مشاركة

بطل اللحظات الحاسمة
بطل اللحظات الحاسمة
مؤلف: عهود خالد

الفصل 1

مؤلف: عهود خالد
بدت الشمس الغاربة التي تملأ السماء مثل بقعة الدماء بين الرمال الصفراء.

في الأراضي الغربية للإقليم، وعلى بُعد ما يزيد عن مائة كيلومتر داخل حدود العدو.

انتهت معركة مروّعة بعد أن دامت لثلاثة شهور، بدت ساحة المعركة مثل الجحيم على الأرض، حيث الأشلاء،

والجثث المنتشرة في كل مكان، وكل شيء مُلطخ بالدماء.

جلس شاب على الأرض حاملًا سيفًا، ومرتديًا ملابس عادية، وترقد بالقرب منه جثة مقطوعة الرأس.

يُدعى ذلك الشاب العاديّ باسل، وهو القائد الأعلى لكتيبة الدم والظل، كما أنه حاكم الأراضي الغربية.

أما تلك الجثة مقطوعة الرأس فهي لقائد جيش العدو، وهو مُحارب جامح!

صوت حفيف!

وسرعان ما ظهر خمسة أشخاص من اتجاهاتٍ مختلفةٍ، ثم ركع كل منهم على ركبةٍ واحدةٍ أمامه.

كانوا يرتدون الزي الحربي، وظهر عليهم الهيبة، والشرف، كما انبعثت منهم رائحة الدم التي تخنق الأنفاس.

"أيها القائد، لقد أُبيد جيش العدو بالكامل!" قال الرجل ذا الزي الحربي الذي يترأس الكتيبة.

إنه يُدعى لؤي، وهو نائب القائد باسل.

أما الأربعة الآخرون، فهم قادة الجيوش الأربعة في كتيبة الدم والظل، صلاح، وفهد، ومالِك، وسالم.

"انهضوا، استريحوا قليلًا، ثم سنعود إلى أرضنا" أشعل باسل سيجارة، وأخذ منها نفسًا.

"شكرًا أيها القائد" نهض الخمسة معًا.

صوت جرس الهاتف! صوت جرس الهاتف!

في تلك اللحظة، رن صوت إشعار الرسائل على الهاتف، فأخرج باسل هاتفه ليرى رسالتين صوتيتين.

"أبي، لماذا...…تتجاهلني؟ أنا...... أنا ري ري...... أرسلت لك الكثير من الرسائل...... لماذا…... لم ترد؟"

"أنا...... أنا خائفة للغاية...... لقد احتجزني بعض الأشرار...... ولا أستطع العثور على أمي......"

كان الصوت لطفلة صغيرة، ويتضح أنها كانت خائفة للغاية.

"صغيرتي، لقد أرسلت الرسالة للشخص الخطأ. أنا لست والدك. هل تواجهين مُشكلة؟"

تمالك باسل نفسه، ثم رد على الرسالة.

أرسل إليه هذا الرقم رسالتين مماثلتين الليلة الماضية.

ولكن بسبب انشغاله في المعارك الدامية، لم يكن لديه الوقت للتعامل مع تلك الرسائل التي ظنّ أنها أُرسلت بالخطأ.

صوت جرس الهاتف! صوت جرس الهاتف! صوت جرس الهاتف!

وصلته رسالة أخرى من الطفلة، ولكن هذه المرة كانت تبكي بشدة.

"إنك تكذب يا أبي، قالت أُمي...… إن هذا رقمك، هل تتهرب منّي لأنني لستُ فتاة مُطيعة؟"

"أنا حقًا خائفة للغاية...... لقد سمعت هؤلاء الأشرار يقولون إنه بعد اليوم...... لن أتمكن من رؤية أبي، وأمي أبدًا...... أنا حقًا خائفة للغاية......"

"إنك لا تعرف كيف أبدو، أليس كذلك؟ ... لقد التقطت صورة بمناسبة عيد ميلادي الشهر الماضي. سأرسلها لك الآن يا أبي،

عليك أن تتذكر ملامحي يا أبي."

بعد الرسالة الصوتية، أرسلت صورة، كانت لطفلة صغيرة تشبه تمثال جميل.

كانت الطفلة في الرابعة أو الخامسة من عمرها، بعيون كبيرة تبدو وكأن لها القدرة على التحدث، وغمازات تُظهر جمالها المميز.

بووم!

حين رأى باسل الصورة، نشبت داخله رغبة عارمة بالقتل مثل الفيضان!

يكاد غضبه يهدم الأرض والسماء.

حينئذٍ، بلغت درجة الحرارة حد التجمد فجأة، وأصبح الجو خانقًا وكأنه مُحملٌ بالغيوم السوداء.

ارتجف رجاله الخمسة بجانبه لا إراديًا، وبدت عليهم الصدمة.

لم يسبق لهم أن رأوه بهذا التعطش للقتل، رغم أنهم ظلوا معه لفترة طويلة!

"أيها القائد، ماذا حدث؟" سأل لؤي بعد أن استجمع شجاعته.

لم يرد باسل، وإنما أمسك بهاتفه واتصل برقم الطفلة.

لكنه سمع رسالة آلية تفيد بعدم القدرة على الاتصال.

انزعج باسل، وحاول مرة أخرى، لكن النتيجة لم تختلف.

"لؤي، مهما كلف الأمر، يجب أن أصل إلى العريش فورًا!" صاح باسل عاليًا بلؤي، وملأته الرغبة بالقتل.

"عُلم سيدي" لم يقل لؤي المزيد، ثم أخرج هاتفه، وأجرى اتصالًا.

"سالم، احشد جميع الموارد، وحدد موقع هذا الرقم فورًا" ثم أعطى باسل رجالة الأربعة رقم الطفلة.

"عُلم" نهضوا، وألقوا عليه التحية، ثم ذهبوا لتنفيذ الأوامر.

بعد خمس دقائق، انطلقت سيارة دفع رباعي بسرعة فائقة نحو الحدود.

"أيها القائد، ما الذي حدث بالضبط؟" في السيارة، نظر لؤي إلى باسل الذي كان يجلس في مقعد الراكب الأمامي، وما زالت

تعتريه الرغبة بالقتل.

"إنها بالفعل ابنتي" أجاب باسل بصوتٍ باردٍ نفّاذ، وكانت عيناه محمرتين.

وبينما يتحدث، عادت الذكريات إلى ذهنه مشهدًا تلو الآخر.

حياته الصعبة، تركه منزله وهو صغير، وتجوله حتى وصل إلى دمشق، حيث تبناه كبير عائلة جاسر.

ذات ليلة قبل خمس سنوات، قُتلت عائلة والده بالتبني بأكملها على يد مجهولين، ونجا بأعجوبة بعد أن تعرض لعدة طعنات،

حيث أنقذته نسمة التي تنتمي لعائلة فريد.

بعد أن أخذته نسمة إلى فندقٍ بوقتٍ قصير، فقد وعيه بسبب التعب.

اشترت له نسمة الأدوية لمُداواة جروحه، وبعد مرور ليلتين، تمكن أخيرًا من استعادة بعضًا من وعيه.

عندما أفاق، كان غارقًا في الألم والغضب. بكى كالأطفال في حضن نسمة.

سمحت له نسمة أن يحتضنها بدافع الشفقة، وأدركت أنه يحتاج أن يُفرغ أحزانه.

لم يكن باسل بكامل وعيه حينئذٍ، ولا يتذكر ما حدث بعد ذلك.

استيقظ في صباح اليوم التالي ليجدها قد غادرت، تاركة له رسالة.

أخبرته أن من قتلوا والده بالتبني ربما يعثرون عليه قريبًا، وطلبت منه أن يُغادر دمشق سريعًا، وألّا يعود إليها.

كما أخبرته أنها أخذت قلادة التنين التي كان يرتديها، وستحتفظ بها كتذكار.

حينئذٍ ظن أن نسمة كانت مجرد شخصية نبيلة مرت في حياته، وقرر أنه سيرُد إليها معروف إنقاذ حياته فيما بعد إذا سنحت له

الفرصة.

لكن عندما رأى القلادة التي تحملها الطفلة الصغيرة بيدها في الصورة للتو، أدرك كل شيء فجأة.

في تلك الليلة قبل خمس سنواتٍ، اتركب باسل فِعلًا شنيعًا، لم يؤذِ نسمة فقط، بل جعلها حاملًا.

وما زاد شعوره بالذنب؛ أن ابنته أخذت تطلب منه المساعدة منذ أمس، ولكنه ظن أنها أرسلتها بالخطأ.

"أنا حقًا خائفة للغاية...... لقد سمعت هؤلاء الأشرار يقولون إنه بعد اليوم...... لن أتمكن من رؤية أبي، وأمي أبدًا...... أنا حقًا خائفة للغاية......"

كلما تذكر صوت الطفلة المُحمل باليأس، شعر بألم لا متناهٍ في قلبه وكأن قلبه ينزف، وود لو استطاع صفع نفسه عدة مرات.

لقد كان زوجًا سيئًا، وأبًا مُقصرًا.

لن يُعوض كونه حاكم الأراضي الغربية، أو قائد بوابة الظلال حقيقة أنه لم يتمكن من حماية ابنته، وأنه لا يستحق أن يكون

أبًا.

"أيها القائد، نرغب بمرافقتك نحن الخمسة إلى العريش"

بعد نصف ساعة، اندفعت سيارة الدفع الرباعي إلى المطار الخاص، ووجه لؤي القادة الأربعة للتحدث في الوقت نفسه إلى

باسل.

علم الجميع بما حدث أثناء الطريق، وشعر كل منهم برغبة القتل.

من كان يُصدق أن يجرؤ أحد على خطف ابنة القائد، أيريد أن يهلك؟

"سيُرافقني لؤي، وستبقون هنا لمعالجة تبعات ما سيحدث، ومن يُخالف ذلك، سيُعاقب وفقًا للقانون العسكري."

قال باسل ذلك بحزم، ثم غادر مُتجهًا نحو الطائرة، يتبعه لؤي.

بعد دقيقتين.

حلقت الطائرة الحربية مثل البرق الذي يندفع في السماء الشاسعة، متجهةً نحو العريش.

الفصول ذات الصلة

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 2

    تقع مدينتي الشيخ زويد، ورفح بجانب مدينة العريش داخل حدود المنطقة.خرجت سيارة فارهة بدون لوحة ترخيص من مصنعٍ مهجورٍ، واندفعت نحو الضواحي.تضمنت السيارة ثلاثة رجال ذوي وشوم، بالإضافة إلى السائق، وطفلة صغيرة في الرابعة أو الخامسة من عُمرها.بدت الطفلة شاحبة الوجه، وعيناها الكبيرتان مليئتان بخوفٍ لا نهائي، وجسدها يرتجف قليلًا."كيف فعلت ذلك؟" نظر الرجل ذو الندبة بوجهه إلى الرجل الأصلع، وقال بصوتٍ غاضب."طلبت منك مراقبة هذه الطفلة الصغيرة، ولم تكن تعرف حتى أنها تحمل هاتفًا!""عذرًا أيها القائد، لقد كان ذلك خطأي" أجاب الرجل الأصلع سريعًا."لم أتوقع أن تكون كبيرة لهذا الحد الذي يسمح لوالدتها بأن تشتري لها هاتفًا!""كن أكثر حذرًا بالمرة القادمة." رد الرجل ذو الندبة بصوتٍ حاد."لولا أننا اكتشفنا الأمر بالوقت المناسب، لكانت اتّصلت بشخصٍ ما، مما سيوقعنا نحن الأربعة بورطة كبيرة.""فهمت أيها الزعيم" رد الرجل الأصلع، وأومأ برأسه بقوة."أيها الزعيم، من الذي يريد هذه الطفلة؟ لقد دفع أجرًا كبيرًا، لا بد أنه ليس شخصًا عاديًا." سأل رجل آخر ذو شعر قصير."لا تسأل عما لا يجب أن تسأل عنه. قم بعمل

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 3

    قبل ساعة، على حدود المنطقة، في مكان مهجورة تبلغ مساحته عشرات من الكيلومترات.كان هناك شخصان يطارد أحدهما الآخر كالأشباح، يركضان بسرعة كبيرة.كان الشخص الذي بالمقدمة رجلًا في الأربعين من عُمره.بدا وجهه شرسًا، وبه ندبة عميقة بطول 10 سنتيمترات على وجهه، يحمل سيفًا كبيرًا لامعًا، وتنبعث من جسده رائحة دماء قوية.أما من خلفه، فهو شاب في السادسة والعشرين أو السابعة والعشرين من العمر.كان وسيمًا، يرتدي ثيابًا أنيقة، تحيط به رغبة بالقتل، يحمل خنجرًا فولاذيًا منحنيًا مكتوبًا عليه بوابة الظلال. كان هذا السلاح يُعرف باسم (سيف القمر البارد)."أيها المُفتش، لقد طاردتني لثلاثة أيام وثلاث ليالٍ. هل ترى أن راتبك الزهيد يستحق هذا العناء؟"وقف الرجل ذو الندبة بجانب النهر، يرمق الشاب خلفه بنظرات شرسة."إنك سفاح عديم الضمير، لقد قتلت الأبرياء، وارتكبت جرائم شنيعة." توقف المُفتش في الوقت نفسه: "ستكون نهايتك اليوم.""همم!" ضحك السفاح بسخرية: "هل تعتقدون، أنتم أعضاء منظمة بوابة الظلال، أنكم أبطال العالم؟""هل بإمكانكم قتل جميع الأشرار بالعالم؟""سنُكافح الفساد، ونحمى الأخيار، ونُعاقب المذنبين،

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 4

    قال فايز بسخرية: "أحقًا يمكنك فعل أي شيء؟"ردت نسمة بصوتٍ مرتجف: "حقًا...... حقًا......""هاها، ترفض العرض ثم تخضع له بالإجبار!" ضحك فايز بسخرية، ثم تغيرت نبرته فجأة إلى الجدية."ليس مستحيلًا أن أساعدك في العثور على هذه اللقيطة، لكن بشرطين!""الأول؛ اجلسي بجانبي الآن، ودعيني أستمتع ببعض المرح هذا اليوم.""الثاني؛ بعد أن أجد هذه اللقيطة، يجب أن ترافقيني لمدة شهر كامل دون أي اعتراض، تكونين تحت أمري متى شئت!""أنا...... أوافق......" عضّت نسمة على شفتيها بشدة وأومأت برأسها."إذًا، لماذا لا تأتي إلى جانبي بسرعة؟" قال فايز وهو يربّت على المكان الفارغ بجانبه: "ابدئي بتدليك جسدي أولًا!""بعدما أشعر بالراحة، سأتصل فورًا بمن يساعدك في العثور على تلك اللقيطة!""آمل فقط أن تكون كلماتك صادقة......" قالت نسمة وهي تأخذ نفسًا عميقًا آخر، ثم نهضت لتجلس بجانب فايز."هيا إذًا!" قبل أن تجلس نسمة بجانبه، جذبها إليه فجأة واحتضنها بين ذراعيه.بوم!في هذه اللحظة، تحطم باب الغرفة كأنه مصنوع من ورق، وتطايرت شظايا الخشب في كل اتجاه.وفجاةً ظهر باسل عند باب الغرفة، واقفًا بصمت بينما يتطاير الغضب من ع

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 5

    آنسة نسمة، إلى أين تذهبين؟" صاح لؤي وهو ينظر إلى نسمة التي كانت تسير في الممر بعد أن انتهى للتو من التحدث مع فايز.ولكن تجاهلته نسمة تمامًا، وسرعان ما اختفت عند زاوية الدرج."أوقفوا نسمة!" خرج باسل مسرعًا من الغرفة وصرخ بصوت عالٍ.بعد سماعه لكلمات نسمة المليئة بالدموع، بدأ يشعر بأنه ربما أساء فهمها."عُلم!" استدار لؤي واندفع لملاحقتها.لكنه بالكاد قطع خطوتين عندما رن هاتفه، وبينما كان يركض، أمسك بالهاتف وأجاب."حقًا؟" في اللحظة التالية، توقف لؤي فجأة عن الركض.لم يُعرف ما قاله الطرف الآخر على الهاتف، لكن لؤي عبس وقال: "سنأتي فورًا!""ماذا حدث؟" سأل باسل الذي كان قد وصل إلى جانبه."تم العثور على الأشخاص الأربعة الذين اختطفوا ري ري!" قال لؤي بصوتٍ مضطربٍ بعد أن أغلق الهاتف: "لكنهم قد ماتوا بالفعل!""ماذا؟" عبس باسل ونظر نحو الاتجاه الذي اختفت فيه نسمة، ثم قال بعد لحظة من التردد: "لنذهب ونرى!"بالنسبة له الآن، إنقاذ ري ري كان أهم شيء.صوت انطلاق السيارة!بعد ثلاث دقائق، ضغط لؤي بقوة على دواسة البنزين، وانطلقت السيارة بسرعة هائلة."أيها القائد، ربما أسأت فهم الآنسة نسمة!" قال

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 6

    "يتصرف الطرف الآخر بأسلوب مُحترف، لذلك ربما سيكون من الصعب كشف هذا اللغز بوقتٍ قصير" قال باسل بصوتٍ حاد داخل السيارة."هل ترغب بمقابلة السيدة نسمة مُجددًا؟" أومأ لؤي برأسه قليلًا: "هل ترى أن بإمكانها تقديم بعض الأدلة؟""نعم"رد باسل بعد أن أخذ نفسًا عميقًا.صوت المُحرك!أمسك لؤي هاتفه، وأرسل رسالة يطلب بها تتبع موقع نسمة، ثم ضغط على دواسة الوقود لينطلق.بعد نصف ساعة، توقفت سيارة لؤي عند مجمع سكني قديم الطراز.وصلوا إلى مبنى متهالك بعد مرورهم بعد منعطفات، وتوقفوا أمامه."تُقيم السيدة نسمة في الطابق الأول مع أختها ووالديها." قال لؤي وهو ينظر إلى باسل الجالس بمقعد الراكب.تنهُد عميق!أخرج باسل نفسًا عميقًا.أخذ ينظر إلى المبنى المتهالك، وتظهر عليه تعابير الندم: "لقد تسببت في معاناة عائلتها بأكملها!"قال هذا ثم نزل من السيارة."أبي، أرجوك، ساعدني واطلب من جدي مرة أخرى أن يرسل شخصًا للبحث عن ري ري......"عندما اقتربا من مدخل المبنى، سمعا صوت نسمة تتوسل باكيةً."آه...... لا تظني أنني لا أريد مساعدتك، كما رأيتِ بالأمس، عائلة فريد لا يسمحون لي حتى بدخول البوابة الرئيسية، لم أتمكن

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 7

    "أنتما الاثنان هنا حقًا!" صرخ الشاب النبيل وهو يشير إلى باسل والآخر، ضاغطًا على أسنانه بغضب. "قلت لكم من قبل، سأجعلكم تعرفون عواقب التلاعب معي!""أقسم أنني سأسلخكم أحياءً""هل تعرفه؟" نظر باسل إلى الشخص الآخر ثم التفت إلى لؤي.كان وجه الشاب النبيل قد تشوه بالكامل تقريبًا، ولم يتمكن من التعرف عليه في هذه اللحظة."هو ابن عائلة النصر!" قال لؤي وهو يهز كتفيه."كان عليك أن تكون أكثر قسوة معه." ابتسم باسل ابتسامة خفيفة، ثم وجه حديثه إلى فايز بنبرة جادة:" ليس لدي وقت الآن للعب معك، إن لم ترد أن تموت، فاغرب عن وجهي فورًا، وإلا فاعلم أن كل العواقب ستكون على عاتقك!""هل أنت...... أنت فايز؟" صاحت إلهام بدهشة عندما سمعت حديثهم.في سماء مدينة الشيخ زويد، كيف يجرؤ أحد على ضرب الابن الأكبر لعائلة النصر بهذه الطريقة؟ هل يريدون الموت؟عائلة النصر هي العائلة الثانية من حيث القوة بمدينة الشيخ زويد!كان فايز، كابن للعائلة، دائمًا محط احترام الجميع أينما ذهب، لكنه الآن أصبح بهذا الشكل.بعد سماع كلام إلهام، أدرك عاطف وزوجته من هو فايز، وظهرت عليهما علامات الدهشة الشديدة."فايز، من فعل بك هذ

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 8

    "لا تقلقوا يا عمي ويا آنستان!" قال لؤي بينما كان يساعد ناهد على النهوض."فقدت العمة وعيها مؤقتًا بسبب ارتفاع الضغط الناتج عن شدة الانفعال، دعوها تستريح في الغرفة لبعض الوقت وستكون بخير."وبعد أن قام عاطف وابنتاه بمساعدة ناهد على الدخول إلى الغرفة، التفتت نسمة نحو باسل وقالت بنبرةٍ قلقة: "يجب أن ترحل فورًا، اترك مدينة الشيخ زويد الآن. إذا استيقظ فايز، فلن تفلت منه بالتأكيد!"لكن باسل تجاهل كلماتها، وقال لها: "نسمة، لم ننتهِ من حديثنا عن موضوع ري ري، فكّري جيدًا، هل حدث أي شيء غير طبيعي مؤخراً؟"أجابت نسمة وهي تحاول كبح دموعها: "عائلة النصر هي ثاني أكبر عائلة في مدينة الشيخ زويد، لن تستطيع مواجهتهم. عليك أن تهرب فورًا......"رد باسل بنبرةٍ حازمةٍ: "نسمة، لا تقلقي. أعدك أنني سأكون بخير، ولكن ري ري......"قاطعته نسمة بصوتٍ مرتفعٍ: "هل تفهم ما أقول؟ إذا لم تهرب الآن، سيتم قتلك!"رفع باسل صوته قليلاً: "نسمة، اهدئي قليلًا، دعكِ من عائلة النصر الآن!""ليس لدينا وقت لنضيعه!"وأضاف بنبرةٍ جادة: "أعيدي التفكير بإمعان، هل ذهبتم إلى أي مكان مميز خلال هذه الفترة؟"قالت نسمة وهي تحاول كبح د

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 9

    صوت المُحرك!بعد مرور عشر دقائق، ألقى باسل الطبيب بالسيارة بعد أن تلقى الرسالة، وانطلق نحو وجهته.رنين الهاتف!رن جرس الهاتف بعد أقل من عشر دقائق من انطلاقه."تحدث!" أجاب باسل على المُكالمة، ثم قال بصوتٍ حاد."أيها القائد، أنا رامي، لقد توصلنا إلى هوية الأربعة أشخاص الذين خطفوا ري ري." قال رامي عبر الهاتف."لا بد أن رجال خالد هم من طلبوا منهم تنفيذ هذا الأمر...…""أعلم ذلك، إنه الآن في مطعم الزهرة، جهز الرجال لتولي أمر ما سيحدث." قاطعه باسل.أغلق الخط بمجرد أن قال ذلك، ثم ضغط على دواسة الوقود بكل قوته.يُعد مطعم الزهرة أحد أرقى مطاعم مدينة الشيخ زويد.عادةً ما يكون هذا المكان حكرًا على الأثرياء والنخبة، فهو ليس مكانًا يمكن لأي موظف عادي تحمل تكلفته.رفض المطعم اليوم استقبال جميع الزبائن بدايةً من فترة الظهيرة.ويرجع السبب إلى أن السيد خالد يُقيم حفلة عيد مولده الليلة.أغلق الزبائن المتذمرون أفواههم، وغادروا فورًا بمجرد سماع اسم السيد خالد.كان اسمه مثيرًا للرعب في مدينة الشيخ زويد.ليس فقط الأشخاص العادية، بل كان أفراد العائلات الكبيرة يتجنبونه أيضًا.وفي الساعة السادس

أحدث فصل

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 30

    بوم! بوم! بوم!سقط الجميع -بما فيهم محمود- أرضًا من الخوف، وأخذت وجوههم الشاحبة تتصبب عرقًا.كادت عجلات الهامر تسحقهم لولا توقفها في اللحظة الأخيرة.بوم!ترجل من سيارة الهامر رجلان يرتديان ملابس فاخرة وسيوفٍ حدباء على خصريهما، تعبراتهما صارمة، ونظراتهما حادة."من أنتم بحق الجحيم؟ ألا تعرفون أي مكانٍ هذا؟ أم أنكم لا تخشون الموت؟"تنفس محمود بعمقٍ محاولًا كبح غضبه، إلا أنه سرعان ما صرخ غاضبًا."يا للعجب! كيف يجرؤ أحدهم على إثارة الفوضى بقصر النجوم؟""إذًا أنت محمود" قال الرجل ببرود وهو يطالع صورة على هاتفه.صرغ محمود بغضب: "من أنتم أيها الأوغاد؟"بوم! بوم! بوم!وفجأة، تقدم فريق من الرجال بملابس سوداء، يحمل كلًّا منهم عصا كهربائية، وعلى وجههم تعبيرات شرسة.قال قائدهم بصوتٍ مرتفع: "ما الخطب يا سيد محمود؟""لا تضيع الوقت بالحديث! اقضوا عليهما فورًا!" قال محمود بغضب: "اكسروا ذراعًا وساقًا لكل واحدٍ منهما""علم!" قال القائد، ثم رفع يده مشيرًا لرجاله، فتقدم نحو خمسة عشر رجلًا وهرعوا باتجاه الرجلين."يا للتهور!" قال أحد الرجلين مستلًا سيفه الأحدب، ثم تحرك بسرعة البرق.وفي أقل من

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 29

    "ماذا؟" بمجرد أن سمع حديث فتحي، ارتجف المسن وعلت وجهه الدهشة.أخيرًا أدرك الشيخ السبب وراء كل هذا التبجيل الذي أبداه السيد فتحي.فرجلٌ واحد يقف على حدود البلاد، جعل جميع الفاسدين من حوله يرتعدون لمجرد سماع اسمه.فهو سيفٌ ملطخٌ بالدماء، ما إن يُستل حتى تمتلأ الأرض من حوله بالجثث، وتتدفق منها أنهار من الدماء.قلة فقط من الناس قد لا ينحنون لمثل هذا الرجل!"حتى حياتي أنا شخصيًا، قد أنقذها السيد باسل، ولولا مساعدته لكنت الآن ترابًا" أكمل فتحي."وكل ما أنجزته من إنجازاتٍ وثروة هي في الأصل بفضل السيد باسل""فبإمكاننا القول أن فضل السيد باسل علي أكبر من فضل والديّ"امتلأت عينا فتحي بالمتنان والتبجيل أثناء حديثه.وكذا لمعت في عيني الشيخ أسامة علامات التبجيل وهو يقول: "فهمت"رنين!وفي ذات الوقت، أصدر هاتف لؤي صوتًا عن تلقيه رسالة داخل سيارة اللاند روفر.قال بعد أن قرأ محتوى الرسالة: "سيدي القائد، تم تحديد أماكن تواجد الأسياد الثلاث الكبار" "رائع، دعنا نذهب لمقابلتهم إذًا" قال باسل وبعينيه قسوة وتعطش للقتل.بوم!ضغط لؤي بقوة على دواسة الوقود، فاندفعت اللاند روفر بسرعة البرق.يقع

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 28

    بعد ذلك، نظر فتحي إلى لؤي، وقال: "سيد لؤي! طال غيابك، لقد اشتقت إليك!""اغرب عن وجهي، لا أكترث بأمرك" قال لؤي وهو ينظر إليه بازدراء."آه!... أرجوك يا سيد لؤي، لا تسيء سمعتي أمام الآخرين" قال فتحي وهو يعض على شفتيه، ثم التفت للنظر إلى باسل."سيد باسل، هذا المكان لم يُفتتح بعد، أتريك الذهاب لشركتنا قليلًا؟""دعنا نجلس في السيارة قليلًا" قال باسل وهو يتفحص المبنى مرةً أخرى، ثم اتجه للسيارة.سأل فتحي باسل ما إن ركب ثلاثتهم السيارة: "سيد باسل، لطالما كنت بالأراضي الغربية، فلما قررت المجيء إلى العريش فجأة؟""أحسنت صنعًا يا فتى، مرت سنتان منذ أن رأيتك آخر مرة، وقد فقدت كثيرًا من الوزن" قال باسل بدون أن يعلق على حديثه."هاها! أليس هذا ما طلبته مني؟" قال فتحي بضحكةٍ بسيطة."مارست التمارين الرياضية بانتظامٍ طوال السنتين الماضيتين، وأخيرًا، حققت هدف خسارة الوزن الذي حددته لي""جيد! يبدو أنك تمتلك بعض الإرادة" قال باسل بابتسامة."أشكرك على المديح يا سيد باسل" قال فتحي بابتسامة: "هل أبدأ بإبلاغك عن مستجدات مشروع برج العريش؟""لا داعي لذلك" قال باسل بإيماءة: "أنا أثق بك، يمكنك اتخاذ القرا

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 27

    بعد مرور ساعة.توقفت سيارة لاند روفر أمام ناطحة سحاب لم يتم إفتتاحها بعد بوسط مدينة العريش."أهذا هو برج العريش إذًا؟" سال باسل أثناء نزولهما من السيارة، وعلت وجهه تعبيرات معقدة.كانت تلك أكبر أمنية لوالده بالتبني قبل أن يموت؛ وهي أن يحول هذا الصرح الأضخم إلى أيقونة مدينة العريش، فيتبادر إلى الذهن فور ذكر اسم المدينة.ووفقًا للمشروع، فكان البرج سيضم بعد اكتماله مراكز تسوق فاخرة، أماكن ترفيهية، فنادق، ومكاتب عمل.لكن للأسف، حلّت مأساة والده بالتبني قبل انتهاء المشروع."نعم" أجاب لؤي."تم تعليق المشروع بعد حادثة والدك، وأخذت الجهات المعنية بالعريش تبحث عن مستثمرٍ جديد""لكن نظرًا لارتفاع تكلفة المشروع، والفال الشؤم الذي ارتبط به فلم يُقبل أحد على تولي المشروع""وفقًا للتعليمات التي تلقيتها منك منذ سنة، تواصلت مع فتحي ليأتي للعريش ويتولى المشروع""فأسس فرعًا لشركة الأربع بحار في العريش، وبعد عام من الإنشاء، اكتمل المشروع الآن وأصبح في مرحلة استقطاب المستثمرين""همم" أومأ باسل برأسه وقال: "يبدو أن فتحي هذا جدير بالثقة"صوت مكابح السيارة!في تلك اللحظة، دوى صوت مكابح سيارات بال

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 26

    قال لؤي بعد أن أدار محرك السيارة: "انتهى التحقيق وكل شيء أصبح واضحًا أيها القائد""بناءً على الأوصاف التي قدمتها لنا عن أحد القتلة، حقق المفتش في أمره لمدة ستة أشهر، حتى عثرنا عليه في إحدى الدول المجاورة وباح لنا بكل شيء""الجناة الحقيقيون وراء مقتل عائلة والدك بالتبني هم عائلة الرشيدي، وهي من أكثر العائلات هيمنة في العريش، إلى جانب عائلتي الزهري والمهدي""كما توقعت إذًا" انبعثت من باسل هالة مرعبة من التعطش للقتل.قبل خمس سنوات، كانت عائلة والد باسل بالتبني –عائلة جاسر- هي الأقوى من بين الأربع عائلات الكبرى بالعريش وهم : عائلة الرشيدي، عائلة الزهري، وعائلة المهدي.وعلى الرغم من أنهم جميعًا من الأربع عائلات الكبرى، إلا أن عائلة جاسر كانت الأقوى بينهم، حيث كانت تفرض هيمنتها على البقية.عُرف والد باسل بالتبني بأنه كان رجلًا نزيهًا وصارمًا، فكان يحتقر أساليب العائلات الأخرى، لذا نشبت بينهم العديد من الخلافات.وخاصةً عائلة الرشيدي، التي كانت تكن ضغينةً شديدةً لعائلة جاسر منذ أن خسرت أمامهم العديد من المشاريع الضخمة. سبق وحذّر باسل والده بالتبني من تحالف الثلاث عائلات معًا ضده بأسال

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 25

    أكمل باسل حديثه: "استعدي أنت وعائلتك خلال اليومين القادمين، بعدها سننتقل للعريش لنبدأ حياةً جديدة""يا لك من متفائل!" تنفست نسمة بعمق، ثم قالت: "ليس لديك فكرة عن مدى سوء أوضاعنا""لا يوجد مكان لعائلتنا في العريش""كان ذلك سابقًا"، أكمل باسل بحزم: "أما الآن فسيتغير كل شيء للأفضل، ثقي بي، سأفي بوعدي لك""لما لا تفهم؟" تنهدت نسمة بحسرة، وقالت: "انسَ الأمر، فلن تقتنع الآن مهما قلت، لكنك ستدرك الأمر فيما بعد"نظرت لباسل بتردد بعد ذلك، ثم قالت: "أيمكنك أن تسدي لي خدمة أخيرة؟""بالطبع!" قال باسل بحزم: "أخبريني بما لديك""عيد ميلاد جدي بعد ثلاثة أيام، وسنذهب للعريش لتهنئته""إن كنت متفرغًا حينها، ألا يمكنك مرافقتنا لبيت عائلة فريد؟""دائمًا ما يعيرون ري ري بأنها طفلة غير شرعية بلا أب، ولا ينفكون يسخرون منها كلما اجتمعنا""لدى ري ري الآن صدمة نفسية من بيت عائلة فريد، وباتت تخشى الذهاب لهناك، لذا أريدك أن ترافقنا تلك المرة لتشعرها بالأمان"لم تعرف نسمة إن كان ما تفعله الآن صوابًا أم لا، لكن بالنظر لوضعها الحالي، فلا خيار أمامها أفضل من أن تمضي في الأمر خطوةً بخطوة."اتفقنا إذًا!" أوم

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 24

    "لك حياتك، ولي حياتي، فلا تأتِ للبحث عني مجددًا، وليهتم كلًّا منا بنفسه""نسمة!" قاطعها باسل، وقال: "أعلم كم تبغضينني، لكن حتى إن لم تفكري بنفسك، فلتفكري بري ري""ستلتحق بالمدرسة الابتدائية قريبًا، أتريدين أن يُقال عنها أنها بلا أب؟""ماذا ستفعلين إن تعرضت للتنمر في المدرسة بالمستقبل؟ أو إذا حدث شيءٌ مماثلٌ كتلك المرة؟""بناءً على وضعكم الراهن، أيمكنك ضمان توفير بيئة مستقرة لتنشأ بها؟""لا تقل المزيد..." أجهشت نسمة في البكاء."ثقي بي يا نسمة، سأمنحك وري ري بيتًا تغمره السعادة والسلام"استدار باسل وأمسك بذراعي نسمة، ثم حدق بعينيها."لا بأس إذا لم تكوني قادرةً على تقبلي الآن، ولا أصر عليك بالزواج بي، فيُمكن للمشاعر أن تنشأ بيننا تدريجيًا""لكن حاليًا، ألا يمكننا التصرف كزوجين أمام الناس وري ري؟""وحين تتقبلينني، سأقيم لكِ زفافًا ضخمًا، وأجعل جميع النسوة يحسدونك""كفى! أرجوك لا تقل المزيد..." انهارت نسمة في البكاء قبل أن تكمل حديثها.أيوجد إمرأة لا تحلم بزفاف ضخم وزوج يمنحها الأمان؟كان هذا ما تحلم به في مراهقتها.ولكن جميع أحلامها تلاشت منذ خمس سنوات.كل ما باتت تريده الآن

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 23

    "إذًا، فكيف أنقذت ري ري؟ عائلة آدم أقوى من عائلة النصر بمراحل!"لم تنتظر إلهام إجابة باسل، فأخذت نفسًا عميقًا وتابعت سؤاله.ابتسم باسل مجددًا، وقال: "أبلغنا الشرطة، وساعدتنا في إنقاذ ري ري""أحقًا هذا ما حدث؟" سألت إلهام بشكٍ وهي تحدق بباسل.صاحت ناهد مجددًا: "إلهام! ألم تنتهي بعد؟"ثم نظرت لباسل ولؤي، وقالت بجفاء:"كانت مشكلة عائلة النصر كافية بالفعل، والآن أضفتم إليها مشكلة عائلة آدم الأقوى، ألا تخافون حقًا عواقب تفاقُم الأمور؟""بالطبع لا تكترثان! فأنتما تأتيان وتذهبان كيفما شئتما، وإن ساءت الأمور، فسترحلان بكل سهوله!""لكنكما لم تفكران بعائلتنا، فلا يمكننا العيش بالشيخ زويد بعد الآن، كما لا يمكننا العودة للعريش مجددًا، فإلى أين سنذهب إذًا؟"علت وجه عاطف وابنتيه ملامح جادة ما إن سمعوا كلماتها.فتلك بالفعل مشكلة صعبة!ما الذي سيحل بعائلتهم بعد الآن؟أجابها باسل قائلًا: "لا تشغلي بالك يا عمتي""سأعود معكم للعريش، وسأساعدكم على تجاوز أي مشكلة تقابلونها""سبق ووعدتكم أنني سأعوضكم عن أضعاف ما فقدتموه بسببي، أرجوكم ثقوا بأنني سأفي بوعدي""حقًا!" قالت ناهد متهكمةً: "القول أس

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 22

    "يُطبَّق الأمر نفسه مع كلًّا من عائلتي زهران والغانم؛ سيتم تنفيذ العقوبة القانونية بكل صرامة وبدون أي شكلٍ من أشكال التساهُل"أجابه المفتش بحزم: "عُلم وينفذ يا حضرة القائد!""اعفُ عنا يا سيدي... لقد أُجبرنا... أرجوك أعفُ عنّا...""لقد أجبرتنا عائلة آدم على كل شيء... أرجوك افرج عنّا...""يا سيدي... أرجوك اعفُ عنا""......"عمَّ النحيب الأرجاء.انهار آدم أخوه على الأرض، وأصبحت وجوههما شاحبة كمن رأى شبحًا، يغمرهما اليأس التام.فبكلمة واحدة من باسل، صدر بحقهما حكم الإعدام.لم يخطر ببالهما أبدًا أن عائلة آدم التي استقرت في الشيخ زويد لقرنٍ من الزمان ستنهار على أيديهما.وكل هذا حدث لمجرد اختطافهم فتاةً صغيرة!لو علموا مسبقًا أن هذا ما ستؤول إليه الأمور، لما أقدموا على فعلتهم تلك من البداية.اجتاحهما شعور بالندم لا يمكن وصفه.بوم! بوم!وفي لحظة، انفصلت رأسيهما عن جسديهما، وطارتا في الهواء.وبهذا، انتهى تاريخ عائلة آدم من مدينة الشيخ زويد للأبد.بعد دقيقتين، حمل باسل ري ري وركب السيارة، ثم أدار لؤي المحرك، متجهًا لمنزل عائلة فريد.ظل باسل محتضنًا ابنته ري ري بين ذراعيه طوال ال

امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status