Share

الفصل 8

Penulis: عهود خالد
"لا تقلقوا يا عمي ويا آنستان!" قال لؤي بينما كان يساعد ناهد على النهوض.

"فقدت العمة وعيها مؤقتًا بسبب ارتفاع الضغط الناتج عن شدة الانفعال، دعوها تستريح في الغرفة لبعض الوقت وستكون بخير."

وبعد أن قام عاطف وابنتاه بمساعدة ناهد على الدخول إلى الغرفة، التفتت نسمة نحو باسل وقالت بنبرةٍ قلقة: "يجب أن ترحل فورًا، اترك مدينة الشيخ زويد الآن. إذا استيقظ فايز، فلن تفلت منه بالتأكيد!"

لكن باسل تجاهل كلماتها، وقال لها: "نسمة، لم ننتهِ من حديثنا عن موضوع ري ري، فكّري جيدًا، هل حدث أي شيء غير طبيعي مؤخراً؟"

أجابت نسمة وهي تحاول كبح دموعها: "عائلة النصر هي ثاني أكبر عائلة في مدينة الشيخ زويد، لن تستطيع مواجهتهم. عليك أن تهرب فورًا......"

رد باسل بنبرةٍ حازمةٍ: "نسمة، لا تقلقي. أعدك أنني سأكون بخير، ولكن ري ري......"

قاطعته نسمة بصوتٍ مرتفعٍ: "هل تفهم ما أقول؟ إذا لم تهرب الآن، سيتم قتلك!"

رفع باسل صوته قليلاً: "نسمة، اهدئي قليلًا، دعكِ من عائلة النصر الآن!"

"ليس لدينا وقت لنضيعه!"

وأضاف بنبرةٍ جادة: "أعيدي التفكير بإمعان، هل ذهبتم إلى أي مكان مميز خلال هذه الفترة؟"

قالت نسمة وهي تحاول كبح دموعها: "لا...... لم نذهب إلى أي مكان مميز."

حين رأت أنها لم تستطع إقناع باسل، لم تصر.

لكن فجأة، كما لو أن فكرة خطرت ببالها، اتسعت عيناها وبدت كمن تذكر شيئًا مهمًا.

"حين سألتني عن حدوث شيءٍ مميز، فبالفعل قد حدث شيءٌ غريب."

"ما هو؟" سأل باسل بسرعة.

أجابت نسمة: "قبل أيام، سقطت ري ري عن طريق الخطأ، فأخذتها إلى مشفى خاص لتضميد جرحها، وحينها لاحظت بالصدفة أن الطبيب أجرى لها فحصاً لتحديد فصيلة الدم."

قالت نسمة بعد أن فكرت للحظة: "عادةً، لا يتم فحص فصيلة الدم لمجرد إجراء بسيط لتضميد جرح، هذا غير طبيعي."

"بالإضافة إلى ذلك، رأيت في درج الطبيب تقارير عن فصائل دم لأطفال آخرين"

"ماذا؟" عند سماع هذه الكلمات، قطّب باسل ولؤي حاجبيهما، وشعرا بقلقٍ غريزيٍ يتزايد في صدريهما.

"أي مشفى هذه؟ وما اسم الطبيب؟"

قال باسل بجدية: "أنتِ بحاجة لاصطحابي إلى هناك فورًا!"

"حسنًا!" أومأت نسمة برأسها، وبدأت توضح الطريق.

بوم!

بعد دقيقتين فقط، ضغط لؤي على دواسة الوقود بأقصى قوة.

إن هذه المشفى التي أشارت إليها نسمة مشفى خاصة مشهورة نسبيًا، تقع في المنطقة التجارية الثانية في شرق المدينة.

إن المسافة من منزل نسمة إلى المشفى تستغرق عادةً نصف ساعة بالسيارة، لكن لؤي وصل إلى هناك في أقل من ربع ساعة.

توقفت السيارة بسرعة أمام مدخل المشفى، ونزل الثلاثة منها مسرعين نحو السلم الداخلي.

"مكتبه في الغرفة رقم 406" قالت نسمة وهي تمشي بخطوات متوترة، ووجهها شاحب للغاية، وبدأت ترتجف بشكلٍ واضح.

في تلك اللحظة، بدأت نسمة تستوعب احتمالًا مرعبًا، ربما تم اختطاف ابنتها ري ري لأجل إجراء عملية نقل أعضاء!

بوم!

عندما وصل الثلاثة إلى باب الغرفة 406، رفع لؤي يده وضرب الباب ضربةً قويةً ليفتحه، حتى تهشم جزء منه.

صرخ الطبيب الجالس على كرسيه في المكتب، مرتديًا معطفًا أبيض اللون، وهو يرتجف: "تبًا لكم، من أنتم؟"

استدار باسل نحو نسمة، وسألها: "هل هذا هو؟"

"نعم" أومأت نسمة برأسها وهي تنظر إليه بخوف.

"من أنتم بالضبط؟ وماذا تريدون مني؟ إذا لم تخرجوا فورًا، سأستدعي الأمن!" صرخ الطبيب مرة أخرى.

طقطقة!

قبل أن ينهي حديثه، تقدم لؤي بخطوة سريعة، وأمسك بمعصم الطبيب ثم لوى ذراعه بقوة، وبدا ذراعه في لحظة على هيئة ضفيرة ملتوية، متدلية بشكل غير طبيعي.

صرخ الطبيب بألم: "آه......!"

"سأسألك مرة واحدة فقط، إذا لم تخبرني بالحقيقة، فسأرسلك فورًا لمقابلة ملك الموت!" تقدم باسل بخطوات ثابتة نحو الطبيب، وصوته العميق ينضح بتهديدٍ قاتل.

في نفس اللحظة، انطلقت من جسده هالة مرعبة أشبه بالصقيع، أحاطت بالطبيب كليًا.

طخ!

تحت تأثير تلك الهالة الساحقة، شعر الطبيب وكأنه سقط في أعماق الجحيم، محاطًا بنظرات شياطين جائعة تترصد خطواته، حتى جسده لم يعد قادرًا على المقاومة، وفقدت ساقاه قوتهما، وانهار على الأرض مرتجفًا.

"ما......ما الذي تريد أن تسأل عنه؟" سأل الطبيب بصعوبة.

صوت خطوات!

تقدم لؤي نحو المكتب وسحب الدرج بعنف، وألقى على الأرض مجموعة من الملفات، كانت كلها تقارير عن فصائل دم أطفال.

عندما رأت نسمة تقرير ابنتها ري ري ضمن الأوراق، بدأت دموعها تتدفق من جديد دون أن تتمكن من السيطرة عليها.

أما الطبيب، فكان جسده يرتجف بعنف وهو ينظر إلى الملفات المبعثرة على الأرض، كان واضحًا أنه أدرك السبب الذي جعلهم يأتون إليه.

"لمن تعمل؟ ومن الذي اختطف الأطفال الذين تطابقت فصائل دمهم؟" سأل باسل بصوت بارد حاد.

"إنه...... إنه رجل يُدعى الأخ ذئب النار، هو من أجبرني على فعل هذا......" أجاب الطبيب دون أي محاولة لإخفاء الحقيقة.

"من هذا الرجل؟" سأل باسل مرة أخرى.

"إنه...... أحد الجنرالات الأربعة حول السيد الرابع، أعتقد أن هذه الأوامر جاءت منه......" رد الرجل بصعوبة، وكاد صوته يختنق.

"أي سيد رابع؟" اشتعلت عينا باسل ببريقٍ من الغضب القاتل.

"خالد......" قال الطبيب بصوت متقطع.

"إنه...... زعيم المنظمات السرية في مدينة الشيخ زويد......"

طخ!

قبل أن ينهي كلماته، وجّه باسل ضربة قوية على عنقه، أفقدته الوعي على الفور وسقط مغشيًا عليه.

"خذوه!" قال باسل بحزم قبل أن يلتفت إلى نسمة، ثم قال لها: "نسمة، عودي إلى المنزل وانتظريني هناك، أنا سأذهب لإنقاذ ري ري!"

"سأذهب معك!" قالت نسمة بصوتٍ مرتفعٍ وهي تمسح دموعها.

رد باسل بنبرةٍ جادة: "الوضع لم يتضح بعد، إذا جئتِ معي، قد تكونين في خطر"

"ثقي بي، سأعيد ري ري سالمة بالتأكيد!"

"لا! لا يمكنني البقاء مكتوفة الأيدي، يجب أن أذهب!" أجابت نسمة بإصرار، وملامحها متجهمة بالعزيمة.

صوت رنين الهاتف!

قطع رنين هاتفها النقاش، فوجدت أن المتصلة هي شقيقتها إلهام.

أجابت بسرعة: "إلهام، ما الأمر؟"

جاء صوت شقيقتها مذعورًا على الطرف الآخر: "أختي، عليكِ أنتِ وباسل الهرب فورًا! غادروا مدينة الشيخ زويد الآن! رجال عائلة النصر يبحثون عنكما في كل مكان......"

طراخ!

انقطع الحديث فجأة، وسمعت صوت الهاتف وهو يسقط على الأرض، يتبعه صرخة مذعورة من شقيقتها: "آه!"

صاحت نسمة بقلق: "إلهام! إلهام، هل تسمعينني؟"

لكن صوتًا رجوليًا وباردًا قاطعها من الطرف الآخر: "إذا كنتِ لا تريدين أن يصيب عائلتكِ مكروه، عودي فورًا مع ذلك الشاب الذي يُدعى باسل، أنا بانتظاركما في منزلكِ."

ثم أردف بنبرة تهديد قاتلة: "لديكِ ساعة واحدة فقط، إذا لم أركما هنا خلال ذلك الوقت......استعدي لتلقي جثث عائلتكِ!"

أُغلق الخط قبل أن تتمكن من الرد.

نظر باسل إلى نسمة التي كانت ترتجف، وسألها بجدية: "نسمة، ما الذي حدث؟"

لكنها أطلقت صرخة مفزعة تمزق القلوب، كأنما طعنت في أعماق روحها: "آه!"

أمسكت نسمة برأسها بكلتا يديها، وبدأت تشد شعرها بعنف، ووجهها يفيض بألم عميق، وكأنها على وشك الانهيار.

قال لها باسل وهو يضمها بقوة إلى صدره: "نسمة، أرجوك لا تفعلي هذا بنفسك! أخبريني ما الذي يحدث، سأساعدكِ......"

لكنها دفعته بعيدًا بكل قوتها، وصرخت وهي تغالب دموعها: "لا أريد مساعدتك! ارحل! غادر مدينة الشيخ زويد فورًا ولا تعد إلى حياتي أبدًا!"

أردفت وهي تبكي بحرقة: "كل هذا بسببك! كل شيء حدث لنا سببه وجودك في حياتنا! كانت أمي محقة...... أنت لعنة أُرسلت لمعاقبة عائلتنا!"

ثم استدارت بسرعة وركضت نحو باب المكتب، محاولة الهروب من كل شيء.

تجمد باسل للحظات، محاولًا كبح مشاعره، ثم التفت إلى لؤي وأمره: "اتبعها وتأكد مما يجري!"

وأضاف بنبرة صارمة: "وأيضًا، اجعل رجالك يعثرون على موقع خالد وأرسل التفاصيل إلى هاتفي فورًا!"

أومأ لؤي برأسه، وقال: "تحت أمرك!" ثم انطلق بسرعة للّحاق بنسمة.

Bab terkait

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 9

    صوت المُحرك!بعد مرور عشر دقائق، ألقى باسل الطبيب بالسيارة بعد أن تلقى الرسالة، وانطلق نحو وجهته.رنين الهاتف!رن جرس الهاتف بعد أقل من عشر دقائق من انطلاقه."تحدث!" أجاب باسل على المُكالمة، ثم قال بصوتٍ حاد."أيها القائد، أنا رامي، لقد توصلنا إلى هوية الأربعة أشخاص الذين خطفوا ري ري." قال رامي عبر الهاتف."لا بد أن رجال خالد هم من طلبوا منهم تنفيذ هذا الأمر...…""أعلم ذلك، إنه الآن في مطعم الزهرة، جهز الرجال لتولي أمر ما سيحدث." قاطعه باسل.أغلق الخط بمجرد أن قال ذلك، ثم ضغط على دواسة الوقود بكل قوته.يُعد مطعم الزهرة أحد أرقى مطاعم مدينة الشيخ زويد.عادةً ما يكون هذا المكان حكرًا على الأثرياء والنخبة، فهو ليس مكانًا يمكن لأي موظف عادي تحمل تكلفته.رفض المطعم اليوم استقبال جميع الزبائن بدايةً من فترة الظهيرة.ويرجع السبب إلى أن السيد خالد يُقيم حفلة عيد مولده الليلة.أغلق الزبائن المتذمرون أفواههم، وغادروا فورًا بمجرد سماع اسم السيد خالد.كان اسمه مثيرًا للرعب في مدينة الشيخ زويد.ليس فقط الأشخاص العادية، بل كان أفراد العائلات الكبيرة يتجنبونه أيضًا.وفي الساعة السادس

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 10

    بووم! بووم! بووم!تحطمت الطاولات والكراسي المحيطة بالكامل، وانفجرت النوافذ الزجاجية على الجدران إلى شظايا صغيرة، وانهارت طاولة المشروبات بصوتٍ مدوٍ.أما خالد، فقد طار كالقذيفة، مرتطمًا بالجدار القريب، ما تسبب في ثقب كبير فيه، وسقط على الأرضية الأسمنتية بالخارج."كم هو...…قوي!" قال بصعوبة، قبل أن تتدفق الدماء بغزارة من فمه، واهتز جسده قليلًا قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.لم يتوقع أبدًا أن نهايته، وهو سيد المنظمات السرّية في مدينة الشيخ زويد، الرجل الذي أُعجب به الآلاف، ستكون بسبب فتاة صغيرة.لو أُتيحت له فرصة ثانية، لرفض التعامل مع عائلة آدم مهما كلفه الأمر.ولكن لا مجال للعودة، الخير والشر لهما عواقب، وكل شيء يحدث لسبب.صوت تدفق!اندفع الدم إلى قلب باسل، وأُصيب مُجددًا، وتدفق الدم من فمه، مما أضعف هالته."آه..." جثا على ركبتيه، وامتلأت عيناه بالدموع، ثم نظر إلى السماء، وأطلق صرخة حزينة ترددت في السماء.هل تأخّرت فعلا بعد كل ذلك؟لماذا يعاقبني القدر؟لماذا يُعاملني بهذه القسوة؟إن ري ري مجرد طفلة في الرابعة أو الخامسة من عُمرها.صوت خطوات!بعد لحظات، علا صوت خطوات مسرعة

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 11

    كان سعيد حينئذٍ في أكبر جناح خاص بالطابق الثالث.كان مستلقيًا على الأريكة، يحتضن بيده فتاة جميلة ومثيرة، ويحمل سيجارة باليد الأخرى. كان معه شابان آخران، وكلًّا منهما برفقة فتاة مغرية، وبأيديهم السجائر والمشروبات."تهانينا سيد سعيد! لقد نجحت في إبرام مشروعٍ كبير، نرجو أن تتكرم بدعمنا في المستقبل" قال أحد الشابين، وهو طويل القامة، رافعًا كأسه باتجاه سعيد."هاها، لا تقلق، لن أتخلى عنكم" ابتسم سعيد ابتسامة خفيفة، ورفع كأسه ليُلامس الكأس الآخر."بالمناسبة يا سيد سعيد، كيف حال عملية زراعة القلب الخاصة بابنتك؟ هل وجدتم القلب البديل المناسب؟" سأل الشاب الآخر بعد أن أخذ نفسًا من سيجاره."لقد وجدناه" ابتسم سعيد، وقال: "إذا لم يحدث أي طارئ، ستكون في غرفة العمليات خلال نصف ساعة"عند ذِكر هذا الأمر، ارتفعت معنوياته كثيرًا.لقد انتظرت ابنته هذه العملية لقرابة الشهرين، وخلال هذه الفترة، بذلت عائلة آدم قصارى جهدها حتى حصلوا أخيرًا على غايتهم.أما بالنسبة لحياة الطفلة الأخرى، فلم تكن ضمن اعتبارات سعيد على الإطلاق.في نظره، كل إنسان يولد وله مكانته، وما دام يمكن استخدام قلب طفلة أخرى لإنقا

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 12

    بعد أن أنهى مكالمته مع آدم، أخرج باسل هاتفه المحمول واتصل برقم رامي."أيها القائد!" لم يكد الهاتف يرن مرة واحدة حتى أجاب رامي.قال باسل بصوتٍ بارد: "أحضر رجالًالتنظيف النادي!" وأضاف: "وأيضًا، قابلني في منزل عائلة آدم بعد ثلاث ساعات!""ماذا؟" أصيب رامي بالذهول لوهلة، لكنه سرعان ما أجاب بصوتٍ عالٍ: "عُلِم!"بعد إنهاء المكالمة، توجه باسل نحو الباب، يتبعه لؤي وهو يحمل سعيد الذي أغمي عليه مجددًا.في الوقت نفسه، عند مدخل أفخم مستشفى خاص في القاهرة:توقفت سيارة مرسيدس بنز أمام المدخل.بداخلها كان آدم يجلس مع مدير عائلة آدم، ورجلين قويين البنية، بالإضافة إلى ري ري الصغيرة، التي كانت مستلقية في المقعد الخلفي فاقدةً للوعي.كان آدم جالسًا وهو في قمة غضبه، وجهه متجهم، ونظراته حادة كالسكاكين، وجسده يفيض بروح قاتلة.لقد مرت ثلاثون سنة أو أكثر دون أن يشعر بمثل هذا الغضب، فكيف يجرؤ شخص في مدينة الشيخ زويد على تحديه؟ اعتبر هذا التصرف بمثابة تحدٍّ علني له، وهو أمر لا يُغتفر.داخل عقله، أصدر حكمًا بالقصاص الشديد على باسل، عازمًا على جعله يتذوق أقسى أنواع العذاب قبل موته لإخماد نيران غضبه.سأل

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 13

    "أنتم...... أنتم لا تفهمون حقًا ما تعنيه عائلة آدم!" قال سعيد وهو يأخذ نفسًا عميقًا، محاولًا الحفاظ على رباطة جأشه قبل أن يواصل الحديث."أعدكم أنكم ستندمون جميعًا على ما فعلتم!""في هذه المدينة -الشيخ زويد- لم يجرؤ أحد قط على تحدي عائلة آدم بهذا الشكل!""ليس فقط أنتما الاثنين، بل حتى عائلة نسمة بأكملها ستُدفن معكم!"رد لؤي بلا مبالاة قائلاً: "أنت حقًا أحمق!"وفي تلك اللحظة، تسللت إلى ذهن لؤي صور حية من ساحات القتال.ذكريات محفورة بدماء وجثث لا تُحصى، مشاهد القائد الأعلى، وهو يقف وحده في قلب المعركة، سيفه يلمع كوميض برقٍ قاتل، والجثث متناثرة في كل مكان كأنها مناظر من الجحيم ذاته، عادت تتكرر في ذهنه.قوة قتالية من هذا المستوى، هل يمكن لعائلة مثل عائلة آدم أن تقاومها؟إنهم حقًا جهلاء لا يعرفون حدودهم!صوت رنين الهاتف!بعد لحظات، رن هاتف باسل، وتلقى مكالمة هاتفية من نسمة."نسمة!" قال باسل بصوت ناعم بعد أن أجاب على المكالمة."أين أنتم الآن؟ هل هناك أي أخبار عن ري ري؟" صدر صوت نسمة المتوتر من الهاتف."نسمة، لا تقلقي، ري ري بخير الآن" رد عليها باسل."هل وجدتم ري ري؟" كان صوت نسم

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 14

    "ماذا؟"عندما سمع صوت ري ري، ارتعش جسد باسل بشكل واضح، وتوقف عن السير."كيف الوضع يا منى؟" تحدث آدم بلهجة ثقيلة على الهاتف، بينما كانت عينه اليمنى ترتعش بشكل غير إرادي."أبي...... أنقذني......" صرخت منى بصوت مرتفع عبر الهاتف: "إنه...... إنه يريد قتلي......""مرري الهاتف له!" قال آدم بعد أن زفر نفسًا عميقًا."حسنًا...... حسنًا......" أسرعت منى وأعطت الهاتف إلى باسل بيد مرتجفة: "إن...... ابنتك تريد التحدث معك......"صراخ!أخذ باسل نفسًا عميقًا، ثم أمسك الهاتف ونظر إليه."أيها الشاب، إذا تجرأت على المساس بمُنى، فلن ترى ابنتك مجددًا!"قال آدم، وقام بتوجيه الكاميرا نحو ري ري.صوت صفعة!وبعدها مباشرة، صفع ري ري على وجهها، تاركًا علامة واضحة لكفه على خدها."أيتها الطفلة غير الشرعية، أليس لديك شوق لوالدك؟ نادِ عليه الآن!" قال آدم ببرود.صوت دوي!رؤية هذا المشهد أشعل غضبًا هائلًا داخل باسل، تفجر على شكل هالة قاتلة اجتاحت قاعة المكان بأكملها، بينما امتلأت عيناه بلمعان قاتل.على الفور، انهارت مُنى أمامه وسقطت على الأرض بضعفٍ شديد."أبي...... أخيرًا ري ري ترى والدها...... هل أنت حق

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 15

    منزل آدم في مدينة الشيخ زويد.يقع المنزل على سفح جبل شرق المدينة، في موقع ذا طبيعة خلابة، تحيط به الجبال والمياه، مما يجعله كقطعة من الجنة.لطالما كانت لعائلة آدم كبرياؤها الخاص.في هذه المدينة، حتى عندما تقابل الشخصيات البارزة والنخب الاجتماعية أفراد عائلة آدم، يحرصون على إلقاء التحية بحرارة.قد لا تكون عائلة آدم في مدينة الشيخ زويد متفردة بسلطة مطلقة، لكنها قريبة من ذلك؛ فنادرًا ما كانت تواجه عائقًا أمام ما تريد إنجازه. لكن في هذه اللحظة، لم تعد ساحة قصر عائلة آدم تضج بالحركة والضيوف كالمعتاد، بل على العكس، خيمت أجواء ثقيلة ومتوترة على المكان، وكأن الهواء ذاته بات مثقلًا بالضغط.في الساحة الواسعة داخل بوابة القصر، وقف أكثر من ألف شخص متجمعين.من بينهم، حوالي خمسمائة فرد يرتدون زيًا موحدًا يحمل شعار(قاعة آدم لتعليم الفنون القتالية)، حاملين أسلحة باردة، ملامحهم مشدودة وأعينهم تلمع بالحذر.إلى جانبهم، حوالي مئة رجل يرتدون بدلات سوداء ونظارات شمسية، بوجوه صارمة تخلو من التعبير، وأحزمة خصرهم المنتفخة تدل على وجود أسلحة نارية بحوزتهم.أما المجموعة الثالثة، فتضم حوالي ثلاثمئة فرد،

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 16

    قال رئيس عائلة زهران بنبرة جادة وهو ينظر إلى الرجلين، محاولًا إظهار نفسه أمام آدم:"أيها الفتى، من أنتما بحق الجحيم؟ كيف تجرؤان على التصرف بوقاحة هنا؟ هل تعرفان أين أنتما؟"رد باسل بنظرة باردة: "ومن أنت؟""أنا رئيس عائلة زهران من مدينة الشيخ زويد. أنصحكما نصيحة أخيرة، إذا كنتما لا تريدان الموت، فاركعا فورًا واعتذرا للسيّد آدم، ربما يمكنكم بذلك......""لديك دقيقة واحدة فقط للتفكير، إذا لم تأخذ رجالك وترحل فورًا، فابتداءً من الغد، لن يكون هناك شيء يُدعى عائلة زهران في مدينة الشيخ زويد!""ماذا؟" ارتبك رئيس عائلة زهران للحظة، ثم انفجر ضاحكًا بصوت عالٍ، وقال: "هذا أطرف شيء سمعته في حياتي! أنت كوميدي رائع!""تبقى نصف دقيقة""أيها الفتى، هل تنتظر رؤية كفنك قبل أن تبدأ بالبكاء؟"قال باسل ببرود: "يؤسفني أنك اتخذت الخيار الخطأ. تذكّر كلماتي جيدًا!"في تلك اللحظة، تدخل رئيس عائلة الغانم قائلاً بابتسامة ساخرة: "أيها الفتى، هل أتيتما هنا فقط لإضحاكنا؟""ومن تكون أنت الآن؟"قال رئيس عائلة الغانم بابتسامة باردة: "أنا رئيس عائلة الغانم من مدينة الشيخ زويد""هل ستخبرني أيضًا أنني أملك دقيق

Bab terbaru

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 30

    بوم! بوم! بوم!سقط الجميع -بما فيهم محمود- أرضًا من الخوف، وأخذت وجوههم الشاحبة تتصبب عرقًا.كادت عجلات الهامر تسحقهم لولا توقفها في اللحظة الأخيرة.بوم!ترجل من سيارة الهامر رجلان يرتديان ملابس فاخرة وسيوفٍ حدباء على خصريهما، تعبراتهما صارمة، ونظراتهما حادة."من أنتم بحق الجحيم؟ ألا تعرفون أي مكانٍ هذا؟ أم أنكم لا تخشون الموت؟"تنفس محمود بعمقٍ محاولًا كبح غضبه، إلا أنه سرعان ما صرخ غاضبًا."يا للعجب! كيف يجرؤ أحدهم على إثارة الفوضى بقصر النجوم؟""إذًا أنت محمود" قال الرجل ببرود وهو يطالع صورة على هاتفه.صرغ محمود بغضب: "من أنتم أيها الأوغاد؟"بوم! بوم! بوم!وفجأة، تقدم فريق من الرجال بملابس سوداء، يحمل كلًّا منهم عصا كهربائية، وعلى وجههم تعبيرات شرسة.قال قائدهم بصوتٍ مرتفع: "ما الخطب يا سيد محمود؟""لا تضيع الوقت بالحديث! اقضوا عليهما فورًا!" قال محمود بغضب: "اكسروا ذراعًا وساقًا لكل واحدٍ منهما""علم!" قال القائد، ثم رفع يده مشيرًا لرجاله، فتقدم نحو خمسة عشر رجلًا وهرعوا باتجاه الرجلين."يا للتهور!" قال أحد الرجلين مستلًا سيفه الأحدب، ثم تحرك بسرعة البرق.وفي أقل من

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 29

    "ماذا؟" بمجرد أن سمع حديث فتحي، ارتجف المسن وعلت وجهه الدهشة.أخيرًا أدرك الشيخ السبب وراء كل هذا التبجيل الذي أبداه السيد فتحي.فرجلٌ واحد يقف على حدود البلاد، جعل جميع الفاسدين من حوله يرتعدون لمجرد سماع اسمه.فهو سيفٌ ملطخٌ بالدماء، ما إن يُستل حتى تمتلأ الأرض من حوله بالجثث، وتتدفق منها أنهار من الدماء.قلة فقط من الناس قد لا ينحنون لمثل هذا الرجل!"حتى حياتي أنا شخصيًا، قد أنقذها السيد باسل، ولولا مساعدته لكنت الآن ترابًا" أكمل فتحي."وكل ما أنجزته من إنجازاتٍ وثروة هي في الأصل بفضل السيد باسل""فبإمكاننا القول أن فضل السيد باسل علي أكبر من فضل والديّ"امتلأت عينا فتحي بالمتنان والتبجيل أثناء حديثه.وكذا لمعت في عيني الشيخ أسامة علامات التبجيل وهو يقول: "فهمت"رنين!وفي ذات الوقت، أصدر هاتف لؤي صوتًا عن تلقيه رسالة داخل سيارة اللاند روفر.قال بعد أن قرأ محتوى الرسالة: "سيدي القائد، تم تحديد أماكن تواجد الأسياد الثلاث الكبار" "رائع، دعنا نذهب لمقابلتهم إذًا" قال باسل وبعينيه قسوة وتعطش للقتل.بوم!ضغط لؤي بقوة على دواسة الوقود، فاندفعت اللاند روفر بسرعة البرق.يقع

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 28

    بعد ذلك، نظر فتحي إلى لؤي، وقال: "سيد لؤي! طال غيابك، لقد اشتقت إليك!""اغرب عن وجهي، لا أكترث بأمرك" قال لؤي وهو ينظر إليه بازدراء."آه!... أرجوك يا سيد لؤي، لا تسيء سمعتي أمام الآخرين" قال فتحي وهو يعض على شفتيه، ثم التفت للنظر إلى باسل."سيد باسل، هذا المكان لم يُفتتح بعد، أتريك الذهاب لشركتنا قليلًا؟""دعنا نجلس في السيارة قليلًا" قال باسل وهو يتفحص المبنى مرةً أخرى، ثم اتجه للسيارة.سأل فتحي باسل ما إن ركب ثلاثتهم السيارة: "سيد باسل، لطالما كنت بالأراضي الغربية، فلما قررت المجيء إلى العريش فجأة؟""أحسنت صنعًا يا فتى، مرت سنتان منذ أن رأيتك آخر مرة، وقد فقدت كثيرًا من الوزن" قال باسل بدون أن يعلق على حديثه."هاها! أليس هذا ما طلبته مني؟" قال فتحي بضحكةٍ بسيطة."مارست التمارين الرياضية بانتظامٍ طوال السنتين الماضيتين، وأخيرًا، حققت هدف خسارة الوزن الذي حددته لي""جيد! يبدو أنك تمتلك بعض الإرادة" قال باسل بابتسامة."أشكرك على المديح يا سيد باسل" قال فتحي بابتسامة: "هل أبدأ بإبلاغك عن مستجدات مشروع برج العريش؟""لا داعي لذلك" قال باسل بإيماءة: "أنا أثق بك، يمكنك اتخاذ القرا

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 27

    بعد مرور ساعة.توقفت سيارة لاند روفر أمام ناطحة سحاب لم يتم إفتتاحها بعد بوسط مدينة العريش."أهذا هو برج العريش إذًا؟" سال باسل أثناء نزولهما من السيارة، وعلت وجهه تعبيرات معقدة.كانت تلك أكبر أمنية لوالده بالتبني قبل أن يموت؛ وهي أن يحول هذا الصرح الأضخم إلى أيقونة مدينة العريش، فيتبادر إلى الذهن فور ذكر اسم المدينة.ووفقًا للمشروع، فكان البرج سيضم بعد اكتماله مراكز تسوق فاخرة، أماكن ترفيهية، فنادق، ومكاتب عمل.لكن للأسف، حلّت مأساة والده بالتبني قبل انتهاء المشروع."نعم" أجاب لؤي."تم تعليق المشروع بعد حادثة والدك، وأخذت الجهات المعنية بالعريش تبحث عن مستثمرٍ جديد""لكن نظرًا لارتفاع تكلفة المشروع، والفال الشؤم الذي ارتبط به فلم يُقبل أحد على تولي المشروع""وفقًا للتعليمات التي تلقيتها منك منذ سنة، تواصلت مع فتحي ليأتي للعريش ويتولى المشروع""فأسس فرعًا لشركة الأربع بحار في العريش، وبعد عام من الإنشاء، اكتمل المشروع الآن وأصبح في مرحلة استقطاب المستثمرين""همم" أومأ باسل برأسه وقال: "يبدو أن فتحي هذا جدير بالثقة"صوت مكابح السيارة!في تلك اللحظة، دوى صوت مكابح سيارات بال

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 26

    قال لؤي بعد أن أدار محرك السيارة: "انتهى التحقيق وكل شيء أصبح واضحًا أيها القائد""بناءً على الأوصاف التي قدمتها لنا عن أحد القتلة، حقق المفتش في أمره لمدة ستة أشهر، حتى عثرنا عليه في إحدى الدول المجاورة وباح لنا بكل شيء""الجناة الحقيقيون وراء مقتل عائلة والدك بالتبني هم عائلة الرشيدي، وهي من أكثر العائلات هيمنة في العريش، إلى جانب عائلتي الزهري والمهدي""كما توقعت إذًا" انبعثت من باسل هالة مرعبة من التعطش للقتل.قبل خمس سنوات، كانت عائلة والد باسل بالتبني –عائلة جاسر- هي الأقوى من بين الأربع عائلات الكبرى بالعريش وهم : عائلة الرشيدي، عائلة الزهري، وعائلة المهدي.وعلى الرغم من أنهم جميعًا من الأربع عائلات الكبرى، إلا أن عائلة جاسر كانت الأقوى بينهم، حيث كانت تفرض هيمنتها على البقية.عُرف والد باسل بالتبني بأنه كان رجلًا نزيهًا وصارمًا، فكان يحتقر أساليب العائلات الأخرى، لذا نشبت بينهم العديد من الخلافات.وخاصةً عائلة الرشيدي، التي كانت تكن ضغينةً شديدةً لعائلة جاسر منذ أن خسرت أمامهم العديد من المشاريع الضخمة. سبق وحذّر باسل والده بالتبني من تحالف الثلاث عائلات معًا ضده بأسال

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 25

    أكمل باسل حديثه: "استعدي أنت وعائلتك خلال اليومين القادمين، بعدها سننتقل للعريش لنبدأ حياةً جديدة""يا لك من متفائل!" تنفست نسمة بعمق، ثم قالت: "ليس لديك فكرة عن مدى سوء أوضاعنا""لا يوجد مكان لعائلتنا في العريش""كان ذلك سابقًا"، أكمل باسل بحزم: "أما الآن فسيتغير كل شيء للأفضل، ثقي بي، سأفي بوعدي لك""لما لا تفهم؟" تنهدت نسمة بحسرة، وقالت: "انسَ الأمر، فلن تقتنع الآن مهما قلت، لكنك ستدرك الأمر فيما بعد"نظرت لباسل بتردد بعد ذلك، ثم قالت: "أيمكنك أن تسدي لي خدمة أخيرة؟""بالطبع!" قال باسل بحزم: "أخبريني بما لديك""عيد ميلاد جدي بعد ثلاثة أيام، وسنذهب للعريش لتهنئته""إن كنت متفرغًا حينها، ألا يمكنك مرافقتنا لبيت عائلة فريد؟""دائمًا ما يعيرون ري ري بأنها طفلة غير شرعية بلا أب، ولا ينفكون يسخرون منها كلما اجتمعنا""لدى ري ري الآن صدمة نفسية من بيت عائلة فريد، وباتت تخشى الذهاب لهناك، لذا أريدك أن ترافقنا تلك المرة لتشعرها بالأمان"لم تعرف نسمة إن كان ما تفعله الآن صوابًا أم لا، لكن بالنظر لوضعها الحالي، فلا خيار أمامها أفضل من أن تمضي في الأمر خطوةً بخطوة."اتفقنا إذًا!" أوم

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 24

    "لك حياتك، ولي حياتي، فلا تأتِ للبحث عني مجددًا، وليهتم كلًّا منا بنفسه""نسمة!" قاطعها باسل، وقال: "أعلم كم تبغضينني، لكن حتى إن لم تفكري بنفسك، فلتفكري بري ري""ستلتحق بالمدرسة الابتدائية قريبًا، أتريدين أن يُقال عنها أنها بلا أب؟""ماذا ستفعلين إن تعرضت للتنمر في المدرسة بالمستقبل؟ أو إذا حدث شيءٌ مماثلٌ كتلك المرة؟""بناءً على وضعكم الراهن، أيمكنك ضمان توفير بيئة مستقرة لتنشأ بها؟""لا تقل المزيد..." أجهشت نسمة في البكاء."ثقي بي يا نسمة، سأمنحك وري ري بيتًا تغمره السعادة والسلام"استدار باسل وأمسك بذراعي نسمة، ثم حدق بعينيها."لا بأس إذا لم تكوني قادرةً على تقبلي الآن، ولا أصر عليك بالزواج بي، فيُمكن للمشاعر أن تنشأ بيننا تدريجيًا""لكن حاليًا، ألا يمكننا التصرف كزوجين أمام الناس وري ري؟""وحين تتقبلينني، سأقيم لكِ زفافًا ضخمًا، وأجعل جميع النسوة يحسدونك""كفى! أرجوك لا تقل المزيد..." انهارت نسمة في البكاء قبل أن تكمل حديثها.أيوجد إمرأة لا تحلم بزفاف ضخم وزوج يمنحها الأمان؟كان هذا ما تحلم به في مراهقتها.ولكن جميع أحلامها تلاشت منذ خمس سنوات.كل ما باتت تريده الآن

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 23

    "إذًا، فكيف أنقذت ري ري؟ عائلة آدم أقوى من عائلة النصر بمراحل!"لم تنتظر إلهام إجابة باسل، فأخذت نفسًا عميقًا وتابعت سؤاله.ابتسم باسل مجددًا، وقال: "أبلغنا الشرطة، وساعدتنا في إنقاذ ري ري""أحقًا هذا ما حدث؟" سألت إلهام بشكٍ وهي تحدق بباسل.صاحت ناهد مجددًا: "إلهام! ألم تنتهي بعد؟"ثم نظرت لباسل ولؤي، وقالت بجفاء:"كانت مشكلة عائلة النصر كافية بالفعل، والآن أضفتم إليها مشكلة عائلة آدم الأقوى، ألا تخافون حقًا عواقب تفاقُم الأمور؟""بالطبع لا تكترثان! فأنتما تأتيان وتذهبان كيفما شئتما، وإن ساءت الأمور، فسترحلان بكل سهوله!""لكنكما لم تفكران بعائلتنا، فلا يمكننا العيش بالشيخ زويد بعد الآن، كما لا يمكننا العودة للعريش مجددًا، فإلى أين سنذهب إذًا؟"علت وجه عاطف وابنتيه ملامح جادة ما إن سمعوا كلماتها.فتلك بالفعل مشكلة صعبة!ما الذي سيحل بعائلتهم بعد الآن؟أجابها باسل قائلًا: "لا تشغلي بالك يا عمتي""سأعود معكم للعريش، وسأساعدكم على تجاوز أي مشكلة تقابلونها""سبق ووعدتكم أنني سأعوضكم عن أضعاف ما فقدتموه بسببي، أرجوكم ثقوا بأنني سأفي بوعدي""حقًا!" قالت ناهد متهكمةً: "القول أس

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 22

    "يُطبَّق الأمر نفسه مع كلًّا من عائلتي زهران والغانم؛ سيتم تنفيذ العقوبة القانونية بكل صرامة وبدون أي شكلٍ من أشكال التساهُل"أجابه المفتش بحزم: "عُلم وينفذ يا حضرة القائد!""اعفُ عنا يا سيدي... لقد أُجبرنا... أرجوك أعفُ عنّا...""لقد أجبرتنا عائلة آدم على كل شيء... أرجوك افرج عنّا...""يا سيدي... أرجوك اعفُ عنا""......"عمَّ النحيب الأرجاء.انهار آدم أخوه على الأرض، وأصبحت وجوههما شاحبة كمن رأى شبحًا، يغمرهما اليأس التام.فبكلمة واحدة من باسل، صدر بحقهما حكم الإعدام.لم يخطر ببالهما أبدًا أن عائلة آدم التي استقرت في الشيخ زويد لقرنٍ من الزمان ستنهار على أيديهما.وكل هذا حدث لمجرد اختطافهم فتاةً صغيرة!لو علموا مسبقًا أن هذا ما ستؤول إليه الأمور، لما أقدموا على فعلتهم تلك من البداية.اجتاحهما شعور بالندم لا يمكن وصفه.بوم! بوم!وفي لحظة، انفصلت رأسيهما عن جسديهما، وطارتا في الهواء.وبهذا، انتهى تاريخ عائلة آدم من مدينة الشيخ زويد للأبد.بعد دقيقتين، حمل باسل ري ري وركب السيارة، ثم أدار لؤي المحرك، متجهًا لمنزل عائلة فريد.ظل باسل محتضنًا ابنته ري ري بين ذراعيه طوال ال

Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status