Share

الفصل 9

Author: شينغ خه
قبل ثلاث سنوات، اصطحب طارق خلود لزيارة منزله القديم.

كانت آنذاك ما زالت تدرس في الجامعة، وعلي الرغم من أن المدرسة كانت بعيدة جدًا عن المنزل القديم، إلا أنها كانت تعود يوميًا لكي لا تفوت فرصة رؤيته حينما كان يزور المكان.

وفي ذلك اليوم، لم تفوت الفرصة.

رأته بعينيها وهو يقدم خلود لعائلته كحبيبة سيتزوجها.

وشاهدت بعينيها أيضًا كيف كانا يحتضنان ويقبلان بعضهما في فناء المنزل الخلفي.

كانت معتقدة حينها أن هذه الحياة لن تسمح لها سوى بمشاهدته من بعيد.

حتى أنها يوم زواجها منه، شعرت وكأنها في حلم.

وبما أنه حلم، فلا بد له أن ينتهي في أي لحظة.

وكانت خلود هي التي أيقظتها من حلمها.

شعرت هند بألم طفيف يعتري قلبها، لكنها ابتسمت برفق وقالت:

لم أركِ منذ وقت طويل، أصبحتِ أكثر تألقًا يا آنسة ."

لكنها تعلم في قرارة نفسها أنها لن تستطيع بعد الآن مناداتها بـ "زوجة أخي".

ابتسمت خلود قائلة:

“شكرًا، وأنتِ أيضًا تبدين رائعة. بالمناسبة، يا هند، هل أعجبتكِ أسطوانة L.X التي قامت بتوقيعها؟ سمعت أنكِ تحبينها كثيرًا، وقد صادف أنها صديقتي من أيام دراستي في الخارج، فطلبت منها توقيعًا خصيصًا لكِ."

شعرت هند وكأنها تلقت صاعقة في تلك اللحظة. رغم أنها كانت دائمًا متماسكة وهادئة، إلا أن كلمات خلود لها جعلتها في حالة من الحيرة والارتباك.

وكأنها كانت مهرجة محاطة بالجميع يضحكون عليها.

نظرت بفزع إلى طارق، وعينيها مليئتين بالتوسل.

كم تمنَّت لو أن طارق ينفي كلام خلود، ويؤكد أن الهدية كانت منه هو شخصيًا.

لكن طارق نظر إليها ببرود، وقال كلمات كانت كالسكاكين قطعت قلبها: " ماذا ؟ ألا تعجبكِ هدية خلود؟"

تجمدت ملامح هند، ولم تستطع الرد أو إظهار أي تعبير.

بعد لحظات، استعادت هدوءها وقالت بنبرة باهتة: " فلنتحدث لاحقًا، الجميع ينتظر، فلنبدأ بمناقشة العمل."

"بالطبع." ردت خلود بابتسامة، ثم التفتت إلى طارق وقالت: " طارق، فلتعد إلى المكتب، ولا تنسَ موعدنا علي الغداء اليوم."

“حسنًا."

راقبت هند ظهره وهو يبتعد، وشعرت بمرارة في فمها وألم في قلبها جعلها بالكاد تستطيع التنفس.

كيف تجرأت على التفكير بأنه ربما قد أولى لها ولو ذرة اهتمام؟

كم هو مضحك أن تكون قد اعتقدت يومًا أنه لديه أي مشاعر نحوها

...

بعد انتهاء الاجتماع، كانت الساعة قد تجاوزت الثالثة عصرًا. وقف الفريقان وتصافحوا.

جمعت هند ملفاتها وقالت بابتسامة: "شكرًا على جهودكم، سأدعوكم على الغداء. الطابق السفلي به مطعم جديد للمأكولات الساخنة، ورائع جدًا."

ردت مديرة أعمال خلود، قائلة: " رائع، لن نرفض هذه الدعوة."

انطلق الجميع إلى المصعد وسط مجاملات متبادلة.

أثناء ذلك، سألت مديرة أعمال خلود قائلة: "خلود، قال طارق إنه سيتناول الغداء معكِ، لماذا لا ندعوه معنا؟"

ابتسمت خلود وقالت: "سأذهب لأسأله، ولكنه قد لا يوافق."

فقال مجاملًة لها": كيف لا؟ إنه يعاملكِ كالأميرة!"

ثم تابعت وقالت، "خلود، لا داعي للتواضع. أنتِ وطارق واضح أن بينكما شيء مميز. فور عودتكِ للبلاد، منحكِ طارق عقد الدعاية الخاص بـ MQ ، أليس هذا دليلًا كافيًا؟"

ردت خلود بابتسامة خجولة:

“كفى، لا تقولوا هذا. هند، خذي الجميع إلى المطعم وسنلحق بكم."

ابتسامة خلود كانت كالسكين في قلب هند. هزت رأسها بصمت، وأخذت الملفات إلى المكتب ثم انضمت إلى الباقين لحجز طاولة في المطعم.

بدأت بتحفيز الأجواء بين الفريقين، فهي معتادة على إدارة مثل هذه المواقف.

على طاولة الطعام، كانت الأحاديث ممتعة، والجميع في غاية السعادة.

لكن مديرة أعمال خلود عادت لتوجه الحديث نحو هند، ”سمعتُ الكثير عنكِ، أيتها المديرة هند. يبدو أنكِ تعملين في هذا المجال منذ فترة طويلة."

تدخل مدير الإنتاج مبتسمًا: " ليس طويلًا جدًا، فقط ثلاث سنوات. لكن لا تنخدعوا بمظهرها الشاب، مهارتها لا يستهان بها. اللعبة التي اشتهرت العام الماضي، حروب الأساطير، كانت تحت إشرافها التسويقي."

لكن مديرة أعمال خلود كان لها هدف آخر، فسألت: "حقًا؟ يبدو أنكِ متميزة. لكن سمعتُ أنكِ أخت السيد طارق؟"

تحولت الابتسامات إلى حذر واضح، وشعر الجميع بأن السؤال يحمل إيحاءات خفية.

ابتسمت هند وقالت بهدوء:" يمكنكِ القول إن جده كان له فضل كبير في تربيتي."

فأجابت بابتسامة خفية: " أن تكوني تحت إشراف السيد طارق شخصيًا، فهذا إنجاز بحد ذاته."

بدأت وجوه الحاضرين تزداد قتامة، إلا أن هند احتفظت بهدوئها قائلة: "والدي كان صديقًا مقربًا لجده، وكنت محظوظة بأنني لم أتشرد في الشوارع."

لكنها لم تتوقف وسألت: “أليس السبب أن والدكِ تبرع بجزء من كبده لجد طارق؟"

Related chapters

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 10

    في هذه اللحظة، لم يكن التوتر على وجوه موظفي الشركة فقط، بل شملت أيضًا فريق خلود. كانت مديرة أعمال هند تسحب بهدوء كمّ لينا تحت الطاولة لتتوقف، لكنها استمرت في رفع رأسها بثقة.ردت هند ببرود: “هل تعنين أن الجد الأكبر لا يراعي الذكريات القديمة ولا يهتم سوي بالمصلحة؟"تجمدت ملامح ليان وقالت: " ليس هذا ما قصدته."وفي تلك اللحظة، انفتح باب الغرفة، ودخل طارق وخلود معًا.كان الرجل وسيمًا من عائلة مرموقة، والمرأة جميلة وناجحة في حياتها المهنية. ظهورهما معًا أثار الإعجاب والغيرة في آن واحد.اقترب مدير المنتجات من هند وهمس لها: " طارق والسيدة خلود مناسبان جدًا لبعضهما. يبدو أننا سنحصل على زوجة مدير جديدة."شعرت هند بوجع في قلبها، وابتسامة باهتة ارتسمت على وجهها قبل أن تنهض لاستقبالهم.قالت ليان بابتسامة:" يا لها من مفاجأة، السيد طارق يشاركنا الغداء اليوم. تفضل هنا، وأنتِ أيضًا يا خلود."وسارعت بترتيب المقاعد لطارق وخلود معًا قبل أن تتمكن هند من التدخل.وقف الجميع لتحيتهم، وبعد أن تحدث طارق بهدوء، عادوا إلى مقاعدهم.بدت الأجواء على الطاولة ودية من الظاهر، وتخللتها محادثات خفيفة بدأت بها ليان وفريقه

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 11

    " لا." ثم قال وهو يميل بجسده على ظهر الكرسي، ثم أغلق الحاسوب ونهض من مكانه. "هيا، لنذهب."عندما عادوا إلى المنزل، كان العاملون قد أعدوا العشاء.تناولا وجبة بسيطة، ثم عاد طارق إلى مكتبه ليكمل عمله.جلست هند في غرفة المعيشة، تشاهد التلفاز لبعض الوقت. ثم سكبت لنفسها كوبًا من الماء الفاتر، وأحضرت علبة الدواء من الخزانة لتتناولها مع الماء.فجأة، جاء صوت طارق من خلفها: "هل تتناولين دواء؟ ما الأمر؟ هل أنتِ بخير؟"شعرت هند بالتوتر، لكنها استدارت نحوه وردت بثبات: " أعاني من بعض المشاكل في المعدة مؤخرًا."اقترب طارق منها وملأ لنفسه كوبًا من الماء وقال: "هل ذهبتِ إلى الطبيب؟"ربط بين ما قالته أثناء العشاء وبين كلامها الآن، ولم يشك في شيء.أجابت بهدوء: "نعم، لقد زرت الطبيب."“جيد. عليكِ أن تعتني بنفسكِ أكثر."رغم نبرة اهتمامه بها، إلا أنها شعرت بألم شديد في قلبها، واكتفت بهزة رأس بسيطة....في صباح اليوم التالي، استيقظت هند على صوت هاتفها.فتحت عينيها بصعوبة، وأخذت الهاتف من الطاولة التي بجانب السرير. ونظرت إلى الشاشة، ثم أجابت:"مرحبًا؟"كانت مساعدتها في العمل علي الهاتف متوترة: "مديرة هند، حدث

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 12

    السيد طارق باعتباره الرئيس التنفيذي لمجموعة فايف استار ظهر عدة مرات في الأخبار المالية، بشكله الوسيم، وقامته الممشوقة، وعائلته الثرية، بالإضافة إلى أنه لم يرتبط بأي شائعات، مما أكسبه العديد من المعجبين الذين يعتبرونه بطل رواية حقيقي. أما خلود فكانت تتمتع بجمال فائق، ونجاح في عملها، وقد حققت نتائج رائعة في الخارج. لذا، يعتبر الثنائي مثالًا على الجمال والموهبة، ويتناسبان اجتماعيًا.ومع تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، بدأ المعجبون يباركون لهما، وتكونت مجموعة كبيرة من معجبي علاقتهما، وبدأوا في دعم فكرة العلاقة بينهما. وسُرعان ما تأسست مجموعة باسم "الزوجان المثيران للجدل"، وفي فترة قصيرة جذب الحساب الآلاف من المعجبين. بدأ المعجبون الكتابة عنهما في قصص حب مؤثرة، ورسم آخرون صورًا كاريكاتيرية لهما كزوجين، بينما جمع البعض مقاطع من دراما خلود وأخبار طارق المالية ودمجوها في فيديوهات.في أحد الأيام، اكتشفت هند أن إحدى المعجبات قد غيّرت اسم حسابها إلى "هل تزوج طارق وخلود اليوم؟"، وبدأ المعجبون في طرح الافتراضات، معتقدين أن طارق ظل عازبًا طوال هذا الوقت منتظرًا عودة خلود.لكن هند شعرت أن هذه الكلم

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 13

    صمت وهدوء يعتري المكانوبعد قليل، تحدث طارق بصوت منخفض وقال: "أنا كنت متسرعًا، آسف..."آسف...هه.ثلاث سنوات من الزواج، لم يترك لها سوى كلمة "آسف"."أنا آسف لكِ... سأعوضكِ عن كل شئ تريدينه، لكن هذا الموضوع لا علاقة له بخلود إطلاقًا، هي لا تعرف شيئًا عن زواجنا، فلا داعي لأن تستهدفيها."ابتسمت هند بمرارة.هذا هو طارق، زوجها! من ناحية يعتذر منها، ومن ناحية يهددها من أجل خلود.شعرت هند بالإرهاق الشديد ولم تعد تريد التحدث معه ، فقالت: "افعل ما تشاء."ثم خرجت بسرعة من مكتبه.كان ظهرها هشًا، ضعيفًا، وحزينًا.راقب طارق ظهرها، وعيناه مشدودتان، ثم فجأة رن الهاتف.نظر طارق للهاتف ورد على المكالمة.“طارق... لقد رأيت ما حدث في الأخبار، آسفة، لو كنت أكثر حذرًا لما تم تصويرنا." كانت خلود هي من علي الهاتف.لم يرد طارق عليها، وبعد لحظات نادت عليه وقالت: "طارق!"رد طارق بهدوء وقال: "لا شيء، لقد تم حل الأمر ولن يؤثر عليكِ."“حقًا؟ شكرًا جزيلاً لك، طارق، أنت طيب جدًا معي."بعد أن أنهى المكالمة، قالت ليان معبرة عن إعجابها: "استخدمتِ حيلة رائعة. ولكن ماذا لو انتشر خبر زواجهما، ماذا ستفعلين؟"أجابت خلود بثق

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 14

    وعند وصولهما إلى المنزل القديم، استقبلهما الخدم وقالوا: "الجدة في المطبخ مشغولة الآن، فلتتفضلا بالجلوس أولاً."ثم ذهبت الخادمة لإحضار الشاي وقدمت طبق الفواكه لهما.كانت الجدة بسيطة جدًا، فعلى الرغم من أنها عاشت حياة مريحة لفترة طويلة، إلا أنها كانت لا تزال تحب الاعتناء بالأطفال والطبخ في المطبخ، وأحيانًا كانت تقوم بحياكة وشاح لأحفادها.حتى وإن كانت هناك توترات بين أفراد العائلة ، إلا أن الجميع يكن لها احترامًا كبيرًا.وبينما كانت هند تغير حذاءها، سألَت الخادمة: "أين جدي؟"أشارت الخادمة إلى الطابق العلوي وقالت: "هو مستريح الآن، حالته الصحية ليست على ما يرام مؤخرًا."تبادل طارق وهند نظرات القلق بعد سماع هذا.كانت ثروة عائلة طارق قد انتقلت من جيل إلى جيل، ولكنها ازدهرت في يد الجد الذي ضحى بصحته من أجل العمل، وتدهورت حالته الصحية مع تقدم السن، حيث خضع لعملية زراعة كبد وكان يتناول أدوية مناعية بشكل مستمر.سألها طارق: "ماذا قال الطبيب بدر؟"الطبيب بدر هو مدير مستشفى العاصمة والطبيب الخاص للجد.أجاب الخادم: "هو يفعل ما بوسعه."أومأ طارق بحزن وألم.ودخلت هند إلى المطبخ لمساعدة الجدة.قالت الجد

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 15

    سارعت هند بتغيير الجو المحرج، واستخدمت ملعقتها لتضع قطعة من طبق الباذنجان الحلو والحامض في طبق الجد قائلة: "جدي، تفضل تذوق هذا الطبق. أنا من قمت بتحضيره بنفسي، وأعلم أنه كان دائمًا مفضلًا لديك."أيدتها الجدة بابتسامة قائلة: "انظروا إليها، هند دائمًا تتذكرك. أشعر بالغيرة حقًا!"ضحك الجد بسعادة وهو يأخذ قطعة من الطبق، قائلًا: “هند دائمًا بارة بنا، على عكس بعض الأشخاص عديمي الضمير الذين يبدو أنهم لن يرتاحوا إلا إذا أغضبوني حتى الموت!"كان طارق هو المقصود بالكلام، فالتزم الصمت، ووجهه يخفي مشاعره:ابتسمت هند بلطف وقالت: "جدي، لا تقل هذا. بالتأكيد ستعيش طويلاً بصحة جيدة."هند عاشت طفولة مليئة بالصعوبات؛ انفصل والداها وهي صغيرة، وتخلت عنها والدتها، ثم فقدت جدّيها وهي لا تزال طفلة صغيرة، وأخيرًا فقدت والدها وهي في السادسة عشرة من عمرها.لم تجد هند دفء العائلة إلا مع الجدة والجد الذين قدما لها كل الحب والدعم. لذا، لم يكن أحد يقدّر صحتهما ووجودهما مثلها.وخلال وجبة الطعام، كان الجو ممتعًا ودافئًا بين هند والجدين، بينما بقي طارق في حالة صمت، يراقب من بعيد.بعد تناول الطعام، قضت هند بعض الوقت تلعب

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 16

    في فترة ما بعد الظهيرة، غادر الاثنان منزل العائلة. وأثناء وجودهما في السيارة، قالت هند: “يبدو أنك لاحظت موقف الجد. إنه يعارض طلاقنا بشدة. ماذا تنوي أن تفعل الآن؟"نظر طارق إلى الخارج وتنهد قائلاً : يمكننا أن نستخرج شهادة الطلاق أولاً دون إخبار الجد، ثم نخبره تدريجيًا فيما بعد.كما توقعت، قراره لم يتغير قيد أنملة. حتى وإن كان الجد قد تحدث إليه بلهجة قاسية، وحتى وإن كان يخفي الأمر عنه ويتحداه. شعرت هند بثقل في التنفس، وكأن كل شهيق كسكين يخترق صدرها. خفضت عينيها وأومأت برأسها بصمت قائلة بصوت مبحوح: “حسنًا، متى سنذهب لاستخراج شهادة الطلاق؟"تحقق طارق من جدوله على الهاتف وقال : "أنا مشغول هذه الأيام. لنقم بذلك يوم الاثنين المقبل."”حسنًا."عندما أجابت هند بهذه السهولة نظر طارق إليها بضع مرات وهو يضغط شفتيه. بصدق هند كانت جميلة للغاية.عينان ساحرتان بزوايا مرفوعة، مليئتان بالحياة يمكن أن تكونا أحيانًا ناعمتين وأحيانًا حادتين. في لحظات النعومة، كانت تمتلك جاذبية غامضة تأسر من يراها وفي لحظات الحدة كانت تمتلك قوة قاطعة لا يمكن تجاهلها. وجهها بيضاوي مثالي بخطوط أنيقة وسلسة أنفها صغير ومتناسق

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 17

    بدأ تصوير الإعلان رسميًا، ووصلت هند إلى الاستوديو مبكرًا لتوجيه فريق العمل لترتيب الموقع.بعد فترة وجيزة، وصلت المصوره وخبيرة المكياج، وهما شريكتان قديمتان لهند، بكلمة واحة من هند، فهمتا ما تريده بالضبط. بعد أن تم تجهيز الموقع بشكل كامل تقريبًا، نظرت هند إلى ساعتها. كانت تشير إلى التاسعة تقريبًا، أي أن نصف ساعة قد مضت على الموعد المحدد، لكن لم يظهر أي أثر لخلود وفريقها.كان مساعدها قد حاول التواصل معهم بالفعل.بينما كانت المصورة سميرة تتفقد الكاميرا، علقت قائلةً: “يبدو أن خلود تتمتع بكبرياء شديد.”ضحكت خبيرة المكياج نورا بسخرية وقالت: “ما باليد حيلة! فهي عائدة من الخارج. إذا أرادت التباهي، فما الذي يمكننا فعله؟ هل بإمكاننا طردها؟ حتى هند نفسها لا تملك هذا الحق، فما بالك بنا!” الجميع يعلم أن الممثلة الإعلانية تم اختيار خصيصًا من قِبل المدير العام طارق.عادًة تمتلك هند، بصفتها مديرة العلامة التجارية م.ك، الحق في استبدال أي عارضة ،لكن خلود حالة خاصة لا يمكنها تغييرها.حتى لو كانت تتصرف بتعجرف، كان عليهم تحمل ذلك.أخرجت هند هاتفها وبحثت عن رقم ليان واتصلت بها.رن الهاتف للحظة ثم انتهى بصوت

Latest chapter

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 30

    "سأحاول قدر المستطاع." قالها طارق."ما الأمر مع الآنسة خلود؟" استجمعت هند شجاعتها لتسأله.كانت تشعر في أعماقها أن طارق لن يعود هذه المرة، تمامًا كما حدث بالأمس.تساءلت عن السبب الذي دفع خلود لاستدعائه مجددًا، يومين متتاليين.استدار طارق لينظر إليها بملامح عابسة، "هند، لم تعتادي على الأسئلة الكثيرة هكذا بالماضي."شحب وجه هند، "قدمي تؤلمني بشدة، ألا يمكنك...""إصابتكِ ليست خطيرة، إذا كنتِ بحاجة إلى شيء، استدعي العاملة."أنهى كلماته ببرود واستدار، مغادرًا دون أن يلتفت مرة أخرى.ظلت هند تحدق في ظهره وهو يبتعد، تتجرع مرارة الخيبة.نادراً ما كانت تُظهر جانبها اللطيف والضعيف أمامه، لكنه شعر أنها تبالغ.حينما لا يكترث أحد لوجودكِ، حتى وإن أظهرتِ ضعفكِ، فلن يغير هذا شيئًا.كانت تعلم جيدًا أنهما على وشك الطلاق، فما الذي يجعلها تعتقد أنها تملك الحق في السؤال؟لقد كانت في وهم مجرد وضعه للدواء لها جعلها تنسى نفسها .لكن إهانة أخرى كانت بانتظارها.لكن ما لم تتوقعه هند أن طارق لم يعد في تلك الليلة ولا الليلة التي تليها .جلست تنتظره طوال الليل، متشبثة بالأمل، تتصفح هاتفها بملل حتى استسلمت للنوم في

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 29

    حتى تتجنب عناء الصعود والنزول، لم تغادر هند غرفة النوم بالطابق الثاني منذ تعرضها لإصابة في كاحلها. كانت العاملة توصل لها الطعام يوميًا. في إحدى المرات، وبينما كانت هند منهمكة في العمل على حاسوبها المحمول، سمعت صوت فتح الباب. اعتقدت أن العاملة جاءت لتوصيل الطعام، فقالت دون أن تنظر: "ضعيه على الطاولة، سأتناول الطعام بعد قليل.""الأفضل أن تأكلي الآن قبل متابعة العمل. دقائق لن تضركِ." كان صوت طارق.رفعت" هند" رأسها لترى طارق وقد جاء بنفسه بالطعام. فوجئت وقالت: "انهيت عملك؟""نعم."أغلقت "هند" الحاسوب، ووضع طارق الطعام على الطاولة المجاورة لسريرها، ثم نزل ليتناول طعامه.بعد أن انتهت من تناول الطعام، عاد طارق ليأخذ الأطباق. هذه المرة، كان يحمل كيسًا بلاستيكيًا مليئًا بالأدوية. جلس بالقرب منها وبدأ بإخراج الأدوية، بعضها كان للالتهابات وبعضها الآخر خاص بمعدتها.لم تشمل هذه الأدوية تلك الموصوفة للتو من المستشفى فحسب، بل تشمل أيضًا “أدوية اضطراب الجهاز الهضمي” التي تناولتها من قبل.كان طارق ينظر وهو يخرد الأدوية واحدًا تلو الآخر، خفق قلب هند وأمسكت بإحكام بزوايا ملابسها.سألها وهو يمسك زجا

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 28

    لم تعرف هند كم مضى من الوقت حتى أفاقت وسط ظلام حالك، لتشعر برائحة المطهرات تخترق أنفها بقوة.فتحت عينيها ببطء، ونظرت حولها لتجد نفسها في غرفة مستشفى."هند لقد استيقظتِ؟ كيف تشعرين؟" لترفع هند عينيها وترى وجه طارق الوسيم أمامها.دون أن تشعر، وضعت يدها على بطنها، وردت بهدوء:"أنا بخير... "ثم ألقت نظرة نحو النافذة لترى أن الليل قد خيم.في تلك اللحظة، سمعت صوت معدتها تقرقر بصوت مسموع ."جائعة؟ سأطلب شيئًا ليُحضَر فورًا." قالها طارقلكن هند رفعت رأسها ونظرت إليه بنبرة طفولية لم يعهدها منها:وقالت "طارق، أنا جائعة جدًا الآن. لا أريد الانتظار. هل يمكنك أن تذهب بنفسك لشراء الطعام؟" هند رفعت رأسها ونظرت إليه .طارق، الذي فوجئ بهذا الطلب الممزوج ببراءة لم يعهدها منها، هز رأسه دون وعي وقال:"بالطبع، سأذهب فورًا. لكن لا تتحركي من السرير، وإذا شعرتِ بأي ألم، استدعي الممرضة فورًا."هزّت هند رأسها بالموافقة، وانتظرت حتى غادر. ثم ضغطت على زر الاستدعاء، لتدخل الممرضة بعد لحظات."كيف يمكنني مساعدتكِ، سيدتي؟ هل تشعرين بأي ألم؟"قالت هند بقلق وهي تضع يدها على بطنها:"أريد أن أعرف عن حالة طفلي..."

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 27

    رفعت خلود عينيها بفرح، وهتفت :طارق! خطا طارق خطوات واسعة نحوها، لكن فجأة تغيرت ملامح وجهه وصاح: “احذري!”هند التي كانت قريبة، رفعت رأسها عند سماع الصوت، لكنها فجأة شعرت بدفعة قوية أسقطتها أرضًا.دوى صوت التصادم! سقط أحد الأرفف الثقيلة على الأرض، محدثًا ضجيجًا مدويًا.وجدت هند نفسها على الأرض، حاولت الحركة، لكن قدمها لم تستجب.طارق الذي كان قد اندفع لاحتضان خلود وحمايتها،سأل بقلق: “هل أصبتِ؟”ردت خلود بصوت مليء بالخوف: "طارق كدت أموت من الذعر! لولا أنك جذبتني في اللحظة الأخيرة، لحسن الحظ أنك أتيت لأخذي من العمل وإلا لكانت الكارثة قد وقعت عليّ.”استندت خلود على صدره وهي ترتعش، فيما تحدثت إحدى الحاضرات وقالت:”يا لحسن الحظ! لو لم يكن طارق سريعًا، لكانت خلود الآن في خطر كبير!”تجمدت هند في مكانها وكأن جسدها كله قد تخدر حتي أنها لم تشعر بألم قدمها، وهي ترى المشهد أمامها، حيث كان طارق يحتضن خلود بحنان. هو يرى خلود فقط !لم يكن الأمر متعلقًا باهتمام طارق بخلود فحسب، بل بالطريقة التي دفعها بها إلى الخطر لإنقاذ خلود.من أجل حماية خلود يمكنه دفعها للخطر بل حتي للموت بدلاً عنها .إذا كان يحب

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 26

    أغمضت هند عينيها بسرعة، متظاهرة بالنوم. أنا لا أراه ... لا أراه .... لا أراه... كانت تردد ذلك في قلبها مرارًا؛ولكن جسدها المرتعش فضح تماما مشاعرها . خطوات الرجل تقترب أكثر فأكثر. كان يتقدم نحو سريرها .هند شعرت بقلبها يكاد يقفز من صدرها. وفجأة، شعرت ببرودة تسري في جسدها... لقد تم رفع الغطاء عنها. تجمدت هند في مكانها، وأغمضت عينيها بإحكام، وشدت ساقيها بقوة وهي تردد في داخلها : أنا نائمة ... أنا نائمة. طالما لا أراه، فلن يقتلني .... لكن صوتا منخفضًا ساخراً اقترب من أذنها وهمس: "أعلم أنكِ مستيقظة افتحي عينيكِ وانظري إلي.... وإلا... سأفعل بكِ ما تكرهينه ثم أقتلكِ." ارتجف عقل هند كليا فتحت عينيها ببطء، وصوتها يرتعش "سأفتح عيني... فقط أرجوك... لا تقتلني .... لا تقتلني.....ولكن قبل أن تكمل كلامها، توقفت فجأة..... لترى وجه الرجل الذي أمامها .إن لم يكن طارق فمن سيكون ؟همست هند بصدمة. ملامح وجهها تجمدت مزيج من الخوف الحيرة والإحراج اجتاحها في تلك اللحظة. أدركت أنها نسيت تماما أن طارق لا يزال في المنزل، وأن أمن الفيلا محكم جدًا بحيث لا يمكن لأي غريب الدخول. نظرت بعيدًا وهي تحاول التماس

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 25

    ألن تذهب إلى الغرفة الأخرى؟هيا أسرع.قالتها هند وهي تلتقط المنشفة بسرعة، تحاول تغطية جسدها بارتباك.كانت هند مندهشة.كان وجهه الوسيم يقترب منها ببطء، وانتشر نفسه الدافيء على وجهها.لم تستطع إلا أن تغمض عينيها.حتى وإن كنت مغمض العينين، يمكنك الشعور بالضوء أمامك.لكن لم تأتِ تلك القبلة قط.فتحت هند عينيها.تراجع طارق بضع خطوات للخلف، وقال: “آسف، سأذهب للنوم في الغرفة الأخرى، استريحي"وقف خلف الباب، أغمض عينيه محاولًا أن يتناسى المشهد في ذهنه . كاد أن يقبلها.لقد جن حقًا.هو وهند علي وشك الانفصال ويمكنه أن يكون مع خلود قريبًا،كيف يمكنني أن أكون مع هند .... كان يحاول أن يبرر لنفسه ويواسيها، أي رجل طبيعي كان سوف يثيره هذا الموقف، إن هذا رد فعل طبيعي.فرك طارق جبينه.......تخدرت هند عند سماعها لصوت إغلاق الباب وتوقفت في مكانها.كانت برودة الغرفة تغزو جسدها العاري. سحبت الغطاء وغطت جسدها، وانكمشت إلى زاوية السرير، ودفنت رأسها فيه. لكنها لم تستطع كبح الدموع التي انسابت بلا توقف، حتى تبلل الغطاء.كان شكلها وهو يغادر ببرود كالصفعة على وجهها.أظهر لها القليل من الحنان، وكانت غارقة فيه.أر

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 24

    قالها طارق بصوتٍ خافتٍ.لكن هند لم تلقِ له بالًا، بل صعدت الدرج متجاهلة وجوده تمامًا.نظر إليها طارق بعينين يملأهما الغموض، تابع خطواتها وهي تتلاشى عند نهاية الدرج. جلس في الأسفل لبعض الوقت، قبل أن ينهض متجهًا نحو غرفة النوم .دفع الباب بيده بهدوء، فلم يجد أحدًا في الداخل، لكن صوت المياه المتدفقة من الحمام أفصح عن وجود هند تستحم بالداخل .شعر طارق بحرارة تجتاحه، ابتلع ريقه ،و أرخى ربطة عنقه قبل أن يلتقط رداءًا من الخزانة ويذهب إلى حمام آخر ليغتسل هو أيضًا.عندما عاد، صادف خروج هند من الحمام.كانت قد نسيت أن تأخذ ملابس النوم، وشعرها شبه مبلل، وجسدها ملفوف بمنشفةٍ تصل بالكاد إلى أسفل فخذها.بشرتها البيضاء الصافية كالحليب.عنقها الطويلة وكتفاها الرشيقتان المكشوفان . ناهيك عن المناطق المغطاة بالمنشفة، فقد أثارت في مخيلة طارق ذكريات جعلته يتوقف للحظة.تقابلت أعينهما، ثم أسرعت هند وأشاحت بنظرها بعيدًا، توجهت إلى خزانة الملابس. وهي تبحث عن ملابسها، قالت ببرود:"سأنام الليلة في غرفة الضيوف.""هند !ماذا تعنين بذلك؟" رد طارق بصوتٍ مثقلٍ بالغموض.أجابته بسخرية وهي تشتم في أنفاسه رائحة خفيفة

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 23

    كأن طارق يمسك بيده سكينًا ليطعن قلبها مباشرةً."هند، أليس مجرد رفع كأس لتحيي زوجة أخيكِ؟""ما المشكلة في ذلك؟""حقًا، الآنسة خلود متفهمة جدًا تحية الكأس لزوجة الأخ لا تحتاج لكل هذا العناء."كانت ملامح هند مشدودة، وشفتيها مطبقتين. تقدمت بخطى ثقيلة، وأمسكت بالكأس من الطاولة، رفعتها أمام خلود، ثم شربتها دفعة واحدة دون أن تنطق بكلمة، ووضعت الكأس، ثم استدارت وغادرت.ضحك باسم وقال: "حتى كلمة 'زوجة أخي' لم تنطقها."ثم أضاف بسخرية: "تعتقد نفسها ابنة العائلة الكبرى حقًا؟ كيف تتجرأ على إظهار عدم الاحترام لطارق أمام الجميع!"أحدهم تدخل قايلاً :"كونها حصلت على مكان في شركة طارق يعد كافيًا. أما الآنسة خلود، فهي السيدة المستقبلية للشركة، ولا يجوز لهند أن تستهين بها. طارق، هل سترى خلود تُظلم أمامك دون أن تتدخل؟"حاول جمال التخفيف من التوتر، وقال: "كفى، لنترك هذا الحديث."لكن أحد الحاضرين، راغبًا في كسب رضا طارق وخلود، قال بصوت عالٍ: "طارق، هند جاءت لعائلتكم عندما كانت في العاشرة. هي بالكاد تُعتبر متبناة، ولا ينبغي أن تُعامل بهذه المحاباة. انظر كيف لا تعيرك ولا تعير الآنسة خلود أي اهتمام، ربما بسبب دعم

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 22

    رفع طارق بصره، فرأى هند تقف عند الباب.كانت تقف عكس الضوء، مما جعل ملامح وجهها غير واضحة، لكن كان لديه شعور قوي بأنها تنظر إليه.قالت هند بابتسامة خفيفة، بينما تمرر بصرها سريعًا على الحاضرين: "تصادفتُ مع باسم في الممر، فجئت لألقي التحية عليكم."سألها طارق بنبرة هادئة: "هل جئتِ لتناول الطعام مع أصدقائكِ هنا؟""نعم." أجابت باختصار.ابتسم جمال وقال: "هند، بماذا انتِ مشغولة مؤخرًا؟""بعرض العلامة التجارية م.ك؟."تفاجأ جمال للحظة، وأدرك أنه ألقى قنبلة دون قصد.لكن يبدو أن الآخرين ليسوا على علم بذلك، فأشار أحدهم نحو خلود وقال مبتسمًا: "أليست الممثلة هنا بالفعل؟"ابتسمت هند بخفة، ثم تقدمت إلى الطاولة وأخذت كأسًا فارغًا، وملأته بالشاي.قالت بهدوء: "اليوم لقاؤنا صدفة، أرفع كأس الشاي هذا بدلاً من النبيذ لتحيتكم جميعًا .أعتذر على الإزعاج، وسأعوضكم بدعوة لاحقة. أحييك ايضا يا أخي " نطقت هند كلمة "أخي" بوضوح. وهي كلمة لم تعتد تستخدمها منذ زواجها من طارق، حيث كانت تدعوه ب " طارق" .شربت هند الشاي دفعة واحدة. ثم أضافت: "أعتذر." "لدي أمور أخرى الآن، لذا لن أطيل ازعاجي ."لكن باسم تدخل بلهجة مازحة: "ه

Scan code to read on App
DMCA.com Protection Status