مشاركة

الفصل 20

مؤلف: سو شي
استمعي إليّ جيدًا! قال برهان بصوت أجشٍّ وبارد، وبكلماتٍ حادّة كالسيف: "إذا تجرأتِ على اقتحام غرفتي مرة أخرى، فستموتين!"

أومأت سارة برأسها وهي ترتجف كغزال صغير تائه، وأهداب عيناها الطويلة الملتوية ترمش بسرعة.

استدار برهان وأخذ السوار الأخضر من على منضدة السرير، ثم حمل سارة وخرج بها من غرفته، ودخل إلى غرفتها ووضعها على السرير، ثم أعاد السوار إلى معصمها وهو يقول:" ارتديه غدًا عندما تزورين والدتي، سيسعدها ذلك كثيرًا."

قالت سارة بصوت خائف ومتقطع: "حسنًا.. فهمت."

ثم خرج برهان.

فأسرعت سارة بإغلاق الباب خلفه، ثم سندت ظهرها على الباب وقد خارت قواها، وفقدت ساقاها القدرة على حملها، فجلست على الأرض وهي تلهث.

شعرت وكأنها عادت من الموت، ولم يكن الأمر يستحق كل ذلك الذعر.

وبعد أن هدأت قليلًا، خلعت فستان الزفاف وحذائها الكريستالي، واغتسلت وتوجهت إلى الفراش.

فغدًا هو يومها الأول في العمل، ويجب أن تكون في حالة جيدة.

وفي اليوم التالي، استيقظت سارة مبكرًا وذهبت إلى المشفى لزيارة الخالة سمية، وحرصت على أن يكون السوار ظاهرًا على معصمها، مع ارتسام ابتسامة خجولة على وجهها.

وفور أن رأت الخالة سميّة السوار في معصم سارة، فرحت وابتهجت.

وبعد أن تحدثا معًا لبعض الوقت، قالت سارة: "أمي، يجب أن أذهب إلى العمل الآن، لا أستطيع البقاء أكثر، وسأعود في المساء لرؤيتكِ مرة أخرى."

سألتها الخالة سميّة في حيرة: "سارة، لقد تزوجتِ بالأمس فقط، فكيف تذهبين للعمل اليوم؟"

ردت سارة بأسلوبٍ دُعابيّ: "أمي! من كان يعلم أنكِ ستفاجئينني بحفل زفافٍ دون سابق إنذار؟ لقد حصلت منذ أيامٍ على وظيفة أحلامي في مجال التصميم المعماري، وأنتِ تعلمين أن هذا هو حلمي."

قالت الخالة سميّة بنبرة حنونة:"حسنًا، حسنًا يا ابنتي، أهنئكِ على حصولكِ على الوظيفة التي تحبينها، اذهبي إلى العمل الآن، ولا تنسي أن تأتي لزيارتي بعد أن تنتهي."

وصلت سارة إلى الشركة الجديدة في موعدها، وسجلت حضورها.

وكما قال لها السيد فؤاد حين أوصلها بالأمس، كلّفها مدير قسم التصميم فور وصولها بالذهاب إلى مواقع البناء في الضواحي الجنوبية للمدينة، بحجة أنها في فترة تدريب. ولكن في الواقع، كانت مجرد مساعد مصمم تقوم بأعمال شاقّة ومتفرقة في موقع البناء.

ومع ذلك، كانت سارة سعيدة.

فراتبها كمساعدة مصمم كان أعلى بكثير من أجر العمال في موقع البناء، وكل ما كانت تريده هو العمل لمدة شهر واحد فقط لتحصل على راتبها، وبالتالي يمكنها إجراء الفحص الطبي الثاني للحمل، وشراء تذكرة قطار للعودة إلى مسقط رأسها والتحقق من سبب وفاة والدتها.

لذلك، لم تهتم كثيرًا بمدى صعوبة العمل.

وعلى مدار ثلاثة أيام متواصلة، انشغلت سارة بإنجاز الأعمال الجانبية الشاقة في موقع البناء.

كانت تبدأ يومها صباحًا بزيارة الخالة سمية في المشفى، ثم تعمل بجد طوال اليوم، وبعد العمل تعود لرؤية خالتها مرة أخرى، وبعد ثلاثة أيام على هذه الحال، بلغ منها الإرهاق مبلغًا لدرجة أنها عادت مساءً، ولم تتناول عشاءها، ونامت فور أن استلقت على سريرها.

وفي اليوم التالي، استيقظت متأخرة عن موعدها المعتاد بنحو ساعة تقريبًا، فنهضت بسرعة، نظفت أسنانها وغسلت وجهها، ثم ركضت لتلحق بالحافلة. وصلت إلى المشفى وتحدثت مع الخالة سميّة لبضع دقائق فقط قبل أن تتوجه بسرعة إلى موقع البناء.

وكي لا تتأخر عن العمل، ومن أجل أن تترك انطباعًا جيدًا لدى مديرها، راحت سارة تركض نحو موقع البناء بعد أن نزلت من الحافلة، وبينما كانت تقترب من الموقع، اصطدمت بشخص غريب.

"آسفة، آسفة، أنا في عجلة من أمري." قالتها سارة وهي تعتذر على عجل ثم تابعت ركضها.

كان الرجل الذي اصطدمت هو أبو الروس.

نظر أبو الروس إليها وهي تركض بابتسامةٍ ماكرةٍ وقال: "لقد وجدتكِ أخيرًا! لقد بحثتت عنكِ في كل مكان، ولم أتوقع أن أجدكِ هنا!"

تبع أبو الروس سارة، وعندما رآها بدأت العمل في الموقع، أخرج هاتفه واتصل بلينا: "سيدة لينا، لقد وجدت المرأة التي تبحثين عنها، تخيلي أين تعمل الآن؟ إنها تعمل في موقع بناء! تلك الأعمال الشّاقة لا يقوم بها إلا الرجال! هل أنتِ متأكدة أن هذه هي مَن تريد سرقة زوجكِ منكِ!"

ضحكت لينا بسخريةٍ وقالت: "سارة تعمل كعاملةٍ في موقع بناء؟ ها ها ها! كم هو أمرٌ مضحك! هي بالفعل تحاول سرقة زوجي وتدمير سعادتي، لكن كيف لرجل مثل زوجي المستقبلي أن ينظر لواحدة مثلها؟"

"ما زلتِ تريدين قتلها إذن؟" سأل أبو الروس لينا مرة أخرى.

"بالطبع! لا أريد قتلها فقط، بل أريد الاستمتاع بتعذيبها أولًا. ألم تخبرني بأنني أستطيع مشاهدتك وأنت تعذبها؟" سألت لينا أبو الروس بنبرة مرحة.

قال أبو الروس: "ما عليك سوى أن تدفعي الأتعاب، وسأجعلكِ تعذبينها بالطريقة التي تريدينها."

قالت لينا بفرح: "هذا رائع!"

وبعد معرفة لينا أن سارة لم تكن سوى أداةً استخدمها برهان ليًريح بها والدته، ازداد شوقها لإخبار سارة بهذه الحقيقة المرّة قبل موتها.

كانت تتوق لرؤية تعابير الصدمة والغضب والألم والعجز على وجه سارة.

ها ها ها!

وبينما هي بانتظار الحافلة بعد انتهاء العمل، اختُطفت سارة وأُخذت إلى مستودع مهجور، ثم أزال أحدهم القناع من على وجهها.

كانت سارة تشعر بالرعب الشديد.

وتحول الكابوس الذي رأته في غرفة نوم برهان إلى حقيقة، فقد رأت فيه أنها اختُطفت على يد عصابة من المجرمين.

كان الرجل الذي يقود العصابة ذو بشرة سمراء وخشنة، وكان واضحًا من مظهره أنه رجل عنيف وصاحب سوابقٍ في القتل. مدّ ذلك الرجل يده وانتزع السوار الذي كانت ترتديه سارة في معصمها، ثم التفت إلى رجاله قائلًا: "إياكم أن تلمسوها!"

فقال أحد رجاله بوقاحة: "أيها الزعيم، ما دامت في عداد الموتى، فلماذا لا نستمتع بها قليلًا؟"

سمعت سارة ذلك الكلام فأغمضت عينيها واليأس يتملّكها، وأخذت دموعها تسيل.

قال أبو الروس:"سوف تستمتعون بالتأكيد، ولكن هذه المرأة هي بضاعتنا الآن، ويجب أن نحافظ عليها حتى تصل السيدة لينا ونعذبها أمامها، وبعد ذلك يمكنكم فعل ما تريدون. وإن لمسها أحدكم قبل ذلك، فسوف أقتلكم جميعا!"

أجاب رجاله بصوت واحد: "أمرك أيها الزعيم!"، وكان لا يجرؤ أحدٌ منهم على عصيانه.

أصدر أبو الروس أوامره، ثم خرج من المستودع حاملًا بيده السوار ليتحقق من قيمته، ليكتشف أن السوار يساوي ثمنه عدّة ملايين.

وعرف أبو الروس أن هناك محل مجوهرات مستعدٌ لشراء هذا السوار نقدًا دون أن يُتعبه بأسئلةٍ عن مصدره.

وخشية أن تضيع منه هذه الفرصة، باع أبو الروس السوار دون تردد.

ولكنه لم يتوقع أن يتصل محل المجوهرات ببرهان على الفور: "سيد برهان، لقد وجدنا السوار، وثبّتنا جهاز تعقب على الشخص الذي باعه لنا، ويمكننا الآن تتبعه للعثور على السيدة سارة."

قال برهان بغضب شديد: "راقبوه جيدًا! وسآتي في الحال!"

هذه المرة، كان برهان عازمًا على الانتقام من سارة، وتقطيعها إربًا!

بعد الانتهاء من المكالمة، قاد برهان فريقًا من أفضل رجاله وتعقّب أبو الروس حتى وصل إلى المستودع المهجور، ثم أحاطوا المكان دون أن يشعر بهم أحد.

وفي ذلك الوقت داخل المستودع، كانت لينا تحدق بغضب شديد في ورقة تحليلٍ كانت تحملها في يدها، وبعد أن قرأتها، صفعت سارة صفعةً قويّة قائلة: "أيتها الملعونة! أنتِ حامل! أنتِ تستحقين الموت حقًا!"

كانت لينا قد وجدت ورقة فحص الحمل هذه في حقيبة سارة.

وبينما كانت سارة مقيدةً بإحكام في عمودٍ خرسانيّ، انسابت دموع اليأس من وجهها الشاحب قائلةً: "كل هذا بسبكم أنتم يا عائلة سمير."

ضحكت لينا بصوتٍ عالٍ وقالت: "سارة، دعيني أخبركِ من هو والد هذا الطفل، أم أنكِ تودين التخمين أولًا؟"

الفصول ذات الصلة

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 21

    اكتفت سارة بضحكة باردة ثم نظرت إلى لينا بنظرة ازدراء.وماذا لو علمت؟وماذا لو لم أعلم؟كانت تعلم دائمًا أن عائلة السيد سمير تعرف بالتأكيد هوية ذلك الرجل، وكانت هي أيضًا على دراية بذلك! الأمر ببساطة أن عائلة السيد سمير كانت ترغب في التخلص من منافسهم، ولم يتمكنوا من قتله علانيةً، لذلك أرسلوها لتكون هي من يرافق ذلك الرجل في لحظاته الأخيرة.,حتى لو مات ذلك الرجل، فسيكون بسبب الإفراط في اللهو والشهوات."لا أريد." قالت سارة."أنتِ..." رفعت لينا يدها مرة أخرى وصفعت سارة على وجهها: "سواء أردتِ أن تعرفي أم لا، عليكِ أن تعرفي. اليوم سأكشف لكِ الحقيقة كاملة، سأجعلكِ تدركين كل شيء قبل أن تموتي. هل تعلمين لماذا عشتِ في منزلنا لمدة ثماني سنوات؟  هل تعرفين لماذا أنا ووالدتي نكرهكِ؟ هل تظنين أن السبب هو فقط لأنكِ تأكلين وتعيشين على نفقة عائلتنا؟ سارة، ألم تفكري يومًا في وجود سبب آخر؟"رفعت سارة عينيها ونظرت إلى لينا.لطالما أرادت سارة أن تعرف السبب، لماذا أرسلتها والدتها إلى منزل السيد سمير لتعيش معهم عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، ولماذا رغم أن عائلة السيد سمير قد وافقت على تبنيها، إلا أنهم كان

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 22

    سارة كانت ترتجف خوفًا وهي تتكئ على عنق برهان، جسدها يرتعش بالكامل. كانت تعلم أن برهان رجل قاسٍ، لكنها لم تره يومًا بعينيها يتصرف بهذه القسوة. اليوم، أخيرًا شهدت كيف أنه رجل لا يتراجع عن كلمته، مهما كان الأمر.ومع ذلك، كانت تعلم أن هؤلاء الأشخاص يستحقون ما حصل لهم.لم يكن هناك ما يستدعي الشفقة عليهم.على العكس، كادت هي أن تكون الضحية، وكانت على وشك أن تُعذب وتُقتل على يد لينا.رفعت سارة رأسها ببطء، وهي مستندة على كتف برهان، ثم نظرت إلى لينا بعينين بريئتين للغاية.تم نقل سارة إلى المستشفى، وبعد أن أجرى الطبيب الفحص قال: "إنها مجرد كدمات في الأنسجة الرخوة، لا يوجد ما يدعو للقلق."تنفست سارة الصعداء، وبدأت مشاعر الخوف التي كانت تعتريها تتلاشى تدريجياً. بعد أن كانت مُختطفة لعدة أيام، ولم تكن تعرف كيف كانت حال الخالة سمية خلال هذه الفترة."سيد برهان، شكرًا لإنقاذكِ لي، هل الخالة سمية بخير؟" سألته سارة وهي تنظر له بامتنان."الوضع ليس جيدًا!"سارة: "......ماذا... ماذا حدث للخالة سمية؟""في وحدة العناية المركزة." قالها برهان بوجه خالٍ من التعبير. في الفترة الأخيرة، كانت سارة تذهب كل يوم إلى ال

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 23

    "أمي، أنا آسفة." سقطت دموع سارة على طرف الغطاء الذي يلف الخالة سمية. كان صوتها مبحوحًا من كثرة البكاء: "لقد بدأت العمل للتو، وكان عليّ الامتثال لتعليمات المدير. قرر المدير فجأة إرسالي في رحلة عمل لبضعة أيام، فلم أتمكن من زيارتكِ في الوقت المناسب."أجابت الخالة سمية بابتسامة حزينة وهي تنظر إلى الأنابيب المتصلة بجسدها: "ليس ذنبكِ يا حبيبتي. جسدي يزداد ضعفًا يومًا بعد يوم... لا أعرف إن كنت سأتمكن من فتح عيني مرة أخرى بعد أن أغلقها.""أمي، لا تقولي ذلك، أرجوكِ، لا تتركيني. لو رحلتِ عني، سأصبح وحيدة تمامًا. لم يعد لدي أي أحد في هذا العالم..." صرخت سارة وهي تضع رأسها على صدر الخالة سمية، تبكي بحرقة ودموعها تنهمر دون توقف.في ذلك اليوم، بعد أن تم إنقاذ سارة، لم تعد إلى المنزل. بقيت في المستشفى تعتني بالخالة سمية. كانت تنظفها، تغسل شعرها، وتقص أظافرها. ومع رعايتها الحنونة، بدأت الخالة سمية تستعيد بعضًا من صحتها، وظهر لون الحياة مجددًا على وجهها الشاحب.بفضل رعاية سارة الدقيقة، بدا أن برهان، الابن البيولوجي للخالة سمية، لا دور له تقريبًا. ففي كثير من الأحيان، كان يقف بهدوء على الجانب، يراقب تلك

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 24

    "هل تمطر؟" قالها برهان وهو يتجه نحو الشرفة لينظر إلى الخارج، وبالفعل كانت الأمطار تتساقط. عندما نظر للأسفل، رأى امرأة جاثية على ركبتيها في الماء، ترفع رأسها وتنظر تجاهه.أخذ برهان مظلة ونزل إلى الأسفل."سيدي... سيدي... لا أصدق أنك ما زلت تود النزول لرؤيتي." كانت شفتا لينا قد تحولت إلى اللون الأرجواني من شدة البرد، وهي تزحف على ركبتيها باتجاهه، ثم عانقت ساقيه بشدة. "سيدي، اسمعني، دعني أكمل كلامي. حتى لو قتلتني بعدها، سأكون راضية، فقط أطلب منك فرصة واحدة للدفاع عن نفسي."نظر السيد برهان إلى هذه المرأة التي كانت تجثو أمامه بخضوع وتذلل، شعر باشمئزاز شديد يتملكه. فقد كان على وشك أن يركلها حتى الموت بالأمس.لكن في النهاية، تراجع في اللحظة الأخيرة فقط لأنها أنقذت حياته بجسدها ذات مرة، مما منحه الفرصة للسيطرة على مجموعة شركات رستم. توقفت قدمه في اللحظة التي كانت على وشك أن تصطدم بها.ومع ذلك، كانت مشاعر الكراهية تجاه لينا تتزايد في قلبه يومًا بعد يوم.هذه المرأة لم تعد تلك المطيعة والمستسلمة كما كانت في الليلة التي أنقذت حياته. على الرغم من أنه وعدها بالزواج بعد شهرين، إلا أنها ما زالت تثير غ

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 25

    كان الاتصال من الجدكان جد برهان يتحدث بنبرة تجمع بين الأمر والتشاور: "برهان، بما أنك قلت إن تلك المرأة كانت فقط من أجل تهدئة والدتك، فقد قررنا، جدتك وأنا، أن نقيم مأدبة عشاء عائلي بسيطة. في نهاية هذا الأسبوع، ستحضر فتيات من العائلات الراقية من المدينة الجنوبية والعاصمة في هذه المأدبة..."لم يترك برهان فرصة لجده لإكمال كلامه، إذ قاطعه قائلًا: "لن أذهب!"أصبحت نبرة جده أكثر ليونة وقال: "برهان، انتظر قليلًا، اسمعني حتى النهاية، حسنًا؟"برهان: "...""برهان؟""أنا أسمع.""برهان، لن أتدخل في أمور شركة العائلة، ولكنني الآن بلغت السادسة والتسعين. ألا يمكنك أن تترك لي فرصة أن أراك تتزوج وتنجب قبل وفاتي؟ إذا وجدت فتاة تناسبك بين الضيوف، فهذا سيكون الأفضل. وإن لم تجد، فلن نضغط عليك." في النهاية، كان جده يكاد يتوسل لبرهان.ألقى برهان نظرة على لينا، التي كانت لا تزال تحت المطر، ,وأجاب: "حسنًا."بعد أن أنهى المكالمة، قال برهان للينا: "استعدي خلال الأيام المقبلة. سترافقيني هذا الأسبوع إلى منزل عائلة رستم لمقابلة جدي."لينا، التي بدت علامات الفرح تلمع في عينيها، سألت بفرح: "سيدي، ماذا تقول؟ هل تعني أ

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 26

    صاحت سارة مرة أخرى: "سيد برهان.......".التقط السيد برهان هاتفه وأجرى اتصالًا: "حازم، تعال إلى هنا فورًا لتصطحب الآنسة لينا إلى المنزل".لينا: ".....".أنهى السيد برهان المكالمة ثم قال بفتور: "انتظري هنا، سيأتي حازم في غضون ثلاث دقائق ليعيدكِ إلى المنزل".وما إن أنهى كلامه، دخل المصعد وضغط على زر الصعود وأغلق باب المصعد.بقيت لينا مذهولة وحدها تحت المطر.وبعد ثلاث دقائق، وصل حازم وأوقف سيارته أمام لينا، ثم فتح نافذة السيارة ونادى عليها: "آنسة لينا، اصعدي إلى السيارة بسرعة حتى لا يبللكِ المطر".تغيرت ملامح لينا وقالت: "هل أنت غبي؟".حازم: "....؟".أنا خطيبة السيد برهان رستم، ينبغي عليك بصفتك سائقه الشخصي، أن تنزل وتفتح لي باب السيارة، ثم تركع لتجعل قدمك مسندًا أصعد عليه إلى السيارة".حازم: "......".وبعد بضع ثوانٍ، نزل حازم من السيارة دون أن ينبس ببنت شفة، ثم فتح باب السيارة وثنى إحدى ساقيه باحترام وقال: "تفضلي بالصعود يا آنسة لينا".قالت لينا بنبرة متعالية: "هكذا أفضل!".أدركت لينا بعد هذه الليلة أنها مهما فعلت أو ارتكبت من أخطاء، فإن السيد برهان سيتزوجها في النهاية.ذلك لأنه قد اقتنع

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 27

    لم يؤثر صراخها في تعابير وجه السيد برهان، بل أخذ ينظر إليها ويتفحصها من رأسها حتى أخمص قدميها. دفعت سارة السيد برهان بقوة لتبعده عن طريقها، ثم التقطت منشفتها ولفتها حول جسدها بسرعة وركضت نحو غرفة الضيوف.وما إن أغلقت الباب خلفها، سالت الدموع من عينيها.تملكها حينها شعور بالخجل والعار هي وحدها من أدركت كم كان شعورًا خانقًا.رفعت معصمها لتمسح دموعها التي لم تستطع كبحها، وقبل أن تنحني لتلتقط ملابسها، انفتح الباب فجأة، فارتعبت سارة وارتجف جسدها، وعندما التفت ورفعت عينها، رأت السيد برهان أمامها يحمل صندوق الإسعافات الأولية.غطت سارة جسدها بالمنشفة وقالت: "أنت.....ماذا تفعل هنا؟".لم يجبها السيد برهان؛ بل اقترب منها وأمسك ذراعها ووضعها على السرير على بطنها، وقبل أن تستوعب ما يجرى، كان السيد برهان قد بدأ يدهن لها مرهمًا باردًا على ظهرها.كان ظهرها مليئًا بالكدمات وآثار ربط الحبال، لم تستطع سارة رؤيتها لكنها شعرت بألمٍ شديدٍ في ظهرها أثناء الاستحمام، والآن بعدما دهن السيد برهان هذا المرهم البارد على ظهرها، هدأ شعورها بالألم على الفور.ثم انتقل بعد ذلك إلى ساقيها اللتين كانتا مليئتين بآثار ربط

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 28

    فجأة رفعت سارة عينيها لترى من الذي يتحدث، لكنها لم تتذكر من هو، وبعد بضع ثوانٍ قالت: "السيد فؤاد".حينها وقف مدير قسم التصميم بسرعة وباحترام ومشى نحو السيد فؤاد ثم انحنى قائلًا: "سيد فؤاد، ما الذي أتى بك إلى هنا؟ هل جئت لتتفقد أحوال العمل؟".نظر فؤاد له وقال: "ما مشكلة هذه الموظفة؟".قال المدير: "إنها موظفة جديدة متوسطة التعليم وليس لديها أي خبرة، تغيبت عن العمل لعدة أيامٍ دون إنذار، يستحيل أن يعمل أمثالها في شركتنا"."أقسم أنني لن أتغيب عن العمل مرة أخرى، سأعمل بكل قوتي في الموقع حتى لو اضطررت لنقل الطوب" قالت سارة هذا لتستجدي أي فرصة أخيرة تبقيها في هذه الوظيفة.قال فؤاد بلهجة حادة: "إنها مجرد مصممة مساعدة أليس كذلك؟ في شركةٍ كبيرةٍ كهذه علينا التعامل بتسامح مع الموظفين، يجب أن نعطيهم فرصةً أخرى، خاصةً إن كانوا جدد، ولطالما اعترف الموظف بخطئه، فإنه سيصححه بالتأكيد ولن يكرره".لم يعقِّب المدير على كلام السيد فؤاد.لكنه استنتج أن السيد فؤاد وهذه الفتاة الوضيعة يعرفان بعضهما البعض.لم يكن لدى مدير التصميم خيارًا آخر سوى إعادتها للعمل، خاصةً بعدما شفع لها السيد فؤاد.قال المدير: "بشرط أل

أحدث فصل

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 30

    صرخت سارة بغضب وقالت: "لماذا جئتما إلى هنا؟ هيا اخرجا من هنا فورًا"، لم تكن سارة تكترث لكل الأذى الذي لاقته من لينا ووالدتها غادة، بل كان كل ما يشغل بالها في هذا الوقت، أنهما بالتأكيد جاءتا لمضايقة الخالة سمية وهذا سيفاقم مرضها.أمسكت سارة حقيبتها وضربت بها السيدة غادة.لكن الخالة سمية أوقفتها: "سارة.....".نظرت سارة إلى الخالة سمية وقالت: "لا تخافي يا أمي، سأطردهما فورًا".قالت الخالة سمية: "سارة، أنا من دعوتهما إلى هنا".سارة: ".......؟".نظرت سارة خلفها، فوجدت لينا ووالدتها غادة ينظران إلى الخالة سمية المستلقية على السرير والخوف يملأ أعينهما.ثم نظرت مرة أخرى إلى الخالة سمية وسألتها في حيرة: " أنتِ من دعوتهما للمجيء إلى هنا يا أمي؟".نظرت الخالة سمية إليهما بوجه شاحب ونظرات مفعمة بالتحدي وقالت: "لينا، غادة....".نظرة غادة إلى الخالة سمية نظرة عداء وقالت: "يا خالة سمية.....".قالت الخالة سمية: "هل تظنان أنني وابني برهان كنا سنظل على قيد الحياة حتى الآن لو لم نقاوم كل الظروف كي نحظى بمكانة واحترام بين أفراد عائلة رستم؟ خصوصًا أن زواجي من رستم لم يُعلن بشكل رسمي"."لقد عاشت سارة في منز

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 29

    قال السيد فؤاد: "على الأقل يمكنكِ دعوتي لتناول الغداء معكِ..." ثم نظر إلى المتجر الصغير من حوله فوجده مظلمًا مليئًا بالدخان ولا يوجد به سوى العمال المهاجرين".غطى السيد فؤاد أنفه بيده وتحمل كل شيء من حوله من أجل أن يحظى بفرصة للفوز بالفتاة التي تعجبه."على الأقل يمكنكِ دعوتي لتناول وجبة طعام لا تتجاوز دولارًا، أليس كذلك؟".أجابت سارة بسرور: "حسنًا".طلب الاثنان وجبتي طعام، عبارة عن طبقين من الخضار وطبق من اللحم.كانت سارة قد شبعت بالفعل بعدما تناولت وجبتها الأولى التي لم يكن بها سوى الفطر والبازلاء، ثم جلست أمام السيد فؤاد تشاهده وهو يتناول طعامه.كان شعورًا محرجًا حقًا.لكن الأكثر إحراجًا هو أن سارة ظلت جالسة أمام السيد فؤاد دون أن تتحدث بكلمة واحدة، بينما كان هو يتناول وجبته عديمة الطعم متمنيًا أن يستطيع إمساك خد سارة البارد ويهز رأسها بقوة.لكنه كان يفضل أن يضمها إلى صدره بقوة ولا يفلتها ثانية.لم يتخيل أنها ستظل طوال الوقت هادئة وانطوائية هكذا.لكن السيد فؤاد صياد ماهر، يعرف كيف يتحلى بالصبر حتى يصطاد فريسته.وبعدما انتهيا من تناول طعامهما، اكتشفت ساره أن السيد فؤاد قد دفع بالفعل

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 28

    فجأة رفعت سارة عينيها لترى من الذي يتحدث، لكنها لم تتذكر من هو، وبعد بضع ثوانٍ قالت: "السيد فؤاد".حينها وقف مدير قسم التصميم بسرعة وباحترام ومشى نحو السيد فؤاد ثم انحنى قائلًا: "سيد فؤاد، ما الذي أتى بك إلى هنا؟ هل جئت لتتفقد أحوال العمل؟".نظر فؤاد له وقال: "ما مشكلة هذه الموظفة؟".قال المدير: "إنها موظفة جديدة متوسطة التعليم وليس لديها أي خبرة، تغيبت عن العمل لعدة أيامٍ دون إنذار، يستحيل أن يعمل أمثالها في شركتنا"."أقسم أنني لن أتغيب عن العمل مرة أخرى، سأعمل بكل قوتي في الموقع حتى لو اضطررت لنقل الطوب" قالت سارة هذا لتستجدي أي فرصة أخيرة تبقيها في هذه الوظيفة.قال فؤاد بلهجة حادة: "إنها مجرد مصممة مساعدة أليس كذلك؟ في شركةٍ كبيرةٍ كهذه علينا التعامل بتسامح مع الموظفين، يجب أن نعطيهم فرصةً أخرى، خاصةً إن كانوا جدد، ولطالما اعترف الموظف بخطئه، فإنه سيصححه بالتأكيد ولن يكرره".لم يعقِّب المدير على كلام السيد فؤاد.لكنه استنتج أن السيد فؤاد وهذه الفتاة الوضيعة يعرفان بعضهما البعض.لم يكن لدى مدير التصميم خيارًا آخر سوى إعادتها للعمل، خاصةً بعدما شفع لها السيد فؤاد.قال المدير: "بشرط أل

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 27

    لم يؤثر صراخها في تعابير وجه السيد برهان، بل أخذ ينظر إليها ويتفحصها من رأسها حتى أخمص قدميها. دفعت سارة السيد برهان بقوة لتبعده عن طريقها، ثم التقطت منشفتها ولفتها حول جسدها بسرعة وركضت نحو غرفة الضيوف.وما إن أغلقت الباب خلفها، سالت الدموع من عينيها.تملكها حينها شعور بالخجل والعار هي وحدها من أدركت كم كان شعورًا خانقًا.رفعت معصمها لتمسح دموعها التي لم تستطع كبحها، وقبل أن تنحني لتلتقط ملابسها، انفتح الباب فجأة، فارتعبت سارة وارتجف جسدها، وعندما التفت ورفعت عينها، رأت السيد برهان أمامها يحمل صندوق الإسعافات الأولية.غطت سارة جسدها بالمنشفة وقالت: "أنت.....ماذا تفعل هنا؟".لم يجبها السيد برهان؛ بل اقترب منها وأمسك ذراعها ووضعها على السرير على بطنها، وقبل أن تستوعب ما يجرى، كان السيد برهان قد بدأ يدهن لها مرهمًا باردًا على ظهرها.كان ظهرها مليئًا بالكدمات وآثار ربط الحبال، لم تستطع سارة رؤيتها لكنها شعرت بألمٍ شديدٍ في ظهرها أثناء الاستحمام، والآن بعدما دهن السيد برهان هذا المرهم البارد على ظهرها، هدأ شعورها بالألم على الفور.ثم انتقل بعد ذلك إلى ساقيها اللتين كانتا مليئتين بآثار ربط

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 26

    صاحت سارة مرة أخرى: "سيد برهان.......".التقط السيد برهان هاتفه وأجرى اتصالًا: "حازم، تعال إلى هنا فورًا لتصطحب الآنسة لينا إلى المنزل".لينا: ".....".أنهى السيد برهان المكالمة ثم قال بفتور: "انتظري هنا، سيأتي حازم في غضون ثلاث دقائق ليعيدكِ إلى المنزل".وما إن أنهى كلامه، دخل المصعد وضغط على زر الصعود وأغلق باب المصعد.بقيت لينا مذهولة وحدها تحت المطر.وبعد ثلاث دقائق، وصل حازم وأوقف سيارته أمام لينا، ثم فتح نافذة السيارة ونادى عليها: "آنسة لينا، اصعدي إلى السيارة بسرعة حتى لا يبللكِ المطر".تغيرت ملامح لينا وقالت: "هل أنت غبي؟".حازم: "....؟".أنا خطيبة السيد برهان رستم، ينبغي عليك بصفتك سائقه الشخصي، أن تنزل وتفتح لي باب السيارة، ثم تركع لتجعل قدمك مسندًا أصعد عليه إلى السيارة".حازم: "......".وبعد بضع ثوانٍ، نزل حازم من السيارة دون أن ينبس ببنت شفة، ثم فتح باب السيارة وثنى إحدى ساقيه باحترام وقال: "تفضلي بالصعود يا آنسة لينا".قالت لينا بنبرة متعالية: "هكذا أفضل!".أدركت لينا بعد هذه الليلة أنها مهما فعلت أو ارتكبت من أخطاء، فإن السيد برهان سيتزوجها في النهاية.ذلك لأنه قد اقتنع

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 25

    كان الاتصال من الجدكان جد برهان يتحدث بنبرة تجمع بين الأمر والتشاور: "برهان، بما أنك قلت إن تلك المرأة كانت فقط من أجل تهدئة والدتك، فقد قررنا، جدتك وأنا، أن نقيم مأدبة عشاء عائلي بسيطة. في نهاية هذا الأسبوع، ستحضر فتيات من العائلات الراقية من المدينة الجنوبية والعاصمة في هذه المأدبة..."لم يترك برهان فرصة لجده لإكمال كلامه، إذ قاطعه قائلًا: "لن أذهب!"أصبحت نبرة جده أكثر ليونة وقال: "برهان، انتظر قليلًا، اسمعني حتى النهاية، حسنًا؟"برهان: "...""برهان؟""أنا أسمع.""برهان، لن أتدخل في أمور شركة العائلة، ولكنني الآن بلغت السادسة والتسعين. ألا يمكنك أن تترك لي فرصة أن أراك تتزوج وتنجب قبل وفاتي؟ إذا وجدت فتاة تناسبك بين الضيوف، فهذا سيكون الأفضل. وإن لم تجد، فلن نضغط عليك." في النهاية، كان جده يكاد يتوسل لبرهان.ألقى برهان نظرة على لينا، التي كانت لا تزال تحت المطر، ,وأجاب: "حسنًا."بعد أن أنهى المكالمة، قال برهان للينا: "استعدي خلال الأيام المقبلة. سترافقيني هذا الأسبوع إلى منزل عائلة رستم لمقابلة جدي."لينا، التي بدت علامات الفرح تلمع في عينيها، سألت بفرح: "سيدي، ماذا تقول؟ هل تعني أ

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 24

    "هل تمطر؟" قالها برهان وهو يتجه نحو الشرفة لينظر إلى الخارج، وبالفعل كانت الأمطار تتساقط. عندما نظر للأسفل، رأى امرأة جاثية على ركبتيها في الماء، ترفع رأسها وتنظر تجاهه.أخذ برهان مظلة ونزل إلى الأسفل."سيدي... سيدي... لا أصدق أنك ما زلت تود النزول لرؤيتي." كانت شفتا لينا قد تحولت إلى اللون الأرجواني من شدة البرد، وهي تزحف على ركبتيها باتجاهه، ثم عانقت ساقيه بشدة. "سيدي، اسمعني، دعني أكمل كلامي. حتى لو قتلتني بعدها، سأكون راضية، فقط أطلب منك فرصة واحدة للدفاع عن نفسي."نظر السيد برهان إلى هذه المرأة التي كانت تجثو أمامه بخضوع وتذلل، شعر باشمئزاز شديد يتملكه. فقد كان على وشك أن يركلها حتى الموت بالأمس.لكن في النهاية، تراجع في اللحظة الأخيرة فقط لأنها أنقذت حياته بجسدها ذات مرة، مما منحه الفرصة للسيطرة على مجموعة شركات رستم. توقفت قدمه في اللحظة التي كانت على وشك أن تصطدم بها.ومع ذلك، كانت مشاعر الكراهية تجاه لينا تتزايد في قلبه يومًا بعد يوم.هذه المرأة لم تعد تلك المطيعة والمستسلمة كما كانت في الليلة التي أنقذت حياته. على الرغم من أنه وعدها بالزواج بعد شهرين، إلا أنها ما زالت تثير غ

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 23

    "أمي، أنا آسفة." سقطت دموع سارة على طرف الغطاء الذي يلف الخالة سمية. كان صوتها مبحوحًا من كثرة البكاء: "لقد بدأت العمل للتو، وكان عليّ الامتثال لتعليمات المدير. قرر المدير فجأة إرسالي في رحلة عمل لبضعة أيام، فلم أتمكن من زيارتكِ في الوقت المناسب."أجابت الخالة سمية بابتسامة حزينة وهي تنظر إلى الأنابيب المتصلة بجسدها: "ليس ذنبكِ يا حبيبتي. جسدي يزداد ضعفًا يومًا بعد يوم... لا أعرف إن كنت سأتمكن من فتح عيني مرة أخرى بعد أن أغلقها.""أمي، لا تقولي ذلك، أرجوكِ، لا تتركيني. لو رحلتِ عني، سأصبح وحيدة تمامًا. لم يعد لدي أي أحد في هذا العالم..." صرخت سارة وهي تضع رأسها على صدر الخالة سمية، تبكي بحرقة ودموعها تنهمر دون توقف.في ذلك اليوم، بعد أن تم إنقاذ سارة، لم تعد إلى المنزل. بقيت في المستشفى تعتني بالخالة سمية. كانت تنظفها، تغسل شعرها، وتقص أظافرها. ومع رعايتها الحنونة، بدأت الخالة سمية تستعيد بعضًا من صحتها، وظهر لون الحياة مجددًا على وجهها الشاحب.بفضل رعاية سارة الدقيقة، بدا أن برهان، الابن البيولوجي للخالة سمية، لا دور له تقريبًا. ففي كثير من الأحيان، كان يقف بهدوء على الجانب، يراقب تلك

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 22

    سارة كانت ترتجف خوفًا وهي تتكئ على عنق برهان، جسدها يرتعش بالكامل. كانت تعلم أن برهان رجل قاسٍ، لكنها لم تره يومًا بعينيها يتصرف بهذه القسوة. اليوم، أخيرًا شهدت كيف أنه رجل لا يتراجع عن كلمته، مهما كان الأمر.ومع ذلك، كانت تعلم أن هؤلاء الأشخاص يستحقون ما حصل لهم.لم يكن هناك ما يستدعي الشفقة عليهم.على العكس، كادت هي أن تكون الضحية، وكانت على وشك أن تُعذب وتُقتل على يد لينا.رفعت سارة رأسها ببطء، وهي مستندة على كتف برهان، ثم نظرت إلى لينا بعينين بريئتين للغاية.تم نقل سارة إلى المستشفى، وبعد أن أجرى الطبيب الفحص قال: "إنها مجرد كدمات في الأنسجة الرخوة، لا يوجد ما يدعو للقلق."تنفست سارة الصعداء، وبدأت مشاعر الخوف التي كانت تعتريها تتلاشى تدريجياً. بعد أن كانت مُختطفة لعدة أيام، ولم تكن تعرف كيف كانت حال الخالة سمية خلال هذه الفترة."سيد برهان، شكرًا لإنقاذكِ لي، هل الخالة سمية بخير؟" سألته سارة وهي تنظر له بامتنان."الوضع ليس جيدًا!"سارة: "......ماذا... ماذا حدث للخالة سمية؟""في وحدة العناية المركزة." قالها برهان بوجه خالٍ من التعبير. في الفترة الأخيرة، كانت سارة تذهب كل يوم إلى ال

امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status