت هند للتو على مرافقتي بعد انتهاء الحفل للشرب سويًا، وبالنسبة لما سيحدث بعد ذلك، فيجب عليك أن تفهم بما أنك رجل.""أتريد معرفة أي فندق؟ لقد حجزت بالفعل في فندق الحب الفاخر، الجناح الملكي 901 في الطابق العلوي. سأترك الباب مواربًا لتتمكن من مشاهدتنا سويًا.""حتى أنني قد أخاطر وأصورها سرًا كي تستمتع بالمشاهدة، لذا عليك أن تكون ممتنًا."نظر أحمد الجبوري إليه بنظرة باردة بلا تعبير.أشعلت تعابير أحمد الهادئة غضب نور الدين الذي قال بصوتٍ منخفض: "أيها الفتى، فعل ما أشاء بها الليلة، ألا تشعر بالغضب؟""غضب؟ من مهرج مثلك؟" رد أحمد بابتسامة."ههه، ألم تعد تهيم بحب هند كما كنت؟ واضح أنك تهتم كثيرًا، لكنك تتظاهر بالعكس. أحمد، أنت فعلًا مصدر للسخرية، اعترف بفشلك كرجل بكرامة."نقرت السكرتيرة أمينة على أظافرها، وقالت: "بالطبع، السيد نور الدين يتفوق عليك بمراحل. الفارق بينكما شاسع لدرجة أن الشعور بالغيرة أمر غير وارد بالنسبة لك."هز أحمد رأسه قائلًا: "لقد عملت مع هند ثلاث سنوات، وتعرفت علي طوال هذه الفترة، إذا كنت تعتقدين أن السيد نور الدين أفضل، فدعيه يحاول استفزازي مرة أخرى.""في الم

Scan code to read on App
DMCA.com Protection Status