قصر الأندلس، حيث انعكست أضواء الفوانيس المتدلية على النقوش الورقية في النوافذ، لتلقي بظلال تشبه الوحوش على جدران الغرفة.جلست سلمى الهاشمي على كرسي دائري مصنوع من خشب العود، يداها متشابكتان أمامها، وفستانها البسيط يلف جسدها النحيل. كانت تحدق في الرجل الذي أمامها، زوجها الجديد الذي انتظرته لعامٍ كامل.لم يخلع طلال بن زهير بعد درعه الحربي القديم، وتظهر عليه سمات البسالة والعزم، لكن ملامحه الوسيمة اختلطت بعذوبة تعبّر عن اعتذار دفين. قال بحزم: "سلمى، أمر الزواج قد صدر، أميرة الكنعانية ستدخل بيتنا لا محالة."شبكت سلمى يديها بتوتر، وعينيها تكتنفهما الغموض، وسألت بريبة: "لقد قالت أمّ الإمبراطور أن الأميرة الكنعانية تُعد قدوة لكل نساء البلاد، فهل ترضى هي بأن تكون مجرد جارية؟"ارتفع حاجبا طلال بانزعاج خفيف وقال: "لا، ليست جارية، بل هي زوجة مساوية لكِ، لا فرق بينكما."ظلت سلمى ثابتة في مكانها وقالت: "يعلم القائد أن لقب 'زوجة مساوية' يبدو أجمل من الحقيقة، لكنه في الواقع لا يختلف عن كونها جارية."عبس طلال قائلاً: "جارية أو لا، الأمر لا يستحق النقاش. مشاعري تجاهها تكونت في ساحات القتال، وقد نلنا مر
Read more