Share

الفصل 9

Author: سو شي
خفق قلب سارة بشدة.

إن رجلًا نبيلًا كالسيد برهان، هو بالتأكيد في غنى عن وجود فتاة في حياته، والسبب الوحيد في زواجه منها، إنما هو لإسعاد أمه التي باتت على شفا الموت ليس إلا.

لكن سارة لم تكن تتوقع أبدًا أن تكون لينا هي خطيبة السيد برهان.

صارت الحياة بالنسبة لها بمثابة مسرحية ساخرة.

كل الذين ظلموها عاشوا سعداء هانئين، أما هي، فمستقبلها معدوم، وحملت دون زواج، حتى إنها لا تعرف هوية والد الطفل الذي في بطنها.

ثم نظرت سارة إلى هذين الخطيبين الرائعين والمتكافئين، فشعرت أنها تبدو أمامهما كالمتسولة.

هل السبب في أن لينا سمحت لها بالمجيء لأخذ صور أمها، أنها تريد أن تتباهى بخطيبها؟

حاولت سارة إخفاء حزنها، وقالت بنبرة باهتة: "كيف لفتاة وضيعة مثلي أن تعثر على زوج ثري؟ كنت أمزح لتوي، يبدو أن ضيفًا أتاكم، لن أزعجكم، أستأذنكم في صور أمي وسأنصرف في الحال".

تحاشت سارة إطالة النظر إلى السيد برهان، حتى بدت وكأنها لا تعرفه مطلقًا.

ولم ترتسم على ملامح السيد برهان هو الآخر أية تعابير.

كان لا يريد أصلًا أن يأتي إلى منزل عائلة الخولي، لكنه لما تذكر أن لينا أنقذت حياته، اقتنص اليوم بعض الوقت لزيارتهم.

لكنه لم يكن يتوقع أن يصادف سارة هنا.

تظاهر الاثنان بعدم معرفة بعضهما البعض، وقد أفرح ذلك كلًّا من السيدة غادة والسيد سمير دون أن تظهر عليهما تلك الفرحة.

لم تكن سارة تعلم أن الرجل الذي كان معها في تلك الليلة المشؤومة، ليس فقط لم يمت؛ بل صار بين ليلة وضحاها أغنى رجل في المدينة الجنوبية بأسرها.

نظرت لينا إلى والديها، ثم قالت لسارة معاتبة: "لقد أتى خطيبي للتو وأنتِ تودين الرحيل يا سارة، سوف تضعينني في موقف محرج هكذا، قد يظن خطيبي أننا نسيء معاملتكِ".

ثم التفتت لينا ناحية السيد برهان وقالت: "عزيزي برهان أنت لا تعرف شيئًا، لقد آويناها في بيتنا منذ كان عمرها بضعة عشر عامًا، أطعمناها وألبسناها وأدخلناها المدرسة، لكن يبدو أنها لم تشأ أن تسلك طريق الصالحين! فقد قُبض عليها وأدخلت السجن وهي في السنة الثانية للجامعة".

عندئذ رمق السيد برهان سارة بنظرة احتقار، ثم قال للينا: "فيما بعد عليكِ تجنب مثل هذه الشخصيات الخسيسة".

فقالت لينا بنبرة لطيفة للغاية: "معك حق يا عزيزي برهان، لكن لا بأس من إطعامها وجبة في بيتنا، فهي على كل حال عاشت معنا ثماني سنوات، وقد كنا جميعًا نهتم لأمرها".

ثم انتهزت لينا عدم انتباه السيد برهان، وسددت إلى سارة ابتسامة وقحة.

كانت تريد أن تتباهى أمام سارة بمنظرها السعيد هي والسيد برهان.

لكنها خشيت أن يكشف السيد برهان أمرها، فأردفت قائلة لسارة: "إن الرجل الذي أعاد لي أثمن ما تمتلكه أية فتاة، وأنبل رجل في المدينة الجنوبية بأسرها، ذلك الرجل هو زوجي".

كانت ترغب بشدة أن ترى سارة وهي تستشيط غضبًا.

فلما وجدتهم سارة لم يذكروا موضوع الصور، قالت بعفوية: "سأمكث قليلًا لتناول الطعام".

كانت قلقة بشأن وجبة العشاء.

لم يكن يشغل بالها أن يعتبروها ضيفة ثقيلة أو ينظروا إليها باحتقار، كان كل ما يهمها أن تأخذ صور أمها كي لا تعود خالية الوفاض من هذا المشوار.

فلما جلست سارة، قامت السيدة غادة فأحضرت الصور وأعطتها إياها، نظرت سارة إلى صورة أمها، فكادت الدموع تسقط من عينيها.

لم تكن تدري على وجه التحديد كيف ماتت أمها، لكن ولأنها كانت على وشك تناول الطعام هنا، لم تستطع التنفيس عن ذلك الشعور بالمهانة الكامن في صدرها.

كانت فقط تنتظر أن تأخذ ذلك المال الذي سيعيطها إياه السيد برهان، بعدها ستبدأ في التحري عن ملابسات وفاة أمها.

ولو اكتشفت أن عائلة الخولي قد تسببت لوالدتها بأذى، فسوف تجعلهم يدفعون الثمن غاليًا.

وضعت سارة الصور في كيس قماشي كان معها، وجلست وحيدة عند طرف الأريكة.

لم تُعرها عائلة الخولي أي اهتمام، وانشغلوا في الحديث مع السيد برهان.

"سيدي، متى سيكون زفافك أنت ولينا؟"، كان سمير الخولي يتملق السيد برهان، تمامًا كما كان الحال في العصور القديمة، حيث كان الأب يتخذ موقفًا متواضعًا ومخزيًا حين يعرض على رجل ثري أن يتزوج ابنته.

كان السيد سمير والسيدة غادة يتعمدان الاستعراض والتباهي أمام سارة.

قال السيد برهان بنبرة فاترة وجافية: "سأتزوج ابنتك! لكن بعد شهرين".

لقد كان تصرفًا مثيرًا للاشمئزاز أن تتطرق عائلة الخولي إلى موضوع الزواج في وجود شخص غريب.

فما بالك في وجود سارة!

إنها تعلم يقينًا أنها والسيد برهان زوجان بموجب القانون، لكنها آثرت إبعاد نفسها عن ذلك الموضوع.

كانت صغيرة السن، لكن ذات عقل حكيم.

لما بدا السيد برهان هادئًا، لم يجرؤ سمير الخولي -باعتباره من الجيل الأكبر- على الاعتراض، وقال بلهجة خاضعة مطيعة: "لا قول بعد قولك سيدي…..".

بينما قالت لينا بتدلل: "عزيزي برهان، إنني لا أطيق الانتظار، فبعد مرور شهرين سيكون الجو باردًا، ولن يبدو فستان الزفاف جميلًا، ما رأيك أن نقيم حفل الزفاف هذا الشهر؟".

كان أشد ما يكرهه السيد برهان، الفتاة المتدللة، ولولا أن لينا كادت أن تضحي بحياتها من أجله، لنهض وانصرف على الفور.

فكرر كلامه بنبرة كئيبة: "لقد تحدد يوم الزفاف بعد شهرين!".

فضحت لينا بإحراج شديد: حسنًا…..حسنًا"".

ثم التفتت إلى سارة وحدقتها بنظرة وقحة.

في تلك اللحظات، كانت سارة تجول ببصرها حول المطبخ، لم تكن منتبهة حول ماذا يتحدثون، هل يوم زفافهما هذا يمت إليها بِصلة؟

كانت تشعر بالجوع وقتها.

إنها الآن في فترة الحمل، ودائمًا ما يلازمها الشعور بالجوع.

فلما أحست سارة بتلك النظرة العدائية، التفتت نحو لينا قائلة: "هل حان الوقت لتناول الطعام؟".

لينا: "….…"، شعرت وكأنها تضرب بقبضتها في كومة قطن.

أما السيد برهان فلم يستطع منع نفسه من التحديق في سارة.

فمنظرها وهي غير مبالية تمامًا بهذا العالم، أصاب قلبه برجفة شديدة.

أتى الخادم يحمل الطعام، فلفت انتباه سارة كعكة بودينج الخوخ.

كانت تلك هي التحلية المفضلة للينا.

وما إن وُضعت الكعكة، تناولتها سارة وأكلتها على الفور قبل أن تأخذها لينا.

"أنتِ…..."، ظلت لينا مذهولة.

أما السيدة غادة فاستشاطت غضبًا، لكنها لم تستطع أن تنفجر فيها مراعاة لوجود السيد برهان، فقالت بابتسامة مصطنعة: "لم أكن أعرف أنكِ تعشقين الحلويات هكذا يا سارة؟".

أومأت سارة رأسها وهي تأكل: "آه، كنت أرغب في تذوقها دائمًا لكن لم تسنح لي الفرصة، والآن تناولتها أخيرًا".

"ههههه!"، صرَّت السيدة غادة على أسنانها وقالت مبتسمة: "ماذا تودين أن تتناولي أيضًا؟".

تفحصت سارة مائدة الطعام وقالت: "السمك بالصنوبر، وكرات الروبيان، والبروكلي…..".

كانت تعلم أنهم كانوا يكيلون لها السباب والشتائم في سرهم.

لكن، أليسوا هم من أصروا على بقائها لتناول الطعام؟

إنها كل عائلة هذا الصغير الذي في بطنها، لذا كان أهم شيء بالنسبة لها، أن تمنح صغيرها وجبة هنيئة مشبعة.

لم يكن ثمّة من يهتم لأمرها في هذا العالم، لذلك كان عليها أن تهتم هي بنفسها.

وضعت سارة الملعقة والكل ينظر إليها، ثم قالت: "لقد شبعت، سأرحل الآن".

كانت لينا لا تستطيع كبح نفسها من التدلل على السيد برهان. فاستفزت سارة بلهجة ملؤها الحقد والغيرة: "حل الظلام، لا بد أن تسارعي بالعودة لتباشري تجارتكِ، أليس كذلك؟".

Related chapters

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 10

    تجمدت سارة في مكانها.وظلت تستمع إلى إهانة لينا لها، وكانت تتمنى من قلبها لو تستطيع تمزيق وجهها.لكنها لم تكن تستطيع أن تتصرف بتهور آنذاك. فإن هي بدأت الشجار سيتحول إلى عراك عنيف، لذا خشيت سارة أن يتأذى الطفل الذي في بطنها.ابتسمت سارة بفتور وسألتها: "هل تهتمين بهذا العمل لتلك الدرجة؟".ضحكت لينا باستهزاء وقالت: "أنا فقط قلقة على صحتكِ، احترسي ألا تصابين بالأمراض والأوبئة، حينها سيصبح مجيئكِ إلى بيتي سيجلب لي الوباء والفساد"."إذن لماذا دعوتِني إلى بيتكِ وأصريتِ على بقائي لتناول الطعام؟ لقد ظننتُ أنكِ مهتمةٌ بمعرفة كل شيء عن هذا العمل"، قالت سارة ذلك بنبرةٍ هادئةٍ لكنها كانت كافية لإسكات كل من في المنزل.لم يلحظ أحد أنه في تلك اللحظة، كانت عينا السيد برهان الحادتين تحدقان في سارة بعمق وبرود.وبعد لحظات، التقط مفاتيحه وهَمَّ بالمغادرة.لحقته لينا تسأله: "هل أغضبك شيء ما؟".قال السيد برهان بفتور دون أن يلتفت إليها: "إن بقيتِ على اتصال بهذه المرأة، فسأعطيكِ بعض المال تعويضًا عن خطبتنا ونفسخ هذه الخطبة نهائيًا".قالت لينا وهي تلحق بالسيد برهان لتسترضيه: "حسنًا فهمت، لا داعي لتغضب من امرأة

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 11

    "ماذا؟"، ظن السيد برهان أنه سمعها بشكل خاطئ.قالت سارة بنبرة هادئة وكأنها لا تخشى الموت: "أعطني خمسة آلاف دولار وأعدك أنني لن أزعج عائلة لينا ثانية".ضحك السيد برهان ممتعضًا.يا لها من امرأة ماكرة، تعرف كيف تستغل الفرص.نظر السيد برهان لها وقال بنبرة ساخرة: "من الذي وعدني بالأمس أنه لن يطلب مني المال مرة أخرى مهما حدث؟".ابتسمت سارة بسخرية وسألته: "أتظن أن امرأة مثلي مليئة بالعيوب وتتقن كل فنون التلاعب والمكر، ستكون صادقة أو تحفظ وعودها؟".السيد برهان: "........". كدتُ أنسى مدى وقاحتها.فابتسم لها ابتسامة صفراء وقال بنبرة حادة: "هل تعتقدين أنني لا أستطيع إعادتكِ إلى السجن كما أخرجتكِ منه؟".سارة: "........".كانت سارة تعرف أن اللعب مع السيد برهان لا فوز فيه، وأنها ستكون الطرف الخاسر في كل الأحوال.لكنها مضطرة لإيجاد وسيلة تحصل بها على خمسة آلاف دولار، حتى لا يعبث أحد بقبر أمها.نظرت سارة إلى الأسفل وقالت بابتسامة قاتمة: "أجل، أعرف أن قتلي سهلًا عليكَ كقتل النملة".ثم فتحت الباب وخرجت.أمسك بها السيد برهان وسألها: "إلى أين ستذهبين؟".قالت له: "ليس لك الحق أن تسألني".اقترب منها السيد ب

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 12

    حزنت سارة فور سماعها هذا الخبر.كانت تعلم يقينًا أنها والسيد برهان في حكم الزوجين، لكنهما كالغرباء.فضلًا عن أن خطيبته لينا عدوتها.صحيح!إنها عدوتها!حتى الآن لم تكن سارة تعلم ملابسات وفاة أمها، وكانت تريد استقصاء ذلك الأمر، لكنها الآن لا تملك حتى أجرة الحافلة لتعود إلى المنزل، كما أنها لا تزال حاملًا.إنها الآن لا تستطيع تحقيق أي شيء.وليس أمامها سوى التحلي بالصبر.اقتربت السيدة غادة من السيد سمير وأمسكت بيده بقوة وقالت: "أحقًا ما تقوله يا سمير؟ أحقًا يريد السيد برهان رستم إقامة حفلة خطوبته على لينا؟ ألا يجب أن تلتقي الأسرتان أولًا؟ هل وافق جده وأبوه على لينا، أليست لديهم مشكلة في أن تكون طفلة متبناة؟".ولما سمعت سارة كلمة "متبناة"، ازدادت حزنًا على حزنها.فهي أيضًا كانت متبناة في منزل عائلة الخولي.كانت عائلة الخولي قد تبنت لينا وهي في عمر السنتين، وما إن دخلت لينا منزل الخولي، اعتبرها كل من السيد سمير وزوجته السيدة غادة، ابنة غالية ولؤلؤة ثمينة.ظلت سارة تتنهد وتسأل نفسها بحسرة: لماذا حياة لينا سعيدة هكذا؟انطلقت سارة نحو الخارج بوجه شاحب وقلب حزين."توقفي!"، اعترضت السيدة غادة طري

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 13

    كانت غرفة سارة تعج بالفوضى.كانت عند المدخل شنطة جلدية من جلد الثعبان فاغرة فمها، وكأنها بسطة مفروشة على الأرض، وبداخلها ثياب مبعثرة، وفوق السرير ثياب أخرى متناثرة. ألقى السيد برهان نظرة عن كثب، فوجد أن هذه الثياب إما هي من النوع الرخيص جدًا، وإما هي ثياب قديمة للغاية أشبه بخِرَق بالية.ما السبب في كون غرفتها فوضوية هكذا، تُرى هل أخذت الخمسة آلاف دولار وهربت؟تحلى السيد برهان بالهدوء، وأغلق باب الغرفة وأخذ المفاتيح، ثم انطلق بسيارته إلى المستشفى التي تتواجد فيها أمه.فلم يجد سارة في المستشفى.أخرج السيد برهان هاتفه واتصل برقم سارة.كان يمكن أن يسامحها حتى لو خدعته، لكن أن تخدع أمه التي لم يتبق لها سوى شهرين في هذه الدنيا، فستكون قد تجاوزت بذلك كل الخطوط الحمراء.حينها لن يتردد السيد برهان عن فعل أي شيء ليعثر على سارة، حتى لو اضطره ذلك إلى اقتراف مذبحة في مدينة السحاب!لكن ما إن رن الهاتف رنة واحدة، أجابت سارة على الفور.قالت بنبرة منفعلة قليلًا: "سيد برهان، لم أذهب بعد إلى الخالة سمية، سأنجز بعض الأمور خارج المنزل، ثم أعود خلال وقت وجيز".كظم السيد برهان غيظه وسألها: "أين أنتِ!"، "أنا…

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 14

    تفاجأت سارة.ثم تذكرت أن اليوم هو يوم إقامة حفل خطوبة السيد برهان ولينا.فقد سمعت السيد سمير يقول ذلك أول أمس عندما كانت في منزله لسداد ديْنِها.رفعت سارة عينها ونظرت إلى ملابس لينا وفستان خطبتها الرائع والقلادة الماسية حول رقبتها وأقراط الماس في أذنيها والتاج الذي فوق رأسها.كانت لينا جميلة وكأنها حورية من الجنة نزلت إلى الأرض.بالطبع يجب أن تكون كذلك، فهي الشخص الأهم في هذا اليوم.لكن ماذا أفعل أنا هنا؟نظرت سارة إلى ما ترتديه، فوجدت أن قميصها الأبيض ملطخ برواسب مسحوق الغسيل، وتنورتها السوداء بالية ومليئة بالخدوش.هل جئت إلى هنا لتناول وجبة مشبعة؟تُرى ما الذي يفكر فيه السيد برهان....!ما دخلي أنا بمأدبة الخطبة التي أُعدت على شرف الخطيبين، ولماذا جعلني آتي إلى هنا كالحمقى....! تملك الغضب من قلبها.نظرت سارة إلى لينا بنظرة حادة يملؤها الحزن: "حسنًا، ماذا أفعل هنا يا تُرى؟".نظرت لينا إلى سارة وهي تتمنى أن تمزق وجهها وتقطعها إربًا: "أنتِ! سارة! كم أنتِ وقحة! إن اليوم حفل خطبتي أنا والسيد برهان، وقد أتيتِ إلى هنا بهذه الملابس القذرة البالية، ولماذا تمشين بعرجٍ هكذا وقدماكِ متباعدتان! ه

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 15

    قالت سارة في ذهول: "أنت......ماذا تقول؟".رغم هدوئها الدائم وتعاملها مع الأمور بلامبالاة، إلا أن كلمات السيد برهان في تلك اللحظة صدمتها بشدة. لم يقدم السيد برهان أي تفسير، بل أمسك بيدها بقوة وسحبها إلى ممر في نهاية المطعم وقال: "هيا، لقد أضعتِ وقتًا طويلًا".ذهل السيد فؤاد هو الآخر، فهو من أحضرها في سيارته من موقع البناء إلى هنا، ومن ثم تظاهر أمام الجميع بأنها رفيقته. أمسك السيد فؤاد برأسه من شدة الخوف، وبدأ يبحث عن هاتفه وهو في حالة توتر شديد، ثم أخرج هاتفه وأجرى اتصالًا.لم يتأخر الطرف الآخر في الرد وأجاب بسرعة.تحدث السيد فؤاد وهو يبكي: "قد أُقتل يا مختار".سأل مختار السيد فؤاد بلهجة ساخرة وهو يقود سيارته على الطريق: "ماذا حدث؟ لا تخبرني أن الفتاة التي اصطحبتها من موقع البناء قبل ساعة قد استسلمت لك بسرعة، أو أنها لم تستسلم وحاولت قتلك؟"."لست في مزاج جيد لمزاحك هذا، هذه المرأة ستصبح زوجة السيد برهان".مختار: ".........". سكت مختار لبرهة ثم قال: "حسنًا يا فؤاد، أنا أقود السيارة الآن، لا أستطيع التحدث معك، مع السلامة"."مختار، مختار......"، انقطعت المكالمة، وبقي السيد فؤاد وحده مذهول

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 16

    استبدلت سارة تنورتها المتسخة وقميصها الأبيض البالي بفستان زفافٍ وصندلٍ بكعب عالٍ من الكريستال. وسارة بطبيعتها طويلةٌ رفيعة العود، ويبلغ طولها مترًا وسبعين سنتيمترًا. والآن، وبعدما ارتدت هذا الصندل الكريستالي الذي يصل ارتفاع كعبه إلى عشرة سنتيمترات، بدت أكثر طولًا وأناقة، مع ساقين ممشوقتين ومثاليّتين.كانت قد انتهت لتوّها من تبديل ملابسها، ولم تكن قد وضعت أيّ مكياج بعد. لكنها بملامحها الطبيعية الخالية من أي مساحيق تجميل، كانت جميلةً كفاية لتُفقد برهان توازنه تمامًا. وكان لديها نوع من البرود العاطفي العفويّ، كأن لا شيء في هذا العالم يهمها، ومع ارتداءها فستان الزفاف المصمم بإتقان، زاد جمالها الطبيعي الذي يظهر منها دون أي تكلف أو مبالغة.كانت تنظر إليه ببساطة وبراءة، دون أن تنطق بكلمة.شعر برهان فجأة بغضب يشتعل بداخله ولا يعرف له سببًا. فقال بنبرةٍ ظاهرها البرود:"ماذا كنت تفعلين هذا الصباح؟ هل تعلمين أنك كنت على وشك أن تفسدي لي أمرًا مهمًا!""أليس حفل الزفاف هذا لنا؟" سألت سارة بصراحة تامّة.ثم تابعت قائلة :أنا لست بحاجة إلى هذا الزفاف! وأنت أيضًا لست بحاجة إليه، فبعد شهرين ستتزوج لينا.

  • زواجُ بالإكراه   الفصل17

    فطنت سارة للأمر على الفور. واتضح لها أن الخالة سميّة هي من خططت لكل ذلك بعناية.فقد أخبرتها بالفعل قبل أيام قليلة أنها ستحضّر لها مفاجأةً كبيرة.شعرت سارة بشعور دافئ يعمّ قلبها.فبغض النظر عن كيفية معاملة برهان لها، كانت الخالة سميّة هي الحضن الدافئ الوحيد الذي يحتوي سارة في هذا العالم، ولم يتبق لها سوى شهرين لتعيشهما، فمن أجل الخالة سميّة على الأقل، كان يجب على سارة أن تتعاون مع برهان، ليقدما تمثيليةً مُتقنة." "شكرًا لك يا أمي، أحببت هذه المفاجأة كثيراً، أنظري يا أمي، هذت فستان الزفاف الذي صممه لي برهان، هل هو جميل؟" سألت سارة الخالة سمّية وهي ترفع فستان زفافها.نظرت الخالة سميّة إلى الفستان، وطالعته بعينيها عدّة مراتٍ صعودًا ونزولًا، ثم احمرّت عيناها وقالت:" عزيزتي سارة، لم أتوقع أن تكوني جميلة جدًا بهذا الماكياج، أنت وبرهان زوجان مثاليان حقًا."لم تستطع الخالة سميّة إطباق شفتيها من شدّة الفرح. كانت كلماتها صادقة وتخلو من أي مبالغة.لم تكن الخالة سمية وحدها من رأت أن سارة وبرهان يشكلان ثنائيًا مثاليًا، بل حتى موظفي المطعم لاحظوا التوافق الكبير بينهما.قالت الخالة سمية بنبرة أسف واع

Latest chapter

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 30

    صرخت سارة بغضب وقالت: "لماذا جئتما إلى هنا؟ هيا اخرجا من هنا فورًا"، لم تكن سارة تكترث لكل الأذى الذي لاقته من لينا ووالدتها غادة، بل كان كل ما يشغل بالها في هذا الوقت، أنهما بالتأكيد جاءتا لمضايقة الخالة سمية وهذا سيفاقم مرضها.أمسكت سارة حقيبتها وضربت بها السيدة غادة.لكن الخالة سمية أوقفتها: "سارة.....".نظرت سارة إلى الخالة سمية وقالت: "لا تخافي يا أمي، سأطردهما فورًا".قالت الخالة سمية: "سارة، أنا من دعوتهما إلى هنا".سارة: ".......؟".نظرت سارة خلفها، فوجدت لينا ووالدتها غادة ينظران إلى الخالة سمية المستلقية على السرير والخوف يملأ أعينهما.ثم نظرت مرة أخرى إلى الخالة سمية وسألتها في حيرة: " أنتِ من دعوتهما للمجيء إلى هنا يا أمي؟".نظرت الخالة سمية إليهما بوجه شاحب ونظرات مفعمة بالتحدي وقالت: "لينا، غادة....".نظرة غادة إلى الخالة سمية نظرة عداء وقالت: "يا خالة سمية.....".قالت الخالة سمية: "هل تظنان أنني وابني برهان كنا سنظل على قيد الحياة حتى الآن لو لم نقاوم كل الظروف كي نحظى بمكانة واحترام بين أفراد عائلة رستم؟ خصوصًا أن زواجي من رستم لم يُعلن بشكل رسمي"."لقد عاشت سارة في منز

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 29

    قال السيد فؤاد: "على الأقل يمكنكِ دعوتي لتناول الغداء معكِ..." ثم نظر إلى المتجر الصغير من حوله فوجده مظلمًا مليئًا بالدخان ولا يوجد به سوى العمال المهاجرين".غطى السيد فؤاد أنفه بيده وتحمل كل شيء من حوله من أجل أن يحظى بفرصة للفوز بالفتاة التي تعجبه."على الأقل يمكنكِ دعوتي لتناول وجبة طعام لا تتجاوز دولارًا، أليس كذلك؟".أجابت سارة بسرور: "حسنًا".طلب الاثنان وجبتي طعام، عبارة عن طبقين من الخضار وطبق من اللحم.كانت سارة قد شبعت بالفعل بعدما تناولت وجبتها الأولى التي لم يكن بها سوى الفطر والبازلاء، ثم جلست أمام السيد فؤاد تشاهده وهو يتناول طعامه.كان شعورًا محرجًا حقًا.لكن الأكثر إحراجًا هو أن سارة ظلت جالسة أمام السيد فؤاد دون أن تتحدث بكلمة واحدة، بينما كان هو يتناول وجبته عديمة الطعم متمنيًا أن يستطيع إمساك خد سارة البارد ويهز رأسها بقوة.لكنه كان يفضل أن يضمها إلى صدره بقوة ولا يفلتها ثانية.لم يتخيل أنها ستظل طوال الوقت هادئة وانطوائية هكذا.لكن السيد فؤاد صياد ماهر، يعرف كيف يتحلى بالصبر حتى يصطاد فريسته.وبعدما انتهيا من تناول طعامهما، اكتشفت ساره أن السيد فؤاد قد دفع بالفعل

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 28

    فجأة رفعت سارة عينيها لترى من الذي يتحدث، لكنها لم تتذكر من هو، وبعد بضع ثوانٍ قالت: "السيد فؤاد".حينها وقف مدير قسم التصميم بسرعة وباحترام ومشى نحو السيد فؤاد ثم انحنى قائلًا: "سيد فؤاد، ما الذي أتى بك إلى هنا؟ هل جئت لتتفقد أحوال العمل؟".نظر فؤاد له وقال: "ما مشكلة هذه الموظفة؟".قال المدير: "إنها موظفة جديدة متوسطة التعليم وليس لديها أي خبرة، تغيبت عن العمل لعدة أيامٍ دون إنذار، يستحيل أن يعمل أمثالها في شركتنا"."أقسم أنني لن أتغيب عن العمل مرة أخرى، سأعمل بكل قوتي في الموقع حتى لو اضطررت لنقل الطوب" قالت سارة هذا لتستجدي أي فرصة أخيرة تبقيها في هذه الوظيفة.قال فؤاد بلهجة حادة: "إنها مجرد مصممة مساعدة أليس كذلك؟ في شركةٍ كبيرةٍ كهذه علينا التعامل بتسامح مع الموظفين، يجب أن نعطيهم فرصةً أخرى، خاصةً إن كانوا جدد، ولطالما اعترف الموظف بخطئه، فإنه سيصححه بالتأكيد ولن يكرره".لم يعقِّب المدير على كلام السيد فؤاد.لكنه استنتج أن السيد فؤاد وهذه الفتاة الوضيعة يعرفان بعضهما البعض.لم يكن لدى مدير التصميم خيارًا آخر سوى إعادتها للعمل، خاصةً بعدما شفع لها السيد فؤاد.قال المدير: "بشرط أل

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 27

    لم يؤثر صراخها في تعابير وجه السيد برهان، بل أخذ ينظر إليها ويتفحصها من رأسها حتى أخمص قدميها. دفعت سارة السيد برهان بقوة لتبعده عن طريقها، ثم التقطت منشفتها ولفتها حول جسدها بسرعة وركضت نحو غرفة الضيوف.وما إن أغلقت الباب خلفها، سالت الدموع من عينيها.تملكها حينها شعور بالخجل والعار هي وحدها من أدركت كم كان شعورًا خانقًا.رفعت معصمها لتمسح دموعها التي لم تستطع كبحها، وقبل أن تنحني لتلتقط ملابسها، انفتح الباب فجأة، فارتعبت سارة وارتجف جسدها، وعندما التفت ورفعت عينها، رأت السيد برهان أمامها يحمل صندوق الإسعافات الأولية.غطت سارة جسدها بالمنشفة وقالت: "أنت.....ماذا تفعل هنا؟".لم يجبها السيد برهان؛ بل اقترب منها وأمسك ذراعها ووضعها على السرير على بطنها، وقبل أن تستوعب ما يجرى، كان السيد برهان قد بدأ يدهن لها مرهمًا باردًا على ظهرها.كان ظهرها مليئًا بالكدمات وآثار ربط الحبال، لم تستطع سارة رؤيتها لكنها شعرت بألمٍ شديدٍ في ظهرها أثناء الاستحمام، والآن بعدما دهن السيد برهان هذا المرهم البارد على ظهرها، هدأ شعورها بالألم على الفور.ثم انتقل بعد ذلك إلى ساقيها اللتين كانتا مليئتين بآثار ربط

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 26

    صاحت سارة مرة أخرى: "سيد برهان.......".التقط السيد برهان هاتفه وأجرى اتصالًا: "حازم، تعال إلى هنا فورًا لتصطحب الآنسة لينا إلى المنزل".لينا: ".....".أنهى السيد برهان المكالمة ثم قال بفتور: "انتظري هنا، سيأتي حازم في غضون ثلاث دقائق ليعيدكِ إلى المنزل".وما إن أنهى كلامه، دخل المصعد وضغط على زر الصعود وأغلق باب المصعد.بقيت لينا مذهولة وحدها تحت المطر.وبعد ثلاث دقائق، وصل حازم وأوقف سيارته أمام لينا، ثم فتح نافذة السيارة ونادى عليها: "آنسة لينا، اصعدي إلى السيارة بسرعة حتى لا يبللكِ المطر".تغيرت ملامح لينا وقالت: "هل أنت غبي؟".حازم: "....؟".أنا خطيبة السيد برهان رستم، ينبغي عليك بصفتك سائقه الشخصي، أن تنزل وتفتح لي باب السيارة، ثم تركع لتجعل قدمك مسندًا أصعد عليه إلى السيارة".حازم: "......".وبعد بضع ثوانٍ، نزل حازم من السيارة دون أن ينبس ببنت شفة، ثم فتح باب السيارة وثنى إحدى ساقيه باحترام وقال: "تفضلي بالصعود يا آنسة لينا".قالت لينا بنبرة متعالية: "هكذا أفضل!".أدركت لينا بعد هذه الليلة أنها مهما فعلت أو ارتكبت من أخطاء، فإن السيد برهان سيتزوجها في النهاية.ذلك لأنه قد اقتنع

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 25

    كان الاتصال من الجدكان جد برهان يتحدث بنبرة تجمع بين الأمر والتشاور: "برهان، بما أنك قلت إن تلك المرأة كانت فقط من أجل تهدئة والدتك، فقد قررنا، جدتك وأنا، أن نقيم مأدبة عشاء عائلي بسيطة. في نهاية هذا الأسبوع، ستحضر فتيات من العائلات الراقية من المدينة الجنوبية والعاصمة في هذه المأدبة..."لم يترك برهان فرصة لجده لإكمال كلامه، إذ قاطعه قائلًا: "لن أذهب!"أصبحت نبرة جده أكثر ليونة وقال: "برهان، انتظر قليلًا، اسمعني حتى النهاية، حسنًا؟"برهان: "...""برهان؟""أنا أسمع.""برهان، لن أتدخل في أمور شركة العائلة، ولكنني الآن بلغت السادسة والتسعين. ألا يمكنك أن تترك لي فرصة أن أراك تتزوج وتنجب قبل وفاتي؟ إذا وجدت فتاة تناسبك بين الضيوف، فهذا سيكون الأفضل. وإن لم تجد، فلن نضغط عليك." في النهاية، كان جده يكاد يتوسل لبرهان.ألقى برهان نظرة على لينا، التي كانت لا تزال تحت المطر، ,وأجاب: "حسنًا."بعد أن أنهى المكالمة، قال برهان للينا: "استعدي خلال الأيام المقبلة. سترافقيني هذا الأسبوع إلى منزل عائلة رستم لمقابلة جدي."لينا، التي بدت علامات الفرح تلمع في عينيها، سألت بفرح: "سيدي، ماذا تقول؟ هل تعني أ

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 24

    "هل تمطر؟" قالها برهان وهو يتجه نحو الشرفة لينظر إلى الخارج، وبالفعل كانت الأمطار تتساقط. عندما نظر للأسفل، رأى امرأة جاثية على ركبتيها في الماء، ترفع رأسها وتنظر تجاهه.أخذ برهان مظلة ونزل إلى الأسفل."سيدي... سيدي... لا أصدق أنك ما زلت تود النزول لرؤيتي." كانت شفتا لينا قد تحولت إلى اللون الأرجواني من شدة البرد، وهي تزحف على ركبتيها باتجاهه، ثم عانقت ساقيه بشدة. "سيدي، اسمعني، دعني أكمل كلامي. حتى لو قتلتني بعدها، سأكون راضية، فقط أطلب منك فرصة واحدة للدفاع عن نفسي."نظر السيد برهان إلى هذه المرأة التي كانت تجثو أمامه بخضوع وتذلل، شعر باشمئزاز شديد يتملكه. فقد كان على وشك أن يركلها حتى الموت بالأمس.لكن في النهاية، تراجع في اللحظة الأخيرة فقط لأنها أنقذت حياته بجسدها ذات مرة، مما منحه الفرصة للسيطرة على مجموعة شركات رستم. توقفت قدمه في اللحظة التي كانت على وشك أن تصطدم بها.ومع ذلك، كانت مشاعر الكراهية تجاه لينا تتزايد في قلبه يومًا بعد يوم.هذه المرأة لم تعد تلك المطيعة والمستسلمة كما كانت في الليلة التي أنقذت حياته. على الرغم من أنه وعدها بالزواج بعد شهرين، إلا أنها ما زالت تثير غ

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 23

    "أمي، أنا آسفة." سقطت دموع سارة على طرف الغطاء الذي يلف الخالة سمية. كان صوتها مبحوحًا من كثرة البكاء: "لقد بدأت العمل للتو، وكان عليّ الامتثال لتعليمات المدير. قرر المدير فجأة إرسالي في رحلة عمل لبضعة أيام، فلم أتمكن من زيارتكِ في الوقت المناسب."أجابت الخالة سمية بابتسامة حزينة وهي تنظر إلى الأنابيب المتصلة بجسدها: "ليس ذنبكِ يا حبيبتي. جسدي يزداد ضعفًا يومًا بعد يوم... لا أعرف إن كنت سأتمكن من فتح عيني مرة أخرى بعد أن أغلقها.""أمي، لا تقولي ذلك، أرجوكِ، لا تتركيني. لو رحلتِ عني، سأصبح وحيدة تمامًا. لم يعد لدي أي أحد في هذا العالم..." صرخت سارة وهي تضع رأسها على صدر الخالة سمية، تبكي بحرقة ودموعها تنهمر دون توقف.في ذلك اليوم، بعد أن تم إنقاذ سارة، لم تعد إلى المنزل. بقيت في المستشفى تعتني بالخالة سمية. كانت تنظفها، تغسل شعرها، وتقص أظافرها. ومع رعايتها الحنونة، بدأت الخالة سمية تستعيد بعضًا من صحتها، وظهر لون الحياة مجددًا على وجهها الشاحب.بفضل رعاية سارة الدقيقة، بدا أن برهان، الابن البيولوجي للخالة سمية، لا دور له تقريبًا. ففي كثير من الأحيان، كان يقف بهدوء على الجانب، يراقب تلك

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 22

    سارة كانت ترتجف خوفًا وهي تتكئ على عنق برهان، جسدها يرتعش بالكامل. كانت تعلم أن برهان رجل قاسٍ، لكنها لم تره يومًا بعينيها يتصرف بهذه القسوة. اليوم، أخيرًا شهدت كيف أنه رجل لا يتراجع عن كلمته، مهما كان الأمر.ومع ذلك، كانت تعلم أن هؤلاء الأشخاص يستحقون ما حصل لهم.لم يكن هناك ما يستدعي الشفقة عليهم.على العكس، كادت هي أن تكون الضحية، وكانت على وشك أن تُعذب وتُقتل على يد لينا.رفعت سارة رأسها ببطء، وهي مستندة على كتف برهان، ثم نظرت إلى لينا بعينين بريئتين للغاية.تم نقل سارة إلى المستشفى، وبعد أن أجرى الطبيب الفحص قال: "إنها مجرد كدمات في الأنسجة الرخوة، لا يوجد ما يدعو للقلق."تنفست سارة الصعداء، وبدأت مشاعر الخوف التي كانت تعتريها تتلاشى تدريجياً. بعد أن كانت مُختطفة لعدة أيام، ولم تكن تعرف كيف كانت حال الخالة سمية خلال هذه الفترة."سيد برهان، شكرًا لإنقاذكِ لي، هل الخالة سمية بخير؟" سألته سارة وهي تنظر له بامتنان."الوضع ليس جيدًا!"سارة: "......ماذا... ماذا حدث للخالة سمية؟""في وحدة العناية المركزة." قالها برهان بوجه خالٍ من التعبير. في الفترة الأخيرة، كانت سارة تذهب كل يوم إلى ال

Scan code to read on App
DMCA.com Protection Status