مشاركة

الفصل 13

مؤلف: عهود خالد
"أنتم...... أنتم لا تفهمون حقًا ما تعنيه عائلة آدم!" قال سعيد وهو يأخذ نفسًا عميقًا، محاولًا الحفاظ على رباطة جأشه قبل أن يواصل الحديث.

"أعدكم أنكم ستندمون جميعًا على ما فعلتم!"

"في هذه المدينة -الشيخ زويد- لم يجرؤ أحد قط على تحدي عائلة آدم بهذا الشكل!"

"ليس فقط أنتما الاثنين، بل حتى عائلة نسمة بأكملها ستُدفن معكم!"

رد لؤي بلا مبالاة قائلاً: "أنت حقًا أحمق!"

وفي تلك اللحظة، تسللت إلى ذهن لؤي صور حية من ساحات القتال.

ذكريات محفورة بدماء وجثث لا تُحصى، مشاهد القائد الأعلى، وهو يقف وحده في قلب المعركة، سيفه يلمع كوميض برقٍ قاتل، والجثث متناثرة في كل مكان كأنها مناظر من الجحيم ذاته، عادت تتكرر في ذهنه.

قوة قتالية من هذا المستوى، هل يمكن لعائلة مثل عائلة آدم أن تقاومها؟

إنهم حقًا جهلاء لا يعرفون حدودهم!

صوت رنين الهاتف!

بعد لحظات، رن هاتف باسل، وتلقى مكالمة هاتفية من نسمة.

"نسمة!" قال باسل بصوت ناعم بعد أن أجاب على المكالمة.

"أين أنتم الآن؟ هل هناك أي أخبار عن ري ري؟" صدر صوت نسمة المتوتر من الهاتف.

"نسمة، لا تقلقي، ري ري بخير الآن" رد عليها باسل.

"هل وجدتم ري ري؟" كان صوت نسمة مليئًا بالحماس.

"نعم!" قال باسل مجددًا: "نسمة، انتظريني في المنزل، سأعود مع ري ري قريبًا"

"ماذا تعني بذلك؟" تردد صوت نسمة :"ألم تخرج ري ري من الخطر بعد؟"

"نسمة، لا داعي للقلق، أعدك أن ري ري لن يصيبها مكروه!" قال باسل.

سألته نسمة: "من هؤلاء الذين اختطفوا ري ري؟"

رد باسل عليها: "نسمة، لدي بعض الأمور هنا، سأغلق المكالمة الآن، وسأشرح لكِ كل شيء لاحقًا" قال باسل، ثم أغلق الهاتف.

لم يكن هناك فائدة من إزعاج نسمة بالكثير من التفسيرات، لأنها لن تفيد سوى في زيادة قلقها، لذا كان من الأفضل أن ينتظر حتى يُنقذ ري ري ثم يشرح لها كل شيء بهدوء.

مرت ساعة بسرعة، وكأنها لحظة واحدة.

"من المحتمل أن يكون أفراد من عائلة آدم قد وصلوا" قال لؤي بعد أن شرب رشفة من الشاي.

"كما توقعت، آدم لا يمكنه ترك ابنه بين أيدينا لمدة ثلاث ساعات دون أن يتحرك" رد باسل بهدوء.

طخ! طخ! طخ!

ما إن أنهى سليم كلماته، حتى اندفعت مجموعة كبيرة من الأشخاص عبر مدخل مقهى الشاي.

تقدمتهم امرأة في منتصف الثلاثينيات، ذات ملامح جذابة إلى حد ما، تزينها المجوهرات البراقة، وبدا على وجهها تعبير متعجرف يوحي بأنها صاحبة الكلمة العليا.

كان جميع من خلفها يرتدون زيًا موحدًا، وعلى صدورهم شعار يحمل عبارة (أمن آدم).

أما خلف المرأة، فوقف عشرة رجال يحمل كل منهم مسدسًا من نوع (ديزرت إيغل)، بينما تسلّح البقية بمختلف أنواع الأسلحة البيضاء.

فضلًا عن الأربعين أو الخمسين شخصًا الذين اقتحموا المقهى، كان هناك أيضًا حوالي مائتي شخص آخرين يحاصرون المكان في الخارج، جميعهم يرتدون الزيَ الرسمي لشركة الأمن.

حين رأى سعيد المرأة، ارتفع صوته صارخًا بصوتٍ مبحوح ككلبٍ جريح: "أختي...... أنقذيني......"

"ماذا!" عندما رأت منى شقيقها على هذه الحالة المهينة، اجتاحت وجهها موجة من الغضب البارد، كأنها تنذر بعاصفة وشيكة.

نظرت إلى باسل، وضاقت عيناها بغضب مكتوم، ثم قالت بنبرةٍ قاسيةٍ وكلماتٍ مليئة بالتهديد: "أيها الشاب...... يبدو أنك شجاع جدًا!"

تابعت بحدة: "أن تعتدي على أحد أفراد عائلتي –عائلة آدم- في مدينة الشيخ زويد التي تخضع لسيطرتنا، فأنت أول من يفعلها...... وستكون الأخير!"

ابتسم باسل بهدوء وتهكم، ثم رد بنبرة باردة: "لا أعرف إذا ما كنت أول من يفعل ذلك، لكن ما أعرفه تمامًا هو أن لا أحد سيفعلها بعد اليوم!"

"لأن ابتداءً من الغد، لن يكون لعائلة آدم أي وجود في الشيخ زويد!"

"هاهاها......" انفجرت منى بضحكةٍ متعاليةٍ ومليئةٍ بالسخرية، وقالت: "ليس لديك الجرأة فقط، بل يبدو أنك تحب إطلاق النكات أيضًا!"

لكن وجهها تجمد فجأة، لتكمل بصوت ثقيل.

"هل تعتقد أن مجرد القضاء على خالد يمنحك القدرة على تحدي عائلة آدم؟"

"ولمَ لا؟" رد باسل بصوت هادئ.

"أنت حقًا جاهل وشجاع في آنٍ واحد!" سخرت منى بصوت مليء بالاحتقار.

"خالد في أفضل حالاته، مجرد قائد صغير لعصابة تافهة، الفرق بينه وبين عائلتي، كالفرق بين السماء والأرض!"

"إذا كنت تظن أن القضاء عليه كافٍ لإخافة عائلة آدم، فأنت طفل ساذج!"

"ألا تصدق أن هؤلاء الأشخاص الذين جلبتهم معي اليوم قادرين على قتل الكثير من أمثال خالد؟"

"أصدق" أجاب باسل وهو يهز كتفيه بلا مبالاة، وأضاف بابتسامةٍ ساخرة: "لكن، هل أحضرتِ كل هؤلاء فقط لتخبريني أنكم قادرون على قتل الكثير من أمثال خالد؟"

"هُراء!" زفرت منى بغضب، وتابعت بنبرة حادة: "أيها الفتى، هذه فرصتك الأخيرة، أطلق سراح أخي الآن، وبعدها لا بد من كسر يديكما ورجليكما، لكي أترك لكما فرصة للعيش كالكلاب!"

"وإلا سأجعلكما تندمان أشد الندم على قدومكما إلى هذا العالم!"

رد لؤي باستخفاف وهو يحدق بها: "هل كل أفراد عائلة آدم بهذا القدر من الغباء؟"

"ماذا؟" انتفضت منى غضبًا، وقالت: " يجب كسر ذراعك الأخرى أيضًا قبل أن تغادر حيًا لقولك هذا"

"أحقًا؟" ثم التفت لؤي نحو باسل وسأله: "ما مدى الفوضى التي تريدني أن أتركها هنا؟"

رد باسل بنبرة هادئة: "أريد أن تظل السيدة الكبيرة هنا، أما البقية، فإذا رفضوا المغادرة، فلا داعي لبقائهم أحياء."

"حسنًا!" أجاب لؤي وهو يومئ برأسه، وفجأة، انطلق كأنه شبح، تاركًا أثرًا باهتًا خلفه.

ظهرت لحظة من الصدمة على وجه منى قبل أن تصرخ غاضبة بصوتٍ مرتفع: "اقتلوه فورًا!"

بوم! بوم! بوم!

قبل أن تنهي كلامها، رفع الرجال العشرة مسدساتهم من طراز (ديزرت إيغل)، وأطلقوا وابلًا من الرصاص باتجاه لؤي.

طخ! طخ! طخ!

لكن تلك الرصاصات التي انهالت كالمطر، لم تصب سوى الأرض، وتناثرت شراراتها في كل مكان.

بوم! بوم! بوم!

في اللحظة التالية، ظهر لؤي كالشبح أمامهم، وفي غمضة عين، طار الرجال العشرة وكأن إعصارًا ضربهم.

بعضهم لم يحتمل الصدمة وسقط غارقًا في دمائه، وتفجرت الدماء من أفواههم، وحاولوا فتح فمهم للتفوه، لكنهم لم يتمكنوا من قول كلمة واحدة قبل أن يميلوا برؤوسهم ويفارقوا الحياة.

"اقتلوه!"

عند رؤية هذا المشهد، صرخ من تبقى من الرجال بصوتٍ غاضبٍ، ورفعوا أسلحتهم وتقدموا نحو لؤي.

أما في الخارج، وبعد هذا المشهد المروّع، تدفق حوالي مئة رجل آخرين إلى قاعة الشاي، ولو كانت تتسع المزيد، لكانوا اقتحموا جميعًا بلا تردد.

ولكن، كل ذلك كان عبثًا!

النتيجة كانت محسومة؛ في أقل من ثلاث دقائق، كان أكثر من مئة رجل مطروحين أرضًا، بين قتيل ومصاب، فيما تردد صدى صرخات الألم في أرجاء المكان.

أما من تبقى من الرجال في الخارج، وعددهم نحو مئة، فقد وقفوا هناك مرتجفين، وأوجههم مليئة بالذعر، دون أن يجرؤ أحدهم على التقدم خطوة أخرى نحو الداخل.

"كي......كيف يمكن هذا؟"

كانت منى تقف في زاوية المكان، تحدّق بالمشهد أمامها بصدمة كبيرة، وكان جبينها يتصبب عرقًا، كما كانت ترتجف بشدة، غير قادرة على السيطرة على جسدها.

"إذن؟ هل يمكنك الآن أن تخبريني إذا كنت أملك القدرة على تحدي عائلة آدم؟" قال باسل بهدوء وهو يسير نحوها بخطوات بطيئة.

"أنتَ...... لا تقترب!" قالت منى بصوتٍ مرتعش.

"ألم تطلبي مننا قبل قليل أن نكسر أيدينا وأرجلنا بأنفسنا؟" قال باسل وهو يقترب منها بهدوء.

"سأمنحك نفس الفرصة الآن، اكسرري يدًا وساقًا بنفسك، وسأدعك تغادرين حية، ما رأيك؟"

"ابنتك...... لا تزال في أيدينا...... إذا تجرأت على إيذائي، فلن تبقى ابنتك على قيد الحياة!"

قالت منى بصعوبة، ثم سارعت بسحب هاتفها من جيبها لتتصل بوالدها عبر مكالمة فيديو.

كان هذا ما أوصاها به والدها آدم، قبل أن تغادر؛ أخبرها بأنها إذا واجهت خطرًا، عليها أن تتصل به فورًا لجعل الطفلة رهينة لحماية نفسها.

في البداية، ظنت منى أن والدها كان قلقًا أكثر من اللازم؛ فقد جاءت ومعها هذا العدد الكبير من الرجال لمواجهة شابين غريبين، فما الخطر الذي قد تواجهه؟

لكنها الآن كانت ممتنة للغاية لهذا التوجيه، فلولا تلك الخطة الاحتياطية، لكانت في موقف لا تُحسد عليه.

"أنت...... أنت رجل شرير! أطلق سراحي!" جاء صوت طفولي من مكبر صوت الهاتف المحمول.

"والدي سيأتي لإنقاذي قريبًا...... والدي بطل كبير...... لن يدعك تنجو بفعلتك أيها الشرير!"

الفصول ذات الصلة

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 14

    "ماذا؟"عندما سمع صوت ري ري، ارتعش جسد باسل بشكل واضح، وتوقف عن السير."كيف الوضع يا منى؟" تحدث آدم بلهجة ثقيلة على الهاتف، بينما كانت عينه اليمنى ترتعش بشكل غير إرادي."أبي...... أنقذني......" صرخت منى بصوت مرتفع عبر الهاتف: "إنه...... إنه يريد قتلي......""مرري الهاتف له!" قال آدم بعد أن زفر نفسًا عميقًا."حسنًا...... حسنًا......" أسرعت منى وأعطت الهاتف إلى باسل بيد مرتجفة: "إن...... ابنتك تريد التحدث معك......"صراخ!أخذ باسل نفسًا عميقًا، ثم أمسك الهاتف ونظر إليه."أيها الشاب، إذا تجرأت على المساس بمُنى، فلن ترى ابنتك مجددًا!"قال آدم، وقام بتوجيه الكاميرا نحو ري ري.صوت صفعة!وبعدها مباشرة، صفع ري ري على وجهها، تاركًا علامة واضحة لكفه على خدها."أيتها الطفلة غير الشرعية، أليس لديك شوق لوالدك؟ نادِ عليه الآن!" قال آدم ببرود.صوت دوي!رؤية هذا المشهد أشعل غضبًا هائلًا داخل باسل، تفجر على شكل هالة قاتلة اجتاحت قاعة المكان بأكملها، بينما امتلأت عيناه بلمعان قاتل.على الفور، انهارت مُنى أمامه وسقطت على الأرض بضعفٍ شديد."أبي...... أخيرًا ري ري ترى والدها...... هل أنت حق

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 15

    منزل آدم في مدينة الشيخ زويد.يقع المنزل على سفح جبل شرق المدينة، في موقع ذا طبيعة خلابة، تحيط به الجبال والمياه، مما يجعله كقطعة من الجنة.لطالما كانت لعائلة آدم كبرياؤها الخاص.في هذه المدينة، حتى عندما تقابل الشخصيات البارزة والنخب الاجتماعية أفراد عائلة آدم، يحرصون على إلقاء التحية بحرارة.قد لا تكون عائلة آدم في مدينة الشيخ زويد متفردة بسلطة مطلقة، لكنها قريبة من ذلك؛ فنادرًا ما كانت تواجه عائقًا أمام ما تريد إنجازه. لكن في هذه اللحظة، لم تعد ساحة قصر عائلة آدم تضج بالحركة والضيوف كالمعتاد، بل على العكس، خيمت أجواء ثقيلة ومتوترة على المكان، وكأن الهواء ذاته بات مثقلًا بالضغط.في الساحة الواسعة داخل بوابة القصر، وقف أكثر من ألف شخص متجمعين.من بينهم، حوالي خمسمائة فرد يرتدون زيًا موحدًا يحمل شعار(قاعة آدم لتعليم الفنون القتالية)، حاملين أسلحة باردة، ملامحهم مشدودة وأعينهم تلمع بالحذر.إلى جانبهم، حوالي مئة رجل يرتدون بدلات سوداء ونظارات شمسية، بوجوه صارمة تخلو من التعبير، وأحزمة خصرهم المنتفخة تدل على وجود أسلحة نارية بحوزتهم.أما المجموعة الثالثة، فتضم حوالي ثلاثمئة فرد،

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 16

    قال رئيس عائلة زهران بنبرة جادة وهو ينظر إلى الرجلين، محاولًا إظهار نفسه أمام آدم:"أيها الفتى، من أنتما بحق الجحيم؟ كيف تجرؤان على التصرف بوقاحة هنا؟ هل تعرفان أين أنتما؟"رد باسل بنظرة باردة: "ومن أنت؟""أنا رئيس عائلة زهران من مدينة الشيخ زويد. أنصحكما نصيحة أخيرة، إذا كنتما لا تريدان الموت، فاركعا فورًا واعتذرا للسيّد آدم، ربما يمكنكم بذلك......""لديك دقيقة واحدة فقط للتفكير، إذا لم تأخذ رجالك وترحل فورًا، فابتداءً من الغد، لن يكون هناك شيء يُدعى عائلة زهران في مدينة الشيخ زويد!""ماذا؟" ارتبك رئيس عائلة زهران للحظة، ثم انفجر ضاحكًا بصوت عالٍ، وقال: "هذا أطرف شيء سمعته في حياتي! أنت كوميدي رائع!""تبقى نصف دقيقة""أيها الفتى، هل تنتظر رؤية كفنك قبل أن تبدأ بالبكاء؟"قال باسل ببرود: "يؤسفني أنك اتخذت الخيار الخطأ. تذكّر كلماتي جيدًا!"في تلك اللحظة، تدخل رئيس عائلة الغانم قائلاً بابتسامة ساخرة: "أيها الفتى، هل أتيتما هنا فقط لإضحاكنا؟""ومن تكون أنت الآن؟"قال رئيس عائلة الغانم بابتسامة باردة: "أنا رئيس عائلة الغانم من مدينة الشيخ زويد""هل ستخبرني أيضًا أنني أملك دقيق

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 17

    عند رؤيته......أي سيف عمرو الذي أشهره،عندما كان على بُعد حوالي عشرة سنتيمترات فقط من رأس باسل،تمكن الأخير من الإمساك به بين إصبعيه!لم يتحرك السيف حتى ملليمترًا واحدًا!يا إلهي، هل نحن في فيلم سينمائي؟كيف لضربة بهذه القوة أن يوقفها إصبعان فقط؟هل يمكن أن تزداد الأمور غرابة عن هذا؟طق!بدأ جبين عمرو يتصبب عرقًا،وجسده كله ارتجف دون أي سيطرة.كان يعلم تمامًا، من أعلى رأسه وحتى أخمص قدميه،أنه قد واجه الآن خصمًا من الطراز الأول،شخصًا يزرع بداخله شعورًا تامًا بالعجز واليأس."أنت...... أنت من تكون بحق السماء؟" قال عمرو بصوت مرتجف بعد أن ابتلع ريقه بصعوبة.صوت فرقعة!لم يجب باسل، لكنه استخدم القليل من القوة بأصابعه،لينكسر السيف الفولاذي الصلب بصوت مدوٍ.بعدها، ومع حركة خفيفة من معصمه، طار النصف الأمامي من السيف مثل البرق، مستهدفًا شجرة كبيرة قريبة.صوت سقوط الشجرة!انقسمت الشجرة إلى نصفين، وسقطت بصوت مدوٍ، مع أوراق تتطاير في الأرجاء.انكسر الجذع الكبير للشجرة من منتصفه، وانهار بقوة، وتطايرت أوراقه في الهواء كما لو كانت أمطارًا.أصوات شهيق!انتشر صوت مفاجئ من الحضور الذين ا

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 18

    "حسنًا!" هتف مائتا رجل من الشرطة في آنٍ واحد.عند سماع ذلك، تراجع كل من تقدم لاعتراض سبيل رجال الشرطة.الأمر ليس مزحة، هؤلاء الرجال يحملون بنادق آلية حقيقية، والاقتراب منهم يعني الموت المحقق!لم تمضِ لحظات حتى تفرّق رجال الشرطة إلى كل مكان لتفتيش القصر ."رامي، أنت......" صرخ آدم، واحمر وجهه غضبًا.انتابته نوبة من الغضب، ولم يعد يحتمل المزيد، فلوّح بيده وأمر رجاله: "أيها الحراس، امسكوا برامي وقيدوه!"طاخ! طاخ! طاخ!في تلك اللحظة، كان هناك صوت خطوات متزامنة ومنظمة تأتي من مدخل القصر.وفي نفس الوقت، اجتاحت أجواء قصر عائلة آدم هالة قاتلة مكثفة، وبدت وكأنها تسحق الأنفاس.وباستثناء باسل ولؤي، شعر جميع الموجودين بضغطٍ هائلٍ أشبه بجبلٍ ينهار عليهم، حتى أن بعضهم لم يستطيعوا كبح أنفسهم عن الارتجاف.بعد لحظات، ظهرت مجموعة مكونة من ألف رجل أمام مرأى الجميع.كانوا جميعًا يرتدون أزياء أنيقة، ويحملون سيوفًا حدباء على خصرهم، وعيونهم تفيض بالعزم، وهيبتهم تعج بالقوة التي لا تُقهر!"بصفتي حاكم المنطقة الشرقية، أقدم تحياتي لسيادة القائد الأعلى، نحن في انتظار أوامرك"بطبيعة الحال، كان الرجل

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 19

    "أيها المفتش، هل هناك سوء تفاهم في الأمور اليوم؟"استجمع آدم بعضًا من قوته، وخطى بضع خطوات بصعوبة نحو المفتش وسأله.مهما بلغت جرأة آدم، فلم يصل به الأمر إلى حدّ تجاهل منظمة الظلال.فإنه يعلم جيدًا أنه إذا أرادت منظمة الظلال القضاء على عائلة آدم، فلن يستغرق الأمر أكثر من نصف ساعة لتحويلها إلى رماد!"سيدي المفتش، من يكون هذا السيد؟" قالها وهو يرفع يده المرتجفة مشيرًا إلى باسل."سيدي القائد، هل هم من فعلوا ذلك؟"لم يولّي المفتش أي اهتمام لآدم، بل التفت نحو باسل وسأله."نعم!" أومأ باسل برأسه قليلاً.طخ!فور سماع هذا الرد، استل الألف رجل سيوفهم في آنٍ واحد، وهتفوا بصوت واحد: "لنقاتل!"بعد تلك الهتافات الغاضبة، أصبحت أجواء القصر بأكمله مشبعة بشعور ساحق من الضغط.أصيب أفراد عائلة آدم بالرعب، فارتخت أرجلهم وتصبب عرقهم البارد بغزارة، وارتسمت ملامح الذعر على وجوههم."أنا...... أنا لم أعد أحتمل!" صرخ أحد الرجال بالملابس السوداء حاملاً سلاحه: "إن كنا سنموت في كل الأحوال، فسأقاتلكم حتى النهاية!"وبعد كلماته، صوب سلاحه باتجاه باسل وسحب الزناد.صور طنين!أخرج أحد الرجال سيف القمر البار

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 20

    "أيها السيد المفتش، لقد أسئت فهمي!" ارتعش جسد مصطفى قليلاً وهو يرد بحذر."لقد سمعت قبل قليل أن سيادتك وصلت إلى مدينة الشيخ زويد، لكنني لم أعرف ماذا يدور هناك، لذلك جئت خصيصاً لأعمل تحت أوامرك!"توقف للحظة وأكمل: "السيد المفتش، ما الذي جرى حتى تأتي شخصيًا إلى مدينة الشيخ زويد؟""هممم" أطلق المفتش ضحكة باردة وقال بسخرية: "إن أهل مدينة الشيخ زويد يفعلون أشياءً مذهلة حقاً!""تحت سماء العدالة والإنسانية، يجرؤ البعض على اختطاف الأطفال من أجل زراعة قلب لطفلة، غير مكترثين بحياة الآخرين، هذا أمر لا يُصدق!""ماذا؟" تساءل مصطفى بدهشة، وبداخله شعور بالشك.رغم أن هذا الفعل شنيع ومثير للغضب، لكنه لا يبدو كافيًا ليجعل المفتش يجلب معه ألفًا من رجال الظلال إلى هنا شخصيًا!إلا إذا كان هناك احتمال واحد!وهو أن الطفل المعني يتمتع بخلفية استثنائية، خلفية تجعل المفتش، وهو أحد أشهر خمس شخصيات في منظمة الظلال، يأتي بنفسه!لكن من هو هذا الطفل الذي يجعل خلفيته بهذه الأهمية!بعد أن التقط أنفاسه قليلاً، أشار مصطفى بخفة إلى ظَهْرَي باسل ولؤي وسأل بصوت خافت: "السيد المفتش، من يكون هذان الشخصان؟"قبل أن

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 21

    قال مصطفى للؤي مؤديًا التحية العسكرية: "تشرفت بلقائك يا حضرة النائب لؤي!"أجاب لؤي مازحًا: "يبدو أنك اكتسبت بعض الوزن منذ أن ابتعدت عن ميادين القتال"قال مصطفى بخجل: "سامحني إذ أضحكتك هيئتي يا حضرة النائب"قال باسل ملوّحًا بيده: "لا بأس، الأمور هنا على ما يرام، لذا فاسحب قواتك!""عُلم!" قال مصطفى بعد أن أدى التحية العسكرية، ثم صاح برجاله: "فلينسحب الجميع!""مفهوم!" أجاب الجمعُ بصوتٍ عالٍ، ثم انصرفوا دفعةً واحدة.قال باسل مخاطبًا مصطفى: "واذهب أنت أيضًا، وسأقابلك لاحقًا بعد أن أنهي هذه المسألة""عُلم!" قال مصطفى بدون إبداء أي اعتراض.حيث كان يعلم جيدًا أن وجود باسل بمفرده هنا كافٍ، ناهيك عن وجود قرابة الألف رجل من بوابة الظلال.فإشارة واحدة بيديه كفيلة بإبادة عائلة آدم عن بكرة أبيها.قال كبير عائلة الغانم مرتعدًا: "يا... يا سيدي، لا صلة لنا... بما حدث اليوم...""...كان آدم هو من أجبرنا على المجيء، وسنغادر المكان على الفور!"قال كبير عائلة الزهري بصعوبة مرتجفًا: "نعم... إنه آدم حقًا من أجبرنا على المجيء إذ هددنا بإيذائه عائلاتنا إن لم نحضر..."في تلك اللحظة، كان كلاهما يعضان

أحدث فصل

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 30

    بوم! بوم! بوم!سقط الجميع -بما فيهم محمود- أرضًا من الخوف، وأخذت وجوههم الشاحبة تتصبب عرقًا.كادت عجلات الهامر تسحقهم لولا توقفها في اللحظة الأخيرة.بوم!ترجل من سيارة الهامر رجلان يرتديان ملابس فاخرة وسيوفٍ حدباء على خصريهما، تعبراتهما صارمة، ونظراتهما حادة."من أنتم بحق الجحيم؟ ألا تعرفون أي مكانٍ هذا؟ أم أنكم لا تخشون الموت؟"تنفس محمود بعمقٍ محاولًا كبح غضبه، إلا أنه سرعان ما صرخ غاضبًا."يا للعجب! كيف يجرؤ أحدهم على إثارة الفوضى بقصر النجوم؟""إذًا أنت محمود" قال الرجل ببرود وهو يطالع صورة على هاتفه.صرغ محمود بغضب: "من أنتم أيها الأوغاد؟"بوم! بوم! بوم!وفجأة، تقدم فريق من الرجال بملابس سوداء، يحمل كلًّا منهم عصا كهربائية، وعلى وجههم تعبيرات شرسة.قال قائدهم بصوتٍ مرتفع: "ما الخطب يا سيد محمود؟""لا تضيع الوقت بالحديث! اقضوا عليهما فورًا!" قال محمود بغضب: "اكسروا ذراعًا وساقًا لكل واحدٍ منهما""علم!" قال القائد، ثم رفع يده مشيرًا لرجاله، فتقدم نحو خمسة عشر رجلًا وهرعوا باتجاه الرجلين."يا للتهور!" قال أحد الرجلين مستلًا سيفه الأحدب، ثم تحرك بسرعة البرق.وفي أقل من

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 29

    "ماذا؟" بمجرد أن سمع حديث فتحي، ارتجف المسن وعلت وجهه الدهشة.أخيرًا أدرك الشيخ السبب وراء كل هذا التبجيل الذي أبداه السيد فتحي.فرجلٌ واحد يقف على حدود البلاد، جعل جميع الفاسدين من حوله يرتعدون لمجرد سماع اسمه.فهو سيفٌ ملطخٌ بالدماء، ما إن يُستل حتى تمتلأ الأرض من حوله بالجثث، وتتدفق منها أنهار من الدماء.قلة فقط من الناس قد لا ينحنون لمثل هذا الرجل!"حتى حياتي أنا شخصيًا، قد أنقذها السيد باسل، ولولا مساعدته لكنت الآن ترابًا" أكمل فتحي."وكل ما أنجزته من إنجازاتٍ وثروة هي في الأصل بفضل السيد باسل""فبإمكاننا القول أن فضل السيد باسل علي أكبر من فضل والديّ"امتلأت عينا فتحي بالمتنان والتبجيل أثناء حديثه.وكذا لمعت في عيني الشيخ أسامة علامات التبجيل وهو يقول: "فهمت"رنين!وفي ذات الوقت، أصدر هاتف لؤي صوتًا عن تلقيه رسالة داخل سيارة اللاند روفر.قال بعد أن قرأ محتوى الرسالة: "سيدي القائد، تم تحديد أماكن تواجد الأسياد الثلاث الكبار" "رائع، دعنا نذهب لمقابلتهم إذًا" قال باسل وبعينيه قسوة وتعطش للقتل.بوم!ضغط لؤي بقوة على دواسة الوقود، فاندفعت اللاند روفر بسرعة البرق.يقع

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 28

    بعد ذلك، نظر فتحي إلى لؤي، وقال: "سيد لؤي! طال غيابك، لقد اشتقت إليك!""اغرب عن وجهي، لا أكترث بأمرك" قال لؤي وهو ينظر إليه بازدراء."آه!... أرجوك يا سيد لؤي، لا تسيء سمعتي أمام الآخرين" قال فتحي وهو يعض على شفتيه، ثم التفت للنظر إلى باسل."سيد باسل، هذا المكان لم يُفتتح بعد، أتريك الذهاب لشركتنا قليلًا؟""دعنا نجلس في السيارة قليلًا" قال باسل وهو يتفحص المبنى مرةً أخرى، ثم اتجه للسيارة.سأل فتحي باسل ما إن ركب ثلاثتهم السيارة: "سيد باسل، لطالما كنت بالأراضي الغربية، فلما قررت المجيء إلى العريش فجأة؟""أحسنت صنعًا يا فتى، مرت سنتان منذ أن رأيتك آخر مرة، وقد فقدت كثيرًا من الوزن" قال باسل بدون أن يعلق على حديثه."هاها! أليس هذا ما طلبته مني؟" قال فتحي بضحكةٍ بسيطة."مارست التمارين الرياضية بانتظامٍ طوال السنتين الماضيتين، وأخيرًا، حققت هدف خسارة الوزن الذي حددته لي""جيد! يبدو أنك تمتلك بعض الإرادة" قال باسل بابتسامة."أشكرك على المديح يا سيد باسل" قال فتحي بابتسامة: "هل أبدأ بإبلاغك عن مستجدات مشروع برج العريش؟""لا داعي لذلك" قال باسل بإيماءة: "أنا أثق بك، يمكنك اتخاذ القرا

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 27

    بعد مرور ساعة.توقفت سيارة لاند روفر أمام ناطحة سحاب لم يتم إفتتاحها بعد بوسط مدينة العريش."أهذا هو برج العريش إذًا؟" سال باسل أثناء نزولهما من السيارة، وعلت وجهه تعبيرات معقدة.كانت تلك أكبر أمنية لوالده بالتبني قبل أن يموت؛ وهي أن يحول هذا الصرح الأضخم إلى أيقونة مدينة العريش، فيتبادر إلى الذهن فور ذكر اسم المدينة.ووفقًا للمشروع، فكان البرج سيضم بعد اكتماله مراكز تسوق فاخرة، أماكن ترفيهية، فنادق، ومكاتب عمل.لكن للأسف، حلّت مأساة والده بالتبني قبل انتهاء المشروع."نعم" أجاب لؤي."تم تعليق المشروع بعد حادثة والدك، وأخذت الجهات المعنية بالعريش تبحث عن مستثمرٍ جديد""لكن نظرًا لارتفاع تكلفة المشروع، والفال الشؤم الذي ارتبط به فلم يُقبل أحد على تولي المشروع""وفقًا للتعليمات التي تلقيتها منك منذ سنة، تواصلت مع فتحي ليأتي للعريش ويتولى المشروع""فأسس فرعًا لشركة الأربع بحار في العريش، وبعد عام من الإنشاء، اكتمل المشروع الآن وأصبح في مرحلة استقطاب المستثمرين""همم" أومأ باسل برأسه وقال: "يبدو أن فتحي هذا جدير بالثقة"صوت مكابح السيارة!في تلك اللحظة، دوى صوت مكابح سيارات بال

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 26

    قال لؤي بعد أن أدار محرك السيارة: "انتهى التحقيق وكل شيء أصبح واضحًا أيها القائد""بناءً على الأوصاف التي قدمتها لنا عن أحد القتلة، حقق المفتش في أمره لمدة ستة أشهر، حتى عثرنا عليه في إحدى الدول المجاورة وباح لنا بكل شيء""الجناة الحقيقيون وراء مقتل عائلة والدك بالتبني هم عائلة الرشيدي، وهي من أكثر العائلات هيمنة في العريش، إلى جانب عائلتي الزهري والمهدي""كما توقعت إذًا" انبعثت من باسل هالة مرعبة من التعطش للقتل.قبل خمس سنوات، كانت عائلة والد باسل بالتبني –عائلة جاسر- هي الأقوى من بين الأربع عائلات الكبرى بالعريش وهم : عائلة الرشيدي، عائلة الزهري، وعائلة المهدي.وعلى الرغم من أنهم جميعًا من الأربع عائلات الكبرى، إلا أن عائلة جاسر كانت الأقوى بينهم، حيث كانت تفرض هيمنتها على البقية.عُرف والد باسل بالتبني بأنه كان رجلًا نزيهًا وصارمًا، فكان يحتقر أساليب العائلات الأخرى، لذا نشبت بينهم العديد من الخلافات.وخاصةً عائلة الرشيدي، التي كانت تكن ضغينةً شديدةً لعائلة جاسر منذ أن خسرت أمامهم العديد من المشاريع الضخمة. سبق وحذّر باسل والده بالتبني من تحالف الثلاث عائلات معًا ضده بأسال

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 25

    أكمل باسل حديثه: "استعدي أنت وعائلتك خلال اليومين القادمين، بعدها سننتقل للعريش لنبدأ حياةً جديدة""يا لك من متفائل!" تنفست نسمة بعمق، ثم قالت: "ليس لديك فكرة عن مدى سوء أوضاعنا""لا يوجد مكان لعائلتنا في العريش""كان ذلك سابقًا"، أكمل باسل بحزم: "أما الآن فسيتغير كل شيء للأفضل، ثقي بي، سأفي بوعدي لك""لما لا تفهم؟" تنهدت نسمة بحسرة، وقالت: "انسَ الأمر، فلن تقتنع الآن مهما قلت، لكنك ستدرك الأمر فيما بعد"نظرت لباسل بتردد بعد ذلك، ثم قالت: "أيمكنك أن تسدي لي خدمة أخيرة؟""بالطبع!" قال باسل بحزم: "أخبريني بما لديك""عيد ميلاد جدي بعد ثلاثة أيام، وسنذهب للعريش لتهنئته""إن كنت متفرغًا حينها، ألا يمكنك مرافقتنا لبيت عائلة فريد؟""دائمًا ما يعيرون ري ري بأنها طفلة غير شرعية بلا أب، ولا ينفكون يسخرون منها كلما اجتمعنا""لدى ري ري الآن صدمة نفسية من بيت عائلة فريد، وباتت تخشى الذهاب لهناك، لذا أريدك أن ترافقنا تلك المرة لتشعرها بالأمان"لم تعرف نسمة إن كان ما تفعله الآن صوابًا أم لا، لكن بالنظر لوضعها الحالي، فلا خيار أمامها أفضل من أن تمضي في الأمر خطوةً بخطوة."اتفقنا إذًا!" أوم

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 24

    "لك حياتك، ولي حياتي، فلا تأتِ للبحث عني مجددًا، وليهتم كلًّا منا بنفسه""نسمة!" قاطعها باسل، وقال: "أعلم كم تبغضينني، لكن حتى إن لم تفكري بنفسك، فلتفكري بري ري""ستلتحق بالمدرسة الابتدائية قريبًا، أتريدين أن يُقال عنها أنها بلا أب؟""ماذا ستفعلين إن تعرضت للتنمر في المدرسة بالمستقبل؟ أو إذا حدث شيءٌ مماثلٌ كتلك المرة؟""بناءً على وضعكم الراهن، أيمكنك ضمان توفير بيئة مستقرة لتنشأ بها؟""لا تقل المزيد..." أجهشت نسمة في البكاء."ثقي بي يا نسمة، سأمنحك وري ري بيتًا تغمره السعادة والسلام"استدار باسل وأمسك بذراعي نسمة، ثم حدق بعينيها."لا بأس إذا لم تكوني قادرةً على تقبلي الآن، ولا أصر عليك بالزواج بي، فيُمكن للمشاعر أن تنشأ بيننا تدريجيًا""لكن حاليًا، ألا يمكننا التصرف كزوجين أمام الناس وري ري؟""وحين تتقبلينني، سأقيم لكِ زفافًا ضخمًا، وأجعل جميع النسوة يحسدونك""كفى! أرجوك لا تقل المزيد..." انهارت نسمة في البكاء قبل أن تكمل حديثها.أيوجد إمرأة لا تحلم بزفاف ضخم وزوج يمنحها الأمان؟كان هذا ما تحلم به في مراهقتها.ولكن جميع أحلامها تلاشت منذ خمس سنوات.كل ما باتت تريده الآن

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 23

    "إذًا، فكيف أنقذت ري ري؟ عائلة آدم أقوى من عائلة النصر بمراحل!"لم تنتظر إلهام إجابة باسل، فأخذت نفسًا عميقًا وتابعت سؤاله.ابتسم باسل مجددًا، وقال: "أبلغنا الشرطة، وساعدتنا في إنقاذ ري ري""أحقًا هذا ما حدث؟" سألت إلهام بشكٍ وهي تحدق بباسل.صاحت ناهد مجددًا: "إلهام! ألم تنتهي بعد؟"ثم نظرت لباسل ولؤي، وقالت بجفاء:"كانت مشكلة عائلة النصر كافية بالفعل، والآن أضفتم إليها مشكلة عائلة آدم الأقوى، ألا تخافون حقًا عواقب تفاقُم الأمور؟""بالطبع لا تكترثان! فأنتما تأتيان وتذهبان كيفما شئتما، وإن ساءت الأمور، فسترحلان بكل سهوله!""لكنكما لم تفكران بعائلتنا، فلا يمكننا العيش بالشيخ زويد بعد الآن، كما لا يمكننا العودة للعريش مجددًا، فإلى أين سنذهب إذًا؟"علت وجه عاطف وابنتيه ملامح جادة ما إن سمعوا كلماتها.فتلك بالفعل مشكلة صعبة!ما الذي سيحل بعائلتهم بعد الآن؟أجابها باسل قائلًا: "لا تشغلي بالك يا عمتي""سأعود معكم للعريش، وسأساعدكم على تجاوز أي مشكلة تقابلونها""سبق ووعدتكم أنني سأعوضكم عن أضعاف ما فقدتموه بسببي، أرجوكم ثقوا بأنني سأفي بوعدي""حقًا!" قالت ناهد متهكمةً: "القول أس

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 22

    "يُطبَّق الأمر نفسه مع كلًّا من عائلتي زهران والغانم؛ سيتم تنفيذ العقوبة القانونية بكل صرامة وبدون أي شكلٍ من أشكال التساهُل"أجابه المفتش بحزم: "عُلم وينفذ يا حضرة القائد!""اعفُ عنا يا سيدي... لقد أُجبرنا... أرجوك أعفُ عنّا...""لقد أجبرتنا عائلة آدم على كل شيء... أرجوك افرج عنّا...""يا سيدي... أرجوك اعفُ عنا""......"عمَّ النحيب الأرجاء.انهار آدم أخوه على الأرض، وأصبحت وجوههما شاحبة كمن رأى شبحًا، يغمرهما اليأس التام.فبكلمة واحدة من باسل، صدر بحقهما حكم الإعدام.لم يخطر ببالهما أبدًا أن عائلة آدم التي استقرت في الشيخ زويد لقرنٍ من الزمان ستنهار على أيديهما.وكل هذا حدث لمجرد اختطافهم فتاةً صغيرة!لو علموا مسبقًا أن هذا ما ستؤول إليه الأمور، لما أقدموا على فعلتهم تلك من البداية.اجتاحهما شعور بالندم لا يمكن وصفه.بوم! بوم!وفي لحظة، انفصلت رأسيهما عن جسديهما، وطارتا في الهواء.وبهذا، انتهى تاريخ عائلة آدم من مدينة الشيخ زويد للأبد.بعد دقيقتين، حمل باسل ري ري وركب السيارة، ثم أدار لؤي المحرك، متجهًا لمنزل عائلة فريد.ظل باسل محتضنًا ابنته ري ري بين ذراعيه طوال ال

امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status