خلال تلك الفترة، لم يعد سمير إلى الفيلا، لأنه لم يرغب في أن يتكرر ما حدث في ذلك اليوم.لكن من كان يظن أن تلك المرأة ستقتحم عالمه مجددًا، بنفس هذه الهيئة!عندما رأى مظهرها المثير وهي تحاول إرضاء الرجال.اشتعلت فيه كراهية عارمة.إذا لم يكن هو من جاء اليوم، فهل كانت ستفعل ذلك أمام رجال آخرين، محاولة لفت انتباههم؟كلما فكّر بالأمر، زاد غضبه، وكأن نارًا غير قابلة للسيطرة تشتعل في رأسه، تعطل قدرته على التفكير.كل ما أراده في تلك اللحظة هو امتلاك هذه المرأة!كانت تحركاته سريعة للغاية لدرجة أن مايا لم تدرك ما ينوي فعله. وعندما استوعبت ما يحدث، كانت شفتاها الناعمتان قد غُطيتا بشفتيه."اوه..."حاولت مايا المقاومة، ولكن بمجرد أن تحركت يداها، أمسك بهما وثبتهما فوق رأسها على ظهر المقعد.كان سمير قاسيًا ومتسلطًا، دون أدنى لمسة من الرقة، وكأنه يعاقبها، مستمرًا في امتلاكها بطريقة قاسية!كانت شفاهها ناعمة، تفوح منها رائحة فريدة.ذكّرته بإحساس مألوف جعل طمعه يزداد.الألم...كانت مايا ترتجف من شدة الألم، غير قادرة على المقاومة، وأُجبرت على التحمل.بعد دقائق، استعاد سمير جزءًا من عقله، وأبعد شفتيه ببطء عن
تزوجت مايا ، لكن العريس لم يظهر أبداً.غطاء السرير الأحمر، وزخارف الزفاف على الحائط، والألوان البارزة، كانت كصفعات متتالية على وجهها.إهانة! قهر!؟ولكن ماذا بوسعها أن تفعل؟منذ ولادتها، كانت حياتها بأكملها تحت سيطرة الآخرين، بما في ذلك زواجها.زواجها لعائلة سمير لم يكن سوى نتيجة لجشع والدها. كان جدها سائقًا للجد الأكبر لعائلة سمير. وفي حادث مفاجئ، مات أثناء إنقاذ الجد الأكبر.الشركة الصغيرة التي يديرها والدها كانت غارقة في الديون الضخمة، وتواجه الإفلاس. أدرك والدها البارع أنه إذا طلب المال من عائلة سمير، فسيضيع المعروف الوحيد المتبقي لديهم. لذا، فكر في وسيلة أنانية، وهي أن يطلب من الجد الأكبر أن يتزوج حفيده سمير من مايا.بهذا، يمكن لعائلة سمير بممتلكاتهم أن تقدم مهرًا كبيرًا ، فضلًا عن تحقيق صلة نسب مع العائلة الغنية.لم ترفض عائلة سمير، حفاظًا على سمعتهم.لكن هذه الزيجة أثارت غضب سمير بشدة. لذا، لذا لم يحضر حفل الزفاف الذي اقتصر على أفراد العائلتين فقط. وإشترط شرطًا واضحًا: لا يحق لها أن تقدم نفسها كزوجته في العلن.في هذه القصة بأكملها، لم يسألها أحد إن كانت موافقة أم لا.فتحت ما
قال مدير المستشفى: "هذه هي الطبيبة التي كانت مناوبة الليلة الماضية، ثريا."تقدم سعيد بخطوات ثابتة، وألقى نظرة على بطاقة عمل ثريا، ثم قال: "تعالي معي."نظرت ثريا بحيرة وقالت: "إلى أين...؟"لكن مدير المستشفى قاطعها بحزم: "هيا بسرعة، لا تدعي السيد سمير ينتظر طويلاً."بعد لحظات وجدت نفسها تُقاد إلى مكتب المدير.كان سمير جالسًا على الأريكة، جسده الطويل يبدو مستقيماً وأنيقاً، ورغم محاولته الحفاظ على هدوئه، إلا أن شحوب شفتيه كشف عن إرهاق ظاهر.رائحة المطهر الطبي طغت على الجو، لكنها لم تستطع إخفاء أثر الدماء الخافت الذي بدا وكأنه يلتصق به.كان يرتدي بدلة سوداء أنيقة، وانعكست هيبته القوية في كل حركة من حركاته. مجرد نظرة واحدة من عينيه الحادة كافية لزرع الرهبة في قلب أي شخص.انحنى سعيد نحو سمير وهمس بصوت منخفض: "تم تدمير جميع تسجيلات المراقبة من الليلة الماضية عمداً. من الواضح أن من كانوا يطاردونك حاولوا طمس أي دليل. وهذه هي الطبيبة المناوبة التي تأكدنا أنها كانت هنا الليلة الماضية، وفقًا لجدول المناوبات."رفع سمير نظره نحو ثريا.شهقت ثريا بصدمه، فهذا الرجل هو المدير العام لمجموعة شركات
الشخص الذي اتصل بها هو زميلها في الدراسة، تخرجوا من نفس كلية الطب، لكنه كان في دفعة أعلى منها بسنتين، ذهب لدراسة التخصص في الخارج، وهو الآن معروف جدًا في البلاد. كان دائمًا يهتم بها. لذلك، يمكن القول إنهما كانا صديقين مقربين .قالت بسرعة: "ماذا، قل لي."رد قائلاً: "لدي مريض، لدي امر طارئ ولا أستطيع الوصول في الوقت المحدد، هل يمكنك الذهاب بالنيابة عني؟"نظرت مايا إلى الساعة، لم يكن لديها مواعيد عيادة اليوم، ولكن كان لديها عمليتين جراحيتين بعد الظهر، وكان لديها وقت في الصباح، فقالت: "حسنًا."قال: "العنوان هو: حديقة الورود، المنطقه A شقه رقم 306 .قولي لهم أنك تريدين مقابلة السيد سعيد و سيبلغونه.ردت: "حاضر."أضاف: "هذا الامر ، لا تذكريه لأحد، ولا تسألي عن التفاصيل، فقط تواصلي مع المريض واعملي على علاجه." "فهمت."بعد أن أنهت المكالمة، ركبت سيارة أجرة وتوجهت إلى المكان. كان ذلك المكان في حي سكني راقٍ، حيث كان الأمن والخصوصية من الدرجة الأولى.أوقفها حارس الأمن عند البوابة، وعندما قالت إنها تبحث عن السيد سعيد، اتصل الحارس للتأكد من الأمر، وبعد الموافقة سمح لها بالدخول.وصلت إل
وقفت مايا و عيناها متوجهة نحو الأسفل، اقتربت لتجمع صندوق الإسعافات الطبية، دون أن تنسى مسؤوليتها كطبيبة. وجهت تعليماتها قائلة:"الجروح لا يمكن أن تتعرض للماء في الوقت الحالي، يجب تعقيمها مرة واحدة يومياً، واحرص على أن تكون الملابس فضفاضة لتجنب احتكاكها بالجرح."وضعت الأدوية جانباً وقالت: "هذا الدواء يُؤخذ عن طريق الفم، وهذا للاستعمال الخارجي."لم يلتفت سمير إليها، واكتفى بالرد بصوت خافت، "همم."مايا لم تضف المزيد من الكلمات، بل حملت صندوق الإسعافات وغادرت.استقلت سيارة أجرة وعادت إلى المستشفى، كانت الساعة قد قاربت الحادية عشرة . توجهت إلى كافتيريا المستشفى لتناول وجبة خفيفة ، وعادت إلى مكتبها، لكنها لم تلبث طويلاً حتى استدعاها المدير إلى مكتبه.قال المدير بلهجة جدية تخفي شيئاً ما: "بخصوص الذهاب للتدريب في المنطقة العسكرية الثانية، قررت أن أرسل ثريا بدلاً منك."تجمدت مايا لبرهة، لكنها لم تستسلم، وسألت بإصرار: "ألم تقل إنني أنا من سيذهب؟"أجاب المدير، وقد بدا عليه الإحراج: "أنت تعرفين أن المعدات الطبية المتقدمة في مستشفانا تبرعت بها مجموعة الافق. وسمير أوصاني بالاهتمام بالدكتورة ثريا
سعد جاء إلى هنا للبحث عن مايا، وركب مع سمير في طريقه.عندما رأى ثريا تقترب، فتح باب السيارة ونزل قائلاً: "سأذهب الآن."بعد مغادرته، دخلت ثريا السيارة وجلست مقابل سمير. شعرت ببعض التوتر، فقد أدركت أنه ربما خلط بينها وبين شخص آخر. لكنها أيضاً استوعبت الفوائد التي ستجنيها من التقرب منه.رغم أن المدير كان يُعجب بـ مايا دائماً، إلا أنه فجأة منح فرصة التدريب في المستشفى العسكري لـ ثريا، وكل ذلك بسبب سمير.قررت ثريا أن تستغل هذه الفرصة. هذا النوع من الحظ النادر الذي وهبته لها السماء لا يمكن أن تضيعه.قالت بنبرة واثقة وهي ترفع عينيها: "لقد فكرت في الأمر."لم يكن سمير يتوقع أن تتخذ قرارها بهذه السرعة، فمال بجسده قليلاً وكأنه يفكر في جوابها.تابعت ثريا: "لا أريد شيئاً."كانت تعلم أن الزواج منه يتطلب وجود علاقة عاطفية قوية أو اتفاق ضمني. إذا طالبت بالزواج أو بأي امتياز آخر فوراً، فقد تظهر وكأنها طامعة.لذلك قررت أن تتبع استراتيجية التراجع لتنال المكاسب لاحقاً: "يكفيني أن نكون مجرد أصدقاء عاديين."ضغط سمير شفتيه بإحكام، ولم يُظهر أي تعبير واضح، لكنه سألها بنبرة هادئة: "هل فكرتِ جيداً؟"أومأت
رفع سمير نظره، انعقد حاجباه قليلاً، فارتسمت على ملامحه هيبة دون أن يغضب. قال بنبرة منخفضة: "نعم؟"رد سعد، وهو يعض على أسنانه: "حسنًا، من أجل سعادتك، سأتحمل ذلك."نظر سمير إليه بعينين عميقتين، سوداوين وهادئتين، وقال بصوت حازم: "لنذهب."سعيد أدار المحرك، وتحركت السيارة. أما سعد، فشعر بحاجة للقيام بشيء من أجل مايا. فاستدار ليبحث عنها، لكنه وجدها قد خرجت بالفعل."مايا." ناداها وهو يتقدم نحوها.ابتسمت له قائلة: "عليّ أن أعود الآن."نظر إليها سعد وشعر بشيء من الضيق في قلبه. قال بتردد: "بالنسبة لموضوع البحث عن قلب متوافق لوالدتك، سأبذل قصارى جهدي لأساعدك بأسرع وقت ممكن."تذكرت مايا والدتها، فاختنق قلبها بالألم. حاولت جاهدة أن تخفي مشاعرها، لكن صوتها خانها واهتز قليلًا وهي تسأل: "حقًا؟"القلب ليس كأي عضو آخر؛ العثور عليه أمر صعب للغاية. بعض الناس ينتظرون طويلاً، ولا يجدونه أبدًا حتى الموت .قالت مايا: "أشكرك كثيرًا يا أخي ." لم تكن تعرف كيف تعبر عن امتنانها. احمرت عيناها قليلًا من التأثر.رد سعد بارتباك: "علاقتنا لا تستدعي الشكر."كان يشعر بأنه إذا لم يكن سمير هو من فتح الأبواب لها، لكانت
"آنسة مايا؟ أنا مساعد السيد سمير. السيد سمير يطلب حضورك، تفضلي معي."عندما رأت سعيد، شعرت مايا بالدهشة للحظة، ثم خفضت نظرها بسرعة لتخفي تعبيرها الذي كشف أنها تعرفه.تذكرت المرة السابقة عندما ذهبت بدلاً عن سعد لعلاج شخص مصاب، كان هذا الرجل هو من فتح الباب. هل هو مساعد سمير؟ إذاً ذلك المصاب كان سمير؟قال سعيد مرة أخرى بنبرة أكثر حدة: "آنسة مايا، تفضلي."مايا استعادت وعيها وقالت: "لدي عمل."كان واضحًا أنها ترفض الذهاب .فهي لا تريد مقابلة ذلك الرجل بأي شكل.رد سعيد بلهجة تهديد: "آنسة مايا، فكري جيدًا. وضعك الحالي لا يسمح بإغضاب السيد سمير. خسارة وظيفتك أمر بسيط، ولكن الأمر قد يدمر مستقبلك المهني بالكامل كطبيبة."كان التهديد واضحًا وصريحًا.ضغطت مايا على يدها بعصبية، وهي تفكر في والدها الذي أعطاها فقط تكاليف العملية، بينما علاج والدتها ورعايتها يعتمد على راتبها. لم تكن تملك خيارًا سوى الموافقة.قالت باستسلام: "انتظر قليلاً، سأجري اتصالاً بالمستشفى لأخذ إجازة."صعدت إلى غرفتها، وأجرت الاتصال، ثم فتحت درجها وأخذت معها مشرطاً وضعته في حقيبتها للدفاع عن نفسها. بعد أن رتبت أمورها سريعً
خلال تلك الفترة، لم يعد سمير إلى الفيلا، لأنه لم يرغب في أن يتكرر ما حدث في ذلك اليوم.لكن من كان يظن أن تلك المرأة ستقتحم عالمه مجددًا، بنفس هذه الهيئة!عندما رأى مظهرها المثير وهي تحاول إرضاء الرجال.اشتعلت فيه كراهية عارمة.إذا لم يكن هو من جاء اليوم، فهل كانت ستفعل ذلك أمام رجال آخرين، محاولة لفت انتباههم؟كلما فكّر بالأمر، زاد غضبه، وكأن نارًا غير قابلة للسيطرة تشتعل في رأسه، تعطل قدرته على التفكير.كل ما أراده في تلك اللحظة هو امتلاك هذه المرأة!كانت تحركاته سريعة للغاية لدرجة أن مايا لم تدرك ما ينوي فعله. وعندما استوعبت ما يحدث، كانت شفتاها الناعمتان قد غُطيتا بشفتيه."اوه..."حاولت مايا المقاومة، ولكن بمجرد أن تحركت يداها، أمسك بهما وثبتهما فوق رأسها على ظهر المقعد.كان سمير قاسيًا ومتسلطًا، دون أدنى لمسة من الرقة، وكأنه يعاقبها، مستمرًا في امتلاكها بطريقة قاسية!كانت شفاهها ناعمة، تفوح منها رائحة فريدة.ذكّرته بإحساس مألوف جعل طمعه يزداد.الألم...كانت مايا ترتجف من شدة الألم، غير قادرة على المقاومة، وأُجبرت على التحمل.بعد دقائق، استعاد سمير جزءًا من عقله، وأبعد شفتيه ببطء عن
عندما دخل سمير بجسده الطويل المهيب إلى الغرفة الخاصة، جمدت مايا في مكانها.كانت متصلبة بالكامل.وقف طارق بسرعة، مرحبًا باحترام، "السيد سمير".انتقلت نظرة سمير من وجه طارق إلى مايا. كانت دائمًا بسيطة في مظهرها، فمنذ أن تعرف عليها لم يسبق أن رآها تضع مساحيق التجميل، وكانت ملابسها اليومية متواضعة ومحافظة. لم يسبق له أن رآها ترتدي ملابس مكشوفة، ناهيك عن لون أحمر صارخ يبرز بياض بشرتها.لاحظ طارق أن مايا لم تتحرك، فمد يده ليشدها بلطف، "انهضي بسرعة لتحيي السيد سمير".ولكن عندما لمس طارق ذراع مايا، تغيرت تعابير سمير بوضوح، وكأنه على وشك فقدان أعصابه، لكنه تحكم بنفسه ولم يتحرك.وقفت مايا أخيرًا، وكانت ترتدي فستانًا طويلاً ضيقًا يبرز تفاصيل جسدها بشكل جلي، مما أضاف مظهرًا فاتنًا غير معتاد.طرف سمير بجفونه قليلًا. واختفت ومضة من الضوء العميق في عينيه سريعًا.كانت مايا تشعر بتوتر شديد؛ لم تكن تتوقع أن يكون الشخص الذي ستقابله هو سمير. لو علمت بذلك، لما كانت وافقت أبدًا.تلعثمت وهي تقول، "السيد سمير..."ثم ابتسم طارق وقدمها قائلًا: "هذه الآنسة مايا".وبمجرد أن انتهى من تقديمها، طلب من مايا أن تسحب
مايا أجابت."لا...."مايا وسمير مجرد زوجين بالاسم، لذا، في الواقع، ليس لديها حبيب.ابتسمت المديره لبنى بلطف واقتربت وهي تمسك بذراع مايا بحميمية وقالت :"لدي أمر أريد طلب مساعدتكِ فيه."كانت المديرة لبنى شخصية لطيفة، وقد عاملتها بشكل جيد خلال الأيام التي عملت فيها هناك. لكن هذه الحميمية المفاجئة جعلت مايا تشعر بعدم الارتياح.سحبت مايا ذراعها برفق وقالت:"إذا كنتِ بحاجة إلى مساعدة، فقولي لي مباشرًة. إن كان بإمكاني المساعدة فسأفعل، وإن لم أستطع، فسأعتذر."ترددت المديرة لي للحظة وقالت:"زوجي هو مالك شركة الامل للأدوية. لديهم فريق عمل يعمل على تطوير دواء لعلاج السرطان. لقد استثمروا الكثير من الأموال خلال السنوات الماضية، وحققوا بعض التقدم، ولكن الآن ينقصهم التمويل. زوجي يحاول إيجاد مستثمرين، لكن ليس الجميع يرغب في الاستثمار. هناك شخص مهتم بالاستثمار، لكن الموعد الذي تم تحديده للقائه لم يأتِ فيه. زوجي يعتقد أن الشخص ربما تردد."توقفت المديرة للحظة ثم أضافت:"الشخص عازب ويتمتع بمكانة مميزة…"قاطعتها مايا:" لم أفهم. ما علاقة هذا الأمر بي؟"حقًا ما علاقة هذا الأمر بها ؟فهي ليست مستثمرة ولا تمل
نظر سمير إلى جسد مايا البارز والمتناسق... وعمق نظرته صار أكثر وضوحًا، وارتجفت حدقتاه قليلًا، بينما تحركت تفاحة آدم لديه صعودًا وهبوطًا، محاولًا ضبط نبرة صوته. قال بلهجة صارمة: "هل تظنين أن هذا سيجعلني أنجذب إليكِ؟"في الواقع، كان قد انجذب بالفعل.لكن كبرياءه لم يسمح له بأن تكون له مشاعر تجاه امرأة مثلها.أنا... أنا... لم أقصد..."، وسرعان ما أمسكت بالمنشفة لتغطي نفسها."لا تكشفي جسدكِ القذر أمامي مرة أخرى." قالها ثم خرج من الغرفة مغلقًا الباب بعنف.مشى بخطوات واسعة نحو الغرفة المجاورة، محاولًا تجنب رؤية مايا مرة أخرى.لكن عقله ظل يعيد مشهد جسدها الجذاب وكأنه فيلم يعيد أبرز لحظاته مرارًا وتكرارًا.لم يستطع التحكم في أفكاره.مزاجه كان مضطربًا و متوترًا لدرجة أنه شد ياقة قميصه بعنف. رغم أنها لم تكن ضيقة، إلا أنه شعر وكأنها تخنقه.غضبه وقلقه جعلاه يلعن بصوت خافت: "هذه المرأة اللعينة!"لقد كانت بارعة في إغواء الآخرين بالفعل،وهذا ما زاد من استيائه .وما زاد من غضبه لأنه وقع في فخها!خلع ربطة عنقه وبدأ بفك أزرار قميصه وهو يتوجه إلى الحمام، محاولًا تهدئة نفسه بالماء البارد.كانت هذه المرة الأكث
جواد أومأ برأسه معترفًا أن مايا قد أثارت اهتمامه بالفعل.أما عن سبب إعجابه بها، فلم يكن يعرف الجواب .ربما لأن الأشياء التي لا يمكن الحصول عليها تثير القلوب؟على أي حال، تلك المرأة التي جرحته مرارًا وتكرارًا تركت انطباعًا قويًا لديه!سمير، الذي كان يعلم أن جواد لم يتمكن من مايا، هدأ غضبه قليلًا. لكنه عندما أدرك أن جواد معجب بمايا، عاد غضبه ليتصاعد، بل أشد من ذي قبل!"ما الذي يعجبك فيها؟" قال سمير بنبرة لا تخلو من الاستغراب. بالنسبة له، لم يكن يرى في تلك المرأة أي ميزة."ما الذي يجعلها جديرة بالإعجاب؟ لأنها فقط تحب الرجال؟"رد جواد دون تفكير: "لا أعلم، ولكنني أريدها وحسب."سمير عبس، شعر وكأن أحدهم يطمع في شيء يخصه.ابتعد عنها! قالها محذرًا.نظر جواد بدهشة وقال: "ما الأمر؟ هل أنت مهتم بها أيضًا؟"هنا، حتى سعيد، الذي كان يقف خلفهم، نظر نحو سمير بعينين فضوليتين.تصرفات سمير كانت تبدو غريبة.هل لديه مشاعر تجاه مايا؟سمير، بنبرة رسمية باردة، أطلق ضحكة ساخرة وقال: "كيف لي أن أهتم بمثل هذه المرأة؟"جواد رفع حاجبيه وقال: "كل شخص لديه ذوقه الخاص، سمير. أنت لا تعجبك، ولكنني معجب بها. ما دامت لم ت
”ما الذي تمثله؟ هل تخشى تحمل المسؤولية؟ هل أنت مستاء لأن ذلك الرجل لم يتمكن مني؟" عضّت على أسنانها بقوة محاولة كبح عواطفها.قام سمير بدفعها بعيدًا وقال: "لم أفعل ذلك!"كادت تسقط على الأرض بعد أن دفعها، لولا أن العمه هند أمسكت بها وتمكنت من إبقائها واقفة.قال بغضب: "أنتِ زوجتي، ما دمتِ زوجتي، لن أسمح لأي رجل آخر بتدنيسكِ. ولا أريد إضافة خيانة جديدة على رأسي! "أظلم وجهه"، من هو؟"نظرت مايا إلى سمير.بشخصيته المتعجرفة، إن كان هو الفاعل، لما كان لينكر ذلك. هو ليس من النوع الذي يفعل شيئًا ولا يجرؤ على الاعتراف به.قال سمير بغضب غير مبرر: "أجيبي، من هو؟"حتى هو نفسه لم يكن يدرك لماذا شعر بهذا الغضب عندما علم بما كاد أن يحدث لها!قالت: "الرجل من المرة السابقة..."لم تكمل مايا حديثها، لكن سمير أدرك فورًا من كان المقصود.تذكر أنه قابل جواد عندما كان خارجاً من النادي . وفي لحظة واحدة، فهم ما حدث!كانت ملامحه قاتمة كسماء تسبقها العاصفة. لم يستطع التحكم في نفسه عندما تخيل ما حدث.على الرغم من أنه لا يحب مايا، إلا أنها زوجته، ولن يسمح أبدًا لأي رجل آخر بإهانتها أو لمسها. بالنسبة له، ذلك يعتبر إهانة
لوهلة لم تفهم مايا قصده، نظرت إليه لثانيتين قبل أن تدرك ما يرمي إليه. لكنها لم ترد عليه. فقد توقعت أن يكون وراء كلماته نوع جديد من الإهانة. خفضت رأسها وأخذت تأكل بسرعة، وكأنها تحاول إنهاء وجبتها بأسرع وقت ممكن. راقبها سمير وهي تلتهم طعامها دون أي اكتراث فعبس وقال بنبرة متعجرفة: "لماذا تأكلين بهذه السرعة ؟ لا أحد ينافسكِ على الطعام." شعر بشعور غريب.。 ومع ذلك، وبينما يراقب طريقتها غير الرسمية في الأكل، لم يشعر بالإزعاج كما توقع على العكس، بل شعر أنها لطيفة.بدت له أكثر واقعية مقارنة بالنساء اللواتي يتصنعن الرقة والكمال.أنهت مايا آخر لقمة، ارتشفت قليلًا من الماء، ثم رفعت عينيها وقالت ببرود "آكل بسرعة أو ببطء، هذا شأني الخاص، لا علاقة لك بذلك." على كل حال، حتى وظيفتها، قد تدمرت على يده.لا يوجد ما يهددها به.حتى وإن كانت تخاطر!رفع سمير حاجبيه قليلًا، مظهرًا ابتسامة ساخرة. ثم قال بصوت منخفض لكنه مفعم بالتهديد هل ترغبين في الموت؟"ما هذه الجرأة التي حلت بها؟تتكلم بكل هذا الاندفاع.ألا تريد أن تعمل ؟ نظرت إليه مايا مباشرًة، عينها تفيض بالغضب والاحتقار، "بالفعل، لا أريد أن أعيش. إذا
بعد سنوات من العمل لم تستطع ماياالاحتفاظ بأي مدخرات. كان علاج والدتها عبئًا دائمًا تتحمله وحدها براتبها.لم تعد قادرة على تحقيق حلمها بأن تصبح طبيبة عسكرية الآن. اضطرت إلى اختيار وظيفة أخرى مؤقتًا، فحلمها أصبح مؤجلًا بفعل ظروف الحياة القاسية. لكنها لم تتخلَّ عنه.ما زالت تؤمن أنه سيأتي يوم تحقق فيه حلمها، وستصبح طبيبة.خرجت من المستشفى واستقلت سيارة أجرة عائدة إلى الفيلا.ما إن دخلت، حتى استقبلتها العمة هند بابتسامة دافئة وقالت بقلق:"سيدتي ، هل أنتِ متعبة؟ يبدو وجهكِ شاحبًا!"هزّت "مايا" رأسها وقالت: "لا شيء."خلعت حذاءها ودخلت. "أليس لديكِ عمل اليوم؟" سألت العمة هند.كانت دائمًا مشغولة، وأحيانًا كانت تعمل ليالي متواصلة.حزن قلب مايا، ونظرت إلى العمة هند، كان من المفترض أن تذهب للعمل، لكن...أجابت بابتسامة تحمل مرارة: "اليوم إجازة."كانت العمة هند هي الدفء الوحيد في الفيلا. لذا لم ترغب مايا في أن تقلق عليها.تابعت محاولتها للتظاهر بالقوة قائلة: "في الحقيقة، أعطاني المدير عدة أيام للراحة."ابتسمت" العمة هند "وقالت بودّ: "هذا جيد. تحتاجين إلى الراحة. تبدين نحيفة جدًا، استغلي هذه الفرص
جلس سمير بتوتر واضح وهو يشدّ ربطة عنقه بعصبية، ثم أطلق زفيرًا طويلًا ممزوجًا ببرود.المرأة تلك الليلة، وبرائتها تلك، تركت داخله شعور عميق.ثريا لديها حبيب، بالنظر إلى مدى قربهما من بعضهما، يبدو أنها دخلت معه في علاقة من قبل.“لقد تم تدمير كاميرات المراقبة تلك الليلة، لا يوجد دليل قاطع، ربما حدث خطأ ما، سأتحقق مرة أخرى، لأرى إن كان هناك خطأ ما أم لا، إن كنت احتفظت بأي شيء لها، لكان من الجيد الآن...”يقوم سعيد بعمله، ولكنه لم ينس أن يتذمر.“انتظر...”أوقفه سمير، “انس الأمر.”هدأ وفكر في الأمر، في ذلك الموقف، إن مارست امرأة الجنس من أحدهم، هل يمكن أن تكون متحفظة؟سلمت نفسها بكل سهولة، كيف له أن يريدها بكل هذا النقاء؟هو من كانت توقعاته عالية.هذا لا يعني له شيئًا الآن.أي نوع هي من النساء! لم يعد مهتمًا كما كان.لم يتمكن سعيد فهم تغييره.سأل سعيد بفضول: "هل أغضبتك ثريا؟"نظر سمير إليه بعينين تعكسان ظلالًا من الغضب والخيبة.فهم سعيد على الفور، "لا شيء، سأذهب لعملي"خرج سعيد من المكتب مسرعًا وكأن شيئًا ما يطارده.أغلق باب المكتب، مما حجب عنه الضوضاء.عندما هدأ المكان. جلس سمير على كرسيه وأ