Share

الفصل 12

Author: عهود خالد
بعد أن أنهى مكالمته مع آدم، أخرج باسل هاتفه المحمول واتصل برقم رامي.

"أيها القائد!" لم يكد الهاتف يرن مرة واحدة حتى أجاب رامي.

قال باسل بصوتٍ بارد: "أحضر رجالًالتنظيف النادي!" وأضاف: "وأيضًا، قابلني في منزل عائلة آدم بعد ثلاث ساعات!"

"ماذا؟" أصيب رامي بالذهول لوهلة، لكنه سرعان ما أجاب بصوتٍ عالٍ: "عُلِم!"

بعد إنهاء المكالمة، توجه باسل نحو الباب، يتبعه لؤي وهو يحمل سعيد الذي أغمي عليه مجددًا.

في الوقت نفسه، عند مدخل أفخم مستشفى خاص في القاهرة:

توقفت سيارة مرسيدس بنز أمام المدخل.

بداخلها كان آدم يجلس مع مدير عائلة آدم، ورجلين قويين البنية، بالإضافة إلى ري ري الصغيرة، التي كانت مستلقية في المقعد الخلفي فاقدةً للوعي.

كان آدم جالسًا وهو في قمة غضبه، وجهه متجهم، ونظراته حادة كالسكاكين، وجسده يفيض بروح قاتلة.

لقد مرت ثلاثون سنة أو أكثر دون أن يشعر بمثل هذا الغضب، فكيف يجرؤ شخص في مدينة الشيخ زويد على تحديه؟ اعتبر هذا التصرف بمثابة تحدٍّ علني له، وهو أمر لا يُغتفر.

داخل عقله، أصدر حكمًا بالقصاص الشديد على باسل، عازمًا على جعله يتذوق أقسى أنواع العذاب قبل موته لإخماد نيران غضبه.

سأل مدير عائلة آدم بحذرٍ بعد لحظات من التردد: "سيدي، هل نصعد إلى الطابق العلوي أم......؟"

لقد استوعب من خلال مكالمة آدم السابقة تفاصيل الأمر إلى حد كبير، وشعر بصدمة شديدة في داخله!

قال آدم وهو يأخذ نفسًا عميقًا: "ارجع إلى مدينة الشيخ زويد!"

رد السائق بسرعة:

"حسنًا!" ثم استدار بالسيارة وضغط على دواسة البنزين.

قال آدم موجهًا حديثه إلى المدير العام:

"ابحث فورًا عن هوية هذا الشخص بالضبط!"

فرد المدير بكل احترام:

"سيدي، لقد أمرت أحدهم بالفعل بالتحري عن ذلك."

قاطع رنين الهاتف اللحظة فجأة.

بعد لحظات، رن هاتف المدير العام.

وعندما أجاب قال: "ما الأمر؟"

لم يعرف آدم ماذا قيل على الطرف الآخر، لكن تعبيرات وجه المدير تغيرت مرات عديدة.

بعد دقيقتين، أنهى المدير المكالمة وقال:

"فهمت!" ثم رفع نظره نحو آدم مجددًا.

"سيدي، الأمر يبدو معقدًا، الطرف الآخر قد يكون ذا نفوذ كبير."

سأل آدم بوجهٍ متجهم: "ماذا تعني؟"

أجاب المدير بعد تردد بسيط: "وصلتنا للتو معلومات بأن خالد قُتل!" ثم أكمل:

"ليس فقط هو، بل أيضًا أربعة من أقوى مساعديه وأكثر من مائة من رجاله قُتلوا!"

"ماذا؟" ضاقت عيني آدم قليلاً.

كان آدم يدرك تمامًا من هو خالد، فهو ليس فقط قويًا على المستوى الشخصي، بل لديه مجموعة من الرجال لا يمكن الاستهانة بهم.

خاصة الأربعة الكبار، الذين يُعرف كل واحد منهم بشراسته وسمعته في عالم القوى الخفية بمدينة الشيخ زويد.

كما أن خالد كان يمتلك ترسانة من الأسلحة النارية ذات قوة تدميرية لا يُستهان بها.

ففي مدينة الشيخ زويد، باستثناء عائلة آدم، لا يستطيع أن يتصور جهة أخرى تمتلك الجرأة أو القوة اللازمة للقضاء على خالد!

بعد تفكيرٍ بسيط، أخذ آدم نفسًا عميقًا، وسأل: "هل تعني أن خالد قُتل على يد الشخص الذي اتصل بنا للتو؟"

أومأ المدير برأسه بتعبير جاد قائلاً: "نعم، لقد استهدف خالد للبحث عن الطفلة الصغيرة!"

"هل تأكدتم من عدد الأشخاص؟"

أجاب المدير بعد أن ابتلع ريقه: "شخص واحد!"

ثم أضاف بتردد: "عندما سمعت هذا عبر الهاتف، كدت أعض لساني من شدة الصدمة!"

لو لم يكن الشخص الذي على الطرف الآخر من الخط أحد أكثر رجاله ثقةً وقرابة، لكان آدم قد أطلق وابلاً من الشتائم فورًا. "هراء تام!"

شخص واحد يقضي على خالد ومعه أكثر من مئة شخص؟

من يمكن أن يصدق هذا الكلام؟

لكنه يعرف تمامًا أن ذلك الشخص المقرّب منه لن يجرؤ على المزاح بشأن أمر كهذا.

يبدو أن عائلة آدم هذه المرة تورطت في مشكلة كبيرة بالفعل!

"ماذا؟" ضاقت عيني آدم، وتابع: "هل أنت متأكد؟"

"متأكد!" أجاب المدير بثقة تامة وهو يهز رأسه.

تنهيدة طويلة.

تنهد آدم بعمقٍ وثقل، محاولاً السيطرة على أعصابه.

"اتصل بحسين، واطلب منه أن يعود فورًا إلى مدينة الشيخ زويد مع كل رجاله من العريش، ولا تنسَ أن يُحضر الأسلحة!"

"وأيضًا، اجعل العم الكبير يستدعي كل من هم في مدينة الشيخ زويد للعودة إلى المقر الرئيسي لعائلة آدم!"

"عُلِم!" ردّ المدير وهو يهز رأسه.

"وأيضًا، اتصل شخصيًا برؤساء عائلات النصر، وزهران، والغانم ، وأخبرهم أن عائلة آدم تدعوهم للحضور إلى مقرها بسرعة، مع كلٍّ منهم مائة من نخبة رجالهم!"

العائلات التي ذكرها هي أكبر ثلاث عائلات في مدينة الشيخ زويد بعد عائلة آدم.

"حسنًا!" رد المدير فورًا، وبدأ في الاتصال باستخدام هاتفه.

سحب آدم سيجارًا من جيبه وأشعله، ثم أخذ نفسًا عميقًا منه وهو يفكر للحظات.

بعدها أمسك بهاتفه واتصل بابنته.

"أبي، هل وصلت إلى مطعم الزهرة؟ هل حدث شيء؟"

جاء صوت أنثوي عبر الهاتف، كان صوت منى، الابنة الكبرى لعائلة آدم.

"أخوك وقع في مشكلة......" قال آدم بلهجة ثقيلة.

في ذات الوقت، وصل باسل وبرفقته سعيد إلى مقهى شاي صغير في منطقة هادئة.

المكان كان شبه خالٍ من الزبائن، والقاعات فارغة تمامًا.

أخرج لؤي من جيبه حزمة من الأوراق النقدية من فئة المئة دولار، ودفعها لصاحب المقهى ليغلق المكان لثلاث ساعات.

صفعة! صفعة!

بعد ذلك، ألقى لؤي سعيد على الأرض، وأتبعه بصفعتين قويتين.

أصوات صفعات!

سعل سعيد، وبصق بضع قطرات من الدم، ثم أفاق وهو يحدق في باسل ورفيقه بعينين مليئتين بالخوف.

"أنتم...... من تكونون؟"

رد باسل بهدوءٍ بعد أن جلس:

"هل تعتقد عائلة آدم أن بإمكانها السيطرة على مدينة الشيخ زويد بيد واحدة وأن تفعل ما تشاء بلا رادع؟"

وأضاف: "من أجل توفير قلب لابنتك، تعاملتم مع حياة الأطفال الآخرين كما لو كانت بلا قيمة!"

"أظن أن مثل هذه الأفعال ليست غريبة عن عائلتكم، أليس كذلك؟"

في ذهن باسل، وبما أنه قد تمكن من تأمين سلامة الفتاة الصغيرة ري ري بشكل مؤقت، شعر براحة نفسية مؤقتة.

أما عن التدابير التي قد تتخذها عائلة آدم لمواجهته، فلم تكن ضمن نطاق اهتماماته على الإطلاق.

وباعتباره ملك الأراضي الغربية، فإن عائلة صغيرة مثل عائلة آدم، بل حتى عشر عائلات مثلها، لن تشكل أي تهديد له.

وإذا أصروا على استفزازه، فلن يتردد في إبادتهم بالكامل بضربة واحدة من قوته.

"أنت...... ما علاقتك بها؟" قال سعيد بينما استمرت الدماء بالتدفق من فمه.

"إنها ابنتي!" رد باسل بهدوء مرة أخرى.

"ماذا؟" صرخ سعيد بدهشة.

"هذا مستحيل! لقد تحققنا بالفعل، إنها مجرد طفلة غير شرعية، وحتى والدتها لا تعرف من هو والدها......"

صدمة!

قبل أن يُكمل كلماته، ركله لؤي بقدمه، فاندفع بسرعة ليصطدم بالعمود الجداري خلفه.

صوت ارتطام!

بصق كمية كبيرة من الدم، بينما تهشمت عدة أضلاع من جسده.

"إذا لم تضبط لسانك، لن تعش لثلاث ساعات!" قال لؤي بصوت غاضب.

"أنتم...... كيف تجرؤون على فعل هذا بي؟ عائلة آدم لن تترككم وشأنكم......" رد سعيد بصعوبة وهو يصرخ من الألم.

"هاها، حقًا؟" قال باسل بينما أشعل سيجارة وأخذ منها نفسًا.

"إذا أرادت عائلتكم الصفح عني، يجب أن تسألوني أولًا إن كنت أوافق!"

"هل تصدقني إن قلت إنه بعد اليوم، لن يكون لعائلتكم وجود في مدينة الشيخ زويد؟"

Related chapters

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 13

    "أنتم...... أنتم لا تفهمون حقًا ما تعنيه عائلة آدم!" قال سعيد وهو يأخذ نفسًا عميقًا، محاولًا الحفاظ على رباطة جأشه قبل أن يواصل الحديث."أعدكم أنكم ستندمون جميعًا على ما فعلتم!""في هذه المدينة -الشيخ زويد- لم يجرؤ أحد قط على تحدي عائلة آدم بهذا الشكل!""ليس فقط أنتما الاثنين، بل حتى عائلة نسمة بأكملها ستُدفن معكم!"رد لؤي بلا مبالاة قائلاً: "أنت حقًا أحمق!"وفي تلك اللحظة، تسللت إلى ذهن لؤي صور حية من ساحات القتال.ذكريات محفورة بدماء وجثث لا تُحصى، مشاهد القائد الأعلى، وهو يقف وحده في قلب المعركة، سيفه يلمع كوميض برقٍ قاتل، والجثث متناثرة في كل مكان كأنها مناظر من الجحيم ذاته، عادت تتكرر في ذهنه.قوة قتالية من هذا المستوى، هل يمكن لعائلة مثل عائلة آدم أن تقاومها؟إنهم حقًا جهلاء لا يعرفون حدودهم!صوت رنين الهاتف!بعد لحظات، رن هاتف باسل، وتلقى مكالمة هاتفية من نسمة."نسمة!" قال باسل بصوت ناعم بعد أن أجاب على المكالمة."أين أنتم الآن؟ هل هناك أي أخبار عن ري ري؟" صدر صوت نسمة المتوتر من الهاتف."نسمة، لا تقلقي، ري ري بخير الآن" رد عليها باسل."هل وجدتم ري ري؟" كان صوت نسم

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 14

    "ماذا؟"عندما سمع صوت ري ري، ارتعش جسد باسل بشكل واضح، وتوقف عن السير."كيف الوضع يا منى؟" تحدث آدم بلهجة ثقيلة على الهاتف، بينما كانت عينه اليمنى ترتعش بشكل غير إرادي."أبي...... أنقذني......" صرخت منى بصوت مرتفع عبر الهاتف: "إنه...... إنه يريد قتلي......""مرري الهاتف له!" قال آدم بعد أن زفر نفسًا عميقًا."حسنًا...... حسنًا......" أسرعت منى وأعطت الهاتف إلى باسل بيد مرتجفة: "إن...... ابنتك تريد التحدث معك......"صراخ!أخذ باسل نفسًا عميقًا، ثم أمسك الهاتف ونظر إليه."أيها الشاب، إذا تجرأت على المساس بمُنى، فلن ترى ابنتك مجددًا!"قال آدم، وقام بتوجيه الكاميرا نحو ري ري.صوت صفعة!وبعدها مباشرة، صفع ري ري على وجهها، تاركًا علامة واضحة لكفه على خدها."أيتها الطفلة غير الشرعية، أليس لديك شوق لوالدك؟ نادِ عليه الآن!" قال آدم ببرود.صوت دوي!رؤية هذا المشهد أشعل غضبًا هائلًا داخل باسل، تفجر على شكل هالة قاتلة اجتاحت قاعة المكان بأكملها، بينما امتلأت عيناه بلمعان قاتل.على الفور، انهارت مُنى أمامه وسقطت على الأرض بضعفٍ شديد."أبي...... أخيرًا ري ري ترى والدها...... هل أنت حق

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 15

    منزل آدم في مدينة الشيخ زويد.يقع المنزل على سفح جبل شرق المدينة، في موقع ذا طبيعة خلابة، تحيط به الجبال والمياه، مما يجعله كقطعة من الجنة.لطالما كانت لعائلة آدم كبرياؤها الخاص.في هذه المدينة، حتى عندما تقابل الشخصيات البارزة والنخب الاجتماعية أفراد عائلة آدم، يحرصون على إلقاء التحية بحرارة.قد لا تكون عائلة آدم في مدينة الشيخ زويد متفردة بسلطة مطلقة، لكنها قريبة من ذلك؛ فنادرًا ما كانت تواجه عائقًا أمام ما تريد إنجازه. لكن في هذه اللحظة، لم تعد ساحة قصر عائلة آدم تضج بالحركة والضيوف كالمعتاد، بل على العكس، خيمت أجواء ثقيلة ومتوترة على المكان، وكأن الهواء ذاته بات مثقلًا بالضغط.في الساحة الواسعة داخل بوابة القصر، وقف أكثر من ألف شخص متجمعين.من بينهم، حوالي خمسمائة فرد يرتدون زيًا موحدًا يحمل شعار(قاعة آدم لتعليم الفنون القتالية)، حاملين أسلحة باردة، ملامحهم مشدودة وأعينهم تلمع بالحذر.إلى جانبهم، حوالي مئة رجل يرتدون بدلات سوداء ونظارات شمسية، بوجوه صارمة تخلو من التعبير، وأحزمة خصرهم المنتفخة تدل على وجود أسلحة نارية بحوزتهم.أما المجموعة الثالثة، فتضم حوالي ثلاثمئة فرد،

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 16

    قال رئيس عائلة زهران بنبرة جادة وهو ينظر إلى الرجلين، محاولًا إظهار نفسه أمام آدم:"أيها الفتى، من أنتما بحق الجحيم؟ كيف تجرؤان على التصرف بوقاحة هنا؟ هل تعرفان أين أنتما؟"رد باسل بنظرة باردة: "ومن أنت؟""أنا رئيس عائلة زهران من مدينة الشيخ زويد. أنصحكما نصيحة أخيرة، إذا كنتما لا تريدان الموت، فاركعا فورًا واعتذرا للسيّد آدم، ربما يمكنكم بذلك......""لديك دقيقة واحدة فقط للتفكير، إذا لم تأخذ رجالك وترحل فورًا، فابتداءً من الغد، لن يكون هناك شيء يُدعى عائلة زهران في مدينة الشيخ زويد!""ماذا؟" ارتبك رئيس عائلة زهران للحظة، ثم انفجر ضاحكًا بصوت عالٍ، وقال: "هذا أطرف شيء سمعته في حياتي! أنت كوميدي رائع!""تبقى نصف دقيقة""أيها الفتى، هل تنتظر رؤية كفنك قبل أن تبدأ بالبكاء؟"قال باسل ببرود: "يؤسفني أنك اتخذت الخيار الخطأ. تذكّر كلماتي جيدًا!"في تلك اللحظة، تدخل رئيس عائلة الغانم قائلاً بابتسامة ساخرة: "أيها الفتى، هل أتيتما هنا فقط لإضحاكنا؟""ومن تكون أنت الآن؟"قال رئيس عائلة الغانم بابتسامة باردة: "أنا رئيس عائلة الغانم من مدينة الشيخ زويد""هل ستخبرني أيضًا أنني أملك دقيق

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 17

    عند رؤيته......أي سيف عمرو الذي أشهره،عندما كان على بُعد حوالي عشرة سنتيمترات فقط من رأس باسل،تمكن الأخير من الإمساك به بين إصبعيه!لم يتحرك السيف حتى ملليمترًا واحدًا!يا إلهي، هل نحن في فيلم سينمائي؟كيف لضربة بهذه القوة أن يوقفها إصبعان فقط؟هل يمكن أن تزداد الأمور غرابة عن هذا؟طق!بدأ جبين عمرو يتصبب عرقًا،وجسده كله ارتجف دون أي سيطرة.كان يعلم تمامًا، من أعلى رأسه وحتى أخمص قدميه،أنه قد واجه الآن خصمًا من الطراز الأول،شخصًا يزرع بداخله شعورًا تامًا بالعجز واليأس."أنت...... أنت من تكون بحق السماء؟" قال عمرو بصوت مرتجف بعد أن ابتلع ريقه بصعوبة.صوت فرقعة!لم يجب باسل، لكنه استخدم القليل من القوة بأصابعه،لينكسر السيف الفولاذي الصلب بصوت مدوٍ.بعدها، ومع حركة خفيفة من معصمه، طار النصف الأمامي من السيف مثل البرق، مستهدفًا شجرة كبيرة قريبة.صوت سقوط الشجرة!انقسمت الشجرة إلى نصفين، وسقطت بصوت مدوٍ، مع أوراق تتطاير في الأرجاء.انكسر الجذع الكبير للشجرة من منتصفه، وانهار بقوة، وتطايرت أوراقه في الهواء كما لو كانت أمطارًا.أصوات شهيق!انتشر صوت مفاجئ من الحضور الذين ا

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 18

    "حسنًا!" هتف مائتا رجل من الشرطة في آنٍ واحد.عند سماع ذلك، تراجع كل من تقدم لاعتراض سبيل رجال الشرطة.الأمر ليس مزحة، هؤلاء الرجال يحملون بنادق آلية حقيقية، والاقتراب منهم يعني الموت المحقق!لم تمضِ لحظات حتى تفرّق رجال الشرطة إلى كل مكان لتفتيش القصر ."رامي، أنت......" صرخ آدم، واحمر وجهه غضبًا.انتابته نوبة من الغضب، ولم يعد يحتمل المزيد، فلوّح بيده وأمر رجاله: "أيها الحراس، امسكوا برامي وقيدوه!"طاخ! طاخ! طاخ!في تلك اللحظة، كان هناك صوت خطوات متزامنة ومنظمة تأتي من مدخل القصر.وفي نفس الوقت، اجتاحت أجواء قصر عائلة آدم هالة قاتلة مكثفة، وبدت وكأنها تسحق الأنفاس.وباستثناء باسل ولؤي، شعر جميع الموجودين بضغطٍ هائلٍ أشبه بجبلٍ ينهار عليهم، حتى أن بعضهم لم يستطيعوا كبح أنفسهم عن الارتجاف.بعد لحظات، ظهرت مجموعة مكونة من ألف رجل أمام مرأى الجميع.كانوا جميعًا يرتدون أزياء أنيقة، ويحملون سيوفًا حدباء على خصرهم، وعيونهم تفيض بالعزم، وهيبتهم تعج بالقوة التي لا تُقهر!"بصفتي حاكم المنطقة الشرقية، أقدم تحياتي لسيادة القائد الأعلى، نحن في انتظار أوامرك"بطبيعة الحال، كان الرجل

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 19

    "أيها المفتش، هل هناك سوء تفاهم في الأمور اليوم؟"استجمع آدم بعضًا من قوته، وخطى بضع خطوات بصعوبة نحو المفتش وسأله.مهما بلغت جرأة آدم، فلم يصل به الأمر إلى حدّ تجاهل منظمة الظلال.فإنه يعلم جيدًا أنه إذا أرادت منظمة الظلال القضاء على عائلة آدم، فلن يستغرق الأمر أكثر من نصف ساعة لتحويلها إلى رماد!"سيدي المفتش، من يكون هذا السيد؟" قالها وهو يرفع يده المرتجفة مشيرًا إلى باسل."سيدي القائد، هل هم من فعلوا ذلك؟"لم يولّي المفتش أي اهتمام لآدم، بل التفت نحو باسل وسأله."نعم!" أومأ باسل برأسه قليلاً.طخ!فور سماع هذا الرد، استل الألف رجل سيوفهم في آنٍ واحد، وهتفوا بصوت واحد: "لنقاتل!"بعد تلك الهتافات الغاضبة، أصبحت أجواء القصر بأكمله مشبعة بشعور ساحق من الضغط.أصيب أفراد عائلة آدم بالرعب، فارتخت أرجلهم وتصبب عرقهم البارد بغزارة، وارتسمت ملامح الذعر على وجوههم."أنا...... أنا لم أعد أحتمل!" صرخ أحد الرجال بالملابس السوداء حاملاً سلاحه: "إن كنا سنموت في كل الأحوال، فسأقاتلكم حتى النهاية!"وبعد كلماته، صوب سلاحه باتجاه باسل وسحب الزناد.صور طنين!أخرج أحد الرجال سيف القمر البار

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 20

    "أيها السيد المفتش، لقد أسئت فهمي!" ارتعش جسد مصطفى قليلاً وهو يرد بحذر."لقد سمعت قبل قليل أن سيادتك وصلت إلى مدينة الشيخ زويد، لكنني لم أعرف ماذا يدور هناك، لذلك جئت خصيصاً لأعمل تحت أوامرك!"توقف للحظة وأكمل: "السيد المفتش، ما الذي جرى حتى تأتي شخصيًا إلى مدينة الشيخ زويد؟""هممم" أطلق المفتش ضحكة باردة وقال بسخرية: "إن أهل مدينة الشيخ زويد يفعلون أشياءً مذهلة حقاً!""تحت سماء العدالة والإنسانية، يجرؤ البعض على اختطاف الأطفال من أجل زراعة قلب لطفلة، غير مكترثين بحياة الآخرين، هذا أمر لا يُصدق!""ماذا؟" تساءل مصطفى بدهشة، وبداخله شعور بالشك.رغم أن هذا الفعل شنيع ومثير للغضب، لكنه لا يبدو كافيًا ليجعل المفتش يجلب معه ألفًا من رجال الظلال إلى هنا شخصيًا!إلا إذا كان هناك احتمال واحد!وهو أن الطفل المعني يتمتع بخلفية استثنائية، خلفية تجعل المفتش، وهو أحد أشهر خمس شخصيات في منظمة الظلال، يأتي بنفسه!لكن من هو هذا الطفل الذي يجعل خلفيته بهذه الأهمية!بعد أن التقط أنفاسه قليلاً، أشار مصطفى بخفة إلى ظَهْرَي باسل ولؤي وسأل بصوت خافت: "السيد المفتش، من يكون هذان الشخصان؟"قبل أن

Latest chapter

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 30

    بوم! بوم! بوم!سقط الجميع -بما فيهم محمود- أرضًا من الخوف، وأخذت وجوههم الشاحبة تتصبب عرقًا.كادت عجلات الهامر تسحقهم لولا توقفها في اللحظة الأخيرة.بوم!ترجل من سيارة الهامر رجلان يرتديان ملابس فاخرة وسيوفٍ حدباء على خصريهما، تعبراتهما صارمة، ونظراتهما حادة."من أنتم بحق الجحيم؟ ألا تعرفون أي مكانٍ هذا؟ أم أنكم لا تخشون الموت؟"تنفس محمود بعمقٍ محاولًا كبح غضبه، إلا أنه سرعان ما صرخ غاضبًا."يا للعجب! كيف يجرؤ أحدهم على إثارة الفوضى بقصر النجوم؟""إذًا أنت محمود" قال الرجل ببرود وهو يطالع صورة على هاتفه.صرغ محمود بغضب: "من أنتم أيها الأوغاد؟"بوم! بوم! بوم!وفجأة، تقدم فريق من الرجال بملابس سوداء، يحمل كلًّا منهم عصا كهربائية، وعلى وجههم تعبيرات شرسة.قال قائدهم بصوتٍ مرتفع: "ما الخطب يا سيد محمود؟""لا تضيع الوقت بالحديث! اقضوا عليهما فورًا!" قال محمود بغضب: "اكسروا ذراعًا وساقًا لكل واحدٍ منهما""علم!" قال القائد، ثم رفع يده مشيرًا لرجاله، فتقدم نحو خمسة عشر رجلًا وهرعوا باتجاه الرجلين."يا للتهور!" قال أحد الرجلين مستلًا سيفه الأحدب، ثم تحرك بسرعة البرق.وفي أقل من

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 29

    "ماذا؟" بمجرد أن سمع حديث فتحي، ارتجف المسن وعلت وجهه الدهشة.أخيرًا أدرك الشيخ السبب وراء كل هذا التبجيل الذي أبداه السيد فتحي.فرجلٌ واحد يقف على حدود البلاد، جعل جميع الفاسدين من حوله يرتعدون لمجرد سماع اسمه.فهو سيفٌ ملطخٌ بالدماء، ما إن يُستل حتى تمتلأ الأرض من حوله بالجثث، وتتدفق منها أنهار من الدماء.قلة فقط من الناس قد لا ينحنون لمثل هذا الرجل!"حتى حياتي أنا شخصيًا، قد أنقذها السيد باسل، ولولا مساعدته لكنت الآن ترابًا" أكمل فتحي."وكل ما أنجزته من إنجازاتٍ وثروة هي في الأصل بفضل السيد باسل""فبإمكاننا القول أن فضل السيد باسل علي أكبر من فضل والديّ"امتلأت عينا فتحي بالمتنان والتبجيل أثناء حديثه.وكذا لمعت في عيني الشيخ أسامة علامات التبجيل وهو يقول: "فهمت"رنين!وفي ذات الوقت، أصدر هاتف لؤي صوتًا عن تلقيه رسالة داخل سيارة اللاند روفر.قال بعد أن قرأ محتوى الرسالة: "سيدي القائد، تم تحديد أماكن تواجد الأسياد الثلاث الكبار" "رائع، دعنا نذهب لمقابلتهم إذًا" قال باسل وبعينيه قسوة وتعطش للقتل.بوم!ضغط لؤي بقوة على دواسة الوقود، فاندفعت اللاند روفر بسرعة البرق.يقع

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 28

    بعد ذلك، نظر فتحي إلى لؤي، وقال: "سيد لؤي! طال غيابك، لقد اشتقت إليك!""اغرب عن وجهي، لا أكترث بأمرك" قال لؤي وهو ينظر إليه بازدراء."آه!... أرجوك يا سيد لؤي، لا تسيء سمعتي أمام الآخرين" قال فتحي وهو يعض على شفتيه، ثم التفت للنظر إلى باسل."سيد باسل، هذا المكان لم يُفتتح بعد، أتريك الذهاب لشركتنا قليلًا؟""دعنا نجلس في السيارة قليلًا" قال باسل وهو يتفحص المبنى مرةً أخرى، ثم اتجه للسيارة.سأل فتحي باسل ما إن ركب ثلاثتهم السيارة: "سيد باسل، لطالما كنت بالأراضي الغربية، فلما قررت المجيء إلى العريش فجأة؟""أحسنت صنعًا يا فتى، مرت سنتان منذ أن رأيتك آخر مرة، وقد فقدت كثيرًا من الوزن" قال باسل بدون أن يعلق على حديثه."هاها! أليس هذا ما طلبته مني؟" قال فتحي بضحكةٍ بسيطة."مارست التمارين الرياضية بانتظامٍ طوال السنتين الماضيتين، وأخيرًا، حققت هدف خسارة الوزن الذي حددته لي""جيد! يبدو أنك تمتلك بعض الإرادة" قال باسل بابتسامة."أشكرك على المديح يا سيد باسل" قال فتحي بابتسامة: "هل أبدأ بإبلاغك عن مستجدات مشروع برج العريش؟""لا داعي لذلك" قال باسل بإيماءة: "أنا أثق بك، يمكنك اتخاذ القرا

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 27

    بعد مرور ساعة.توقفت سيارة لاند روفر أمام ناطحة سحاب لم يتم إفتتاحها بعد بوسط مدينة العريش."أهذا هو برج العريش إذًا؟" سال باسل أثناء نزولهما من السيارة، وعلت وجهه تعبيرات معقدة.كانت تلك أكبر أمنية لوالده بالتبني قبل أن يموت؛ وهي أن يحول هذا الصرح الأضخم إلى أيقونة مدينة العريش، فيتبادر إلى الذهن فور ذكر اسم المدينة.ووفقًا للمشروع، فكان البرج سيضم بعد اكتماله مراكز تسوق فاخرة، أماكن ترفيهية، فنادق، ومكاتب عمل.لكن للأسف، حلّت مأساة والده بالتبني قبل انتهاء المشروع."نعم" أجاب لؤي."تم تعليق المشروع بعد حادثة والدك، وأخذت الجهات المعنية بالعريش تبحث عن مستثمرٍ جديد""لكن نظرًا لارتفاع تكلفة المشروع، والفال الشؤم الذي ارتبط به فلم يُقبل أحد على تولي المشروع""وفقًا للتعليمات التي تلقيتها منك منذ سنة، تواصلت مع فتحي ليأتي للعريش ويتولى المشروع""فأسس فرعًا لشركة الأربع بحار في العريش، وبعد عام من الإنشاء، اكتمل المشروع الآن وأصبح في مرحلة استقطاب المستثمرين""همم" أومأ باسل برأسه وقال: "يبدو أن فتحي هذا جدير بالثقة"صوت مكابح السيارة!في تلك اللحظة، دوى صوت مكابح سيارات بال

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 26

    قال لؤي بعد أن أدار محرك السيارة: "انتهى التحقيق وكل شيء أصبح واضحًا أيها القائد""بناءً على الأوصاف التي قدمتها لنا عن أحد القتلة، حقق المفتش في أمره لمدة ستة أشهر، حتى عثرنا عليه في إحدى الدول المجاورة وباح لنا بكل شيء""الجناة الحقيقيون وراء مقتل عائلة والدك بالتبني هم عائلة الرشيدي، وهي من أكثر العائلات هيمنة في العريش، إلى جانب عائلتي الزهري والمهدي""كما توقعت إذًا" انبعثت من باسل هالة مرعبة من التعطش للقتل.قبل خمس سنوات، كانت عائلة والد باسل بالتبني –عائلة جاسر- هي الأقوى من بين الأربع عائلات الكبرى بالعريش وهم : عائلة الرشيدي، عائلة الزهري، وعائلة المهدي.وعلى الرغم من أنهم جميعًا من الأربع عائلات الكبرى، إلا أن عائلة جاسر كانت الأقوى بينهم، حيث كانت تفرض هيمنتها على البقية.عُرف والد باسل بالتبني بأنه كان رجلًا نزيهًا وصارمًا، فكان يحتقر أساليب العائلات الأخرى، لذا نشبت بينهم العديد من الخلافات.وخاصةً عائلة الرشيدي، التي كانت تكن ضغينةً شديدةً لعائلة جاسر منذ أن خسرت أمامهم العديد من المشاريع الضخمة. سبق وحذّر باسل والده بالتبني من تحالف الثلاث عائلات معًا ضده بأسال

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 25

    أكمل باسل حديثه: "استعدي أنت وعائلتك خلال اليومين القادمين، بعدها سننتقل للعريش لنبدأ حياةً جديدة""يا لك من متفائل!" تنفست نسمة بعمق، ثم قالت: "ليس لديك فكرة عن مدى سوء أوضاعنا""لا يوجد مكان لعائلتنا في العريش""كان ذلك سابقًا"، أكمل باسل بحزم: "أما الآن فسيتغير كل شيء للأفضل، ثقي بي، سأفي بوعدي لك""لما لا تفهم؟" تنهدت نسمة بحسرة، وقالت: "انسَ الأمر، فلن تقتنع الآن مهما قلت، لكنك ستدرك الأمر فيما بعد"نظرت لباسل بتردد بعد ذلك، ثم قالت: "أيمكنك أن تسدي لي خدمة أخيرة؟""بالطبع!" قال باسل بحزم: "أخبريني بما لديك""عيد ميلاد جدي بعد ثلاثة أيام، وسنذهب للعريش لتهنئته""إن كنت متفرغًا حينها، ألا يمكنك مرافقتنا لبيت عائلة فريد؟""دائمًا ما يعيرون ري ري بأنها طفلة غير شرعية بلا أب، ولا ينفكون يسخرون منها كلما اجتمعنا""لدى ري ري الآن صدمة نفسية من بيت عائلة فريد، وباتت تخشى الذهاب لهناك، لذا أريدك أن ترافقنا تلك المرة لتشعرها بالأمان"لم تعرف نسمة إن كان ما تفعله الآن صوابًا أم لا، لكن بالنظر لوضعها الحالي، فلا خيار أمامها أفضل من أن تمضي في الأمر خطوةً بخطوة."اتفقنا إذًا!" أوم

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 24

    "لك حياتك، ولي حياتي، فلا تأتِ للبحث عني مجددًا، وليهتم كلًّا منا بنفسه""نسمة!" قاطعها باسل، وقال: "أعلم كم تبغضينني، لكن حتى إن لم تفكري بنفسك، فلتفكري بري ري""ستلتحق بالمدرسة الابتدائية قريبًا، أتريدين أن يُقال عنها أنها بلا أب؟""ماذا ستفعلين إن تعرضت للتنمر في المدرسة بالمستقبل؟ أو إذا حدث شيءٌ مماثلٌ كتلك المرة؟""بناءً على وضعكم الراهن، أيمكنك ضمان توفير بيئة مستقرة لتنشأ بها؟""لا تقل المزيد..." أجهشت نسمة في البكاء."ثقي بي يا نسمة، سأمنحك وري ري بيتًا تغمره السعادة والسلام"استدار باسل وأمسك بذراعي نسمة، ثم حدق بعينيها."لا بأس إذا لم تكوني قادرةً على تقبلي الآن، ولا أصر عليك بالزواج بي، فيُمكن للمشاعر أن تنشأ بيننا تدريجيًا""لكن حاليًا، ألا يمكننا التصرف كزوجين أمام الناس وري ري؟""وحين تتقبلينني، سأقيم لكِ زفافًا ضخمًا، وأجعل جميع النسوة يحسدونك""كفى! أرجوك لا تقل المزيد..." انهارت نسمة في البكاء قبل أن تكمل حديثها.أيوجد إمرأة لا تحلم بزفاف ضخم وزوج يمنحها الأمان؟كان هذا ما تحلم به في مراهقتها.ولكن جميع أحلامها تلاشت منذ خمس سنوات.كل ما باتت تريده الآن

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 23

    "إذًا، فكيف أنقذت ري ري؟ عائلة آدم أقوى من عائلة النصر بمراحل!"لم تنتظر إلهام إجابة باسل، فأخذت نفسًا عميقًا وتابعت سؤاله.ابتسم باسل مجددًا، وقال: "أبلغنا الشرطة، وساعدتنا في إنقاذ ري ري""أحقًا هذا ما حدث؟" سألت إلهام بشكٍ وهي تحدق بباسل.صاحت ناهد مجددًا: "إلهام! ألم تنتهي بعد؟"ثم نظرت لباسل ولؤي، وقالت بجفاء:"كانت مشكلة عائلة النصر كافية بالفعل، والآن أضفتم إليها مشكلة عائلة آدم الأقوى، ألا تخافون حقًا عواقب تفاقُم الأمور؟""بالطبع لا تكترثان! فأنتما تأتيان وتذهبان كيفما شئتما، وإن ساءت الأمور، فسترحلان بكل سهوله!""لكنكما لم تفكران بعائلتنا، فلا يمكننا العيش بالشيخ زويد بعد الآن، كما لا يمكننا العودة للعريش مجددًا، فإلى أين سنذهب إذًا؟"علت وجه عاطف وابنتيه ملامح جادة ما إن سمعوا كلماتها.فتلك بالفعل مشكلة صعبة!ما الذي سيحل بعائلتهم بعد الآن؟أجابها باسل قائلًا: "لا تشغلي بالك يا عمتي""سأعود معكم للعريش، وسأساعدكم على تجاوز أي مشكلة تقابلونها""سبق ووعدتكم أنني سأعوضكم عن أضعاف ما فقدتموه بسببي، أرجوكم ثقوا بأنني سأفي بوعدي""حقًا!" قالت ناهد متهكمةً: "القول أس

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 22

    "يُطبَّق الأمر نفسه مع كلًّا من عائلتي زهران والغانم؛ سيتم تنفيذ العقوبة القانونية بكل صرامة وبدون أي شكلٍ من أشكال التساهُل"أجابه المفتش بحزم: "عُلم وينفذ يا حضرة القائد!""اعفُ عنا يا سيدي... لقد أُجبرنا... أرجوك أعفُ عنّا...""لقد أجبرتنا عائلة آدم على كل شيء... أرجوك افرج عنّا...""يا سيدي... أرجوك اعفُ عنا""......"عمَّ النحيب الأرجاء.انهار آدم أخوه على الأرض، وأصبحت وجوههما شاحبة كمن رأى شبحًا، يغمرهما اليأس التام.فبكلمة واحدة من باسل، صدر بحقهما حكم الإعدام.لم يخطر ببالهما أبدًا أن عائلة آدم التي استقرت في الشيخ زويد لقرنٍ من الزمان ستنهار على أيديهما.وكل هذا حدث لمجرد اختطافهم فتاةً صغيرة!لو علموا مسبقًا أن هذا ما ستؤول إليه الأمور، لما أقدموا على فعلتهم تلك من البداية.اجتاحهما شعور بالندم لا يمكن وصفه.بوم! بوم!وفي لحظة، انفصلت رأسيهما عن جسديهما، وطارتا في الهواء.وبهذا، انتهى تاريخ عائلة آدم من مدينة الشيخ زويد للأبد.بعد دقيقتين، حمل باسل ري ري وركب السيارة، ثم أدار لؤي المحرك، متجهًا لمنزل عائلة فريد.ظل باسل محتضنًا ابنته ري ري بين ذراعيه طوال ال

Scan code to read on App
DMCA.com Protection Status