Share

زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد
زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد
Author: جين يه

الفصل 1

Author: جين يه
استيقظت ريم في منتصف الليل وهي تعاني من صداع وجفاف في فمها.

كانت قد نامت تلك الليلة وفي قلبها سعادة غامرة.

فقد نجحت أخيرًا في ابتكار عطر"الحب الأوّل"، الذي كانت تحاول تركيبه طيلة الأيام الماضية، وعقدت نيتها أنها بعد حصولهم على جائزة في مسابقة ليلة الغد، ستحدد هي ووليد موعد زفافهما.

تعرف ريم وليد منذ خمس سنوات، من أيام الجامعة تحديدًا، وقد نشأت بينهما قصة حب في السنوات الثلاثة الأخيرة.

تركت ريم كل شيء وراءها وكرّست حياتها لدراسة العطور والبحث فيها، وساعدت وليد في تنمية شركة العطور الخاصة به. وكانت ترى مستقبلهما الجميل يلوح في الأفق؛ لذلك أسرفت في الشراب قليلاً الليلة الماضية.

فركت ريم عينيها، ثم قامت لتجد بعض الماء لتشربه، لكنها سمعت أصواتًا غريبة قادمة من الغرفة المجاورة.

كانت تلك الشقة الصغيرة المستأجرة تسكنها ريم وحدها، وكان وليد يقيم في الغرفة المجاورة لها، ويزورها في شقتها أحياناً.

عندما سمعت ريم تلك الأصوات، قلقت خشية أن يكون وليد متعباً قليلاً.

لكنها عندما اقتربت قليلاً، سمعت صوت امرأة تقول: "وليد، هل تعتقد أن ريم ستسمعنا؟"

رغم أن صوت الرجل لم يكن واضحًا، إلا أن ريم كانت متأكدة تمامًا من أنه صوت وليد.

سمعت تلك الكلمات وشعرت ببرودة تتسلل إلى قلبها. لقد عانت ريم من الأرق لسنوات بسبب أبحاثها، واعتادت على استخدام الأدوية لتساعدها على النوم حتى صارت تلك الأقراص المنوّمة لا تؤثر فيها.

"عندما يفوز المنتج الجديد بالجائزة غدًا، سأصبح خبيرةً في صناعة العطور، وستكون لي مكانتي في هذا المجال. وفي ذلك الوقت، سيكون هناك الكثير من الاستثمارات بانتظارك، ولن تكون لدينا مشكلة في توظيف أي عدد من مصنّعي العطور، فما حاجتنا لريم بعد ذلك؟"

وقفت ريم عند الباب، وأمسكت المقبض بإحكام، ثم اتّضح لها أن ذلك الصوت كان صوت كارمن.

وهي صديقتها الجامعية، وكانت تربطها بخطيبها وليد علاقة غير واضحة.

لم تكن ريم غافلة عن بعض الشائعات التي تدور حولهما، لكنها اختارت بعنادٍ أن تثق بهما، إلا أن الواقع صدمها صدمةً قوية.

"سمّيت الشركة باسمك، لتعرفي كم أنا أحبك. وريم ليست سوى وسيلة سأصل بها لهدفي، ولولاك لما استطعت التلاعب بوصفتها في المسابقة الأولى."

"لا أسمح لك بذكر اسمها. قل لي، هل تحبني أنا أم هي؟"

كان صوت كارمن ناعمًا ورقيقاً، وتخلّلته في تلك اللحظة نهاية متغنّجة مُغرية مرّت على أذن ريم كصوت الصاعقة.

كانت ريم تصرّ على أسنانها وتفتح عينيها على اتساعهما، وكأنها تحاول اختراق الباب لترى بوضوح هذين الخائنين.

ثم توالت الأصوات بعد ذلك، وكانت مزعجةً لدرجة أنها كادت تتقيأ، ويداها المتشنجتان كانتا تنزفان من شدة ضغط أظافرها، لكنها ظلت تكبح رغبتها في اقتحام الغرفة عليهما.

لم تكن لتتصور أبدًا أن يكون هذا نتيجة مجهوداتها وتضحياتها اللامتناهية.

قبل ثلاث سنوات، اشتهرت ريم في مسابقة العطور على مستوى المقاطعة، وحصلت على العديد من العروض، من ضمنها عروض من شركات كبيرة مثل "العود الذهبي"، ولكنها رفضت كل ذلك من أجل دعم وليد ومساعدته على إنشاء شركته الجديدة.

وقبل عامين، عندما شاركت ريم مرة أخرى في مسابقة عطور كبيرة، واجهت مشكلة في عطرها وسخر منها الناس قائلين إنها "صانعة عطور بلا أنف". وقتها، لم تستطع فهم الخطأ الذي حدث، وكان وليد بجانبها "يدعمها بإخلاص" طوال الوقت، واقترح عليها بلطف أن تنتقل للعمل خلف الكواليس، وتترك جميع المسابقات والظهور العلنيّ لصديقتها كارمن.

ظنت ريم حينها أن وليد كان يدعمها، ليتجاوزا تلك المصاعب معًا، ولكنها اكتشفت أنها كانت مجرد قطعة شطرنج في أيديهم.

عندما أسس وليد شركته وأطلق عليها بالإنجليزية اسم"K&W"، قال لها أن هذه الأحرف مأخوذة من إسم زهرة بريّة عطريّة تنبت في أراضي أسبانيا، وقد سمّى بها شركة العطور لأجل هذا السبب، وصدّقته ريم بكل سذاجة. وفي الواقع، كانا أول حرفين من اسميهما، كارمن ووليد.

بينما كانا يستعرضان حبهما سرًا، كانت ريم تمتلئ بالحماس والعزيمة، والآن بدا لها كم كانت غبية وساذجة. تحولت نار الغضب في صدرها إلى هدوء بارد، وقضت ريم ليلتها بلا نوم، ولم تسمع صوت ذلك الخائن وتلك الحقيرة يختفى إلا عند بزوغ الفجر.

نهضت ريم على الفور وبدأت تبحث في كل مكان حتى وجدت تلك البطاقة المذهّبة.

قبل ثلاث سنوات، أعطاها السيد سعيد، الرئيس التنفيذي لشركة "العود الذهبي"، كارت عمله شخصيّ.

لم تكن متأكدة مما إذا كان رقم الهاتف المسجل على الكارت قد تغير أم لا، فأمسكت بالهاتف بإحكام، وأدخلت الرقم، وما إن نقرت على علامة الإتصال، حتى شعرت ببعض التوتر يعتريها، "مرحباً، السيد سعيد، أنا ريم."

توقفت قليلاً، وعندما انتبهت أن الخط لا يزال مفتوحاً، تابعت بسرعة، "التقينا قبل ثلاث سنوات في مسابقة العطور الإقليمية، وقد أعطيتني كارت عملك..."

"نعم تذكرتك."

جاءت تلك الكلمتين بصوت ذلك الرجل الهادئ والعميق، فأزاحت عن ريم توترها.

" كنت أود إخبارك بأن لدي صفقة قد تثير اهتمامك."

بعد لحظة صمت قصيرة، أجاب السيد سعيد بصوت عميق النبرة، "غداً في التاسعة صباحاً، تعالي إلى مكتبي لنتحدث."

وعندما شعرت بأنه على وشك إنهاء المكالمة، سارعت ريم بإيقافه، "انتظر لحظة... سيد سعيد، غداً سيكون الوقت قد تأخر. هل يمكن أن نلتقي اليوم؟ وأيضاً، هل يمكننا تغيير المكان، فالمكتب قد لا يكون مناسباً؟"

كانت متوترة للغاية وتتكلم بسرعة، وبعد أن أنهت حديثها شعرت بعرقٍ بارد يتصبب منها.

شركة "العود الذهبي" هي إحدى أكبر الشركات في صناعة مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة في الصين، حيث تسيطر على ثلثيّ الحصة السوقية، ناهيك عن نطاق أعمالها الواسع والدعم المالي الكبير الذي تتمتع به.

أمّا السيد سعيد، فبصفته الرئيس التنفيذي لشركة "العود الذهبي"، فهو شخص يعتبر بمثابة أسطورة في عالم الأعمال. وتخصيصه وقتاً للقاء ريم يُعد شرفاً كبيراً لها، وكانت جرأة كبيرة من ريم حين تفاوضت معه بشأن الوقت والمكان.

لكن، لم يكن أمامها خيار آخر.

كان حفل إطلاق المنتجات ومسابقة العطور سينعقدان الليلة، وإذا انتظرت حتى الغد، فسيكون الوقت قد فات. علاوة على ذلك، كان ذهابها إلى الشركة سيجذب الانتباه، مما قد يؤثر على خطتها.

قبضت ريم على هاتفها بإحكام، وصارت تتنفس بحذر شديد، وكلها استعداد للمجازفة.

مرت ثلاث دقائق ولم تسمع أي صوت من الجهة الأخرى، وعندما ظنت أن السيد سعيد سيرفض طلبها، سمعت صوته فجأة يقول: "موافق. بعد ثلاثين دقيقة، في مقهى الحديقة الشمالية."

"شكرًا..."

لم تكمل ريم كلمة "شكرًا" حتى سمعت السيد سعيد يردف قائلاً: "تذكري أن تحضري بطاقة الهوية وسجلّك العائليّ."

"ماذا؟"

ثم أُغلق الخط فجأة.

جلست ريم لحظة لتهدأ وتستوعب، وكانت تشك في أنها ربما قد أخطأت في سماع الكلمات، لكن الوقت لم يسمح لها بالتفكير أكثر.

قامت بسرعة بتغيير ملابسها، ورتبت هندامها ببساطة ثم غادرت.

ولحسن الحظ، كان مقهى الحديقة الشمالية قريبًا نسبيًا، فوصلت في الوقت المحدد. وعندما كانت على وشك الدخول، أوقفها شخص فجاة وقال: "أنتِ السيدة ريم؟"

ناداها الشخص باسمها مباشرة، لكنها لم تكن تعرفه، فنظرت إليه باستفهام: "؟"

قال الرجل: "سيدي طلب منك أن تأتي لمحادثته."

وأشار بيده إلى الاتجاه، فنظرت للجهة التي أشار إليها، فرأت سيارة ليموزين سوداء طويلة تقف على جانب الطريق.

ففهمت على الفور.

لم تتردد، بل مشت مباشرة نحو السيارة، ففتح لها السائق الباب من الخارج. لم تستطع رؤية ما في الداخل، لكنها لاحظت ساقين طويلتين وأحذية لامعة.

انحنت ريم قليلاً أثناء صعودها السيارة، وكان الهواء البارد داخلها قويًا، مما أصابها ببعض القشعريرة. ثم رفعت عينيها باتجاه ذلك الشخص، وقالت: "مرحبًا، سيدي، أنا..."

قاطعها صوته البارد قائلاً: "اختصري بسرعة."

لم ينطق سوى كلمتين بنبرة صوته الجافّة، مما جعل ريم تتوقف على الفور. وعندها، استطاعت أخيرًا رؤية وجهه بوضوح.

Related chapters

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 2

    كان التعامل مع شخص كهذا يتطلب أقصى درجات التركيز والانتباه.دخلت ريم في الموضوع مباشرة وقالت: "أعلم أن شركتكم ستشارك الليلة في مسابقة عطور هذا الموسم، لدي عطر جديد ابتكرته مؤخرًا، وأتمنى أن أتمكن من إضافته إلى منتوجات شركة العود الذهبي."رد السيد سعيد بسرعة قائلاً: "شركة العود الذهبيّ قد اختارت الأعمال المشاركة بالفعل."كانت ريم على علم جيد بهذا الأمر، فقالت: "لكن يمكن أن تكون هناك أكثر من مشاركة واحدة. أنا فقط أرغب في إضافة عطر جديد، وليس استبدال الموجود..."قاطعها السيد سعيد بسؤال مباشر: "لماذا يجب عليّ الوثوق بك؟"فتحت ريم حقيبتها الصغيرة بسرعة وأخرجت منها مجموعة من المستندات، قائلة: "هذه هي البيانات والصيغ التي قمت بتطويرها لتركيب عطرالحب الأول، وهذا دليل على صدقي وإخلاصي. أما بالنسبة للجودة..."وتابعت بثقة: "قبل ثلاث سنوات، وجهت لي دعوة خاصة، وأعتقد أن ذلك كان اعترافًا من جنابك بقدراتي. في الواقع، لقد أحضرت معي اليوم عيّنة أيضاً." رد السيد سعيد باهتمام: "عينة؟"بعد حديث ريم عن العطر، تغيرت ملامح وجهه أخيرًا، ورفع حاجبيه قليلًا كما لو أنه بدأ يهتم.أومأت ريم برأسها، ثم مدت يدها نح

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 3

    نظرت ريم إلى كاحلها بهدوء ثم رفعت رأسها قائلة: "ماذا حدث؟""أين البيانات والصيغ الخاصة بعطر "الحب الأول"؟ لقد بحثنا عنها في كل مكان بالمختبر ولم نعثر عليها. ألا تعلمين أن المسابقة اليوم؟ لماذا تركتِ المختبر وخرجت تتسكعين هكذا؟"تتبّع وليد نظرات ريم فرأى جرحًا صغيرًا في كاحلها، فشعر بالذنب للحظة، لكنه سرعان ما تذكر أهمية المسابقة الليلة."أليس عرض المنتجات الجديدة والمسابقة سيبدآن مساءً؟ اعتقدت أن الوقت لا يزال مبكراً، لذلك ذهبت لشراء ملابس للاستعداد."وقبل أن يرد عليها وليد، ضحكت كارمن قائلة: "ماذا؟ هل تريدين الحضور أيضاً؟""ولم لا؟" استادارت ريم إلى صديقتها القديمة وسألتها.ابتسمت كارمن ابتسامة عريضة قائلة: "الأمرليس كذلك، لكنني قلقة من أن تشعري بالضيق. علاوة على ذلك، ألم ترفضي دائماً المشاركة في مثل هذه الأحداث؟""نعم، ألستِ لا تحبين هذه الأماكن التي تسعى وراء الشهرة والمكاسب. ابقي في المنزل وانتظري منا الأخبار السّارة! أين البيانات؟"اقترب وليد من ريم ومد يده ليربت على كتفها، لكن ريم أمالت كتفها لتتفاداه.لاحظت ريم الحماس البالغ على وجهيهما وتبادلهما النظرات أمامها، فشعرت بغصة وسألت

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 4

    أجلس السيد سعيد ريم على الأريكة، ثم استدار ليجلب مرهمًا وقطنًا مبللًا بالكحول. ثم نظف جرحها أولا بعناية ووضع عليه المرهم.في الواقع، كان جرحها الصغير قد توقف عن النزيف في الطريق، وبعد أن وضع لها المرهم، شعرت فيه ببرودة أنعشتها.نظرت ريم إليه وهو يداويها بعناية تامّة، وكانت ملامحه هادئة وطبيعية، وكأن هذا الأمر عادي جداً. لكن مثل هذه الأشياء الصغيرة، لم يفعلها وليد أبدًا على مر تلك السنوات التي عاشتها معه.لذلك رأت، أن الأمر ليس أن الرجال مهملون، بل إنهم ببساطة لا يقدمون الإهتمام الكافي.بعد أن انتهى من وضع المرهم، رفع السيد سعيد رأسه ورأى نظرات ريم الشاردة، فسألها: "ماذا هناك؟""لا شيء." ثم هزت رأسها بسرعة، وسحبت قدمها وقالت "شكرًا لك."فقال لها بهدوء وهو يغلق غطاء المرهم ببطء:"أنتِ زوجتي، لا داعي لقول هذه الكلمة. ولكن هناك شيء واحد، أريدك أن تتذكريه دائمًا.""ما هو؟" سألته ريم وهي تهز رأسها."لا يهمني كيف كنتِ في الماضي، لكن بما أنكِ تزوجتِ مني، فلا يمكنكِ الاستمرار في التعلق بعلاقات قديمة...""لن أفعل!" قاطعت ريم كلامه بسرعة، "اطمئن، على الأقل خلال فترة زواجنا، سأضمن لك إخلاصي. وأتمنى

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 5

    قال المقدم بنبرة جادة: "حرصًا منّا على الإنصاف، قررنا تأجيل إعلان أسماء الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى حتى نتحقق من الأمر." بعد هذه الكلمات، لم يكن وليد وحده من أصيب بالصدمة، بل جميع من في القاعة."لماذا التأجيل؟ هذا غير عادل للجميع!" "نعم، إذا كان هناك نزاع، فقم بإلغاء أهلية الشركتين المتورطتين!""أعلنوا عن أسماء الشركتين المتورطتين!"كان هناك الكثير من الأصوات والآراء المتضاربة في القاعة، والتي حفّزت معها نشاط الصحفيين وفضولهم. فقد كانوا يعتقدون أنها ستكون مجرد مسابقة عادية، لكنهم وجدوا أنفسهم أمام فضيحة محتملة، قد تكون مادّة دسمة لعناوين أخبارهم الرئيسية في اليوم التالي.أمّا وليد فكان يقف واثقًا من أن شركته لا يمكن أن تكون متورطة، ثم تقدم خطوة إلى الأمام وصاح بصوت عالٍ، "ما يقوله الجميع صحيح، في هذا الوضع، يجب على لجنة التحكيم إعلان النتيجة هنا. أنا متأكد من أن مسؤولي الشركتين موجودين هنا، وهذا الحضور الكبير من الزملاء يمكنهم أن يشهدوا على ذلك، ولن يكون هناك مجال للتشكيك في حكمهم وشهادتهم."وفي حين كان المشهد على الشاشة مليئًا بالفوضى، كان انتباه السيد سعيد كلّه موجهاً نحو ري

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 6

    كانت ترتدي فستانًا أبيضاً بسيطًا وأنيقًا، وبدت مع تركيز الأضواء عليها كأنها تسير وسط هالة من الضوء.لم تكن بسيطة في هندامها فحسب، بل كانت بسيطة في زينتها أيضاً، تضع مكياجا خفيفًا جدًا، ولا ترتدي أية مجوهرات، ولكن هذا جعل ملامحها الرقيقة أكثر بروزًا."ريم!" لم يصدق وليد عينيه، ولم يستوعب عقله بعد ما يحدث.فتقدم بسرعة إلى الأمام دون وعي منه، وواجه ريم، وهمس لها بصوت منخفض، "ماذا تفعلين هنا؟""لقد جئت للمشاركة في المسابقة بالطبع."نظرت إليه ببرود، وارتسمت على شفتيها ابتسامة ساخرة، ثم واصلت سيرها."ريم!"أمسك وليد بمعصمها، وقال بصوت منخفض وغاضب، "توقفي عن المزاح! هذا ليس مكانًا للعبث!"وفي غرفة كبار الشخصيات، كان السيد سعيد واقفاً أمام الشاشة، يراقب ما يحدث وقد وظهرت عليه ملامح الغضب.وبعدها بلحظة، سحبت ريم ذراعها بقوة، وقالت، "سيد وليد، بما أنك تعرف قدر هذا المكان، فعليك أن تحترم نفسك!"وبمجرد أن أنهت حديثها، كانت بالفعل قد صعدت على المسرح.تحولها الكبير هذا كان مفاجئًا لوليد، فاستدار مذهولا ينظر إليها وهي واقفة على المسرح.عادةً ما كانت مطيعة ومهذبة، فكيف..."مساء الخير، ضيوفنا الكرام.

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 7

    علت الدهشة وجوه الجميع.فقليلون من يعرفون أين ذهبت ريم بعد أن تركت هذا المجال، وأقل منهم من لديهم علم بعلاقتها مع وليد. في هذه اللحظة، كان أكثر من يشعر بالحماس هم الصحفيون.فقد كانوا يعتقدون أنهم سيخرجون الليلة بتقارير إخبارية عادية، لكنهم لم يتوقعوا أن تظهر لهم حادثة سرقة فكريّة، ثم خيانة، وهذه الأخبار تجعل الأجواء أكثر إثارة لهم.نظرت ريم إلى وليد وهو يقترب منها، ويقول بصوت مملوء بالألم والندم، "أنتِ من فريق شركتنا، متى التحقتِ بشركة أخرى دون أن تخبريني؟ وهل أخذت منتجات شركتي معك؟"لم يكن صوته عاليًا، لكن الميكروفون كان قريبًا منه، فكان مسموعًا للجميع في القاعة."إذن هي خائنة، ليس غريباً أن تكون هناك حادثة سرقة ملكية فكريّة إذن." قال أحدهم بدهشة."في البداية، كانوا يرفعون من شأنها، أتذكر عندما حصلت على جائزة المبتدئين، كانت حديث وسائل الإعلام، والآن؟ يا إلهي...""سرقة أسرار الشركة جريمة، يجب إبلاغ الشرطة!""يبدو أنها ليست بلا أنفٍ فقط، بل بلا ضمير أيضًا، وبرغم جمالها الظاهر لنا، إلا أننا لم نتوقع أبداً أن يكون داخلها قبيحاً إلى هذا الحد!"انهمرت الشتائم على ريم من كل حدب وصوب، وكبت

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 8

    قالت ريم رافعةً يديها عالياً بحيث يمكن للجميع رؤية الزجاجتين في يديها: "هاتان الزجاجتان هما عينات مقدمة من شركتي أنفاس الورد و K&W، يمكنك يا سيد وليد أن تجرب لترى إن كان هناك فرق.""سواء كان هناك فرق أم لا، فما الذي سيعنيه ذلك؟" قال وليد وهو يضيّق عينيه قليلاً. ثم تابع قائلا بلا مبالاة، "حتى الحكام قالوا إن المكونات والنكهات متشابهة جداً، فما الذي سيثبته ذلك الفرق الطفيف؟" أجابته ريم قائلة، "يمكنه إثبات سبب فوز شركة أنفاس الورد. ألست أنت يا سيد وليد الذي اتهمني بسرقة عمل شركتك؟ إن كانت سرقة ويوجد هناك فرق فعلا، فهذا يعني بالتأكيد أن النسخة الأصلية ذات جودة أفضل. بما أنك ترى أن الأمر غير عادل، فهذه أفضل فرصة لإثبات ذلك أمام الزملاء ووسائل الإعلام."كان صوت ريم ناعماً ورقيقاً، تزينه ابتسامة خفيفة. وبرغم الشائعات التي أثيرت حولها سابقاً، وتحيز العديد من الناس ضدها، لم يستطع أحد أمام ابتسامتها في تلك اللحظة أن ينتقدها أو يلوم عليها. نظر إليها وليد بعمق قاطباً حاجبيه، غير مدرك لما كانت تخطط له. كان يتساءل عن سبب تصرفها غير المعتاد اليوم وإصرارها على هذا الجدال، ولماذا لم تعد تستمع إليه

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 9

    لم يتوقع أحد أنها ستعترف بذلك بمحض إرادتها، فصُدم الجميع، بما في ذلك وليد. قالت ريم، "بما أن السيد وليد مصرّ على أن عطر "الحب الأول" كان نتاج اجتهاد الآنسة كارمن بالكامل، وبما أنك تعرف تفاصيل هذا الأمر جيداً، لماذا لا تطلب من الآنسة كارمن أن تحدد التغيير الذي أجريته على التركيبة؟ والمكون الذي قمت بتعديله؟"بدأ وجه كارمن يتلوّن، وقالت بتلعثم، "أنا..."لم تدخل كارمن لمختبر خلال العامين الماضيين إلا نادراً، وبرغم أنها لم تنسَ تمامًا المعلومات التي اكتسبتها خلال عملها في الشركة، إلا انه كان يستحيل عليها فعل هذا الأمر، لأن كل تركيبة عطر تختلف عن الأخرى من حيث المكونات والمواد الخام وحتى النسب. وأثناء تطوير ريم لهذا العطر، كانت كارمن تقضي جلّ وقتها مع وليد، معتقدة أن استحواذها على قلبه سيضمن لها كل الشرف والتقدير والمكافآت، دون الحاجة للعمل الشاق على البيانات والتجارب.أمسكت كارمن بطرف قميص وليد وضغطت عليه بشدة، وزمّت شفتيها ولم تنطق بكلمةً واحدة. لاحظ وليد توترها، فتقدم خطوة للأمام وجعلها خلفه، وقال: "بما أنكِ عدّلتِ التركيبة، فمن المستحيل أن تعرف كارمن ماذا فعلتِ. لكن بما أنكِ اعترفتِ ب

Latest chapter

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 30

    مشت ريم مباشرة وجلست في مقعدها بكل أناقة.حينها وصلت كارمن، فلمحت وليد ورأته وهو يشير إليها بإشارة "تمام"، عندها شعرت ببعض الراحة.بدأ المؤتمر الصحفي بسرعة، وشرع وليد مباشرة في التحدث عن الموضوع الأساسي الذي يريد طرحه."بالنسبة للحدث الذي وقع في مسابقة العطور الجديدة في مدينتنا مساء الأمس، أظن أن الجميع قد اطلع عليه، هناك بعض سوء الفهم الذي أحاط به، وها نحن اليوم نجتمع في هذا المؤتمر الصحفي لنوضح من خلالكم، أيها الإعلاميون الأعزاء، للزملاء المهتمين بهذه القضية ولكل من يتابعها، حقيقة الأمر وتفاصيله"."لقد لاقى المنتج المشارك في مسابقة العطور ليلة أمس بعنوان 'الحب الأول' إشادة كبيرة، لكن طرأت بعض المشكلات، مثل تداخل أعمال شركتين من ضمن الشركات وتبادل الاتهامات بسرقة الأفكار، لكن نعلمكم أن الأشخاص المعنيون بالأمر موجودون هنا اليوم، لذا سأترك لهما المجال لشرح التفاصيل بأنفسهما".قال ذلك، ثم قام بتمرير الميكروفون إلى كارمن.كانت كارمن ترتدي فستانًا أسودًا بكتفٍ واحدٍ، مما أضفى عليها مظهرًا قويًا ومهيبًا، وما يلفت النظر هو التباين الكبير بينها وبين ريم الجالسة بجانبها، حيث كانت ريم ترتدي فست

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 29

    كان السيد سعيد معروف بقسوته، ومعاملته الجافة القاسية وأسلوبه الحاد، لم يتوقع أحد أبدًا أن يكون بهذه الرقة والاهتمام.وبالفعل، كانت درجة حرارة الماء مثالية، فاستمتعت ريم بحمام دافئ ومريح، ثم ارتدت ملابس نظيفة واستخدمت مستلزماتها الشخصية المريحة، مما خفف بشكل كبير من آلام الدورة الشهرية وجعلها تشعر بارتياح كبير.كان السيد سعيد محقًا، فعلاً لا حاجة للاستعجال، يجب عليها أن تأخذ قسطًا من الراحة.غفَت قليلاً بينما كان السيد سعيد يحتضنها، مما منحها شعورًا عميقًا بالأمان، استرخيا معًا، دون أن يفعلوا شيئًا سوى النوم، ولكن ريم شعرت حينها بسكينة وسعادة فريدة لم تعهدها من قبل.نامت ربما ساعة أو أكثر، وعندما استيقظت، وجدت أن هاتفها كان على وشك الانفجار من كثرة المكالمات.كان وليد كان مستعجلاً للغاية، وكلما استعجل، كلما زادت ريم في التراخي والتأجيل.وقفت بهدوء، وارتدت فستانًا أبيض بسيطًا، دون أي زينة أو تصميمات خاصة، كان تصميمه بسيطًا جدًا، لكنه كان يتناسب تمامًا مع قوامها، وعندما ارتدته، ظهرت بمظهر أنيق وجميل.وقبل أن تذهب، وقف السيد سعيد ولف يديه حول خصرها وقبَّل رقبتها، قائلاً: "لو كان الأمر بيدي

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 28

    اغرتها بشرته السمراء وعضلاته الممشوقة حتى كادت تمد يدها لتلمسهم.ابتلعت ريقها بصوت مسموع."ريم، ريم؟".لم تُجب فظن وليد أنها اغلقت الخط، فناداها عدة مرات.في هذه اللحظة، فتحت ريم عينيها على آخرهما، وهي ترى السيد سعيد ينحني بجسده الطويل نحوها، ووجهه الوسيم يقترب من وجهها أكثر فأكثر.حبست أنفاسها، ثم ..........عندما كادت شفتيه تلامسان شفتيها، مال بوجهه فجأة قليلاً، وقبَّلها بلطف بالقرب من أذنها، ثم اعتدل ودخل مباشرة إلى غرفة الملابس."بوووم! طاااخ!"انزلق الهاتف من يدها وتدحرج على السجادة مرتين.لولا هذه السجادة، لتحطم الهاتف تمامًا.حينها انزعج وليد، الذي كان ينتظر ردها من الجهة الأخرى من الهاتف، بسبب الصوت العالي الذي صدر إثر سقوط الهاتف، فسرعان ما أبعد الهاتف عن أذنه.وبعد أن تدارك الأمر، بدأ يصرخ: "ريم! ماذا تفعلين بالضبط؟ هل سمعتي ما قلته؟"انحنت ريم لالتقاط الهاتف، وعندما سمعت صراخ السيد وليد، مسحت الهاتف بهدوء، وتأكدت من عدم تعرضه لأي ضرر ثم قالت: "سيد وليد، إن كان هناك أمر طارئ، أخبرني به مباشرة"."أنتِ......."كبح وليد غضبه، وأخبر نفسه أنه يجب أن يتحمل مزاجها المتقلب هذا حتى تن

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 27

    "أنا أحب الهدوء، وهناك سيدة تأتي كل يومين لتنظيف المنزل" قال وهو يفك ربطة عنقه: "سأذهب للاستحمام، يمكنكِ أن تستريحي قليلًا، يوجد غرفة ملابس فارغة بالداخل، يمكنكِ وضع أغراضكِ فيها".قال كلامه هذا وكان قد دخل إلى غرفته بالفعلاستمعت ريم إلى صوت تدفق الماء القادم من الغرفة الداخلية، وشعرت ببصيص من الارتياح.فبعدما وجدت نفسها في هذا المكان الغريب، كانت في أمس الحاجة إلى بعض الوقت للتأقلم.كانت الفيلا فسيحة، تتكون من ثلاثة طوابق تقريبًا، وكان الطابق العلوي عبارة عن علية منخفضة الارتفاع، بينما تمتد المساحة الرئيسة للفيلا على كونها فسيحة متسعة.غلبت الألوان الباردة والخطوط البسيطة الأنيقة على ديكورات المكان وكأنها تعكس شخصية مالكه: باردة حازمة دؤوبة.دخلت ريم إلى الغرفة حاملة حقيبتها، وشعرت بدهشة بسبب حجم غرفة الملابس وما بها من تجهيزات.تبدو الغرفة وكأنها غرفة عادية لا شيء مميز فيها، ففي داخلها، بجانب خزانتي ملابس تحتويان على ملابس رجالية مرتبة، لا يوجد شيء آخر سوى مساحة فارغة لا شيء فيها.لم يكن لديها سوى بضع قطع من الملابس، علقتها واحدة تلو الأخرى، ثم أخرجت كيسًا صغيرًا به جميع وثائقها الم

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 26

    "لقد شبعت"، خفضت ريم رأسها، وأحمر خدها قليلًا."إذاً، لنذهب الآن، دعينا نرتاح أولًا، فأنتِ بحاجة للراحة، سنناقش باقي الأمور غدًا".بدا السيد سعيد وكأنه يعلم ما يدور في ذهنها فقال: "بالنسبة لما ذكرتِهِ، سأطلب من فوزي أن يحل الأمر، لا تقلقي".بعدما قال ذلك، لم تشعر بالاطمئنان فحسب، بل كانت في قمة الراحة والسكينة.فالشعور بأن هناك من يقرأ أفكارك قبل أن تتكلم، ويقوم بتنظيم كل شيء لك بشكل مثالي، هو شعور لا يوصف ولا يضاهي جماله أي شعور آخر.بينما كانت تجلس ريم في السيارة مع السيد سعيد، سألها السيد سعيد فجأة: "هل الشقة التي تسكنين فيها الآن هي شقة مؤجرة؟""أجل"."اتركيها، وانتقلي لتعيشي معي".ثم أمسك بيدها برفق وهو يتحدث معها.تسارعت نبضات قلب ريم فجأة، فقبضت على أصابعها قليلاً، ثم خفضت رأسها وفكرت فيما يقوله في صمت.لم يكن مستعجلاً في دفعها للإجابة، بل ظل صبورًا، ممسكًا بيدها بهدوء، وينظر إلى الأمام وكأنه ينتظر ردها.في الواقع، كانت ريم على علم بأن هذا اليوم سيأتي، لكنها لم تتصور أنه سيأتي بهذه السرعة.على أي حال، لقد حصلوا على شهادة زواجهما، ويمكن القول أنهم... تشاركوا سرير واحد، وفي النهاي

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 25

    قالت ريم بشيء من المزاح: "لا داعي لذلك حقًا، اسمعيني يا يارا، لقد أرهقك العمل مؤخرًا، عليك أن ترتاحي قليلًا".فلما رأتها مصرة على رأيها، توقفت يارا عن نصحها: "حسن إذًا، أنت تعرفين أن ادي هاتفين، سأغلق هاتف العمل، وإذا طرأ شيء اتصلي على الهاتف الآخر"."نعم، استمتعي بوقتك".ولما أغلقت المكالمة، وجدت السيد سعيد يتأملها بنظره، فأطرقت ريم قليلًا وكأن شيئًا لم يحدث."ما الأمر؟"."هل دفعتها إلى الرحيل لأنك لا تريدين إقحامها في ذلك الأمر؟".ولما تطرق السيد سعيد إلى لب الموضوع مباشرة، تسمرت ريم في مكانها، ثم ضحكت قائلة: "ليس الأمر هكذا بالضبط"."يارا كانت دائمًا مساعدتي المقربة، ويمكنني القول إنها على دراية تامة بكل إنجازاتي. وقد عقد وليد عزمه هذه المرة على أن يكيل لي التهم الكاذبة والافتراءات، وإذا قرر النبش في الماضي، فإنهم بالتأكيد سيلجؤون إلى يارا للحصول على الوثائق، وإذا لم تكن يارا قد استقالت حينها، فسيتعين عليها الإفصاح عما تعرفه، شاءت ذلك أم أبت"."لذا فإن غيابها عن المشهد وقتئذ هو الخيار الأمثل".كانت ريم تواصل تناول طعامها وتباشر الحديث مع السيد سعيد في آن واحد.ثمة دائمًا س

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   القصل 24

    قال السيد سعيد ضاحكًا كما لو أنه استطاع حقًا قراءة أفكار ريم،: "لست من هواة تقفي الأثر، لكن لي عينان أبصر بهما وأذنان أسمع بهما!".ثم وخزها في بطنها بإصبعه، فتظاهرت ريم بعدم الشعور بألم، لكنها في ذلك الوقت أحست بقرقرة الجوع في بطنها.اصطحبها السيد سعيد إلى مطعم الحديقة المعلقة.كان مطعمًا مشهورًا في المدينة، ليس فقط لتصميمه الفريد؛ وإنما أيضًا للمنظر الخلاب من حوله.كان هذا المطعم قبلة الطبقة "الراقية"، وكان يقدم الطعام السوري بشكل رئيس، حيث استقدم طهاة بارعين من أمهر الطهاة في سوريا، لذا، فمهما كان زوقك، ستجد ما يلائمك في هذا المطعم.وبالطبع. كانت أسعاره غالية جدًا، لا يستطيع الشخص العادي تحملها.ومع هذا، كان الحصول على مقعد هناك يتطلب كثيرًا من الانتظار، وقد كانت بعض المقاعد محجوزة خصيصًا لبعض الأشخاص.نظرت ريم إلى الرجل الجالس أمامها وهو يتناول قائمة الطعام بأناقة ويقدمها إليها، كما أنه منذ نزولهما من السيارة، كان ثمة من يستقبلهما خصيصًا، كان الأمر معدًا له مسبقًا على ما يبدو.قال لها السيد سعيد: "اطلبي أنتِ".بدأ النادل في القيام على خدمتهم بتلطف: "ما نوع الأطباق التي تفضل

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 23

    انطلقت السيارة بسرعة البرق، وسرعان ما تمكنوا من الفرار من السيارة التي كانت تلاحقهم.التفتت ريم بعد لحظة إدراك وقالت: "لقد أرسل رجالًا يتبعونني، يريد أن يعرف هل ما زلت على تواصل مع شركة أنفاس الورد للعطور"."آه"، رفع السيد سعيد حاجبيه وقال: "هل وعدتيه بعدم الذهاب إلى شركة أنفاس الورد للعطور؟"."لم أعده بأي شيء، لكنه ربما يظن أنه قد استطاع إقناعي".في الحقيقة لم تعده ريم بأي شيء، لكن وليد ظن أنه نجح في خداعها ثانية بكذبته السخيفة تلك.فهذه ليست المرة الأولى، وهي لا تختلف عن المرات السابقة، لقد اعتاد الأمر منذ فترة.لكنه لم يكن يعلم أن ريم التي وثقت به سابقًا، لما رأت بعينيها خيانته ونذالته، وعلاقته غير المشروعة بكارمن، انهارت ثقتها به كليًا، وما عادت تثق بكلمة أو حرف واحد مما يقول."ماذا تنوين أن تقعلي إذًا؟".لم يتدخل السيد سعيد في قرارها، على الرغم من شعوره ببعض الرغبة وشيء من الفضول.….كيف ستتصرف في هذا الموقف.بصراحة، ذلك الوغد المدعو وليد آذاها بشدة، في البداية كان ينوي أن يطالب لها بحقها، لكن الآن بعد أن استغنت زوجته تمامًا عن حمايته، صار يحق لها أن تتصرف بطريقتها.نظرت ر

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 22

    "برأيك ما أكثر ما أخشاه حين يرغمني وليد على الاعتراف أمام الناس بالنصب والاحتيال؟".ثم نظرت إلى يارا بنظرة مبهمة وأردفت قائلة: "شاهد ودليل يقفان ضده، أما الدليل فقد سرقه، وأما الشاهد.….."."أنا هي الشاهدة؟"، تحسست يارا أنفها لما تجلت لها الحقيقة."يمكنني أن أقف وأشهد لك"، ثم تخصرت بكلتا يديها وقالت بكل حماس: "حينها يمكننا أن نسقط عنه ذلك القناع الزائف، ونكشف للجميع حقيقة هذا الشخص".هزت ريم رأسها وقالت وعلى شفتيها ابتسامة خفيفة: "لا، لا تذهبي، كل ما ينبغي عليك فعله هذين اليومين أن تأخذي إجازة"." إجازة؟"."نعم، إجازة! وليد لا يحتاجك أن تشهدي له، هو فقط يريد ألا يشهد لي أحد، وإذا غادرتِ حينها، فسيكون ذلك مثاليًا بالنسبة له".أضف إليه أن يارا إذا استقالت مباشرة في تلك اللحظة الحرجة، فإن وليد -بطبعه المتعنت- لن يدعها ترحل بسلام؛ بل سيتهمها بالتقاعس عن أداء الواجب، وهذا خيار مثالي بالنسبة له.كانت يارا لا تزال قلقة: "لكنني يجب أن أقف إلى جانبك في ذلك الوقت يا ريم، ألا يعد هروبي حينها فرارًا من المعركة؟"."أيتها الحمقاء، هذه ليست معركة، وهذا ليس فرارًا!"، ثم لم تتمالك ريم نفسها عن

Scan code to read on App
DMCA.com Protection Status