مشاركة

الفصل 30

مؤلف: محمد د. عبدالله
إذا لم يكن هناك شيء آخر، سنغادر الآن."

أخذ كريم الجاسم بيد منيرة عبد الرحمن ومر بها بكل ثقة أمام جابر ويوسف عبد الرحمن، مما جعل جابر يرتجف من شدة الغضب.

لقد كان رجلاً ذو سمعة مشهورة، ولم يذق مثل هذا الإذلال من قبل.

ركب الاثنان السيارة.

وضعت منيرة العقد بعناية في مكانٍ آمن، وانطلقت بالسيارة.

وأثناء الطريق، سألت منيرة: "قال سامي القاضي إن شخصًا ما قدم له خطة المشروع مسبقًا، هل كنت أنت؟"

أومأ كريم برأسه وقال: "نعم إنه أنا."

"كنت أعرف، وإلا لما كان الأمر بهذه السهولة. كيف فعلت ذلك؟"

أوضح كريم: "في الواقع، الأمر حدث بالصدفة. لدي صديق قديم يعمل حاليًا في دائرة الأشغال. كنا نتحدث عن موضوع إعادة تطوير المنطقة، فقمت بتحضير خطة مشروع وسلمتها له ليقوم بتقديمها إلى نائب المدير سامي القاضي. وعندما اطلع عليها القاضي، أعجب بها ووافق على المشروع على الفور. قدمت الخطة باسمك، وهذا ما أدى إلى ما حدث اليوم."

ورغم أن هذا التفسير قد يبدو غير منطقي، إلا أنه كان مقنعًا بدرجة كافية لمنيرة التي لم تفكر كثيرًا في الأمر.

بعد لحظة من الصمت، قالت منيرة: "رغم أن نيتك كانت لمصلحتي، إلا أنك جعلت جدي يشعر بال
الفصل مغلق
تابع القراءة على GoodNovel
امسح الكود لتنزيل التطبيق

الفصول ذات الصلة

  • محارب أعظم   الفصل 1

    في أوائل شهر سبتمبر، كانت الرياح الباردة تعصف في أجواء الخريف. تساقطت أوراق الأشجار الذابلة على كتفَي رجل عريض المنكبين. وقف كريم الجاسم تحت شجرة قديمة، ينظر إلى البناية الشاهقة لشركة "تقنيات الحلم"."أخي، لقد تآمروا جميعًا للإيقاع بي، ولم يعد بوسعي العيش."قبل شهرين… انقطعت سلسلة التمويل لشركة "تقنيات الحلم"، ووقع رئيس مجلس الإدارة، حسن الجاسم، تحت وطأة ديون تبلغ سبعة عشر مليون دولار .فتم رهن الشركة لمؤسسة "النجمة المضيئة" التابعة لرجل الأعمال نادر الحارثي. "أخي، سامحني، سأموت قبلك."في منتصف الليل، قفز حسن من سطح البناية، وفارق الحياة على الفور. رحل أحد ألمع العقول في عالم الأعمال هكذا، تاركاً خلفه لغزًا كبيراً. كان الجميع يدرك أن الأمر ليس كما يبدو، فالسوق مثل ساحة المعركة، وكان حسن مجرد ضحية بائسة. في وسط الرياح الباردة، تنفس كريم بعمق، ورفع رأسه ناظرًا إلى النجوم المتلألئة في السماء. "حسن، سامحني، لقد عُدت متأخرًا.""اطمئن، كل من خانك سيدفع الثمن."على مدار خمس سنوات، كان كريم يخدم في منطقة مضطربة، متقلداً السلاح منذ البداية، مكافحًا في كل معركة، ومحققًا ال

  • محارب أعظم   الفصل 2

    على المسرح، رفع نادر الحارثي رأسه بنظرة متعالية، ينظر إلى كريم الجاسم. كان يستمتع بشدة بهذا الإحساس؛ إحساس الدوس على الآخرين.لكن، ملامح كريم لم تتغير على الإطلاق.ظن نادر أن كريم قد أُصيب بالخوف لدرجة أنه لم يجرؤ على الكلام، فقال بتحدٍ: "آسف، هذه طبيعتي المباشرة، وإذا جرحت كبرياءك الضعيف، فأنا أعتذر.""في الحقيقة، أنا أعلم لماذا أتيت اليوم. أنت هنا فقط لتبتزني بالحديث عن وفاة أخيك لتحصُل على بعض المال.""لقد رأيت أمثالك كثيرًا."رفع نادر كتفيه وقال: "لكن، ليس من المستحيل أن أعطيك المال. إذا كنت مستعدًا أن تقول ثلاث مرات أمام الجميع، 'حسن يستحق الموت'، فسأعطيك.... ألف دولار هل هذا مقبول؟"إهانة.إهانة صارخة!اندلعت الضحكات في القاعة، كان الجميع يضحك، بعضهم حتى بصق مشروبهم من شدة الضحك.ومع ذلك، في مواجهة هذا القدر من الإهانة المباشرة، لم يظهر على وجه كريم أي تعبير غاضب.لم تظهر عليه أي علامات غضب أو تأثر.إما أن هذا يعني أنه شخص ضعيف جبان لا يجرؤ على الرد، بل أنه رجل ذو هيبة قوية، يتجاهل العالم ببرودة وثبات لا يهتز.شعر نادر بعدم ارتياح، لأنه لم يستطع فهم كريم.بعد أن انته

  • محارب أعظم   الفصل 3

    ابتسم يوسف الضاهر بخفة، فقد كان يعرف ما يريد كريم فعله."بالمناسبة، سيدي، لقد تلقيت للتو إخطاراً من الإدارة العليا.""يقولون إن المناطق الثلاث، السوخانا، قلب الشام، ووادي البحر، سيتم دمجها، وتسمى منطقة جنوب النهر، وسيتم تعيينك كالمسؤول العام لها.""سيدي، هذه فرصة ذهبية!"نظر كريم من النافذة وقال: "الآن، لا أهتم بهذه الأمور، لنذهب.""إلى أين؟"فكر كريم للحظة وقال: "بما أنني عدت، فلنذهب إلى المنزل."بعد نصف ساعة، توقفت السيارة ببطء.طلب كريم من يوسف أن يغادر أولاً، ثم دخل إلى مجمع نُزل النعيم، متجهاً نحو فيلّا قديمة نوعاً ما.دق على الباب بضعة مرات."من هناك؟"كانت التي فتحت الباب امرأة في منتصف العمر، كانت حماته ألا وهي صفية. عندما رأت كريم، توقفت لبضع ثوان ثم قالت بسعادة: "كريم، متى عدت؟""عُدت منذ فترة قصيرة.""هيّا تعال، اجلس بالداخل."بعد وفاة شقيقه، أصبحت عائلة حماته هم أقارب كريم الوحيدين في العالم.أدخلت صفية كريم إلى المنزل، وأجلسته، وسكبت له كوباً من الماء، وهي تشعر بسعادة غامرة.في هذه اللحظة، خرج حماه، عبد الرحمن بن خالد، من الغرفة الداخلية وقال: "من هنا؟""

  • محارب أعظم   الفصل 4

    دخلوا إلى بهو الفندق، وكانت الطاولات مرتبة بعناية، مليئة بأفخر أنواع المشروبات والأطعمة.كان الحاضرون يرتدون ملابس فاخرة ومجوهرات أنيقة، يحملون كؤوسهم ويتبادلون الحديث والضحك.تقدمت منيرة مع كريم نحو الطاولة الموجودة في منتصف القاعة، وابتسمت لرجل مسن قائلة" :جدي!"كان هذا الرجل هو رئيس عائلة عبد الرحمن الحالي، جابر عبد الرحمن.ضيّق جابر عينيه قليلاً وقال " :يا منيرة، لماذا تأخرتِ إلى هذا الحد؟ لقد جعلتني قلقاً جداً، تعالي، اجلسي بسرعة."ثم التفت ورأى كريم بجانب منيرة وسأل مستفسراً " : ومن هذا؟"أجابت منيرة بخجل قليل" :إنه زوجي، كريم.""حقًا؟"تفحص جابر كريم من رأسه إلى قدميه وقال" :سمعت أنك كنت تخدم في الجيش، لم أتوقع أن تعود اليوم، تعال، اجلس.""شكراً يا جدي."بمجرد أن جلس كريم، سأله يوسف عبد الرحمن بنبرة ساخرة" :أخي، كنت تخدم في الجيش لمدة خمس سنوات، هل حققت شيئاً جيداً؟""شيءٌ بسيط.""حقاً؟ هل استقبلتك سيارة خاصة عند عودتك؟""لا أحب تلك الأمور الرسمية، لذا تجنبتها."ضحك يوسف قائلاً" :أمور رسمية؟ ههه، هل يمكنك أن تتوقف عن التظاهر؟ ربما لم تكن لديك الكفاءة وتم تسريحك، أل

  • محارب أعظم   الفصل 5

    نظر الجميع إلى بعضهم البعض في حيرة : "المُحارب الأعظم؟ ما هذه الرتبة؟"سعل حسن بن خالد قليلاً وقال: "رغم أنني لست مطلعًا بشكل كبير على الأوضاع في الجبهة الغربية، إلا أنني أعرف جيدًا بشأن الرتب العسكرية. 'المُحارب الأعظم' ليس له وجود كرتبة،يا كريم، لا تختلق الأكاذيب."شعر الجميع بالراحة أخيرًا."إذًا، هو مجرد اختلاق، لم أسمع بها من قبل.""حتى لو كنت تختلق، على الأقل اجعلها تبدو معقولة.""إذا كانت رتبة لا يعرفها حتى حسن، فمن المؤكد أنها غير موجودة."في مواجهة اتهامات الحاضرين، شعرت منيرة عبد الرحمن بالحرج الشديد، وتمنت لو تستطيع أن تحفر حفرة وتختبئ فيها.أما كريم، فقد ظل هادئاً، وقال بكل برود: "ربما لم تسمع بها لأنك لم تصل إلى هذا المستوى بعد.""......"ساد الهمس والضجيج في القاعة، وبدأ الجميع ينظرون إلى كريم وكأنه مجنون.لقد كان متعجرفًا جدًا، لدرجة أن الجميع تجرأ على قول أي شيء.من هو حسن؟ إنه نائب القائد في المنطقة الشرقية، وهو شخص ذو مكانة رفيعة جدًا، حتى أن جابر عبد الرحمن يجب أن يتحدث معه بلطف ويعطيه مكانة خاصة.ومع ذلك، تجرأ كريم على القول إن حسن لا يعرف عنه شيئًا لأنه

  • محارب أعظم   الفصل 6

    خلال الوليمة، كان الجميع يتوددون إلى حسن بن خالد بلا توقف، كأساً بعد كأس، وبحرارة شديدة.أما بالنسبة لـ كريم، فلم يلتفت إليه أحد من البداية حتى النهاية.وكانت منيرة عبد الرحمن التي تجلس بجانبه تشعر بالإحراج الشديد، وقد شعرت برغبة قوية في المغادرة عدة مرات، لكنها لم تكن تملك الجرأة للبقاء في هذا المكان بعد الآن.في هذه الأثناء، رن هاتف كريم."عذراً، سأجيب على المكالمة."خرج كريم من الباب ليرد على الهاتف، ومن الجهة الأخرى جاء صوت يوسف الضاهر."سيدي، لقد صدرت الأوامر، عليك أن تتولى منصب المسؤول العام عن المدن الثلاث غداً، وتحضر حفل التنصيب."رد كريم ببرود: "أنت تعرف شخصيتي، لا أحب هذه المراسم الرسمية، يمكنني تولي المنصب، ولكن حفل التنصيب يجب أن يُلغى.""ولكن هذه تعليمات رسمية من الإدارة العليا، سيدي، لا يمكن تجاوزها بسهولة.""إذن دَعْك تحضر بدلاً مني.""هذا غير مناسب، الإدارة العليا لن توافق على ذلك.""إذا لم يوافقوا، فلا يطلبوا مني تولي المسؤولية، قل لهم كلماتي بالضبط.""سيدي، لا تغضب، سأخبرهم بذلك."أغلق كريم الهاتف، وكان يستعد للعودة إلى الداخل عندما جاء يوسف عبد الرحمن مب

  • محارب أعظم   الفصل 7

    كان الليل قد أرخى سدوله.دخل كريم مع منيرة عبد الرحمن إلى غرفة النوم.هما زوجان، ومن المفترض أن يناما في غرفة واحدة وعلى سرير واحد.ولكن بالنسبة لهما، كان الوضع وكأنهما لم يتعارفا من قبل، وفجأة يُطلب منهما النوم على نفس السرير، وهو أمر غريب لكل واحد منهما.خصوصًا منيرة، التي لم يسبق لها أن نامت حتى مع صديقتها على نفس السرير، ناهيك عن رجلٍ ”تعرفت عليه للتو“، رغم أنه زوجها.كريم لم يُحرجها، بل رفع لحافًا ووضعه على الأرض."ماذا تفعل؟" سألت منيرة."نامي على السرير، وأنا سأنام على الأرض.""لكن...""لا داعي للشعور بالحرج، لقد اعتدت على النوم على الأرض طوال السنوات الماضية."لم تقل منيرة شيئًا، وأغلقت الضوء، ودخلت تحت الغطاء.في ظلمة الليل، تحدث كريم فجأةً، "آسف."تفاجأت منيرة، لم تكن تتوقع أبدًا أن يقول كريم لها هذه الكلمات.تابع كريم قائلاً: "في هذه السنوات، هناك شخصان أشعر بالأسف لهما كثيرًا، أحدهما هو أخي، والآخر هو أنتِ. لو كنت قد عدت في وقت أبكر، لما مات أخي. ولو كنت قد عدت في وقت أبكر، لما اضطررت لتحمل كل هذا الظلم."في لحظة، بدأت دموع منيرة، التي كانت مكبوتة لسنوات، تنهم

  • محارب أعظم   الفصل 8

    سار الجميع بانتظام نحو المدخل الرئيسي للمبنى.كان هناك عشرات الحراس عند البوابة، والصف الداخلي منهم جميعاً مسلحون بأسلحة نارية، مما يشير إلى مدى أهمية الشخصيات التي حضرت اليوم.وصل حسن بن خالد، يوسف عبد الرحمن، وليلى عبد الرحمن إلى بوابة المبنى، وتبعهم كريم مع منيرة عبد الرحمن.تم إيقاف الجميع عند البوابة من قبل الحراس."يرجى تقديم بطاقة الهوية."قدم يوسف عبد الرحمن بطاقة هويته للحارس بكل غرور، ثم نظر إلى كريم بازدراء، وقال: "انظر جيداً، هذا ليس مكاناً لأمثالك."قام الحارس بمسح بطاقة الهوية في الجهاز، وفجأة ظهر حرف "X" أحمر كبير وواضح.على الفور، تقدم بعض الحراس المسلحين وأوقفوا يوسف.شحب وجه يوسف من الخوف، وسأل: "أيها السادة، ماذا يحدث هنا؟"أعاد الحارس بطاقة الهوية إليه قائلاً: "لقد تم إدراجك في القائمة السوداء، يُمنع دخولك إلى المبنى، الرجاء المغادرة.""مستحيل!"استدار يوسف نحو حسن بن خالد وقال: "ألم تقل إنك حصلت على دعوة لي؟ كيف لا أستطيع الدخول، بل وأكون في القائمة السوداء؟"تجهم حسن قليلاً وقال: "يا أخي، ربما يكون هناك خطأ، لقد طلبت له الدعوة بنفسي."قال الحارس: "الأ

أحدث فصل

  • محارب أعظم   الفصل 30

    إذا لم يكن هناك شيء آخر، سنغادر الآن."أخذ كريم الجاسم بيد منيرة عبد الرحمن ومر بها بكل ثقة أمام جابر ويوسف عبد الرحمن، مما جعل جابر يرتجف من شدة الغضب.لقد كان رجلاً ذو سمعة مشهورة، ولم يذق مثل هذا الإذلال من قبل.ركب الاثنان السيارة.وضعت منيرة العقد بعناية في مكانٍ آمن، وانطلقت بالسيارة.وأثناء الطريق، سألت منيرة: "قال سامي القاضي إن شخصًا ما قدم له خطة المشروع مسبقًا، هل كنت أنت؟"أومأ كريم برأسه وقال: "نعم إنه أنا.""كنت أعرف، وإلا لما كان الأمر بهذه السهولة. كيف فعلت ذلك؟"أوضح كريم: "في الواقع، الأمر حدث بالصدفة. لدي صديق قديم يعمل حاليًا في دائرة الأشغال. كنا نتحدث عن موضوع إعادة تطوير المنطقة، فقمت بتحضير خطة مشروع وسلمتها له ليقوم بتقديمها إلى نائب المدير سامي القاضي. وعندما اطلع عليها القاضي، أعجب بها ووافق على المشروع على الفور. قدمت الخطة باسمك، وهذا ما أدى إلى ما حدث اليوم."ورغم أن هذا التفسير قد يبدو غير منطقي، إلا أنه كان مقنعًا بدرجة كافية لمنيرة التي لم تفكر كثيرًا في الأمر.بعد لحظة من الصمت، قالت منيرة: "رغم أن نيتك كانت لمصلحتي، إلا أنك جعلت جدي يشعر بال

  • محارب أعظم   الفصل 29

    قال جابر عبد الرحمن: "لقد قلت من قبل، مع تلك الشركة الصغيرة التي تديرينها، بأي حق تذهبين لتقديم عرض في المزاد؟ الفشل كان متوقعًا، عودي معي ولا تستمعي لهؤلاء الأشخاص الفاشلين الذين لا يجلبون لكِ سوى الإحراج."نهض الاثنان واستعدا للمغادرة.لكن منيرة عبد الرحمن همست بصوت بالكاد يُسمع: "يا جدي ويا أخي، لقد وقعت العقد.""حسنًا، عرفنا ذلك.""ماذا؟""ماذا؟!"في البداية، لم يستوعب جابر عبد الرحمن ما قالت، ولكن بعد خطوتين توقف فجأة واستدار بحدة نحو منيرة، وسألها مرة أخرى: "اشرحي ليّ، أي عقد تتحدثين عنه؟"مدت منيرة يدها وقدمت العقد الذي كانت تحمله: "عقد مشروع البناء، لقد وقّعت عليه."بدا وكأن صاعقة ضربت عقل جابر، لم يستطع تصديق أن منيرة قد نجحت بالفعل في توقيع العقد."هذا مستحيل!"قال يوسف عبد الرحمن بدهشة: "أختي الصغيرة، لا تطلقي الكلام على عواهنه."ردت منيرة: "العقد هنا، يمكنكما رؤيته بنفسيكما."أخذ جابر العقد بسرعة وبدأ يقلب صفحاته. لم يكن هناك أي خطأ، كان عقدًا حقيقيًا لمشروع البناء، والختم كان من دائرة الأشغال العامة، لا يمكن أن يكون مزيفًا.يوسف الذي لم يكن قادرًا على استيعاب

  • محارب أعظم   الفصل 28

    أيُها المُستهتر!!!"صرخ جابر عبد الرحمن بغضب وضرب على الكرسي. لم يجرؤ أحد من قبل على التحدث معه بهذا الأسلوب. حتى حسن بن خالد، الذي كان يشغل منصبًا مرموقًا، كان دائمًا يتحدث معه بلطف واحترام. كيف يجرؤ كريم الجاسم، ذلك الصهر الذي يعتبر بلا قيمة، على التشكيك فيه؟ هذا تجاوز كل الحدود!"يا كريم، هل تعتقد حقًا أنك شيء مهم؟""في عائلة عبد الرحمن، لم يصل بك الأمر لأن يكون لك حق الكلام!"لم يغضب كريم الجاسم، بل استمر في الحديث بنبرة هادئة وقال لمنيرة عبد الرحمن: "يمكنكِ الذهاب لتقديم عرضكِ الآن."ضحك جابر عبد الرحمن ساخرًا: "تفضلي، اذهبي. دعينا نرى كيف ستنجحين في شيء فشل فيه الرجال. ولكن تذكري، تصرفاتكِ تمثل نفسكِ فقط ولا علاقة لها بعائلتنا الرئيسية!"شعرت منيرة عبد الرحمن بالحرج. كانت عالقة بين الطرفين، ولم تكن تشعر بالراحة. تنهدت بعمق وتوجهت نحو المكتب المؤقت.يوسف عبد الرحمن، الذي كان متشفيًا، قال: "يا جدي، أراهن أنها ستخرج في أقل من عشر ثوانٍ."رد جابر ببرود: "إذا حدث ذلك، فستكون هي المسؤولة عن نفسها. من يقترب من الأشخاص الفاشلين سيصبح مثلهم، ما الذي يمكن أن تتوقعه من هذه الشركة

  • محارب أعظم   الفصل 27

    توقفا عن الإستغراق في أحلام اليقظة.""هذا المزاد بالفعل في جيبي، أنتما، عودا إلى المنزل وإلعبا بالطين، هاهاهاها!"ضحك يوسف عبد الرحمن بصوت عالٍ ودخل المكتب.في هذه اللحظة، كان جابر عبد الرحمن يشعر بتوتر شديد، حيث كانت يداه مليئتين بالعرق وهو يراقب باب المكتب. كل الذين دخلوا قبله لم يستغرقوا أكثر من دقيقة، ولم يكن يعرف ما إذا كان يوسف سيتمكن من... بينما كان جابر عبد الرحمن غارقًا في تخيل كل الاحتمالات، خرج يوسف عبد الرحمن من المكتب.من اللحظة التي دخل فيها إلى اللحظة التي خرج فيها، لم يستغرق الأمر سوى عشر ثوانٍ!قصر للغاية. كانت أقصر فترة حتى الآن لجميع المشاركين في المزاد، وتوجهت إليه نظرات الاستهزاء من الجميع."هاها، من أي عائلة هذه؟ بالكاد دخل وخرج فورًا، هذا أمر مخجل!""يبدو أنه من شركة تصنيع عبد الرحمن التابعة لعائلة عبد الرحمن من منطقة السوخانا القديمة، إن عائلة عبد الرحمن التي كانت تعتبر من الدرجة الثانية قد تعرضت لإهانة شديدة اليوم.""ربما كان لباسه غير لائق؟"بينما كانت الناس تتحدث بصوتٍ عالٍ، عاد يوسف عبد الرحمن إلى جانب جده وهو يشعر بالهزيمة.صرخ جابر عبد الرحمن

  • محارب أعظم   الفصل 26

    بينما كان يوسف عبد الرحمن يستعد لتقديم عرضه، لاحظ وجود كريم الجاسم ومنيرة عبد الرحمن في المكان، فلم يتمالك نفسه من الضحك.قال بسخرية: "هل أرى ما أراه حقًا؟ ماذا تفعلان هنا؟ هل جئتما للاستمتاع بالمناظر؟"نظر إليه كريم الجاسم وقال: "ما جئتَ من أجله، جئنا نحن أيضًا من أجله.""هاهاهاها، هل أنتما هنا للمشاركة في المزاد؟ هذا مضحك جدًا، بأي حق؟""يا كريم، هل تعتقد أنك ستعتمد على ذلك الجنرال مرة أخرى؟""دعني أخبرك، المزاد ليس كتنظيم حفل تذكاري، لا يمكنك التحايل فيه بهذه السهولة!"أشار جابر عبد الرحمن بيده لإيقاف يوسف وقال: "لا تتحدث بهذه الطريقة، منيرة تظل جزءًا من عائلتنا، ومشاركتها في المزاد لن تضرنا، بل قد تكون إضافة لنا."رد يوسف قائلاً: "يا جدي، أنا فقط أخشى أن يتسبب البعض في إفساد الأمور."عقد جابر عبد الرحمن حاجبيه وفكر قليلاً، ثم قال لمنيرة: "يوسف لديه نقطة جيدة. يا منيرة، ربما من الأفضل أن تعودي الآن. أنت امرأة. وجودكِ في المزاد قد يعطي انطباعًا سيئًا للمسؤولين ويجعلهم يعتقدون أننا لا نهتم بهذا المزاد."شعرت منيرة بمرارة في قلبها. هل يعني ذلك أن مشاركة المرأة في المزاد تعني ع

  • محارب أعظم   الفصل 25

    بالإضافة إلى كريم الجاسم ومنيرة عبد الرحمن، كان هناك عدد كبير من الأشخاص الذين حضروا للمشاركة في المزاد.كانت هناك شركات كبيرة معروفة على مستوى البلاد، بالإضافة إلى مصانع صغيرة غير معروفة محليًا، وقد أرسلت جميعها ممثلين للمشاركة.عائلة عبد الرحمن، التي كانت في منطقة السوخانا سابقًا تعتبر عائلة من الدرجة الثانية، أصبح وضعها أكثر صعوبة بعد دمج المناطق الثلاث لتشكيل منطقة جنوب النهر الكبرى. الآن، تكاد تكون في أسفل سلم العائلات من الدرجة الثانية.في هذه المرة، حضرت العديد من العائلات الكبرى في مدينة جنوب النهر.ولذلك، كانت فرص عائلة عبد الرحمن ضعيفة جدًا.لكن كان واضحًا للجميع أن هذا المشروع لإعادة تطوير المنطقة بعد إزالة المباني القديمة على طول ساحل النهر، والذي يشمل أيضًا أجزاء من وادي البحر وقلب الشام، هو فرصة ذهبية لا يمكن تفويتها.هذا المشروع يمتد عبر المناطق الثلاث السابقة، وهو مشروع ضخم.مَن يحصل عليه، سيضمن دخلًا كبيرًا لعائلته لعشر سنوات قادمة!لهذا السبب، حضر جابر عبد الرحمن بنفسه للمشاركة في المزاد.كان يأمل في الحصول على بعض المساعدة من حسن بن خالد، لكنه اكتشف أن حسن ل

  • محارب أعظم   الفصل 24

    منيرة عبد الرحمن كانت تشعر بالحيرة عندما قادها كريم الجاسم نحو سيارة متوقفة.فتحت باب السيارة وخرج منها رجلان، أحدهما كبير في السن والآخر شاب، وهما جابر عبد الرحمن ويوسف عبد الرحمن. لقد كانوا هناك منذ وقتٍ طويل، وشاهدوا كل ما قام به كريم الجاسم.في البداية، كان جابر عبد الرحمن مندهشًا للغاية، وبدأ يشعر بالندم على اندفاعه في قطع علاقته بكريم الجاسم؛ لكن بعد أن أرسل أشخاصًا للاستفسار، اكتشف أن كريم لم يكن بالقوة التي تخيلها. كل ما في الأمر أنه أنقذ جنرالًا قويًا.هذا الجنرال يدين له بالفضل، لذلك ساعده مرة واحدة، ولكن لن يستطيع مساعدته عشر مرات أو عشرين مرة. في النهاية، سيظل كريم الجاسم مجرد شخص يعتمد على الآخرين ولا يملك القوة الحقيقية.قالت منيرة بدهشة: "يا جدي ويا أخي الأكبر، لم أكن أتوقع أنكم قد جئتم بالفعل."أومأ جابر عبد الرحمن برأسه ووجه انتباهه نحو كريم الجاسم.وقال: "يا كريم، يبدو أنك في يوم مشرق اليوم.""ليس سيئًا.""ههه، لكن هل تعلم أن هذه الأضواء التي تحيط بك اليوم قد تجعلك تعاني في المستقبل؟""حقًا؟ تفضل بنصيحتك يا جدي."أشار جابر عبد الرحمن إلى نادر الحارثي والآخري

  • محارب أعظم   الفصل 23

    كان طلال يشعر بالسعادة عندما رأى أن السيد الثاني الذي كان يحبه أكثر من أي شيء قد حظي بجنازة مهيبة.اقترب طلال من القبر، وفجأة اكتشف أن جميع الأشخاص الذين كانوا راكعين على الأرض هم موظفو شركة تقنيات الحلم، وأن الذي يقودهم هو رئيسهم نادر الحارثي!كانت فرحته لا توصف لدرجة أنه كان يرغب في الرقص."نادر الحارثي، هل وصل بك الحال إلى هذا اليوم؟""أخيرا! أخيرا!"اقترب كريم الجاسم، ومد يده ليُساعد طلال على النهوض. وقال: "عمي طلال، لا تنفعل كثيرًا، احذر من أن تصاب بالبرد."مسح طلال دموعه وقال: "يا سيد كريم، لقد فعلت ما لم أكن أحلم به. لم تكتفِ بجعل الجنازة تليق بالسيد الثاني، بل جعلت الجناة الذين تسببوا في وفاته يركعون أمام قبره ويتوسلون المغفرة. أحسنت، أحسنت!""يا سيد كريم، أنا سعيد جدًا برؤيتك قد حققت هذا النجاح العظيم.""عائلة الجاسم لها مستقبل مشرق."وبينما كان طلال يزداد انفعالًا، أمر كريم الجاسم الحاضرين بالاعتناء به خوفًا من أن يصيبه مكروه.بالنسبة لكريم الجاسم، طلال كان كجده الحقيقي."ساعدوه على الراحة.""عُلم يا سيدي!"وعندما التفت كريم الجاسم، رأى منيرة عبد الرحمن تنظر إليه

  • محارب أعظم   الفصل 22

    في اللحظة التي رأى فيها نادر الحارثي أن وليد الحسن قد تم القبض عليه، فقد تمامًا أي رغبة في المقاومة.سقط على ركبتيه أمام كريم الجاسم، وبدأ يبكي بحرقة وهو يقول: "يا أخي كريم، أنا حقًا أدركت خطأي، لم يكن يجب أن أعاديك، أستحق العقاب. من أجل الزمالة التي كانت بيني وبين حسن الجاسم عندما كنا نعمل سويًا، أرجوك أن تعفو عني هذه المرة؟"زمالة؟ عمل سويًا؟قال كريم الجاسم بصوتٍ منخفض وغاضب: "هل تعتقد أنني لا أعرف كيف تآمرت مع مؤسسة النجمة المضيئة لتلفيق التهم ضد أخي؟"شحب وجه نادر الحارثي على الفور، وبدأ يضرب رأسه بالأرض وكأنه يدق الثوم."في الحقيقة، كانت مؤسسة النجمة المضيئة هي من أجبرتني على فعل ذلك، كانوا هم من أصدروا الأوامر، أنا كنت فقط أداة تنفيذ، لم أخطط لمؤامرة تلفيق التهم ضد حسن الجاسم.""أنت تعلم ذلك جيدًا، رغم أنني الآن رئيس شركة تقنيات الحلم، إلا أنني أطيع أوامر مؤسسة النجمة المضيئة في كل شيء. أنا مجرد تابع صغير، المتورطون الحقيقيون في تلفيق التهم ضد حسن الجاسم هم من يقفون خلفي."نظر إليه كريم الجاسم ببرود دون أن ينطق بكلمة.لم يستطع نادر الحارثي فهم ما يدور في ذهن كريم الجا

امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status