الصهر العظيم

الصهر العظيم

Oleh:  محمد داوود القحطانيOn going
Bahasa: Arab
goodnovel4goodnovel
Belum ada penilaian
30Bab
290Dibaca
Baca
Tambahkan

Share:  

Lapor
Ringkasan
Katalog
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi

سيأتي اليوم الذي سيجعل فيه أولئك الذين أهانوه وسخروا منه ينظرون إليه بإجلال ويخشون مجرد تنفسه!

Lihat lebih banyak

Bab 1

الفصل 1

"ياسر، قم بتفريغ ماء غسل الأقدام."

جلست امرأتان على الأريكة، وقد انتهيتا لتوّهما من نقع أقدامهما. كانت ملامحهما تعكس الكسل والدلال، بجمالٍ لا يُقارن.

هاتان المرأتان هما زوجة ياسر الصالح وصديقتها المقربة.

عند سماع أمر زوجته، انحنى ياسر الصالح ليصب ماء غسل الأقدام دون أن يجرؤ على الاعتراض. فما الذي يمكنه فعله وهو صهر بلا قيمة أو مكانة؟

مرّت سنتان على زواجه، ولم يكن له أي سلطة تُذكر داخل المنزل.

كانت زوجته ووالدتها كثيرًا ما تصرخان في وجهه لأتفه الأسباب، وإذا حاول الرد، لم تترددا في طرده من المنزل.

في هذا البيت، مكانة ياسر الصالح كانت أدنى من مكانة كلب.

مرّ عامان على زواجه من سلمى السعدي، ولم يلمس يدها حتى! بل كان ينام كل ليلة على الأرض لأن سلمى السعدي لم تكن تطيقه، وكانت تزدريه من أعماق قلبها، معتبرةً إياه غير جدير بأن يُسمى رجلًا.

تنظيف الملابس، إعداد الطعام، وترتيب المنزل كانت مهامه اليومية، إضافةً إلى تحضير ثلاث وجبات منتظمة.

قبل بضعة أيام، أخطأ بوضع كمية زائدة من الملح أثناء الطهي، فتعرض للتوبيخ كأنه طفل صغير لمدة نصف ساعة كاملة.

وفي إحدى الليالي، استيقظت سلمى السعدي بسبب سعال ياسر الصالح. ولم تتردد حينها في ركله بقوة ليقع أرضًا، وهي تصرخ في وجهه أن يخرج من الغرفة.

تلك الليلة كانت ذكرى زواجهما الأولى. لم يكن هناك عشاء على ضوء الشموع، ولا لحظات رومانسية!

كانت تلك الركلة كافية لتحطم قلبه تمامًا.

مرّ عامان كاملان، وقد اعتاد ياسر الصالح على هذا النوع من الحياة.

ما الذي يمكنه فعله وهو صهر يعيش على الهامش؟

لكن الألم الأكبر كان أنه، رغم كل شيء، وقع في حب سلمى السعدي خلال هذين العامين. على الرغم من أنها لم تعامله سوى باحتقار ولم تنفك عن وصفه بالفاشل!

"هل أعاني من متلازمة ستوكهولم؟" تمتم ياسر الصالح بسخرية وهو يبتسم ابتسامة مليئة بالمرارة.

كونه الابن الأكبر لعائلة الصالح، أشهر وأقوى عائلة في جازان، ومع ذلك وصل به الحال إلى التذلل أمام امرأة للحصول على القليل من الكرامة، كان حقًا أمرًا مثيرًا للسخرية.

قبل عامين، أنفق ياسر الصالح 3 مليون دولار لشراء 15% من أسهم مجموعة جازان للطاقة.

حينها، ثارت عائلته المكونة من مئات الأفراد عليه، متهمين إياه بإهدار أموال العائلة، حيث قال البعض إنه خسر أموال الاستثمار عمدًا لإخفاء الحسابات، بينما اتهمه آخرون بتحويل الأموال لتحقيق مكاسب شخصية.

وبناءً على قرار جماعي من العائلة، تم طرده من العائلة، ليس هذا فحسب، بل حتى والديه تم طردهما أيضًا وشُطب أسمائهما من شجرة العائلة!

خلال هذين العامين، اختبر ياسر الصالح قسوة الحياة وتبدل الأحوال. أصدقاؤه الذين كانوا يدّعون الإخاء والمحبة بدأوا بالابتعاد عنه واحدًا تلو الآخر.

بعد طرده من العائلة وعدم امتلاكه حتى فلسًا واحدًا، اضطر ياسر الصالح للبقاء على قيد الحياة بقبول حياة الصهر المنبوذ!

حتى زوجته سلمى السعدي لم تكن تعلم بهذا الأمر.

قالت ليلى مهدي، صديقة سلمى السعدي المقربة، بابتسامة ساخرة:

" سلمى، زوجك مطيع جدًا، أليس كذلك؟"

ضحكت سلمى السعدي ببرود وقالت:

"وماذا ينفعني طاعته؟ كلما رأيته أشعر بالغثيان. الناس إما يتزوجن من رجال عائلات ثرية أو من أبناء الجيل الثاني والثالث للأثرياء، أما أنا، فقد كان حظي سيئًا وارتبطت بهذا الفاشل. انظري إلى مظهره البائس، واضح تمامًا أنه مجرد فلاح بسيط. غدًا هو حفل عائلة السعدي السنوي، ولا أملك الجرأة على اصطحابه."

نظرت ليلى مهدي إلى ياسر الصالح. كان بالفعل كما وصفته سلمى السعدي؛ ملابسه الرخيصة التي تبدو وكأنها من السوق الشعبي كانت تثير الشفقة.

حاولت ليلى مهدي تغيير الموضوع، فقالت بابتسامة مترددة:

"سلمى، لا داعي لنشر الأمور العائلية. دعينا لا نتحدث عنه. سمعت أن شركتك تواجه بعض المشكلات مؤخرًا؟"

أومأت سلمى السعدي برأسها وقالت:

"خلال الشهرين الماضيين، استثمرنا في مطعمين، وخسرنا بضعة ملايين. الآن تواجه الشركة أزمة مالية، وتحتاج إلى مليون دولار. إذا لم نجد مستثمرًا خلال أسبوع، فلن يكون أمامنا خيار سوى بيع بعض أصول الشركة."

نظرت ليلى مهدي بقلق نحو سلمى السعدي وقالت:

" مليون دولار؟ هذا مبلغ كبير جدًا، من يمكنه أن يمدكِ بهذا القدر من المال؟"

لم ترد سلمى السعدي على الفور، بل التفتت نحو ياسر الصالح الذي كان يقف بجانبها يسترق السمع، وصرخت بغضب:

"ياسر! من سمح لك بالتنصت هنا؟ اذهب فورًا واغسل ملابسي!"

ثم تدخلت ليلى مهدي قائلة:

"ولا تنسَ غسل فستاني أيضًا، إنه في حقيبة القفل الخاصة بي."

أخذ ياسر الصالح الملابس على الفور وذهب إلى الغسالة ليبدأ بتنفيذ التعليمات. وبينما كان يُعد الغسالة، خطر بباله أن يغسل ملابسه أيضًا استعدادًا للقاء زملاء المدرسة الثانوية المقرر غدًا.

وما إن وضع الملابس في الغسالة، حتى سمع صوت هاتفه يرن فجأة. فتح الهاتف ليرى رسالة نصية، وعند قراءة الرقم، لاحظ أن نهايته تحتوي على تسعة أرقام 8: 050×××8888.

عرف ياسر الصالح على الفور أن هذا الرقم ينتمي إلى عائلة الصالح.

فتح الرسالة ليجد كلمات جعلته يقف مصدومًا في مكانه:

"سيدنا الكبير، نرجوك أن تنقذ عائلة الصالح. سلسلة التمويل لدينا انقطعت، ونحتاج لدعمك!"

ضحك ياسر الصالح بسخرية وهو يقرأ الرسالة:

"عائلة الصالح تبحث عني الآن؟ أهذا نوع من المزاح؟"

قبل عامين طردت العائلة ياسر الصالح ووالديه بلا رحمة، ولم يتركوا له شيئًا. والآن، وهو في حالة من الفقر المدقع، يجدون أنفسهم يلجؤون إليه طلبًا للمساعدة؟

عبس ياسر الصالح وأخذ يفكر، لكن هاتفه رن مجددًا. هذه المرة كان اتصالًا، وليس رسالة.

بلا وعي، أجاب على المكالمة. وقبل أن ينطق بكلمة، سمع صوتًا يائسًا من الطرف الآخر، صوت مدير المنزل:

"سيدنا الكبير، أرجوك، أنقذ العائلة. الأسهم التي اشتريتها في مجموعة جازان للطاقة قبل عامين قد ارتفعت قيمتها أضعافًا مضاعفة! أرجوك... إذا لم تساعد العائلة، سنواجه الإفلاس قريبًا!"

صرخ ياسر الصالح غير مصدق:

"ماذا قلت؟!"

كاد ياسر الصالح أن يرمي هاتفه من شدة الصدمة. بعد إنهاء المكالمة، اتجه إلى المخزن وبدأ في البحث بين الصناديق المتناثرة. بحث طويلًا حتى وجد أخيرًا بطاقة بنكية سوداء مدفونة في أحد الزوايا المهملة.

هذه البطاقة، التي تُعد رمزًا لمكانته كابن البكر لعائلة الصالح، كان قد تخلص منها بعد أن أصبح صهرًا لعائلة الطنطاوي، ولم يلمسها طوال العامين الماضيين.

البطاقة لم تكن عادية؛ كانت دلالة على مكانة رفيعة، حيث ترتبط بخدمة عملاء شخصية على مدار الساعة.

أخرج هاتفه على الفور واتصل بخدمة العملاء:

"مرحبًا بك، السيد ياسر. شكرًا لاتصالك بخدمة المساعد الشخصي على مدار 24 ساعة. كيف يمكنني مساعدتك؟" جاءه صوت أنثوي عذب من الطرف الآخر.

بصوت متلهف، قال ياسر الصالح:

"أريدك أن تتحققي من رصيد حسابي بسرعة!"

"حسنًا، من فضلك انتظر قليلًا." ردت الموظفة بنبرة هادئة.

لم تمر سوى بضع ثوانٍ قبل أن تعود بصوت متردد قائلة:

"السيد ياسر، رصيد حسابك كبير جدًا، وهو خارج نطاق صلاحياتي لمعرفة الرقم. يُرجى التوجه إلى أقرب فرع بنكي واستخدام نافذة كبار العملاء (VIP) للتحقق من الرصيد."

قبل أن تنهي الموظفة كلامها، أغلق ياسر الصالح المكالمة!

في تلك اللحظة، شعر برأسه يدور كأنه على وشك الانفجار، وقلبه ينبض بسرعة غير طبيعية، كما لو أنه سيقفز من صدره في أي لحظة.

رصيد كبير للغاية خارج نطاق الصلاحيات؟!

ضحك ياسر الصالح بصوت عالٍ وهو يتمتم لنفسه:

"هاهاها، عامان كاملان! لقد مرت سنتان منذ أن تم طردي بسبب هذه الصفقة الاستثمارية، والآن أصبحت هذه الصفقة مفاجأة مذهلة بالنسبة لي! ولكن ما أريد معرفته الآن هو... كم يوجد بالضبط في هذه البطاقة؟"

في هذه الأثناء، التفتت ليلى مهدي نحو سلمى السعدي وهي تضحك:

"سلمى، انظري إلى ياسر، يجري مكالمة فقط ليتحقق من رصيده المصرفي!"

هزت سلمى السعدي رأسها وضحكت بسخرية:

"أعطيه 30 دولار كمصروف يومي، وبعد سنتين يبدو أنه تمكن من ادخار مبلغ محترم!"

علّقت ليلى مهدي بابتسامة ساخرة:

"سلمى، فكري فيه وكأنك تربي كلبًا. فقط دعيه يعيش."

وانفجرت السيدتان في الضحك.

لم يكن ياسر الصالح يكترث بسخريتهما، بل هرع إلى زوجته بحماس قائلاً:

"الشركة بحاجة ماسة إلى مليون دولار، ماذا لو حاولت مساعدتك في تدبير هذا المبلغ؟"

انفجرت ليلى مهدي ضاحكة حتى كادت تبكي من شدة الضحك، ونظرت إليه بازدراء:

"ياسر، هل تعرف حتى معنى مليون دولار؟ تعطيك سلمى 30 دولار يوميًا، وإذا استطعت جمع هذا المبلغ، فسأدعوك أبي!"

ابتسم ياسر الصالح بتواضع ورد قائلاً:

"حقًا؟ إذًا تذكري ما قلته الآن!"

عند هذه النقطة، لم تستطع سلمى السعدي تمالك نفسها. هذا الرجل الذي يعيش حياة بائسة ويتباهى بكلام فارغ أمام صديقتها المقربة كان أمرًا يفوق احتمالها. أشارت إليه بعصبية قائلة:

"توقف عن إزعاجنا واذهب لترتب سرير الغرفة، ولا تبقَ هنا لتضايقنا!"

أومأ ياسر الصالح برأسه وغادر بهدوء.

تلك الليلة، لم يستطع ياسر الصالح النوم من شدة الحماس. بدا الخبر السعيد وكأنه حلم لا يريد الاستيقاظ منه.

قرر في نفسه:

"غدًا لا بد أن أذهب إلى البنك بنفسي وأتحقق من الرصيد!"

Tampilkan Lebih Banyak
Bab Selanjutnya
Unduh

Bab terbaru

Komen

Tidak ada komentar
30 Bab
الفصل 1
"ياسر، قم بتفريغ ماء غسل الأقدام."جلست امرأتان على الأريكة، وقد انتهيتا لتوّهما من نقع أقدامهما. كانت ملامحهما تعكس الكسل والدلال، بجمالٍ لا يُقارن.هاتان المرأتان هما زوجة ياسر الصالح وصديقتها المقربة. عند سماع أمر زوجته، انحنى ياسر الصالح ليصب ماء غسل الأقدام دون أن يجرؤ على الاعتراض. فما الذي يمكنه فعله وهو صهر بلا قيمة أو مكانة؟ مرّت سنتان على زواجه، ولم يكن له أي سلطة تُذكر داخل المنزل. كانت زوجته ووالدتها كثيرًا ما تصرخان في وجهه لأتفه الأسباب، وإذا حاول الرد، لم تترددا في طرده من المنزل. في هذا البيت، مكانة ياسر الصالح كانت أدنى من مكانة كلب.مرّ عامان على زواجه من سلمى السعدي، ولم يلمس يدها حتى! بل كان ينام كل ليلة على الأرض لأن سلمى السعدي لم تكن تطيقه، وكانت تزدريه من أعماق قلبها، معتبرةً إياه غير جدير بأن يُسمى رجلًا. تنظيف الملابس، إعداد الطعام، وترتيب المنزل كانت مهامه اليومية، إضافةً إلى تحضير ثلاث وجبات منتظمة. قبل بضعة أيام، أخطأ بوضع كمية زائدة من الملح أثناء الطهي، فتعرض للتوبيخ كأنه طفل صغير لمدة نصف ساعة كاملة.وفي إحدى الليالي، استيقظت سلمى ا
Baca selengkapnya
الفصل 2
في تلك الليلة، ظل ياسر الصالح يتقلب على الأرض حتى الساعات الأولى من الصباح، ولم يتمكن من النوم إلا بصعوبة. لكنه لم يهنأ بالنوم طويلًا، إذ سمع فجأة صوت والدة زوجته تناديه من الخارج: "ياسر الصالح! استيقظ بسرعة واصطحب سلمى إلى عملها!" كان ياسر الصالح ما يزال غارقًا في النوم، يظن أن ما يسمعه جزء من حلم، فقلب جسده وأكمل نومه. لكن بعد لحظات، فُتح الباب بعنف ودخلت جميلة خالد الطنطاوي إلى الغرفة. وبنبرة مليئة بالتعالي، قالت وهي تركله بقدمها: "هل أنت أصم؟ ألم تسمع ما قلته؟" رغم أن جميلة خالد الطنطاوي تجاوزت الأربعين من عمرها، إلا أنها كانت تعتني بمظهرها جيدًا، فتبدو وكأنها في الثلاثينيات. كان جمالها الناضج وملامحها المليئة بالثقة لا يزالان واضحين. شعر ياسر الصالح بالألم في ظهره واستيقظ بصعوبة، لينظر إلى والدة زوجته التي كانت تقف أمامه بوجه متجهم. بدا عليه الارتباك التام. هل الشمس أشرقت من الغرب اليوم؟! لم يحدث مطلقًا، خلال أكثر من عامين من الزواج، أن ظهرت سلمى السعدي برفقته علنًا. كانت دائمًا ترى فيه مصدر إحراج لها. فكيف تطلب منه اليوم إيصالها إلى العمل؟! وبينما كا
Baca selengkapnya
الفصل 3
"مرحبًا، أنا ياسر الصالح. إذا أردتم مساعدتي لإنقاذ العائلة، لدي شرطين عليكم تحقيقهما." "أولًا، أريد عقدًا من سلسلة 'مدينة السماء' للمصمم الفرنسي آلان. ثانيًا، هل يوجد شخص في العائلة يدعى ماجد الدين؟ أريد رؤيته مفلسًا." أنهى ياسر الصالح المكالمة دون أن ينتظر تأكيد الطرف الآخر أو حتى الرد عليه. في تلك اللحظة، اهتز هاتفه. كانت رسالة نصية من سلمى السعدي: "ياسر، الحفل السنوي لعائلة السعدي الليلة. اشتري ملابس جديدة، لا تجعلني أشعر بالإحراج." ---منتجع جبل الذهب في مدينة صبياء، هو التجمع الحصري لأثرياء مدينة صبياء. أولئك الذين يعيشون هناك هم شخصيات بارزة، سواء بالمال أو النفوذ. حتى لو كنت ثريًا، قد لا تكون قادرًا على شراء فيلا هناك. وكان هذا هو المكان الذي قرر فيه ياسر الصالح مقابلة زعيم عائلة الصالح. جلس ياسر الصالح على كرسي الاسترخاء بكل أريحية، بينما جلس أمامه زعيم العائلة، عمه الثاني أحمد الصالح. نظر أحمد إلى ياسر الصالح بنظرة متأملة، وابتسم قائلاً: "يا ياسر، لم أرك منذ عامين، لكن يبدو أنك لم تتغير على الإطلاق." رد ياسر الصالح بلا مبالاة: "عمي، دعك من الم
Baca selengkapnya
الفصل 4
بعد عامين من كونه صهرًا في عائلة السعدي، أصبح ياسر الصالح يعرف جيدًا مدى قوة شخصية حماته جميلة خالد الطنطاوي. كان يخشاها إلى أقصى حد. قالت جميلة خالد الطنطاوي بنبرة حازمة تأمره: "ياسر الصالح، اذهب لجمع أغراضك. غدًا ستذهب إلى مكتب الأحوال المدنية مع سلمى للحصول على شهادة الطلاق، ثم تغادر منزل عائلة السعدي." حاول ياسر الصالح الرد قائلاً: "أمي..." صرخت جميلة خالد الطنطاوي بغضب: "لست أمك! لا تنادني بذلك!" تنهد ياسر الصالح، محاولًا كتم انزعاجه، وقال بخفوت: "حسنًا... سيدتي. أنا أحب سلمى حقًا، ونحن متزوجان منذ عامين..." "صفعة!" ضربت جميلة خالد الطنطاوي الطاولة بيدها بقوة، ونهضت غاضبة. ملامح وجهها امتلأت بالازدراء وهي تقول: "عامان؟ خلالهما أكلت من طعامنا، واستخدمت مواردنا، ولم تقدم أي شيء لهذه العائلة. ابنتي فتاة رائعة، ما الذي يجعلك تظن أنك تستحقها؟ ماذا يمكنك أن تقدم لها؟" كانت أسئلتها متتالية، ولم تمنح ياسر الصالح أي فرصة للدفاع عن نفسه. تابعت بغضب أكبر: "تحملت وجودك لعامين! أنت رجل عاجز لا تعرف سوى الطبخ والأعمال المنزلية. انظر إلى نفسك! هل تعتقد أنك
Baca selengkapnya
الفصل 5
كان جمال رنا الحارثي معروفًا للجميع، لا يقل عن جمال أي من النجوم المشهورين في مجموعة أصوات النجوم للترفيه. امرأة بهذا الجمال كان من الطبيعي أن تلفت انتباه مكتشفي المواهب في المجموعة. رغم ذلك، لم يستطع الحاضرون كبح شعورهم بالغيرة. "إنها أصوات النجوم! الشركة الترفيهية الأفضل في مدينة صبياء. مجرد توقيع عقد معهم يعني الشهرة الفورية. بمواردهم وقدرتهم على تسويق النجوم، لا يمكن لأي شخص تحت مظلتهم أن يظل غير معروف." وقف ياسر الصالح على الجانب، مهتمًا بما سمع. لم يكن يتوقع أن رنا الحارثي ستنضم إلى مجموعة أصوات النجوم. وبما أن المجموعة أصبحت تحت إدارته بعد اليوم، فهذا يعني أن رنا الحارثي ستكون تحت إشرافه. ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهه بينما فكر في ذلك، وتوجه نحوها بخطوات هادئة. أراد الجلوس والتحدث معها. لكن بمجرد أن جلس، لاحظ تغيرًا في تعابير وجه رنا الحارثي. عبست قليلاً وأبعدت نفسها عنه قليلاً بطريقة غير ملحوظة، قبل أن تقول بنبرة غير ودية: "رائحتك كريهة بسبب العرق. هل يمكنك الابتعاد عني؟" تجمد ياسر الصالح للحظة، ثم قال باعتذار: "آسف، كنت في عجلة من أمري ولم أتمكن م
Baca selengkapnya
الفصل 6
"سلمى السعدي، أنا لا أقول هذا لأنتقدك، ولكن هل هذه هي الطريقة التي تعتنين بها بزوجك؟ كيف تتركينه يخرج بمظهر بائس كهذا؟ هل وصل بكما الفقر إلى هذه الدرجة؟" قال هادي السعدي بنبرة متعجرفة، ثم أضاف بابتسامة ساخرة: "حتى فستانك، أعتقد أنه مجرد قطعة رخيصة من ماركة عادية، أليس كذلك؟" ثم استعرض ملابسه قائلاً بفخر: "أما أنا، انظروا إلى هذا البدلة التي أرتديها. إنها مصممة خصيصًا لي في مصنع البدلات الإيطالي نابولي، وقد كلفتني 50 ألف دولار." "واو!" ضج المكان بأصوات الدهشة، وبدت بعض الفتيات في حالة صدمة وإعجاب. قالت إحداهن: "50 ألف دولار؟! إذا تزوجت من رجل مثله، سأعيش في عالم من الفخامة." في هذه اللحظة، تحول وجه سلمى السعدي إلى شاحب. كانت تعلم أن فستانها لم يكلف سوى 300 دولار، وهو ما جعلها تشعر بالإهانة أمام الحضور. وقفت سلمى السعدي متجمدة في مكانها، غير قادرة على الرد، بينما كانت نظرات الحضور تشعرها كأنها تحت المجهر. فجأة، تقدم ياسر الصالح نحو هادي السعدي، ومد يده ليلمس بدلته. "ابتعد عني!" صرخ هادي السعدي بغضب، وهو يتراجع خطوة إلى الخلف. "هل غسلت يديك؟ إذا قمت بتل
Baca selengkapnya
الفصل 7
"جدتي، أنا... أنا مستعد للذهاب!" "دعيني أذهب للتفاوض، جدتي، لدي خبرة كبيرة في التفاوض!" "أنا أيضاً مستعدة للذهاب!" رفع الجميع أيديهم في الحضور، بغض النظر عمّا إذا كانوا مؤهلين للتفاوض أم لا. لكن من بينهم، فقط سلمى السعدي لم ترفع يدها، لأنها كانت تعلم أنه حتى وإن رفعت يدها، فإن الفرصة للتفاوض على هذه الشراكة لن تكون من نصيبها. نظرت الجدة الكبرى إلى الحضور المتحمس، وأومأت برأسها بهدوء، وابتسمت ابتسامة خفيفة، ثم أشارت إلى هادي السعدي الذي كان واقفًا بجانبها. "أعتقد أن هذه الفرصة يجب أن تكون من نصيب هادي." " هادي، اذهب غدًا إلى مجموعة أصوات النجوم وناقش الأمر." "شكرًا جدتي." ركض هادي السعدي بسرعة إلى المنصة لمساعدة جدته في النزول، وكانت ابتسامته تصل إلى أذنيه. بعد عودته إلى المنزل، ذهب ياسر الصالح إلى الفراش مبكرًا. كان قد هدأ عقله بشأن الأحداث التي وقعت في اليومين الماضيين. في الماضي، لم يكن لديه مال، لكن الآن لديه المال، لذا أصبحت كل المشاكل لا تشكل مشكلة بعد الآن. مع المال، أصبح ياسر الصالح أكثر ثقة بالنفس، ومن ثم نام بشكل مريح تلك الليلة. في اليوم ال
Baca selengkapnya
الفصل 8
"أنتِ مريم شهاب؟" سأل ياسر الصالح وهو ينظر إلى مريم شهاب."آسفة، السيد ياسر. ذهبتُ إلى منزلك لاصطحابك، لكن لم أجد أحدًا هناك. أثناء عودتي إلى الشركة، علقتُ في ازدحام المرور، ولهذا تأخرت." قالت مريم شهاب بصوت منخفض وهي تنحني قليلاً، محاولةً عدم ترك انطباع سيئ لدى الرئيس الجديد في يومه الأول."مريم، ماذا تفعلين؟" اقتربت فاطمة ناصر من مريم شهاب، مشيرةً إلى ياسر الصالح وقالت: "إنه مجرد موظف عادي في الشركة، وقد قمتُ للتو بفصله. كيف تجرؤين على مناداته بهذا الشكل؟""موظف عادي؟ فصلته؟" فتحت مريم شهاب الملف الذي كانت تحمله وأخرجت منه وثيقة، ثم قارنت الصورة الموجودة عليها بالشخص أمامها. بعد ذلك قالت لفاطمة ناصر: "لا، ليس كذلك. هذا هو الرئيس الجديد لشركتنا، السيد ياسر الصالح!"يا إلهي!ماذا قالت للتو؟الرئيس الجديد؟ السيد ياسر!شعر قائد فريق الأمن أن ركبتيه بالكاد تستطيعان حمله، وابتلع ريقه بصعوبة. أراد أن يتحدث، لكنه شعر وكأن شيئًا يسد حلقه، فلم يستطع إخراج كلمة واحدة.كما فتح الحاضرون أفواههم في ذهول، ونظروا إلى ياسر الصالح وكأنهم يشاهدون شبحًا."مستحيل، هل يمكن أن تكوني مخطئة؟" شعرت ر
Baca selengkapnya
الفصل 9
"ماذا؟ هل أنتِ غير راغبة؟" قال هادي السعدي بعبوس، ثم أضاف متهكمًا: "كونكِ فردًا من عائلة السعدي، فإن خدمة العائلة هي مهمتك. في النصف الأول من العام، خسرتْ شركتكِ مليون دولار. هذه فرصتكِ لتعويض تلك الخسائر، وإلا، وفقًا لقواعد العائلة، سيتم تخفيض درجتكِ."ضغطت سلمى السعدي شفتيها ولم تستطع الرد. لم تتوقع أبدًا أن يستخدم هادي السعدي هذا الأمر لتهديدها. نعم، لقد خسرت مليون دولار، لكنها خلال السنوات الماضية حققت أرباحًا للعائلة تزيد عن عشرة أضعاف ذلك المبلغ."جدتي، أنا..." قالت مترددة.لكن الجدة الكبرى رفعت يدها لتوقفها وقالت: "ما قاله هادي صحيح. من أخطأ يُعاقب، ومن حقق نجاحًا يُكافأ. بما أن شركتكِ خسرت مليون دولار، فإن مهمة التفاوض مع مجموعة أصوات النجوم ستُسند إليكِ كفرصة لتعويض الخسارة."ثم نظرت الجدة الكبرى إلى جميع أفراد العائلة الموجودين وأضافت: "آمل أن تضعوا هذا في أذهانكم: العائلة تكافئ من يحقق إنجازًا، وتعاقب من يخطئ. أتمنى أن تذكروا هذا دائمًا.""نعم!" أجاب الجميع بصوت واحد."حسنًا، انتهى الاجتماع. يمكنكم الانصراف الآن."بمجرد أن أنهت الجدة الكبرى كلامها، وقف جميع الحاضرين و
Baca selengkapnya
الفصل 10
"حسنًا، يمكنك الآن أن تناديني 'أبي'. أنا في انتظارك." قال ياسر الصالح وهو ينظف أذنيه بيده بلا مبالاة.شعرت ليلى مهدي بالتوتر، لكنها حاولت أن تتمالك نفسها وتأخذ نفسًا عميقًا لتستعيد توازنها. قالت: "ياسر، سلمى تعطيك فقط 30 دولار يوميًا كمصروف. من أين أتيت بكل هذا المال؟ أعتقد أن مصدر هذه الأموال مشبوه، أليس كذلك؟"ازدادت شكوك سلمى السعدي بعد كلمات صديقتها. تقدمت نحو ياسر الصالح وأمسكت بذراعه وسحبته إلى غرفة النوم في الطابق العلوي. بعد إغلاق الباب، نظرت إليه بقلق وسألت بصوت منخفض: "ياسر، أخبرني الحقيقة. من أين أتيت بهذه الأموال؟"تنهد ياسر الصالح وأجاب بحزن: "حتى أنتِ لا تثقين بي؟" ثم أضاف: "هذا المال اقترضته من صديق. لا تقلقي، يمكنك استخدامه."كان هناك خيبة أمل واضحة في صوته. لقد بذل جهدًا لتأمين المال، لكنه بدلاً من أن يرى السعادة على وجه زوجته، قوبل بالشكوك. كان هذا مؤلمًا للغاية.في أعماقه، كان يعتزم أن يخبر سلمى السعدي بأنه الآن الرئيس التنفيذي لمجموعة أصوات النجوم، لكنه قرر تأجيل ذلك. إذا اكتشفت هويته الحقيقية، فقد تشك في نواياه أو تعتقد أنه يستخدمها لمصلحته. ولم يكن يريد أن
Baca selengkapnya
Jelajahi dan baca novel bagus secara gratis
Akses gratis ke berbagai novel bagus di aplikasi GoodNovel. Unduh buku yang kamu suka dan baca di mana saja & kapan saja.
Baca buku gratis di Aplikasi
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status