مشاركة

الفصل 18

مؤلف: سو شي
والمدعو أبو الرّوس، هو بلطجيّ ذائع الصيت في مدينة السّحاب، وقد كان هو المدبّر لجميع التهم التي لُفقت لسارة قبل وبعد دخولها السجن. وقد تعاونت عائلة السيد سمير مع أبو الرّوس أكثر من مرة من قبل، لكن هذه المرة كانت لينا تنوي الإقدام على أمر أكثر بشاعة.

لم تكن عائلة السيد سمير قبل مصاهرتها للسيد برهان تخطط لقتل سارة، وذلك لأنهم كانوا خائفين من المشاكل التي قد تنجم عن ذلك وتعرقل زواج ابنتهم، والسبب الثاني هو أن لينا أرادت أن تخبر سارة بنفسها أن كل الرخاء والرفاهية التي صارت تعيشها جاءت على حساب شرف سارة الذي ضحّت به.

كانت تريد بذلك أن تغيظ سارة وتقتلها ببطء.

ولكن الآن، لم تعد لينا تهتم بكل ذلك.

كل ما تريده هو موت سارة! والآن!

طلب أبو الروس مليون دولار.

فوجئت لينا وقالت: "أبو الروس! أنت جشعٌ جدًا!"

ضحك أبوالروس بخبثٍ وقال: "أعرف من هي المرأة التي تريدين التخلص منها، ولن أكتفي بقتلها، بل سأجعلها تعاني قبل أن تموت لتشفي غليلكِ منها، وإذا أردتِ، يمكنكِ مشاهدتي وأنا أعذبها. ألا يستحق الأمر هذا الثمن؟"

وافقت لينا على الفور وقالت: "حسناً! سأدفع المليون!"

على الرغم من أن هذا المبلغ ليس صغيرًا بالنسبة لعائلة السيد سمير، إلا أن لينا شعرت بأن هذا المبلغ لا يساوي شيئًا أمام أنها ستتزوج من برهان وتصبح سيّدة عائلة رستم.

بعد اتفاقها مع أبو الروس، ابتسمت لينا بسخرية وقالت: "سارة! كل شيء كان لكِ أصبح ملكي الآن، وأنتِ قد انتهى دوركِ حتى هنا، فلتذهبي للجحيمّ!"

نظرت لينا نحو مطعم "البيك" بوجهٍ يقدح منه الشر ثم غادرت بسرعة. وفي الوقت ذاته، كانت سارة تدفع كرسي الخالة سمية المتحرك وتخرج من بوابة ذلك المطعم.

سألت سارة الخالة سميّة: "أمي، هل بإمكانكِ العودة والمبيت في المنزل الليلة؟"

على الرغم من معرفتها أن هذا مستحيل، إلا أنها سألت ذلك السؤال.

ونظرًا لسوء الحالة الصحية للخالة سميّة، فلم يُسمح لها بحضور حفل الزفاف إلا مع ممرضة ترافقها، ولم يسمح لها الأطباء بالبقاء سوى ثلاث ساعاتٍ فقط، وبعدها، كان يجب عليهم العودة إلى المشفى على الفور.

هزت الخالة سميّة رأسها بابتسامة خفيفة وقالت: "أيتها الصغيرة الساذجة، اليوم هو يوم زفافكِ أنتِ وبرهان، يجب أن تستمتعا بوقتما معًا، هل يعقل أن أكون بينكما كالعَزول في ليلةٍ كهذه؟ سأعود إلى المشفى مع الممرضة، وأنتِ وبرهان اذهبا إلى المنزل مباشرةً."

ردت سارة: "حسنًا، أمي." وراقبتها وهي تصعد إلى سيارة الإسعاف، وظلت تراقبها حتى ابتعدت. وعندما استدارت، كان برهان قد اختفى.

ابتسمت سارة والحزن في قلبها.

ففي النهاية، كل ما حدث مجرد صفقة.

لقد فعل برهان كل ذلك ليؤدي واجبه تجاه والدته.

أما هي، فكانت تعتبر الخالة سمية مصدر الدفء الوحيد في حياتها.

حتى لو كان برهان يسيء فهمها، وحتى لو كان قاسيًا وباردًا معها، فإنها مصممة على البقاء بجانب الخالة السمية في أيامها الأخيرة.

سارت سارة بفستان زفافها الطويل الذي يلامس الأرض عبر القاعة متجهة نحو غرفة تبديل الملابس، ومن خلفها كان هناك مجموعة من النوادل بالمكان ينظرون إليها بغرابة. وعندما وصلت غرفة تبديل الملابس، لم تجد ملابسها التي كانت خلعتها سابقًا.

سألتها إحدى النادلات: "أيتها العروس، عمّ تبحثين؟"

قالت سارة: "أين ملابسي...؟"

قالت النادلة: "أي ملابس؟"

قالت سارة: "التنورة السوداء والقميص الأبيض، كانت متسخة قليلًا..."

قالت النادلة: "آه، تلك الملابس؟ ظننا أنها قمامة فرميناها."

سكتت سارة ولم ترد.

كيف يمكنها الخروج وركوب الحافلة بدون تلك الملابس؟

هل من الممكن أن أستقل سيارة أجرة وأنا أرتدي فستان زفاف ٍوحذاء بكعب عالٍ؟

أخرجت سارة هاتفها واتصلت ببرهان لكنه لم يرد.

فجلست وحدها في الردهة مرتديةً فستان الزفاف، لا تعرف ماذا تفعل.

قبل ساعة واحدة، كانت العروس الجميلة التي يحسدها الجميع، والآن، أصبحت أضحوكة الناس في القاعة، تمامًا مثل لينا.

اخذت هاتفها وأرسلت إلى برهان رسالة نصية تقول فيها: "هل قررت منعي من العودة لمنزلك مرة أخرى؟ أرجو إخباري."

لكن برهان لم يجب على تلك الرسالة أيضًا.

انتظرت سارة في الفندق لمدة ساعتين كاملتين.

حتى أصبح الوقت متأخرًا جدًا، ويبدو أنها ستضطر حقًا إلى ركوب الحافلة مرتديةً فستان الزفاف لتعود إلى منزل برهان. وبينما كانت على وشك النهوض، سمعت صوتًا مهذبًا يناديها: "سيدة سارة، كان لدى السيد برهان أمر مهم فغادر باكرًا، وسأقوم أنا بإيصالكِ."

عندما رأت سارة حازم، مساعد برهان، تنفست الصعداء أخيرًا وقالت: "حسنًا."

وعندما وصلت إلى منزل برهان، كان الهدوء يعمّ غرفة الجلوس، مما يعني أن برهان قد ذهب إلى النوم على الأرجح.

كانت سارة تنوي العودة إلى غرفتها لخلع فستان الزفاف، لكنها انتبهت فجأة لذلك السوار الأخضر الذي ألبستها إياه الخالة سمية في معصمها.

كان يبدو ثمينًا للغاية. ولم تكن سارة ساذجة لدرجة أن تظن بأن برهان كان موافقًا على إهداءها إياه حقًا.

فقررت خلعه والذهاب إلى غرفة برهان لتعيده.

طرقت باب غرفته، ولم تسمع أي رد. طرقت مرة أخرى، وفجأة انفتح الباب ببطء.

دفعت سارة الباب قليلًا، فوجدت أن برهان ليس في الغرفة.

يبدو أنه لم يعد بعد.

خمّنت أنه في هذه اللحظة ربما يكون في منزل عائلة السيد سمير يواسي لينا؟

كانت على وشك الانسحاب، لكنها شعرت بأن سوارًا باهظ الثمن كهذا تجب إعادته بسرعة وتخزينه بشكل جيد. دخلت الغرفة ووضعت السوار على طاولة السرير الخاصة ببرهان. وعندما استدارت لتخرج من الغرفة، اكتشفت أن الباب لا يفتح.

شعرت بتوتر مفاجئ.

فأمالت رأسها تبحث عن القفل السريّ لمقبض الباب، لكنها لم تتمكن من العثور عليه.

لا يختلف هذا الباب عن أي باب عادي، ولا يوجد أيّ قفل سريّ على المقبض، فلماذا لا يمكن فتحه؟

حاولت سارة دفع الباب بقوة، ثم حاولت سحبه والضغط على المقبض، لكن كل محاولاتها باءت بالفشل.

في النهاية، غمرها التعب وبدأ العرق يتصبب منها دون جدوى.

وبعد أن استنفدت قواها، قررت الرجوع عند المنضدة بجوار سرير برهان، وبدأت تبحث في أدراج المنضدة لعلها تجد مفتاحًا أو بطاقةً لفتح الباب. ولحظة فتحها الدرج، انطلق نحوها فجأة خنجر لامع بسرعة شديدة.

“آه…” صرخت سارة مرتعبة.

لكن ما خافت منه لم يحدث، إذ بالكاد حفّ الخنجر جسدها وأكمل مساره وانغرز في الحائط.

نظرت سارة إلى الحائط فوق الخنجر، لتجد جملة محفورة هناك.

دققت سارة النظر، فقرأت: "هذه المرة جعلتك تتعرض لموقف مخيف فقط. إن تجرأتِ على لمس أي شيء آخر في هذه الغرفة، فستكون نهايتك تحت وابلٍ من الخناجر."

شعرت سارة بعرق بارد يتصبب منها، لدرجة أن قدميها لم تعد قادرة على حملها. ما زال جسدها ينتفض رعبًا، حاولت الاعتماد على السرير لتسند نفسها، وعندما وصلت يدها إلى طرف اللحاف، سحبتها بسرعة خائفة.

لم تجرؤ على لمس أي شيء آخر، وجلست متكوّرة في زاوية الغرفة بجانب الباب، تحتضن ركبتيها من شدة الخوف.

أدركت أنها وقعت في ورطةٍ بلا شك.

فحتى إن لم تقتلها هذه الفخاخ المخفية في غرفة برهان، فإن برهان بذاته لن يتركها سالمةً عندما يعود.

وبينما كانت جالسة هكذا في الزاوية، غلبها النعاس دون أن تشعر ونامت.

عاد برهان في وقت متأخر من الليل، وما إن اقترب من باب غرفة النوم حتى لاحظ أن أحدًا قد عبث ببابه. دفعه بسرعة ودخل، فرأى سارة متكوّرة في الزاوية.

الفصول ذات الصلة

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 19

    كيف وصلت إلى غرفة نومه؟لمعت عينيّ برهان في تلك اللحظة بنظرات قاسية وغاضبة.فبعد انتهاء زفافه مع سارة، تلقى مكالمة طارئة من جده الأكبر رستم، مما اضطره للانصراف فورًا.كان الجد رستم يبلغ من العمر ستة وتسعين عامًا، ورغم تقاعده منذ نحو أربعين عامًا من منصب رئيس مجموعة رستم، إلا أنه لا يزال يتمتع بسلطة كبيرة داخل العائلة، تمامًا مثل الإمبراطور السابق الذي يظلّ له قدره وتأثير حتى بعد نزوله عن العرش.وقبل أكثر من شهر، بعد أن تمكن برهان من السيطرة على مجموعة رستم وإزالة كل العقبات التي كانت تعترض طريقه، تلقى أمرًا واضحًا من جده.قال له جده بنبرة ظاهرها الأمر وباطنها التوسل: "بما أنك قد تخلصت من جميع المعارضين، فلا تقتل الباقين. إذا وعدتني بذلك، فلن أتدخل في شؤونك مرة أخرى".أجابه برهان بوجهٍ عابس: "حسنًا."ولم يتدخل جده في شؤونه طوال الشهرين اللذين تولى فيهما إدارة مجموعة رستم.ولكن اليوم، وبعد انتهاء حفل زواجه من سارة، وقبل أن يوصل والدته إلى المشفى، استدعاه الجد رستم على وجه السرعة.ظن برهان أن الجد قد علم بأمر زواجه، لكنه عندما وصل إلى المنزل القديم، اكتشف أن فؤاد، ابن عمته الثانية، يستغيث

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 20

    استمعي إليّ جيدًا! قال برهان بصوت أجشٍّ وبارد، وبكلماتٍ حادّة كالسيف: "إذا تجرأتِ على اقتحام غرفتي مرة أخرى، فستموتين!" أومأت سارة برأسها وهي ترتجف كغزال صغير تائه، وأهداب عيناها الطويلة الملتوية ترمش بسرعة. استدار برهان وأخذ السوار الأخضر من على منضدة السرير، ثم حمل سارة وخرج بها من غرفته، ودخل إلى غرفتها ووضعها على السرير، ثم أعاد السوار إلى معصمها وهو يقول:" ارتديه غدًا عندما تزورين والدتي، سيسعدها ذلك كثيرًا." قالت سارة بصوت خائف ومتقطع: "حسنًا.. فهمت." ثم خرج برهان.فأسرعت سارة بإغلاق الباب خلفه، ثم سندت ظهرها على الباب وقد خارت قواها، وفقدت ساقاها القدرة على حملها، فجلست على الأرض وهي تلهث.شعرت وكأنها عادت من الموت، ولم يكن الأمر يستحق كل ذلك الذعر.وبعد أن هدأت قليلًا، خلعت فستان الزفاف وحذائها الكريستالي، واغتسلت وتوجهت إلى الفراش.فغدًا هو يومها الأول في العمل، ويجب أن تكون في حالة جيدة.وفي اليوم التالي، استيقظت سارة مبكرًا وذهبت إلى المشفى لزيارة الخالة سمية، وحرصت على أن يكون السوار ظاهرًا على معصمها، مع ارتسام ابتسامة خجولة على وجهها.وفور أن رأت الخالة سميّة السوار

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 21

    اكتفت سارة بضحكة باردة ثم نظرت إلى لينا بنظرة ازدراء.وماذا لو علمت؟وماذا لو لم أعلم؟كانت تعلم دائمًا أن عائلة السيد سمير تعرف بالتأكيد هوية ذلك الرجل، وكانت هي أيضًا على دراية بذلك! الأمر ببساطة أن عائلة السيد سمير كانت ترغب في التخلص من منافسهم، ولم يتمكنوا من قتله علانيةً، لذلك أرسلوها لتكون هي من يرافق ذلك الرجل في لحظاته الأخيرة.,حتى لو مات ذلك الرجل، فسيكون بسبب الإفراط في اللهو والشهوات."لا أريد." قالت سارة."أنتِ..." رفعت لينا يدها مرة أخرى وصفعت سارة على وجهها: "سواء أردتِ أن تعرفي أم لا، عليكِ أن تعرفي. اليوم سأكشف لكِ الحقيقة كاملة، سأجعلكِ تدركين كل شيء قبل أن تموتي. هل تعلمين لماذا عشتِ في منزلنا لمدة ثماني سنوات؟  هل تعرفين لماذا أنا ووالدتي نكرهكِ؟ هل تظنين أن السبب هو فقط لأنكِ تأكلين وتعيشين على نفقة عائلتنا؟ سارة، ألم تفكري يومًا في وجود سبب آخر؟"رفعت سارة عينيها ونظرت إلى لينا.لطالما أرادت سارة أن تعرف السبب، لماذا أرسلتها والدتها إلى منزل السيد سمير لتعيش معهم عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، ولماذا رغم أن عائلة السيد سمير قد وافقت على تبنيها، إلا أنهم كان

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 22

    سارة كانت ترتجف خوفًا وهي تتكئ على عنق برهان، جسدها يرتعش بالكامل. كانت تعلم أن برهان رجل قاسٍ، لكنها لم تره يومًا بعينيها يتصرف بهذه القسوة. اليوم، أخيرًا شهدت كيف أنه رجل لا يتراجع عن كلمته، مهما كان الأمر.ومع ذلك، كانت تعلم أن هؤلاء الأشخاص يستحقون ما حصل لهم.لم يكن هناك ما يستدعي الشفقة عليهم.على العكس، كادت هي أن تكون الضحية، وكانت على وشك أن تُعذب وتُقتل على يد لينا.رفعت سارة رأسها ببطء، وهي مستندة على كتف برهان، ثم نظرت إلى لينا بعينين بريئتين للغاية.تم نقل سارة إلى المستشفى، وبعد أن أجرى الطبيب الفحص قال: "إنها مجرد كدمات في الأنسجة الرخوة، لا يوجد ما يدعو للقلق."تنفست سارة الصعداء، وبدأت مشاعر الخوف التي كانت تعتريها تتلاشى تدريجياً. بعد أن كانت مُختطفة لعدة أيام، ولم تكن تعرف كيف كانت حال الخالة سمية خلال هذه الفترة."سيد برهان، شكرًا لإنقاذكِ لي، هل الخالة سمية بخير؟" سألته سارة وهي تنظر له بامتنان."الوضع ليس جيدًا!"سارة: "......ماذا... ماذا حدث للخالة سمية؟""في وحدة العناية المركزة." قالها برهان بوجه خالٍ من التعبير. في الفترة الأخيرة، كانت سارة تذهب كل يوم إلى ال

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 23

    "أمي، أنا آسفة." سقطت دموع سارة على طرف الغطاء الذي يلف الخالة سمية. كان صوتها مبحوحًا من كثرة البكاء: "لقد بدأت العمل للتو، وكان عليّ الامتثال لتعليمات المدير. قرر المدير فجأة إرسالي في رحلة عمل لبضعة أيام، فلم أتمكن من زيارتكِ في الوقت المناسب."أجابت الخالة سمية بابتسامة حزينة وهي تنظر إلى الأنابيب المتصلة بجسدها: "ليس ذنبكِ يا حبيبتي. جسدي يزداد ضعفًا يومًا بعد يوم... لا أعرف إن كنت سأتمكن من فتح عيني مرة أخرى بعد أن أغلقها.""أمي، لا تقولي ذلك، أرجوكِ، لا تتركيني. لو رحلتِ عني، سأصبح وحيدة تمامًا. لم يعد لدي أي أحد في هذا العالم..." صرخت سارة وهي تضع رأسها على صدر الخالة سمية، تبكي بحرقة ودموعها تنهمر دون توقف.في ذلك اليوم، بعد أن تم إنقاذ سارة، لم تعد إلى المنزل. بقيت في المستشفى تعتني بالخالة سمية. كانت تنظفها، تغسل شعرها، وتقص أظافرها. ومع رعايتها الحنونة، بدأت الخالة سمية تستعيد بعضًا من صحتها، وظهر لون الحياة مجددًا على وجهها الشاحب.بفضل رعاية سارة الدقيقة، بدا أن برهان، الابن البيولوجي للخالة سمية، لا دور له تقريبًا. ففي كثير من الأحيان، كان يقف بهدوء على الجانب، يراقب تلك

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 24

    "هل تمطر؟" قالها برهان وهو يتجه نحو الشرفة لينظر إلى الخارج، وبالفعل كانت الأمطار تتساقط. عندما نظر للأسفل، رأى امرأة جاثية على ركبتيها في الماء، ترفع رأسها وتنظر تجاهه.أخذ برهان مظلة ونزل إلى الأسفل."سيدي... سيدي... لا أصدق أنك ما زلت تود النزول لرؤيتي." كانت شفتا لينا قد تحولت إلى اللون الأرجواني من شدة البرد، وهي تزحف على ركبتيها باتجاهه، ثم عانقت ساقيه بشدة. "سيدي، اسمعني، دعني أكمل كلامي. حتى لو قتلتني بعدها، سأكون راضية، فقط أطلب منك فرصة واحدة للدفاع عن نفسي."نظر السيد برهان إلى هذه المرأة التي كانت تجثو أمامه بخضوع وتذلل، شعر باشمئزاز شديد يتملكه. فقد كان على وشك أن يركلها حتى الموت بالأمس.لكن في النهاية، تراجع في اللحظة الأخيرة فقط لأنها أنقذت حياته بجسدها ذات مرة، مما منحه الفرصة للسيطرة على مجموعة شركات رستم. توقفت قدمه في اللحظة التي كانت على وشك أن تصطدم بها.ومع ذلك، كانت مشاعر الكراهية تجاه لينا تتزايد في قلبه يومًا بعد يوم.هذه المرأة لم تعد تلك المطيعة والمستسلمة كما كانت في الليلة التي أنقذت حياته. على الرغم من أنه وعدها بالزواج بعد شهرين، إلا أنها ما زالت تثير غ

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 25

    كان الاتصال من الجدكان جد برهان يتحدث بنبرة تجمع بين الأمر والتشاور: "برهان، بما أنك قلت إن تلك المرأة كانت فقط من أجل تهدئة والدتك، فقد قررنا، جدتك وأنا، أن نقيم مأدبة عشاء عائلي بسيطة. في نهاية هذا الأسبوع، ستحضر فتيات من العائلات الراقية من المدينة الجنوبية والعاصمة في هذه المأدبة..."لم يترك برهان فرصة لجده لإكمال كلامه، إذ قاطعه قائلًا: "لن أذهب!"أصبحت نبرة جده أكثر ليونة وقال: "برهان، انتظر قليلًا، اسمعني حتى النهاية، حسنًا؟"برهان: "...""برهان؟""أنا أسمع.""برهان، لن أتدخل في أمور شركة العائلة، ولكنني الآن بلغت السادسة والتسعين. ألا يمكنك أن تترك لي فرصة أن أراك تتزوج وتنجب قبل وفاتي؟ إذا وجدت فتاة تناسبك بين الضيوف، فهذا سيكون الأفضل. وإن لم تجد، فلن نضغط عليك." في النهاية، كان جده يكاد يتوسل لبرهان.ألقى برهان نظرة على لينا، التي كانت لا تزال تحت المطر، ,وأجاب: "حسنًا."بعد أن أنهى المكالمة، قال برهان للينا: "استعدي خلال الأيام المقبلة. سترافقيني هذا الأسبوع إلى منزل عائلة رستم لمقابلة جدي."لينا، التي بدت علامات الفرح تلمع في عينيها، سألت بفرح: "سيدي، ماذا تقول؟ هل تعني أ

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 26

    صاحت سارة مرة أخرى: "سيد برهان.......".التقط السيد برهان هاتفه وأجرى اتصالًا: "حازم، تعال إلى هنا فورًا لتصطحب الآنسة لينا إلى المنزل".لينا: ".....".أنهى السيد برهان المكالمة ثم قال بفتور: "انتظري هنا، سيأتي حازم في غضون ثلاث دقائق ليعيدكِ إلى المنزل".وما إن أنهى كلامه، دخل المصعد وضغط على زر الصعود وأغلق باب المصعد.بقيت لينا مذهولة وحدها تحت المطر.وبعد ثلاث دقائق، وصل حازم وأوقف سيارته أمام لينا، ثم فتح نافذة السيارة ونادى عليها: "آنسة لينا، اصعدي إلى السيارة بسرعة حتى لا يبللكِ المطر".تغيرت ملامح لينا وقالت: "هل أنت غبي؟".حازم: "....؟".أنا خطيبة السيد برهان رستم، ينبغي عليك بصفتك سائقه الشخصي، أن تنزل وتفتح لي باب السيارة، ثم تركع لتجعل قدمك مسندًا أصعد عليه إلى السيارة".حازم: "......".وبعد بضع ثوانٍ، نزل حازم من السيارة دون أن ينبس ببنت شفة، ثم فتح باب السيارة وثنى إحدى ساقيه باحترام وقال: "تفضلي بالصعود يا آنسة لينا".قالت لينا بنبرة متعالية: "هكذا أفضل!".أدركت لينا بعد هذه الليلة أنها مهما فعلت أو ارتكبت من أخطاء، فإن السيد برهان سيتزوجها في النهاية.ذلك لأنه قد اقتنع

أحدث فصل

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 30

    صرخت سارة بغضب وقالت: "لماذا جئتما إلى هنا؟ هيا اخرجا من هنا فورًا"، لم تكن سارة تكترث لكل الأذى الذي لاقته من لينا ووالدتها غادة، بل كان كل ما يشغل بالها في هذا الوقت، أنهما بالتأكيد جاءتا لمضايقة الخالة سمية وهذا سيفاقم مرضها.أمسكت سارة حقيبتها وضربت بها السيدة غادة.لكن الخالة سمية أوقفتها: "سارة.....".نظرت سارة إلى الخالة سمية وقالت: "لا تخافي يا أمي، سأطردهما فورًا".قالت الخالة سمية: "سارة، أنا من دعوتهما إلى هنا".سارة: ".......؟".نظرت سارة خلفها، فوجدت لينا ووالدتها غادة ينظران إلى الخالة سمية المستلقية على السرير والخوف يملأ أعينهما.ثم نظرت مرة أخرى إلى الخالة سمية وسألتها في حيرة: " أنتِ من دعوتهما للمجيء إلى هنا يا أمي؟".نظرت الخالة سمية إليهما بوجه شاحب ونظرات مفعمة بالتحدي وقالت: "لينا، غادة....".نظرة غادة إلى الخالة سمية نظرة عداء وقالت: "يا خالة سمية.....".قالت الخالة سمية: "هل تظنان أنني وابني برهان كنا سنظل على قيد الحياة حتى الآن لو لم نقاوم كل الظروف كي نحظى بمكانة واحترام بين أفراد عائلة رستم؟ خصوصًا أن زواجي من رستم لم يُعلن بشكل رسمي"."لقد عاشت سارة في منز

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 29

    قال السيد فؤاد: "على الأقل يمكنكِ دعوتي لتناول الغداء معكِ..." ثم نظر إلى المتجر الصغير من حوله فوجده مظلمًا مليئًا بالدخان ولا يوجد به سوى العمال المهاجرين".غطى السيد فؤاد أنفه بيده وتحمل كل شيء من حوله من أجل أن يحظى بفرصة للفوز بالفتاة التي تعجبه."على الأقل يمكنكِ دعوتي لتناول وجبة طعام لا تتجاوز دولارًا، أليس كذلك؟".أجابت سارة بسرور: "حسنًا".طلب الاثنان وجبتي طعام، عبارة عن طبقين من الخضار وطبق من اللحم.كانت سارة قد شبعت بالفعل بعدما تناولت وجبتها الأولى التي لم يكن بها سوى الفطر والبازلاء، ثم جلست أمام السيد فؤاد تشاهده وهو يتناول طعامه.كان شعورًا محرجًا حقًا.لكن الأكثر إحراجًا هو أن سارة ظلت جالسة أمام السيد فؤاد دون أن تتحدث بكلمة واحدة، بينما كان هو يتناول وجبته عديمة الطعم متمنيًا أن يستطيع إمساك خد سارة البارد ويهز رأسها بقوة.لكنه كان يفضل أن يضمها إلى صدره بقوة ولا يفلتها ثانية.لم يتخيل أنها ستظل طوال الوقت هادئة وانطوائية هكذا.لكن السيد فؤاد صياد ماهر، يعرف كيف يتحلى بالصبر حتى يصطاد فريسته.وبعدما انتهيا من تناول طعامهما، اكتشفت ساره أن السيد فؤاد قد دفع بالفعل

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 28

    فجأة رفعت سارة عينيها لترى من الذي يتحدث، لكنها لم تتذكر من هو، وبعد بضع ثوانٍ قالت: "السيد فؤاد".حينها وقف مدير قسم التصميم بسرعة وباحترام ومشى نحو السيد فؤاد ثم انحنى قائلًا: "سيد فؤاد، ما الذي أتى بك إلى هنا؟ هل جئت لتتفقد أحوال العمل؟".نظر فؤاد له وقال: "ما مشكلة هذه الموظفة؟".قال المدير: "إنها موظفة جديدة متوسطة التعليم وليس لديها أي خبرة، تغيبت عن العمل لعدة أيامٍ دون إنذار، يستحيل أن يعمل أمثالها في شركتنا"."أقسم أنني لن أتغيب عن العمل مرة أخرى، سأعمل بكل قوتي في الموقع حتى لو اضطررت لنقل الطوب" قالت سارة هذا لتستجدي أي فرصة أخيرة تبقيها في هذه الوظيفة.قال فؤاد بلهجة حادة: "إنها مجرد مصممة مساعدة أليس كذلك؟ في شركةٍ كبيرةٍ كهذه علينا التعامل بتسامح مع الموظفين، يجب أن نعطيهم فرصةً أخرى، خاصةً إن كانوا جدد، ولطالما اعترف الموظف بخطئه، فإنه سيصححه بالتأكيد ولن يكرره".لم يعقِّب المدير على كلام السيد فؤاد.لكنه استنتج أن السيد فؤاد وهذه الفتاة الوضيعة يعرفان بعضهما البعض.لم يكن لدى مدير التصميم خيارًا آخر سوى إعادتها للعمل، خاصةً بعدما شفع لها السيد فؤاد.قال المدير: "بشرط أل

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 27

    لم يؤثر صراخها في تعابير وجه السيد برهان، بل أخذ ينظر إليها ويتفحصها من رأسها حتى أخمص قدميها. دفعت سارة السيد برهان بقوة لتبعده عن طريقها، ثم التقطت منشفتها ولفتها حول جسدها بسرعة وركضت نحو غرفة الضيوف.وما إن أغلقت الباب خلفها، سالت الدموع من عينيها.تملكها حينها شعور بالخجل والعار هي وحدها من أدركت كم كان شعورًا خانقًا.رفعت معصمها لتمسح دموعها التي لم تستطع كبحها، وقبل أن تنحني لتلتقط ملابسها، انفتح الباب فجأة، فارتعبت سارة وارتجف جسدها، وعندما التفت ورفعت عينها، رأت السيد برهان أمامها يحمل صندوق الإسعافات الأولية.غطت سارة جسدها بالمنشفة وقالت: "أنت.....ماذا تفعل هنا؟".لم يجبها السيد برهان؛ بل اقترب منها وأمسك ذراعها ووضعها على السرير على بطنها، وقبل أن تستوعب ما يجرى، كان السيد برهان قد بدأ يدهن لها مرهمًا باردًا على ظهرها.كان ظهرها مليئًا بالكدمات وآثار ربط الحبال، لم تستطع سارة رؤيتها لكنها شعرت بألمٍ شديدٍ في ظهرها أثناء الاستحمام، والآن بعدما دهن السيد برهان هذا المرهم البارد على ظهرها، هدأ شعورها بالألم على الفور.ثم انتقل بعد ذلك إلى ساقيها اللتين كانتا مليئتين بآثار ربط

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 26

    صاحت سارة مرة أخرى: "سيد برهان.......".التقط السيد برهان هاتفه وأجرى اتصالًا: "حازم، تعال إلى هنا فورًا لتصطحب الآنسة لينا إلى المنزل".لينا: ".....".أنهى السيد برهان المكالمة ثم قال بفتور: "انتظري هنا، سيأتي حازم في غضون ثلاث دقائق ليعيدكِ إلى المنزل".وما إن أنهى كلامه، دخل المصعد وضغط على زر الصعود وأغلق باب المصعد.بقيت لينا مذهولة وحدها تحت المطر.وبعد ثلاث دقائق، وصل حازم وأوقف سيارته أمام لينا، ثم فتح نافذة السيارة ونادى عليها: "آنسة لينا، اصعدي إلى السيارة بسرعة حتى لا يبللكِ المطر".تغيرت ملامح لينا وقالت: "هل أنت غبي؟".حازم: "....؟".أنا خطيبة السيد برهان رستم، ينبغي عليك بصفتك سائقه الشخصي، أن تنزل وتفتح لي باب السيارة، ثم تركع لتجعل قدمك مسندًا أصعد عليه إلى السيارة".حازم: "......".وبعد بضع ثوانٍ، نزل حازم من السيارة دون أن ينبس ببنت شفة، ثم فتح باب السيارة وثنى إحدى ساقيه باحترام وقال: "تفضلي بالصعود يا آنسة لينا".قالت لينا بنبرة متعالية: "هكذا أفضل!".أدركت لينا بعد هذه الليلة أنها مهما فعلت أو ارتكبت من أخطاء، فإن السيد برهان سيتزوجها في النهاية.ذلك لأنه قد اقتنع

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 25

    كان الاتصال من الجدكان جد برهان يتحدث بنبرة تجمع بين الأمر والتشاور: "برهان، بما أنك قلت إن تلك المرأة كانت فقط من أجل تهدئة والدتك، فقد قررنا، جدتك وأنا، أن نقيم مأدبة عشاء عائلي بسيطة. في نهاية هذا الأسبوع، ستحضر فتيات من العائلات الراقية من المدينة الجنوبية والعاصمة في هذه المأدبة..."لم يترك برهان فرصة لجده لإكمال كلامه، إذ قاطعه قائلًا: "لن أذهب!"أصبحت نبرة جده أكثر ليونة وقال: "برهان، انتظر قليلًا، اسمعني حتى النهاية، حسنًا؟"برهان: "...""برهان؟""أنا أسمع.""برهان، لن أتدخل في أمور شركة العائلة، ولكنني الآن بلغت السادسة والتسعين. ألا يمكنك أن تترك لي فرصة أن أراك تتزوج وتنجب قبل وفاتي؟ إذا وجدت فتاة تناسبك بين الضيوف، فهذا سيكون الأفضل. وإن لم تجد، فلن نضغط عليك." في النهاية، كان جده يكاد يتوسل لبرهان.ألقى برهان نظرة على لينا، التي كانت لا تزال تحت المطر، ,وأجاب: "حسنًا."بعد أن أنهى المكالمة، قال برهان للينا: "استعدي خلال الأيام المقبلة. سترافقيني هذا الأسبوع إلى منزل عائلة رستم لمقابلة جدي."لينا، التي بدت علامات الفرح تلمع في عينيها، سألت بفرح: "سيدي، ماذا تقول؟ هل تعني أ

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 24

    "هل تمطر؟" قالها برهان وهو يتجه نحو الشرفة لينظر إلى الخارج، وبالفعل كانت الأمطار تتساقط. عندما نظر للأسفل، رأى امرأة جاثية على ركبتيها في الماء، ترفع رأسها وتنظر تجاهه.أخذ برهان مظلة ونزل إلى الأسفل."سيدي... سيدي... لا أصدق أنك ما زلت تود النزول لرؤيتي." كانت شفتا لينا قد تحولت إلى اللون الأرجواني من شدة البرد، وهي تزحف على ركبتيها باتجاهه، ثم عانقت ساقيه بشدة. "سيدي، اسمعني، دعني أكمل كلامي. حتى لو قتلتني بعدها، سأكون راضية، فقط أطلب منك فرصة واحدة للدفاع عن نفسي."نظر السيد برهان إلى هذه المرأة التي كانت تجثو أمامه بخضوع وتذلل، شعر باشمئزاز شديد يتملكه. فقد كان على وشك أن يركلها حتى الموت بالأمس.لكن في النهاية، تراجع في اللحظة الأخيرة فقط لأنها أنقذت حياته بجسدها ذات مرة، مما منحه الفرصة للسيطرة على مجموعة شركات رستم. توقفت قدمه في اللحظة التي كانت على وشك أن تصطدم بها.ومع ذلك، كانت مشاعر الكراهية تجاه لينا تتزايد في قلبه يومًا بعد يوم.هذه المرأة لم تعد تلك المطيعة والمستسلمة كما كانت في الليلة التي أنقذت حياته. على الرغم من أنه وعدها بالزواج بعد شهرين، إلا أنها ما زالت تثير غ

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 23

    "أمي، أنا آسفة." سقطت دموع سارة على طرف الغطاء الذي يلف الخالة سمية. كان صوتها مبحوحًا من كثرة البكاء: "لقد بدأت العمل للتو، وكان عليّ الامتثال لتعليمات المدير. قرر المدير فجأة إرسالي في رحلة عمل لبضعة أيام، فلم أتمكن من زيارتكِ في الوقت المناسب."أجابت الخالة سمية بابتسامة حزينة وهي تنظر إلى الأنابيب المتصلة بجسدها: "ليس ذنبكِ يا حبيبتي. جسدي يزداد ضعفًا يومًا بعد يوم... لا أعرف إن كنت سأتمكن من فتح عيني مرة أخرى بعد أن أغلقها.""أمي، لا تقولي ذلك، أرجوكِ، لا تتركيني. لو رحلتِ عني، سأصبح وحيدة تمامًا. لم يعد لدي أي أحد في هذا العالم..." صرخت سارة وهي تضع رأسها على صدر الخالة سمية، تبكي بحرقة ودموعها تنهمر دون توقف.في ذلك اليوم، بعد أن تم إنقاذ سارة، لم تعد إلى المنزل. بقيت في المستشفى تعتني بالخالة سمية. كانت تنظفها، تغسل شعرها، وتقص أظافرها. ومع رعايتها الحنونة، بدأت الخالة سمية تستعيد بعضًا من صحتها، وظهر لون الحياة مجددًا على وجهها الشاحب.بفضل رعاية سارة الدقيقة، بدا أن برهان، الابن البيولوجي للخالة سمية، لا دور له تقريبًا. ففي كثير من الأحيان، كان يقف بهدوء على الجانب، يراقب تلك

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 22

    سارة كانت ترتجف خوفًا وهي تتكئ على عنق برهان، جسدها يرتعش بالكامل. كانت تعلم أن برهان رجل قاسٍ، لكنها لم تره يومًا بعينيها يتصرف بهذه القسوة. اليوم، أخيرًا شهدت كيف أنه رجل لا يتراجع عن كلمته، مهما كان الأمر.ومع ذلك، كانت تعلم أن هؤلاء الأشخاص يستحقون ما حصل لهم.لم يكن هناك ما يستدعي الشفقة عليهم.على العكس، كادت هي أن تكون الضحية، وكانت على وشك أن تُعذب وتُقتل على يد لينا.رفعت سارة رأسها ببطء، وهي مستندة على كتف برهان، ثم نظرت إلى لينا بعينين بريئتين للغاية.تم نقل سارة إلى المستشفى، وبعد أن أجرى الطبيب الفحص قال: "إنها مجرد كدمات في الأنسجة الرخوة، لا يوجد ما يدعو للقلق."تنفست سارة الصعداء، وبدأت مشاعر الخوف التي كانت تعتريها تتلاشى تدريجياً. بعد أن كانت مُختطفة لعدة أيام، ولم تكن تعرف كيف كانت حال الخالة سمية خلال هذه الفترة."سيد برهان، شكرًا لإنقاذكِ لي، هل الخالة سمية بخير؟" سألته سارة وهي تنظر له بامتنان."الوضع ليس جيدًا!"سارة: "......ماذا... ماذا حدث للخالة سمية؟""في وحدة العناية المركزة." قالها برهان بوجه خالٍ من التعبير. في الفترة الأخيرة، كانت سارة تذهب كل يوم إلى ال

امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status