كانت قد خططت للأمر جيدًا، لكنها بمجرد أن فكرت في مواجهته، شعرت ببعض التردد في قلبها.مشهد غضبه العارم بالأمس لا يزال حاضرًا في ذهنها!أخذت نفسًا عميقًا، وحشدت شجاعتها قبل أن تخطو باتجاه الغرفة.عندما فتحت الباب، كان أول من رأته العمة هند، التي ابتسمت قائلة: "عدتِ من العمل؟"ردت مايا بإيماءة خفيفة ونظرت إلى الداخل، فلم ترَ سوى شخص جالس على الأريكة دون أن ترى وجهه.قالت العمة هند: "السيد في الداخل."بدّلت مايا حذاءها ودخلت، محاولة رسم ابتسامة على وجهها. بادرت بالتحية: "مساء الخير، سيد سمير."وضع سمير المجلة الاقتصادية التي كان يطالعها جانبًا، ورفع عينيه لينظر إليها بازدراء واضح.قال بنبرة تحمل السخرية: "سيد سمير؟"هذه المرأة، لا تريد الطلاق منه، لكنها في الوقت ذاته تتصرف وكأنها غريبة عنه؟هل هي تلعب لعبة الامتناع للحصول على ما تريد؟قالت مايا باعتذار مرة أخرى، وبصدق ظاهر: "لم أقصد أن أعبث بأغراضك. أنا آسفة جدًا."رد عليها سمير باستهزاء وهو مسترخٍ على الأريكة، ساق فوق الأخرى: "هل تعتقدين أنني سأغفر لكِ لمجرد أنكِ قلت آسفة؟"لا يعرف لماذا، لكنه بدا سعيدًا برؤيتها تتحدث بخضوع وتوخي الحذر أم
حلمت مايا حلماً مرعباً؛ رأت نفسها محاطة بثعبانين ضخمين يلفان جسدها بإحكام حتى عجزت عن التنفس. كانت تشعر أنها على وشك الموت اختناقاً، لكن فجأة ظهر شعاع من الضوء، فتشبثت به بكل قوتها...تماماً عندما اعتقدت أنها ستنجو، استيقظت مذعورة...فتحت عينيها لترى أمامها رجلاً طويل القامة، ملابسه غير مرتبة، يحدق بها بنظرات غاضبة وكأنه على وشك أن يلتهمها.في لحظة أدركت مايا الوضع، فتراجعت مرتعبة إلى زاوية الأريكة، متلعثمة، "أنت... ماذا تريد؟"كان صوتها مبحوحاً من أثر النوم، ومع ذلك لم يخلُ من ارتعاشة خفيفة.ضحك سمير بسخرية، فمن الواضح أنها هي من أمسكت بثوب نومه وفتحت رباطه، والآن تتظاهر وكأنها خائفة!"أليس أنتِ من اشتاقت لرجل وحاولتِ استغلالي بينما تتظاهرين بالنوم؟"تجمدت أنفاس مايا للحظة، وارتجفت أصابعها بينما قبضت على نفسها بشدة، وحدقت به بعناد، "لم أفعل ذلك!"سمير لم يبدِ أي تصديق، وأجاب ببرود: "حقاً؟"ثم اقترب منها فجأة دون إنذار، وملأها حضوره المهيب بشعور من الضغط والخوف.دفعت مايا يديها أمامها في محاولة لصدّه. ولكن عندما لمست يدها صدره العاري، شعرت بحرارته تضرب كيانها. كانت أصابعهما تتلاقى للحظ
سمير لم يقضِ الليلة الماضية في غرفة نومها.حيث كانت الغرفة مرتبة بشكل مثالي وكأن أحدًا لم يدخلها.استغلت مايا غيابه، دخلت الغرفة، أخذت حمامًا دافئًا، وارتدت ملابس نظيفة قبل أن تغادر المنزل.قررت الذهاب إلى المستشفى لتتفقد وضعها الوظيفي. لكن عندما وصلت هناك، فوجئت بأن المدير قد عيّن شخصًا آخر في مكانها.كانت الصدمة تتملكها وهي تغادر المستشفى بخطوات مثقلة.وقفت على درجات المدخل، تتأمل الناس المارين من أمامها.كانت تعرف في أعماقها أنه لم يعد لديها أي خيارات.في تلك الليلة، قررت التوجه إلى نادي الجسر الأزرق، المكان الذي ذكره سمير.وقفت مايا عند المدخل، وعندما همّت بخطوتها الأولى، لمحت ثريا تدخل إلى المكان.ثريا هنا؟!تساؤل تبادر إلى ذهنها، لكنها تذكرت سريعًا العلاقة بين ثريا وسمير، ولم يعد الأمر غريبًا عليها.تقدمت بخطوات حذرة، وكأن قوة خفية تدفعها لتتبع ثريا. شاهدتها تدخل إلى إحدى الغرف الخاصة.لكن ما أدهشها هو أن الشخص داخل الغرفة لم يكن سمير، بل كان أحد زملائهم القدامى في الجامعة، شابًا ثريًا كان قد لاحق ثريا لفترة طويلة.رغم ثرائه، كان شكله غير جذاب، ولذلك لم تكن ثريا تُلقي له بالاً.و
ما أن أغلق سمير الهاتف حتى ألقى به بعنفٍ على الطاولة.فصدر صوت قوي أشبه بالانفجار الصغير.مما جعل مايا تقفز من مكانها مذعورة . وقفت على جانب الغرفة، صامتة، لا تجرؤ على النطق.كانت تعرف أن ما حدث بينهما، وما سمعه سمير للتو، يكفي لإشعال غضب أي رجل، ناهيك عن سمير المتغطرس.حاولت مايا التحدث، صوتها خافتٌ مثل الهمس : ”إنه......“لكن سمير كان كبركانٍ على وشك الانفجار. لم ينظر إليها. بل أخذ يذرع الغرفة جيئة وذهابًا،أسنانه تطحن الهواء، وعيناه تلمعان بنارٍ كادت تحرق المكانلقد كان سبب غضبه واضحًا أن المرأة التي يريدها اتضح أن لها جانب سيء.دمرت كل خيالاته الجميلة عن تلك الليلة .لم يعد يحتمل البقاء في المكان. استدار فجأة، وخرج من الغرفة بخطواتٍ متسارعة.ركضت مايا خلفه باندفاع: ”مدير سمير......“ قال سمير بغضب: ” اغربي عن وجهي “ .توقفت في مكانها، متجمدة. حتى لو أراد سمير منحها فرصة ثانية، فإن اليوم بالتأكيد ليس اليوم المناسب لذلك.أدركت مايا أن عليها الرحيل.جاءت إلى هنا على أمل أن يغفر لها سمير ما حدث وأن يتركها تحتفظ بوظيفتها كطبيبة.كانت لديها وظيفة، ولكن يبدو أنها لا تستطيع القيام بها
مهما كان الحال، فإن مايا كانت تعلم تمامًا أن سمير هو من دفعها لهذا المصير.ارتجف قلب مايا بردًا.اتضح أن الأمر كله مدبَّر من سمير!ضحك جواد بنبرة ساخرة قائلًا: "لدي غرفة خاصة هنا. دعينا نذهب إليها لنستمتع قليلاً. أتعلمين؟ الأمر غريب حقًا، كيف يمكن لجمال فريد مثلكِ أن يمر مرور الكرام على سمير؟ أم تراه بالفعل لا يحب النساء؟"كل من يعرف سمير يدرك أنه لم يكن لديه صديقة من قبل. من حوله فقط رجال، ولا أثر لامرأة.البعض يهمس بأنه عاجز.وآخرون يشيعون أنه شاذ.في كل الأحوال، هو ليس طبيعيًا!ابتسمت مايا ببرود، إنه ليس كذلك! المشكلة ليست في النساء. هو لا يحبها هي فقط.كان غضبه واضحاً بسبب أن ثريا علي اتصال مع حبيبها السابق !أليس غضبه يعني أنه مهتم؟ابتسم جواد بخبث وقال: "بصراحة، عليّ أن أشكر سمير. لولاه لما كنتُ التقيتُ بكِ."على الرغم من إصابته تلك المرة.لكن مظهر هذه المرأة الهاديء وهي تهدده بالسكين ترك بداخله انطباع عميق.في العادي إن كانت المراة لا تريد، ألا تصرخ فقط من الخوف؟لكنها لم تفعل هذا.أجابته مايا بنبرة باردةو وهي تصر على أسنانها: "وأنا أيضًا يجب أن أشكره كثيرًا."رفع سعيد حاجبيه
في غرفة المعيشة، جلست بهيرة بثوبها الحريري الفاخر، متكئة برشاقة على الأريكة الفاخرة.ما إن دخلت مايا حتى ارتسمت على وجه بهيرة ابتسامة ساخرة، وقالت بنبرة متهكمة:"أوه! أليست هذه مايا؟"سقطت عيناها على معصم بهيرة، كانت ترتدي سوارًا ثمينًا من اليشم، يبدو أن الأموال التي قدمتها عائلة سمير، جعلت بهيرة يتبدل حالها. شعرت بمرارة شديدة في قلبها، "جئت لأقابل زيد."عبثت بهيرة بخصلات شعرها المموج بلون الكستناء، "والدكِ ليس هنا الآن."استدارت مايا على الفور لتغادر......إلا أن صوت بهيرة أوقفها: "هل جئتِ لطلب المال؟ أليس من المفترض أنكِ زوجة لعائلة سمير؟ كيف تكونين مفلسة؟ سأخبرك بشيء، نحن لن نعطيكِ المال، والدنكِ لا تكف عن استنزاف المال كالبئر التي لا قاع لها."تجمّدت مايا في مكانها. هذه المرأة التي ليست سوى عشيقة، تتحدث وكأنها السيدة الأولى هنا؟"والدي لم يطلق والدتي بعد، إذا لم يتحمل نفقات علاجها، سأرفع دعوى ضده."“أنتِ......”بدأت بهيرة بالرد بنبرة غاضبة، إلا أن دخول السيد زيد قطع حديثها فجأة. فتغيرت ملامح وجهها بسرعة لتصبح مطيعة ووديعة. قالت بلطف مصطنع:“من تنادين بزيد! إنه والدكِ، كيف تنادين وا
عندما عاد سمير إلى المكتب، التقى بسعيد في منطقة العمل. تقدم الأخير نحوه بسرعة، "سمير."رمقه سمير بنظرة باردة وسأل بصوت مليء بالحدة: "هل تحققت من الأمر الذي طلبته منك؟"شعر سعيد بتوتر واضح.وفي داخله تساؤل كيف يمكنه القيام بكل تلك المهام التي كلف بها في يوم واحد."لا......لم أتمكن بعد، كنت في طريقي الآن." قال ذلك بصوت متردد.لماذا هو غاضب لهذه الدرجة؟ جاءتهما السكرتيرة في هذا الوقت، "سيد سمير، الآنسة ثريا في الاستقبال، وتريد مقابلتك.""ثريا؟ هل هي ثريا التي أعرفها...؟" بدأ سعيد يتحدث، لكنه صمت فورًا عندما لاحظ تغير ملامح وجه سمير. تلك النظرة الباردة والعينين اللتين تومضان بالغضب دفعته للسكوت.قال سمير بنبرة آمرة: "أحضرها إلى مكتبي.""حسنًا."بعد لحظات، عاد سعيد برفقة ثريا إلى المكتب.كان سمير واقفًا بجانب مكتبه وقد خلع سترته، تاركًا إياها معلقة على ظهر الكرسي. استدار نحو الداخل ببطء ونظر إليها.كانت ثريا، كما هو الحال دائمًا، تظهر بمظهر هادئ وأنيق.قالت بنبرة لطيفة: "آسفة على قدومي دون موعد. أتمنى ألا أكون قد أزعجتك."لم يتم الكشف عن الأمر في ذلك الوقت ولم يطرح سمير أي أسئلة فقال بهد
جلس سمير بتوتر واضح وهو يشدّ ربطة عنقه بعصبية، ثم أطلق زفيرًا طويلًا ممزوجًا ببرود.المرأة تلك الليلة، وبرائتها تلك، تركت داخله شعور عميق.ثريا لديها حبيب، بالنظر إلى مدى قربهما من بعضهما، يبدو أنها دخلت معه في علاقة من قبل.“لقد تم تدمير كاميرات المراقبة تلك الليلة، لا يوجد دليل قاطع، ربما حدث خطأ ما، سأتحقق مرة أخرى، لأرى إن كان هناك خطأ ما أم لا، إن كنت احتفظت بأي شيء لها، لكان من الجيد الآن...”يقوم سعيد بعمله، ولكنه لم ينس أن يتذمر.“انتظر...”أوقفه سمير، “انس الأمر.”هدأ وفكر في الأمر، في ذلك الموقف، إن مارست امرأة الجنس من أحدهم، هل يمكن أن تكون متحفظة؟سلمت نفسها بكل سهولة، كيف له أن يريدها بكل هذا النقاء؟هو من كانت توقعاته عالية.هذا لا يعني له شيئًا الآن.أي نوع هي من النساء! لم يعد مهتمًا كما كان.لم يتمكن سعيد فهم تغييره.سأل سعيد بفضول: "هل أغضبتك ثريا؟"نظر سمير إليه بعينين تعكسان ظلالًا من الغضب والخيبة.فهم سعيد على الفور، "لا شيء، سأذهب لعملي"خرج سعيد من المكتب مسرعًا وكأن شيئًا ما يطارده.أغلق باب المكتب، مما حجب عنه الضوضاء.عندما هدأ المكان. جلس سمير على كرسيه وأ
خلال تلك الفترة، لم يعد سمير إلى الفيلا، لأنه لم يرغب في أن يتكرر ما حدث في ذلك اليوم.لكن من كان يظن أن تلك المرأة ستقتحم عالمه مجددًا، بنفس هذه الهيئة!عندما رأى مظهرها المثير وهي تحاول إرضاء الرجال.اشتعلت فيه كراهية عارمة.إذا لم يكن هو من جاء اليوم، فهل كانت ستفعل ذلك أمام رجال آخرين، محاولة لفت انتباههم؟كلما فكّر بالأمر، زاد غضبه، وكأن نارًا غير قابلة للسيطرة تشتعل في رأسه، تعطل قدرته على التفكير.كل ما أراده في تلك اللحظة هو امتلاك هذه المرأة!كانت تحركاته سريعة للغاية لدرجة أن مايا لم تدرك ما ينوي فعله. وعندما استوعبت ما يحدث، كانت شفتاها الناعمتان قد غُطيتا بشفتيه."اوه..."حاولت مايا المقاومة، ولكن بمجرد أن تحركت يداها، أمسك بهما وثبتهما فوق رأسها على ظهر المقعد.كان سمير قاسيًا ومتسلطًا، دون أدنى لمسة من الرقة، وكأنه يعاقبها، مستمرًا في امتلاكها بطريقة قاسية!كانت شفاهها ناعمة، تفوح منها رائحة فريدة.ذكّرته بإحساس مألوف جعل طمعه يزداد.الألم...كانت مايا ترتجف من شدة الألم، غير قادرة على المقاومة، وأُجبرت على التحمل.بعد دقائق، استعاد سمير جزءًا من عقله، وأبعد شفتيه ببطء عن
عندما دخل سمير بجسده الطويل المهيب إلى الغرفة الخاصة، جمدت مايا في مكانها.كانت متصلبة بالكامل.وقف طارق بسرعة، مرحبًا باحترام، "السيد سمير".انتقلت نظرة سمير من وجه طارق إلى مايا. كانت دائمًا بسيطة في مظهرها، فمنذ أن تعرف عليها لم يسبق أن رآها تضع مساحيق التجميل، وكانت ملابسها اليومية متواضعة ومحافظة. لم يسبق له أن رآها ترتدي ملابس مكشوفة، ناهيك عن لون أحمر صارخ يبرز بياض بشرتها.لاحظ طارق أن مايا لم تتحرك، فمد يده ليشدها بلطف، "انهضي بسرعة لتحيي السيد سمير".ولكن عندما لمس طارق ذراع مايا، تغيرت تعابير سمير بوضوح، وكأنه على وشك فقدان أعصابه، لكنه تحكم بنفسه ولم يتحرك.وقفت مايا أخيرًا، وكانت ترتدي فستانًا طويلاً ضيقًا يبرز تفاصيل جسدها بشكل جلي، مما أضاف مظهرًا فاتنًا غير معتاد.طرف سمير بجفونه قليلًا. واختفت ومضة من الضوء العميق في عينيه سريعًا.كانت مايا تشعر بتوتر شديد؛ لم تكن تتوقع أن يكون الشخص الذي ستقابله هو سمير. لو علمت بذلك، لما كانت وافقت أبدًا.تلعثمت وهي تقول، "السيد سمير..."ثم ابتسم طارق وقدمها قائلًا: "هذه الآنسة مايا".وبمجرد أن انتهى من تقديمها، طلب من مايا أن تسحب
مايا أجابت."لا...."مايا وسمير مجرد زوجين بالاسم، لذا، في الواقع، ليس لديها حبيب.ابتسمت المديره لبنى بلطف واقتربت وهي تمسك بذراع مايا بحميمية وقالت :"لدي أمر أريد طلب مساعدتكِ فيه."كانت المديرة لبنى شخصية لطيفة، وقد عاملتها بشكل جيد خلال الأيام التي عملت فيها هناك. لكن هذه الحميمية المفاجئة جعلت مايا تشعر بعدم الارتياح.سحبت مايا ذراعها برفق وقالت:"إذا كنتِ بحاجة إلى مساعدة، فقولي لي مباشرًة. إن كان بإمكاني المساعدة فسأفعل، وإن لم أستطع، فسأعتذر."ترددت المديرة لي للحظة وقالت:"زوجي هو مالك شركة الامل للأدوية. لديهم فريق عمل يعمل على تطوير دواء لعلاج السرطان. لقد استثمروا الكثير من الأموال خلال السنوات الماضية، وحققوا بعض التقدم، ولكن الآن ينقصهم التمويل. زوجي يحاول إيجاد مستثمرين، لكن ليس الجميع يرغب في الاستثمار. هناك شخص مهتم بالاستثمار، لكن الموعد الذي تم تحديده للقائه لم يأتِ فيه. زوجي يعتقد أن الشخص ربما تردد."توقفت المديرة للحظة ثم أضافت:"الشخص عازب ويتمتع بمكانة مميزة…"قاطعتها مايا:" لم أفهم. ما علاقة هذا الأمر بي؟"حقًا ما علاقة هذا الأمر بها ؟فهي ليست مستثمرة ولا تمل
نظر سمير إلى جسد مايا البارز والمتناسق... وعمق نظرته صار أكثر وضوحًا، وارتجفت حدقتاه قليلًا، بينما تحركت تفاحة آدم لديه صعودًا وهبوطًا، محاولًا ضبط نبرة صوته. قال بلهجة صارمة: "هل تظنين أن هذا سيجعلني أنجذب إليكِ؟"في الواقع، كان قد انجذب بالفعل.لكن كبرياءه لم يسمح له بأن تكون له مشاعر تجاه امرأة مثلها.أنا... أنا... لم أقصد..."، وسرعان ما أمسكت بالمنشفة لتغطي نفسها."لا تكشفي جسدكِ القذر أمامي مرة أخرى." قالها ثم خرج من الغرفة مغلقًا الباب بعنف.مشى بخطوات واسعة نحو الغرفة المجاورة، محاولًا تجنب رؤية مايا مرة أخرى.لكن عقله ظل يعيد مشهد جسدها الجذاب وكأنه فيلم يعيد أبرز لحظاته مرارًا وتكرارًا.لم يستطع التحكم في أفكاره.مزاجه كان مضطربًا و متوترًا لدرجة أنه شد ياقة قميصه بعنف. رغم أنها لم تكن ضيقة، إلا أنه شعر وكأنها تخنقه.غضبه وقلقه جعلاه يلعن بصوت خافت: "هذه المرأة اللعينة!"لقد كانت بارعة في إغواء الآخرين بالفعل،وهذا ما زاد من استيائه .وما زاد من غضبه لأنه وقع في فخها!خلع ربطة عنقه وبدأ بفك أزرار قميصه وهو يتوجه إلى الحمام، محاولًا تهدئة نفسه بالماء البارد.كانت هذه المرة الأكث
جواد أومأ برأسه معترفًا أن مايا قد أثارت اهتمامه بالفعل.أما عن سبب إعجابه بها، فلم يكن يعرف الجواب .ربما لأن الأشياء التي لا يمكن الحصول عليها تثير القلوب؟على أي حال، تلك المرأة التي جرحته مرارًا وتكرارًا تركت انطباعًا قويًا لديه!سمير، الذي كان يعلم أن جواد لم يتمكن من مايا، هدأ غضبه قليلًا. لكنه عندما أدرك أن جواد معجب بمايا، عاد غضبه ليتصاعد، بل أشد من ذي قبل!"ما الذي يعجبك فيها؟" قال سمير بنبرة لا تخلو من الاستغراب. بالنسبة له، لم يكن يرى في تلك المرأة أي ميزة."ما الذي يجعلها جديرة بالإعجاب؟ لأنها فقط تحب الرجال؟"رد جواد دون تفكير: "لا أعلم، ولكنني أريدها وحسب."سمير عبس، شعر وكأن أحدهم يطمع في شيء يخصه.ابتعد عنها! قالها محذرًا.نظر جواد بدهشة وقال: "ما الأمر؟ هل أنت مهتم بها أيضًا؟"هنا، حتى سعيد، الذي كان يقف خلفهم، نظر نحو سمير بعينين فضوليتين.تصرفات سمير كانت تبدو غريبة.هل لديه مشاعر تجاه مايا؟سمير، بنبرة رسمية باردة، أطلق ضحكة ساخرة وقال: "كيف لي أن أهتم بمثل هذه المرأة؟"جواد رفع حاجبيه وقال: "كل شخص لديه ذوقه الخاص، سمير. أنت لا تعجبك، ولكنني معجب بها. ما دامت لم ت
”ما الذي تمثله؟ هل تخشى تحمل المسؤولية؟ هل أنت مستاء لأن ذلك الرجل لم يتمكن مني؟" عضّت على أسنانها بقوة محاولة كبح عواطفها.قام سمير بدفعها بعيدًا وقال: "لم أفعل ذلك!"كادت تسقط على الأرض بعد أن دفعها، لولا أن العمه هند أمسكت بها وتمكنت من إبقائها واقفة.قال بغضب: "أنتِ زوجتي، ما دمتِ زوجتي، لن أسمح لأي رجل آخر بتدنيسكِ. ولا أريد إضافة خيانة جديدة على رأسي! "أظلم وجهه"، من هو؟"نظرت مايا إلى سمير.بشخصيته المتعجرفة، إن كان هو الفاعل، لما كان لينكر ذلك. هو ليس من النوع الذي يفعل شيئًا ولا يجرؤ على الاعتراف به.قال سمير بغضب غير مبرر: "أجيبي، من هو؟"حتى هو نفسه لم يكن يدرك لماذا شعر بهذا الغضب عندما علم بما كاد أن يحدث لها!قالت: "الرجل من المرة السابقة..."لم تكمل مايا حديثها، لكن سمير أدرك فورًا من كان المقصود.تذكر أنه قابل جواد عندما كان خارجاً من النادي . وفي لحظة واحدة، فهم ما حدث!كانت ملامحه قاتمة كسماء تسبقها العاصفة. لم يستطع التحكم في نفسه عندما تخيل ما حدث.على الرغم من أنه لا يحب مايا، إلا أنها زوجته، ولن يسمح أبدًا لأي رجل آخر بإهانتها أو لمسها. بالنسبة له، ذلك يعتبر إهانة
لوهلة لم تفهم مايا قصده، نظرت إليه لثانيتين قبل أن تدرك ما يرمي إليه. لكنها لم ترد عليه. فقد توقعت أن يكون وراء كلماته نوع جديد من الإهانة. خفضت رأسها وأخذت تأكل بسرعة، وكأنها تحاول إنهاء وجبتها بأسرع وقت ممكن. راقبها سمير وهي تلتهم طعامها دون أي اكتراث فعبس وقال بنبرة متعجرفة: "لماذا تأكلين بهذه السرعة ؟ لا أحد ينافسكِ على الطعام." شعر بشعور غريب.。 ومع ذلك، وبينما يراقب طريقتها غير الرسمية في الأكل، لم يشعر بالإزعاج كما توقع على العكس، بل شعر أنها لطيفة.بدت له أكثر واقعية مقارنة بالنساء اللواتي يتصنعن الرقة والكمال.أنهت مايا آخر لقمة، ارتشفت قليلًا من الماء، ثم رفعت عينيها وقالت ببرود "آكل بسرعة أو ببطء، هذا شأني الخاص، لا علاقة لك بذلك." على كل حال، حتى وظيفتها، قد تدمرت على يده.لا يوجد ما يهددها به.حتى وإن كانت تخاطر!رفع سمير حاجبيه قليلًا، مظهرًا ابتسامة ساخرة. ثم قال بصوت منخفض لكنه مفعم بالتهديد هل ترغبين في الموت؟"ما هذه الجرأة التي حلت بها؟تتكلم بكل هذا الاندفاع.ألا تريد أن تعمل ؟ نظرت إليه مايا مباشرًة، عينها تفيض بالغضب والاحتقار، "بالفعل، لا أريد أن أعيش. إذا
بعد سنوات من العمل لم تستطع ماياالاحتفاظ بأي مدخرات. كان علاج والدتها عبئًا دائمًا تتحمله وحدها براتبها.لم تعد قادرة على تحقيق حلمها بأن تصبح طبيبة عسكرية الآن. اضطرت إلى اختيار وظيفة أخرى مؤقتًا، فحلمها أصبح مؤجلًا بفعل ظروف الحياة القاسية. لكنها لم تتخلَّ عنه.ما زالت تؤمن أنه سيأتي يوم تحقق فيه حلمها، وستصبح طبيبة.خرجت من المستشفى واستقلت سيارة أجرة عائدة إلى الفيلا.ما إن دخلت، حتى استقبلتها العمة هند بابتسامة دافئة وقالت بقلق:"سيدتي ، هل أنتِ متعبة؟ يبدو وجهكِ شاحبًا!"هزّت "مايا" رأسها وقالت: "لا شيء."خلعت حذاءها ودخلت. "أليس لديكِ عمل اليوم؟" سألت العمة هند.كانت دائمًا مشغولة، وأحيانًا كانت تعمل ليالي متواصلة.حزن قلب مايا، ونظرت إلى العمة هند، كان من المفترض أن تذهب للعمل، لكن...أجابت بابتسامة تحمل مرارة: "اليوم إجازة."كانت العمة هند هي الدفء الوحيد في الفيلا. لذا لم ترغب مايا في أن تقلق عليها.تابعت محاولتها للتظاهر بالقوة قائلة: "في الحقيقة، أعطاني المدير عدة أيام للراحة."ابتسمت" العمة هند "وقالت بودّ: "هذا جيد. تحتاجين إلى الراحة. تبدين نحيفة جدًا، استغلي هذه الفرص
جلس سمير بتوتر واضح وهو يشدّ ربطة عنقه بعصبية، ثم أطلق زفيرًا طويلًا ممزوجًا ببرود.المرأة تلك الليلة، وبرائتها تلك، تركت داخله شعور عميق.ثريا لديها حبيب، بالنظر إلى مدى قربهما من بعضهما، يبدو أنها دخلت معه في علاقة من قبل.“لقد تم تدمير كاميرات المراقبة تلك الليلة، لا يوجد دليل قاطع، ربما حدث خطأ ما، سأتحقق مرة أخرى، لأرى إن كان هناك خطأ ما أم لا، إن كنت احتفظت بأي شيء لها، لكان من الجيد الآن...”يقوم سعيد بعمله، ولكنه لم ينس أن يتذمر.“انتظر...”أوقفه سمير، “انس الأمر.”هدأ وفكر في الأمر، في ذلك الموقف، إن مارست امرأة الجنس من أحدهم، هل يمكن أن تكون متحفظة؟سلمت نفسها بكل سهولة، كيف له أن يريدها بكل هذا النقاء؟هو من كانت توقعاته عالية.هذا لا يعني له شيئًا الآن.أي نوع هي من النساء! لم يعد مهتمًا كما كان.لم يتمكن سعيد فهم تغييره.سأل سعيد بفضول: "هل أغضبتك ثريا؟"نظر سمير إليه بعينين تعكسان ظلالًا من الغضب والخيبة.فهم سعيد على الفور، "لا شيء، سأذهب لعملي"خرج سعيد من المكتب مسرعًا وكأن شيئًا ما يطارده.أغلق باب المكتب، مما حجب عنه الضوضاء.عندما هدأ المكان. جلس سمير على كرسيه وأ