مشاركة

الفصل 3

مؤلف: سو جينغتشه
عائلة غسان، روضة اليمامة.

أمام بوابة القصر العتيق بعبقه التقليدي، توقفت سيارة رولز رويس بثبات على السجادة الحمراء، حيث كان ياسر غسان، الابن الثاني لعائلة غسان، بانتظارها ليفتح باب السيارة لأخته.

"أهلاً وسهلاً بعودة الأميرة!"

كانت ملامح تاليا غسان، الجميلة كزهرة متألقة تحت أضواء المصابيح، تزداد إشراقًا. في السيارة، خلعت حذاءها الرياضي وارتدت كعبًا عاليًا حادًا، فبدت بخطواتها وحركاتها كملكة متوجة.

"أخي، هل أنتم بخير؟"

"بخير، لكن عودتك جعلت كل شيء أفضل. هل أعجبتك الألعاب النارية؟ لقد كانت هدية عيد ميلادك، ولفتت أنظار المدينة بأكملها، وحتى أنها أصبحت ترندًا على وسائل التواصل!" قال ياسر غسان بحماس، وجهه الوسيم يلمع فرحًا.

"أجل، رأيتها. الجميع يقولون إنها محاولة يائسة من مليونير مبذر لاستعادة زوجته، وحتى وصفوك بكلب متألق مرصع بالألماس. مبارك، أخي، على تحقيقك لإنجاز حياتك الجديد!" قالت تاليا غسان بابتسامة مشرقة وهي تصفق له.

لم يلتفت ياسر غسان لمزاحها، بل جذبها بحماس إلى أحضانه، وأخذ نفسًا عميقًا، وكأنه يتأكد من عودتها.

"يا تاليا، هذه المرة لن تذهبي، أليس كذلك؟"

"لن أذهب. لقد تخلوا عني، فلماذا أذهب؟"

قالت تاليا غسان وهي تبتسم بخفة، وربتت على ظهر أخيها. "آه، لقد جلبت العار للجميع. ثلاث سنوات من التضحية بكل شيء، حتى روحي، وفي النهاية لم أستطع حتى الحفاظ على رجل. فشل؟ بل هو الفشل بعينه!"

لكن الله وحده يعلم أن قلبها في تلك اللحظة كان مريرًا كالعلقم، لدرجة أنها كانت على وشك البكاء، لكنها أجبرت نفسها على التحمل.

لقد أقسمت أنه منذ خروجها من باب عائلة شريف، لن تذرف دمعة واحدة من أجل زياد شريف، لأنه ببساطة لا يستحق!

"ذلك الكلب من عائلة شريف! تجرأ على خيانة أختي! سأبدأ غدًا تحقيقًا شاملاً في مجموعة الشريف الدولية. وبعد ذلك، سأطلب من أخينا الرابع أن يجد وقتًا ليقتله سرًا!"

عندما سمع طارق غسان ذلك، انخفضت عيناه وهمس قائلاً: "آمين."

"أخي الثاني، لا تمزح! أنت مدعٍ عام للشعب."

قالت تاليا غسان بابتسامة باهتة: "هل يمكنك أن تتعلم من أخينا الأكبر، أن تكون أكثر هدوءاً وسلاماً؟"

"هراء! أخوك الأكبر لم يصبح متسامحًا إلا بعد أن ألقى بسيفه أرضًا وتاب."

قال ياسر غسان بغضب وهو يشد ربطة عنقه: "على أي حال، لن أترك هذا الأمر يمر ببساطة! أن يُسيء أحد لي شيء، لكن أن يسيء إلى أختي؟ عائلة شريف ستبقى دائمًا ضمن نطاق استهدافي!"

كانت تاليا غسان تمسك بيد طارق غسان بيدها اليسرى، وبيدها اليمنى تضعها حول كتف ياسر غسان. دخل الإخوة الثلاثة إلى منزلهم الذي غابوا عنه منذ زمن، يتبادلون الضحكات والكلمات.

في الجانب الآخر، رئيس مجلس إدارة مجموعة الكمال الدولية، عمرو غسان، عندما سمع أن ابنته عادت، لم يستطع إخفاء الفرحة التي غمرت وجهه الوقور. كان يسير ذهابًا وإيابًا في مكتبه بتوتر ممزوج بالسعادة.

"عمرو، لقد عدت!"

دخلت تاليا غسان مع أخويها إلى مكتب والدها، وقد تخلت تمامًا عن مظهرها الهادئ والمثالي الذي كانت تُظهره في عائلة شريف. ألقت بنفسها بتكاسل على الأريكة، ورفعت قدميها بحذائها العالي لتخلعه بركلة طائشة.

جلس طارق غسان بجانبها ووضع قدميها البيضاء الرقيقة على ركبتيه، ليبدأ بتدليكها بشكل عفوي.

"لا تجلسين بشكل لائق، ولا تقفين بشكل لائق! هل كنتِ تعملين كطبيبة بلا حدود في كهف لصوص؟!"

قال عمرو غسان محاولاً أن يبدو غاضبًا، لكنه في الحقيقة كان يشعر بامتزاج الحنين بالغضب تجاه ابنته التي يبدو أنها دائمًا خصم عنيد له.

"هل هذه علامات الزهايمر المبكرة يا أبي؟ ألم أكن دائمًا بهذا الشكل منذ أول يوم أصبحت فيه ابنتك؟"

كان الحائط مزينًا بلافتة قديمة من عشر سنوات،

كانت قد كتبتها بخط يدها شخصيًا. يبدو أن هذا العجوز استعادها بطريقة ما وقرر أن يضعها في إطار كأنها لوحة فنية!

النص على اللافتة: الجانب الأول: ثلاث زوجات وأربع عشيقات، هل تظن نفسك إمبراطورًا؟ الإمبراطورية قد انتهت منذ زمن طويل!

الجانب الآخر: في السبعين والثمانين ولا تهتم بصحتك، انتبه، قد تموت بسبب أزمة قلبية!

العبارة الوسطى: احترم نفسك، شكرًا!

كانت هذه اللافتة الهدية التي قدمتها تاليا غسان لوالدها عمرو غسان في زواجه الثالث كتهنئة ساخرة بمناسبة زفافه.

واليوم، أصبحت عائلة غسان بسبب هذا الرجل وزوجاته الأربع موضوعًا دائمًا للنقاش على موائد الطعام ووسائل الإعلام.

بسبب استيائها من هذا الجو العائلي، اختارت تاليا غسان السفر مبكرًا إلى الخارج للعمل كطبيبة بلا حدود، حيث كرست نفسها لإنقاذ الأرواح ومساعدة المحتاجين.

"بعد ثلاث سنوات من التمرد، تعودين لتلعني والدك بداء خطير؟ يا لها من ابنة بارّة!" قال عمرو غسان بغضب، وهو ينفخ أنفه ويرفع حاجبيه بحدة.

"شكرًا على الإطراء، أبي العزيز~" ردت تاليا غسان بابتسامة ساحرة وشفاه حمراء، تبدو كأنها لا تأخذ الأمر بجدية.

"أبي، بما أن تاليا قد عادت، حان الوقت لنتحدث عن بعض الأمور المهمة."

قال طارق غسان وهو يساعد أخته على ارتداء حذائها بنبرة جادة: "قررت التخلي عن منصب رئيس مجموعة الكمال الدولية لصالح تاليا."

تقلصت عينا تاليا غسان، وحدقت بشدة في وجه أخيها الكبير الذي أظهر تصميمًا لا يتزعزع بملامحه الوسيمة.

"أنت!" كان عمرو غسان غاضبًا لدرجة أنه لم يجد ما يقوله على الفور.

"لقد وافقت على إدارة أعمالكم لثلاث سنوات فقط، والآن انتهت تلك المدة. أريد العودة إلى الكنيسة. كما تعلمون، لم تكن طموحاتي هنا، فهدفي الأسمى دائمًا كان أن أصبح كاهنًا." طارق غسان في تلك اللحظة كان يشع نورًا مقدسًا، وموقفه الحازم لم يترك مجالاً للنقاش.

"إذا لم تفعلها أنت، فليتولاها أخوك الثاني!" قال عمرو غسان مجبرًا، محاولاً البحث عن بديل.

"لا لا لا لا... أنا موظف حكومي، لا يمكنني الارتباط بشركات كبرى، سأتعرض للإيقاف عن العمل وإحالتي للتحقيق!" رد ياسر غسان وهو يحاول الهروب، وجهه شاحب من الخوف.

شعر عمرو غسان بالإحباط لدرجة أنه كاد يختنق غضبًا. ما فائدة إنجابي لهذا العدد من الأبناء؟ كل واحد منهم مشغول في الخارج، وعندما يأتي الأمر إلي، يتراجعون جميعًا!

أما هو، فقد أصبحت صحته تتدهور عامًا بعد عام، وكان قد بدأ يخطط للتقاعد والتخلي عن مسؤولياته شيئًا فشيئًا.

ولكن عندما ينظر إلى العائلة بأكملها، لم يجد أحدًا يستطيع أن يتولى قيادة إمبراطوريته التجارية. ليس لأنه لا يحب ابنته، لكنه كان عنيدًا في اعتقاده أن الوريث يجب أن يكون ابنًا.

"في كمي ينام رمز القوة، من قال إن النساء أقل شأنًا من الرجال؟ سأكون الرئيسة التنفيذية!" قالت تاليا غسان بابتسامة خفيفة على شفتيها الحمراء، رافعة ذقنها بفخر.

"هل تعتقدين أن الأمر بهذه البساطة؟ هل تظنين أن مجموعة الكمال الدولية لعبة أطفال؟! كيف لفتاة صغيرة مثلك أن تكسب احترام الآخرين؟ هل تفهمين شيئًا عن التجارة؟"

قال عمرو غسان بوجه متجعد يعكس غضبًا وحزنًا عميقًا: "ثم إنك غير مستقرة في شخصيتك، تختفين فجأة بلا أثر، وفي أي خلاف بسيط تهربين إلى بلاد جوت لمدة ثلاث سنوات دون أن تعودي.

هل تدركين كم كنت قلقًا عليك؟! هل تدركين كم كانت أمهاتك قلقات عليك؟! لقد كنت أعتقد أنكِ قد تحولتِ إلى أشلاء بسبب انفجار على الحدود!"

شعرت تاليا غسان بألم يخنق قلبها، واحمرت عيناها قليلاً.

رغم أنها لطالما شعرت أن والدها قد ظلم والدتها، ورغم كل المشاعر المتراكمة التي تحملتها تجاهه، إلا أنها في هذه النقطة، بعد أن أخفت زواجها من زياد شريف لمدة ثلاث سنوات دون أن تظهر أمام والدها، كانت تدرك أنها هي من أخطأت بحقه.

"أبي، تاليا ليست أقل مني معرفة أو خبرة."

قال طارق غسان وهو يرفع فنجان الشاي برقي ويأخذ منه رشفة: "هل تذكر الأزمة المالية التي مرت بها مجموعة غسان قبل أربع سنوات؟ بعض أهم التدابير الفعالة التي ساعدت المجموعة على تجاوز الأزمة كانت من اقتراح تاليا.

وأيضًا، خطة الاستحواذ على مجموعة واهر الدولية قبل عامين، تاليا هي من أعدتها بعد ليالٍ طويلة بلا نوم."

عند سماع ذلك، ظهر الذهول على وجه عمرو غسان.

"أبي، الحقيقة أنك لا تعرف الكثير عن أختنا الصغيرة. هي الأكثر صبرًا وذكاءً في عائلتنا.

لطالما كنت معروفًا خارج العائلة بقدرتك على اكتشاف المواهب واستخدامها، والآن لديك موهبة هنا أمامك مباشرة، فلماذا لا تستفيد منها؟" قال ياسر غسان محاولًا إقناع والده.

بقي عمرو غسان صامتًا لبعض الوقت، قبل أن يقول بلهجة مليئة بالهيبة: "حسنًا، يا فتاة. إذا كنتِ تريدين إدارة العائلة، فسأضعكِ في اختبار. اعتبريه هدية عيد ميلادك مني!"

اعتدلت تاليا غسان في جلستها، وامتلأت عيناها الواسعتان ببريق النجوم.

"خذي بضعة أيام للراحة، والأسبوع المقبل، توجهي إلى فندق الكمال الدولي في النور. إذا استطعتِ خلال ستة أشهر أن تغيري شكله تمامًا وتجعليه يحقق أرباحًا بعد الخسائر، فسأفكر في تعيينك كرئيسة تنفيذية لمجموعة الكمال!"

......

عند خروجهم من المكتب، وضعت أيدي الأخوين الكبيرين تلقائيًا على كتفي تاليا غسان.

"إن السماء إذا أرادت أن توكل مهمة عظيمة لشخص..." قال طارق غسان.

"لابد أن تبدأ بإعطائه فوضى عارمة ليقوم بتنظيفها." قال ياسر غسان وهو يتنهد.

"أنا أعرف. العجوز يحاول بكل الطرق أن يجعلني أتراجع. لكن من المؤسف أن هذه الحيلة لا تنجح معي. أنا بالفطرة مثل الزنبرك، كلما زاد الضغط، زادت قوتي." قالت تاليا غسان وهي تشد أصابعها، وقد بدأت طموحاتها التي كانت نائمة لثلاث سنوات بالتحرك مجددًا.

تبادل الأخوان نظرة مليئة بالابتسامة.

"أختنا العزيزة، نحن نعهد إليك الآن بحريتنا المستقبلية."

الفصول ذات الصلة

  • الرئيس المتسلط يسعى لاستعادة طليقته الثرية التي لا يمكنه الوصول اليها   الفصل 4

    بعد خمسة أيام، أنهى زياد شريف الاجتماع الصباحي واستدعى السكرتير حسن شعيب إلى مكتبه."أين وصلت بقضية لينا بيضاء؟"قال زياد، وهو يحدق من خلال نافذة مكتبه الزجاجية الكبيرة في المنظر الرائع لمدينة النور، جسده الطويل القوي ينعكس كشبح يبعث شعورًا بالرهبة."آسف، الرئيس زياد، لم أحرز أي تقدم."مسح حسن شعيب عرقه بتوتر وأردف: "بل وأكثر من ذلك، بعد أن غادرت تلك الليلة، لم تعد السيدة لينا إلى المصح حيث كانت تعمل سابقًا. لقد ذهبت بنفسي إلى مسقط رأسها في مدينة الغمام للتحقق، لكن العنوان كان وهميًا؛ لم أجد أي عائلة تحمل اسم بيضاء هناك.""العنوان وهمي؟" استدار زياد شريف فجأة، وبنظرة حادة وصارمة."نعم، لقد ذهبت إلى مركز الشرطة المحلي للتحقق أيضًا، ولم أجد أي سجل بهذا الاسم." حاول حسن شعيب الدفاع عن نفسه، لكنه لم يستطع منع نفسه من استخدام لقب "السيدة لينا" الذي اعتاد على مناداة تاليا غسان به لثلاث سنوات.صُدِمَ زياد شريف وكأنَّ صاعقة قد ضربت رأسه "ما الذي تزوجتُه؟ جاسوسة؟""لقد غادرت مع طارق غسان تلك الليلة، ولم نجد أي خيط عنه أيضًا؟"تنهد حسن شعيب وقال بتردد: "بصراحة يا سيدي زياد، إذا كان السيد طارق حق

  • الرئيس المتسلط يسعى لاستعادة طليقته الثرية التي لا يمكنه الوصول اليها   الفصل 5

    وهكذا، لم تجد تلك الوجوه القبيحة لكبار الموظفين، الذين كانوا يغتابون المديرة، مكانًا للاختباء بعد أن كُشف أمرهم."يا له من أمر لا يُصدق! الآنسة هي الابنة الوحيدة الحقيقية لعائلة غسان! ماذا في عقولهم؟ أحشاء؟!" قال سليم السواح، سكرتير الرئيس التنفيذي، وقد احمرّت وجنتاه من الغضب وهو يجلس في المقعد الأمامي."ضحكت تاليا بخفة وقالت: "يا إلهي، ما كل هذا الحديث عن أبناء شرعيين وغير شرعيين؟ لقد انتهى زمن الإمبراطوريات منذ زمن بعيد، لا أهتم بكل هذا، فلا تشغل نفسك به."ثم مالت تاليا بعينيها اللامعتين ومدّت يدها الرقيقة لتمسك وجنة سليم وتقرصها، ما جعل وجهه يتحول إلى لون الخوخ."تاليا، أنت المديرة المستقبلية لمجموعة الكمال. ألا يمكنك التصرف بمزيد من الهيبة؟ كفاكِ هذا العبث مع سليم." قال طارق غسان بلهجة هادئة مع بعض الحزم، بينما رفع حاجبيه قليلاً."ماذا يعني هذا؟ هل يُسمح للرؤساء الذكور بمغازلة السكرتيرات النساء، ولا يُسمح لي كمديرة بمس وجنة سكرتيري؟"أطلقت تاليا غسان تنهيدة خفيفة وأضافت بمكر: "إنه محظوظ جدًا! مجرد لمستي تُعتبر مكسبًا له!"هز طارق غسان رأسه بابتسامة خفيفة، وملامحه الوسيمة غلب عليها

  • الرئيس المتسلط يسعى لاستعادة طليقته الثرية التي لا يمكنه الوصول اليها   الفصل 6

    اسم زياد شريف كان محفورًا بعمق في عيني تاليا غسان، ومعه شعرت بخفقة قوية في قلبها."هل ستردين؟" سأل طارق غسان بهدوء."بالطبع سأرد!"ضغط طارق غسان على زر مكبر الصوت بهدوء متعمد، لكنه لم يتحدث على الفور."الرئيس غسان، هل زوجتي معك؟" جاء صوت زياد شريف مبحوحًا من الطرف الآخر.اشتعل الغضب في أعماق تاليا غسان فور سماع كلمة "زوجتي"، إذ كانت تلك الكلمة تثير استفزازها بشكل لا يطاق. "الرئيس زياد، راجع ألفاظك. أنا الآن طليقتك.""لينا بيضاء، إذن أنتِ معه بالفعل." قال زياد شريف بنبرة ازداد عمقها وبرودتها."ومن تظنني سأكون معه؟ هل كنت تتوقع أن أبقى في منزلك لأنتظر أن تُلقي بي مع أغراضي خارجًا؟"كانت كلماتها لاذعة كالسكاكين.على الطرف الآخر، كان وجه زياد شريف قد أصبح أسودًا كالحبر. قال بصوتٍ غاضب:"أنصحكِ ألا تتعجلي الأمور هكذا. لم نكمل بعد إجراءات الطلاق، ولم نصدر شهادة الطلاق. أنتِ من الناحية القانونية ما زلتِ زوجتي، لذا أرجو منكِ أن تحترمي سمعة عائلة شريف وسمعتكِ الخاصة."ضحكت تاليا غسان بمرارة، وقالت بلهجة ساخرة:"وأنت عندما استقبلت روى الجمال في ضيعة الموجة أثناء زواجنا وأجبرتني على توقيع أوراق الط

  • الرئيس المتسلط يسعى لاستعادة طليقته الثرية التي لا يمكنه الوصول اليها   الفصل 7

    داخل غرفة المستشفى.ما إن رأى الجد نواحي شريف تاليا غسان حتى استعاد حيويته بالكامل، وامتلأت عيناه بالفرح وكأن صحته عادت فورًا."لينا! تعالي بسرعة! اقتربي من جدك!" ناداها بحماس.تحولت تاليا غسان في لحظة إلى النسخة الطيبة والمطيعة، وجلست بجانب الجد بلطف."جدي، كيف حالك الآن؟ هل ما زلت تشعر بأي ألم؟""أي ألم؟ بمجرد أن أراك، يختفي كل شيء!"قال نواحي شريف وهو يمسك بيدها بقلق، وسألها: "لينا، هذا الولد المشاكس يقول إنكما انفصلتما. هل هذا صحيح؟"أجابت تاليا غسان بهدوء، رغم أن رموشها الطويلة ارتجفت قليلاً وكأنها تكشف عن حزن داخلي:"نعم، جدي، لقد انفصلنا.""يا للخسارة! يا له من أحمق لا يرى النور! كيف يمكن أن يترك زوجة مثلك؟ هل يظن أنه سيتزوج ملكة الجنة؟!" قال نواحي شريف بغضب، محاولاً أن يرفع جسده رغم ضعفه، بينما كانت عيناه تشتعلان باللوم.وقف زياد شريف صامتًا، قلقًا من أن يضر الغضب بصحة جده، ولم يجرؤ على التفوه بأي كلمة.قالت تاليا غسان بلطف وهي تربت على ظهر الجد في محاولة لتهدئته: "جدي، لا تغضب من زياد، القرار كان مشتركًا بيننا. أنا وهو... كنا متفقين على إنهاء الزواج."كان صوتها ناعمًا ومريحًا،

  • الرئيس المتسلط يسعى لاستعادة طليقته الثرية التي لا يمكنه الوصول اليها   الفصل 8

    "يا إلهي! روى! هل أنت بخير؟!"صرخت ليلى جميل وهي تبدو مصدومة، لكنها كانت بالكاد تمنع نفسها من الضحك.ركض زياد شريف بخطوات سريعة نحوها عندما رأى ما حدث، وانحنى ليساعد روى الجمال على النهوض.لكنها ظلت جالسة على الأرض، رافضة التحرك."آه... زياد... جسدي يؤلمني كثيرًا... أحملني...!" قالت روى الجمال بصوت مليء بالبكاء، وهي تمسك بركبتيها التي أصبحت مخدّرة من السقوط.وقفت تاليا غسان واضعة يديها على صدرها، تنظر ببرود إلى هذا المشهد.روى الجمال، مثل شاي أخضر معتق، بمجرد أن صادفت زياد شريف، وهو مثل كوب من الماء الساخن، بدأت تفوح منها رائحة الشاي القوية."زياد... لينا بيضاء... دفعتني!"قالت روى الجمال بصوت مرتجف وهي تختبئ خلف زياد، لكن نظراتها نحو تاليا غسان كانت مليئة بالشر.قال زياد شريف بصدمة:"روى، ماذا تقولين؟"ردت تاليا غسان بابتسامة باردة:"هل أنتِ متأكدة أنني دفعتك؟"وقفت تراقبها بهدوء، وكأنها تشاهد عرضًا تمثيليًا.صاحت روى الجمال بغضب، وارتفع صوتها فوق المعتاد:"هل تعتقدين أنني سقطت على الأرض بنفسي؟!"ردت تاليا بسخرية، وعينيها تلمعان ببرود:"من يدري؟ قد يكون الأمر كذلك. أنتِ دائمًا تبدين كأنك مري

  • الرئيس المتسلط يسعى لاستعادة طليقته الثرية التي لا يمكنه الوصول اليها   الفصل 9

    تمسكت تاليا غسان بعجلة القيادة وبيد واثقة، تنطلق بسيارتها على الطريق السريع بسرعة هائلة، بينما كانت مكبرات الصوت تشدو بأغنية "لهيب الانتقام يشتعل في قلبي" من الأوبرا الشهيرة.لم تكن تخشى أن يكتشفها زياد شريف. ما كان يحيرها هو لماذا، بعد ثلاث سنوات قضاها في معاملتها وكأنها غير موجودة، أصبح فجأة مهتمًا بمعرفة كل شيء عنها عندما وصلت علاقتهما إلى نهايتها؟تمتمت لنفسها بسخرية وهي تتابع القيادة: "الرجال جميعهم على هذا الحال! عندما تبذلين كل شيء لإرضائهم، لا تحصلين سوى على نظرة ازدراء. لكن عندما تتجاهلينهم وكأنهم لا شيء، يعودون يلهثون وراءك وكأنهم لا يستطيعون العيش بدونك!"فجأة، نظرت تاليا في المرآة الخلفية، وعبست بحاجبيها الجميلين.كان زياد شريف يطاردها في سيارته لامبورغيني، مصرًا على اللحاق بها!تمتمت بابتسامة ماكرة، وشفتيها الحمراء تنحنيان إلى أعلى: "تريد ملاحقتي؟ ربما في حياتك القادمة!"ضغطت على دواسة الوقود بكل قوة.في سيارة زياد شريف، كان يجلس بجانبه حسن شعيب في حالة من الرعب.صرخ زياد ببرود وهو يركز نظره على الطريق: "أسرع قليلًا، لا تدعها تهرب!"لكن حسن، الذي لم يقد سيارته بهذه السرعة

  • الرئيس المتسلط يسعى لاستعادة طليقته الثرية التي لا يمكنه الوصول اليها   الفصل 10

    على الجانب الآخر، في ضيعة الموجة.جلس زياد شريف للحظات مشدوهًا، لم يستطع استيعاب ما حدث عندما أغلقت زوجته السابقة الهاتف في وجهه.تلك البرودة والحسم! أين ذهبت المرأة التي كانت تبكي وتتوسل إليه كي لا يطلقها؟لقد أدرك شيئًا مؤلمًا: هذه السنوات الثلاث التي قضتها معه لم تكن سوى تظاهر وتحمل من أجل غاية مجهولة، وليست حبًا حقيقيًا له.تصاعدت نيران الغضب داخله. "كيف تجرؤ؟"دخل عليه حسن شعيب بحذر، يحمل كوب القهوة. "سيدي زياد، قهوتك."رأى حسن وجهه المتجهم وسأل بتردد: "هل... هل تمكنت من التواصل مع السيدة؟ هل حصلت على رقمها الجديد؟"وضع زياد يده على جبينه، يشعر بموجة من الاضطراب.كان يفترض أن يشعر بالراحة بعد مغادرتها، لكنه الآن غارق في دوامة من الغضب بسبب فكرة أنها مع طارق غسان."يا للسخف! لماذا أسمح لها بالتحكم في مشاعري؟"قال ببرود وهو ينظر بعيدًا: "سنحاول مرة أخرى لاحقًا. لا أريد الحديث عن تلك المرأة الآن."ثم رفع كوب القهوة وأخذ رشفة، لكنه فجأة توقف، مع تقطيب حاجبيه."ما هذا؟ لماذا طعم القهوة غريب؟ ليست كما ينبغي."رد حسن شعيب بدهشة: "ولكني صنعتها وفق الوصفة التي أعطتني إياها السيدة. كيف يمكن

  • الرئيس المتسلط يسعى لاستعادة طليقته الثرية التي لا يمكنه الوصول اليها   الفصل 11

    وفي هذه اللحظة، كانت تاليا غسان قد جمعت شعرها في كعكة بسيطة، يزينها دبوس شعر مزخرف بحجر يشبه الزمرد. كانت ترتدي ثوبًا تقليديًا بلون الأزرق السماوي، ذا أكمام واسعة تتمايل كأنها أمواج من الحرير، وهي تقدم عرضًا غنائيًا بأسلوب المقامات العربية القديمة، تغني قصيدة حب شهيرة من الموشحات الأندلسية خصيصًا لـطارق غسان.عينان واسعتان تشبهان عيون الغزال، مليئتان بعاطفة غامضة، تجذب الأنظار بجمالها الساحر وأنوثتها الطاغية.عندما انتهت من غنائها، لم يستطع طارق غسان منع نفسه من التصفيق بإعجاب. ابتسمت عيناه بوضوح، مملوءة بمشاعر الحنان والمحبة."رائع، رائع جدًا! يبدو أن الزوجة الثالثة قامت بعمل رائع في تدريبك. لو كنا في الماضي، لكنتِ الآن مؤهلة لأن تكوني زوجة ملكية في القصر!"ردت تاليا غسان بابتسامة ساخرة، وهي تكسر شخصيتها الهادئة للحظة: "زوجة؟ من يريد أن يكون مجرد زوجة؟ إذا أردت أن أكون شيئًا، سأكون الملكة، واثقة وساطعة مثل النجم!"ضحك طارق غسان بمرارة وقال: "ومن قال أنه لا يوجد مكان لذلك؟ إذا لم يكن موجودًا، لما انتهى بنا الأمر بثلاث أمهات بديلات."خفضت تاليا عينيها وجلست بجانب أخيها، وهي تسحب أكمامها

أحدث فصل

  • الرئيس المتسلط يسعى لاستعادة طليقته الثرية التي لا يمكنه الوصول اليها   الفصل 30

    عاد زياد شريف إلى فيلا مراقبة الأمواج وهو يبدو وكأنه انتُشل لتوه من قاع البحر، جسمه مبلل تمامًا بالماء.أم وحيدة هرعت نحوه محاولة أن تجففه بمنشفة، لكنه بهدوء دفع يدها جانبًا وواصل سيره إلى الطابق العلوي، تحيط به هالة من الغضب."سيد حسن، ما الذي حدث؟ لماذا يبدو الشاب هكذا؟ من الذي أغضبه؟" سألت أم وحيدة بقلق."الأمر معقد يا أم وحيدة. الرئيس زياد... تعرض للخداع!" أجاب حسن شعيب وهو يهز رأسه بأسى."ماذا؟ الشاب، وهو أذكى من الجميع، يتعرض للخداع؟! هل أبلغتم الشرطة؟! أسرعوا وبلغوا الشرطة!" قالت أم وحيدة وهي ترتجف من الصدمة.حسن شعيب لوح بيده نافيًا: "لا، يا أم وحيدة، حتى الشرطة لن تتمكن من حل هذا. الوضع معقد للغاية، فالخديعة هذه المرة كانت على مستوى أعلى."أم وحيدة عقدت يديها على صدرها وقالت بخوف: "لطالما نصحت الشاب بأن يقوم بتحميل تطبيق الحماية من الاحتيال، لكنه كان يرفض سماعي. انظروا الآن، من يمشي بجانب النهر سيبتل حتمًا!"حسن شعيب ابتسم ابتسامة حزينة وأضاف: "هذه المرة، الرئيس زياد واجه خصمًا حقيقيًا.لو كان الأمر متعلقًا بالمال، لكان بسيطًا. المشكلة أن ما خُدع به هو كبرياء السيد زياد نفسه!"

  • الرئيس المتسلط يسعى لاستعادة طليقته الثرية التي لا يمكنه الوصول اليها   الفصل 29

    في الحقيقة، لم يشعر زياد شريف بحرية الحب التي توقعها بعد مغادرة لينا بيضاء، بل على العكس، أصبح يشعر بأنه يفقد السيطرة تدريجيًا في هذه العلاقة.رن جرس الباب، وبعد سماح زياد شريف بالدخول، دخل حسن شعيب وهو يحمل مجموعة من الوثائق، يسير بخطوات سريعة."الرئيس زياد، لقد أكملت التحريات. قبل تسعة أيام، ألغى فندق الكمال طلبية الأثاث من إيلي وأوقف تمامًا التعاون مع مجموعة الجمال.لكن في ذلك الوقت، لم تكن مجموعة غسان قد كشفت بعد عن مشاكل جودة منتجات مجموعة الجمال. ولم يكن لدى الرأي العام سوى إشاعات وتخمينات غير مؤكدة."بعد ذلك مباشرة، روى الجمال أعلنت عن خبر خطوبتها، ثم استأجرت حسابات تسويقية للهجوم على لينا بيضاء.وبعدها بفترة وجيزة، قامت مجموعة غسان بالكشف عن مشاكل جودة منتجات مجموعة الجمال، مما أثار ضجة كبيرة.شد زياد شريف على أسنانه بغضب، وأخرج بيد مرتعشة حبة مسكن للألم ليبتلعها، محاولًا السيطرة على الصداع الذي كان يضرب رأسه."سمعت أن نائب المدير في فندق الكمال، المدعو نادر كريم، كان قد تلقى عمولات كبيرة من مجموعة الجمال قبل تولي تاليا غسان منصبها. واستخدم مراتب رديئة بدلاً من الأصلية، الأمر ا

  • الرئيس المتسلط يسعى لاستعادة طليقته الثرية التي لا يمكنه الوصول اليها   الفصل 28

    تاليا غسان عادت إلى مكتبها، وتقدمت إليها النادلة بسرعة وهي ترتجف، ولا تزال قدماها ترتعشان."لقد، لقد كدت أموت خوفًا! الرئيس زياد وسيم جدًا، وهالته قوية للغاية. كلما نظرت إليه، احمرّ وجهي فورًا. هل أخطأت أو كشفت شيئًا أيتها الرئيسة غسان؟""لا، لقد قمتِ بعمل رائع."تاليا غسان ابتسمت بثقة وقدمت لها ظرفاً، "هذا لكِ، تستحقينه.""شكرًا، شكرًا جزيلاً يا الرئيسة غسان!"أخذت النادلة الظرف ولمست سمكه، وشعرت بالذهول!في هذه الأثناء، تقدم سليم السواح ومعه ملف يحتوي على كلمتين كبيرتين: "الاتفاقية السرية"."أعلم أنك فتاة طيبة، ولكن لضمان حقوق الجميع، من الأفضل توقيع اتفاقية."ابتسمت تاليا غسان بابتسامة باردة ولكنها حازمة، "كل ما حدث هنا اليوم، أرجوكِ ألا تكشفي عنه كلمة واحدة. وإذا عرف أي طرف ثالث عن حديثي مع الرئيس زياد اليوم، باستثناء إفصاحي الشخصي، فسيعتبر ذلك انتهاكًا للاتفاقية وسأتخذ الإجراءات القانونية اللازمة."هزّت النادلة رأسها بسرعة كمن يضرب الطبول، ووقّعت على الاتفاقية مرارًا وتكرارًا وأقسمت بأنها ستلتزم بالسرية التامة قبل أن تغادر المكتب."الرئيس زياد هذا، أليس هو الرجل الذي يُقال عنه في

  • الرئيس المتسلط يسعى لاستعادة طليقته الثرية التي لا يمكنه الوصول اليها   الفصل 27

    "ههههههه..." انفجرت تاليا غسان من الضحك، ولم يكن أمام "البديلة" إلا أن تضحك معها.انعقدت حواجب زياد شريف فجأة، معبرًا عن استيائه."إطراء الرئيس زياد أقبله بكل سرور، ولكن لا داعي للخجل. مثل هذه الكتابات؟ أستطيع أن أخط مئات منها يوميًا، خذها إن شئت."كان في ضحكتها لمحة من السخرية، مما جعل وجه زياد شريف يتجمد، ويقبض يديه بشدة محاولًا كبح غضبه."الرئيس زياد، لقد أتيت ثلاث مرات لتراني، بالتأكيد ليس من أجل اللوحات الخطية. لنختصر الكلام وندخل في صلب الموضوع." قالتها تاليا غسان بنبرة مباشرة دون التفاف."لأكون صريحًا، جئت بخصوص وضع مجموعة الجمال. أطلب من الرئيس غسان وقف حملته ضد المجموعة. نحن مستعدون لمناقشة الشروط."كان صوت زياد شريف منخفضًا ونبرته تحمل نوعًا من الضغط: "بالنظر إلى أنك في دولة النور، فإن التعاون مع مجموعة الشريف سيعود عليك بفوائد كبيرة في المستقبل.""الرئيس زياد يصف ما قمت به بأنه حملة ضغط؟"ردت تاليا غسان بضحكة استهزاء: "أنا أسميها إفشاءً للحقيقة. إنها مجرد كشف علني عن ممارسات سيئة لبعض التجار الجشعين. هذا تحذير لبقية المنافسين، حتى لا يقعوا في مشاكل مثل التي عانينا منها. من ي

  • الرئيس المتسلط يسعى لاستعادة طليقته الثرية التي لا يمكنه الوصول اليها   الفصل 26

    "ها... ها... زياد... الرئيس زياد... أنا لا أستطيع أكثر!"كان تصميم الفندق بارتفاع شاهق والسلالم لا نهاية لها، وبعد الوصول إلى الطابق الثامن، كان حسن شعيب يتنفس بصعوبة، وركبتاه ترتجفان، على وشك الانهيار تمامًا.زياد شريف التفت إليه بنظرة صارمة وقال: "الرجل لا ينبغي أن يقول 'لا أستطيع' بهذه السهولة. بقي طابقان فقط، أسرع." واصل زياد شريف صعوده بخطوات ثابتة ودون أن يتأثر، وكأن الأمر لا يمثل أي تحدٍ بالنسبة له.كان في الثلاثين من عمره، أكبر بسنتين من حسن شعيب، لكن بفضل سنوات خدمته في قوات حفظ السلام، إضافة إلى التزامه بجدول صارم من التمارين البدنية والملاكمة بعد تسريحه من الخدمة، أصبح يمتلك لياقة بدنية تفوق أي شخص عادي.حتى لو طُلب منه صعود عشرين طابقًا إضافيًا، لم يكن ليتردد. في أيامه في الجيش، كان الركض ثلاثين لفة في الليلة أمرًا عاديًا بالنسبة له!عند الوصول أخيرًا إلى الطابق الأربعين، جلس حسن شعيب على الدرج يلهث كأنه يتنفس للمرة الأولى، بينما نظر إليه زياد شريف بنظرة باردة، وهز رأسه بخيبة أمل من ضعفه.وفجأة، جاء صوت مرحب من أمامه: "الرئيس زياد، تشرفت بلقائكم."استدار زياد شريف عند سماعه

  • الرئيس المتسلط يسعى لاستعادة طليقته الثرية التي لا يمكنه الوصول اليها   الفصل 25

    بعد انتهاء المكالمة مع الأخ الأكبر، دخل سليم السواح مسرعًا إلى المكتب، وبدا عليه الانزعاج الشديد."يا آنستي! زياد شريف عاد مرة أخرى! هذا الرجل وجهه من حديد، لو لم يكن رئيس شركة لكان الأفضل له بيع التأمين!""لأجل الحب يستطيع المرء أن يتحمل الكثير، هذه المثابرة تستحق الاحترام."تاليا غسان لم ترفع نظرها، منشغلة بالتوقيع على الأوراق.لكن سليم السواح التقط من كلماتها الباردة وغير المبالية نغمة خفية من المرارة والحزن، ولم يعرف إن كان ذلك مجرد وهم."آنستي، هذه المرة سأذهب بنفسي، وسأتأكد من طرده نهائيًا!""لا، أدخله." تاليا غسان أغلقت غطاء القلم، وحدقت بنظرة هادئة ولكن حادة."ماذا؟!" سليم السواح اندهش بشدة."الشخص الذي جاء مرارًا وتكرارًا لرؤيتي، كأنني مستشارة عسكرية نسائية، من باب المجاملة يجب أن أمنحه بعض الاحترام، أليس كذلك؟"تاليا غسان مالت بجسدها إلى الأمام، ومدت قدمها الصغيرة البيضاء نحو الأمام.أسرع سليم السواح نحوها، وجثا على ركبته ليضع الكعب العالي في قدميها."اذهب الآن إلى منطقة المطاعم أو المقاهي، وابحث عن فتاة جميلة الوجه، لبقة الكلام، لدي شيء أحتاجه منها."بعد عشر دقائق، عاد سليم

  • الرئيس المتسلط يسعى لاستعادة طليقته الثرية التي لا يمكنه الوصول اليها   الفصل 24

    صباح اليوم التالي.زياد شريف اهتم بمظهره جيدًا، وارتدى بدلة رسمية أنيقة زادته هيبة ووقارًا. جهّز نفسه بأفضل صورة ممكنة وتوجه إلى فندق الكمال الدولي.ما إن دخل البهو حتى شعر بالراحة والانتعاش.كان قد زار الفندق العام الماضي، ولم يتمكن حينها من كتمان انتقاده اللاذع:"مجموعة متناثرة بلا قيمة، لا شيء يستحق الثناء."لكن الآن، الوضع مختلف تمامًا. الفندق أصبح أشبه بتحفة متكاملة بمعايير راقية لا تختلف عن أفضل الفنادق العالمية.يبدو أن تلك الرئيسة، غسان، لديها قدرات إدارية مذهلة، وهي خصم لا يُستهان به.قال حسن شعيب بعد عدة استفسارات للمكتب الإداري: "هذا هو الرئيس زياد، المدير التنفيذي لمجموعة الشريف الدولية، يود مقابلة الرئيسة غسان. نرجو إيصال الرسالة."ابتسم السكرتير الإداري بأدب، لكنه قال:"نعتذر، الرئيسة غسان لا تقابل أحدًا دون موعد مسبق.""الرئيس زياد من مجموعة الشريف الدولية بحاجة إلى موعد؟" عقد حسن شعيب حاجبيه بدهشة."ولم لا؟" رد السكرتير بلا مبالاة."أنت!" اشتعل وجه حسن شعيب غضبًا، وكاد أن يرد عليه بشكوى حادة.تدخل زياد شريف بنبرة باردة: "إذا قمت بحجز موعد الآن، متى أستطيع مقابلة الرئيسة

  • الرئيس المتسلط يسعى لاستعادة طليقته الثرية التي لا يمكنه الوصول اليها   الفصل 23

    "زياد، هل تم التحقق مما يجري بالفعل؟" سأل شادي شريف وهو يربت على كتف زوجته لتهدئتها، بينما يعقد حاجبيه بقلق."تم التحقق. الشخص الذي كشف هذه الأخبار هو المدير العام الجديد لمجموعة الكمال الدولية. اسمها تاليا غسان."قال زياد شريف بنبرة هادئة، وعيناه منخفضتان وهو يتجنب النظر إلى مشهد الزوجين المتحابين أمامه.هذه اللحظات العاطفية، لم تكن يوماً جزءاً من ذكرياته مع والده شادي شريف، الذي بدا وكأنه نسي تماماً شكل والدته."الكمال... مجموعة غسان في مدينة الوصال؟!"ليلى جميل غطت فمها بيدها، وأطلقت شهقة دهشة، "لكنها أغنى عائلة في مدينة الوصال! كيف يمكن أن تتورط عائلة الجمال معهم؟!""مجموعة غسان وأسرتنا، عائلة شريف، لطالما كانتا في حالة عداء تاريخي. يعود هذا الخلاف إلى أجدادنا. حتى أن جدة عائلة غسان الكبرى أقسمت على أنه لن يكون هناك زواج بين أسرتنا وأسرتهم للأبد. من يخالف هذا العهد يُطرد من عائلة غسان ويُحرم من نسب العائلة ومن حق الاعتراف بالانتماء إليها."لم يكن يكترث زياد شريف بالأمر بداية، لأنه كان ينوي الزواج من روى الجمال، وليس من إحدى بنات عائلة غسان.لكن بعدما سمع هذا الحديث، شعر وكأن شرخاً

  • الرئيس المتسلط يسعى لاستعادة طليقته الثرية التي لا يمكنه الوصول اليها   الفصل 22

    "تاليا غسان... هذا الاسم، أشعر وكأني سمعت به من قبل." تمتم زياد شريف وهو يضغط على حاجبه، غارقاً في التفكير."أما بخصوص الآنسة غسان، قمت بإجراء تحقيق أعمق عنها."شعر زياد شريف ببعض الرضا للمرة الأولى تجاه سكرتيره الفاشل عادة، فرفع حاجبيه باهتمام:"أخبرني بالنتائج.""النتيجة... لا شيء. لم أتوصل إلى أي معلومة." أجاب حسن شعيب بخيبة أمل، متنهداً ورافعاً يديه مستسلماً."حسن شعيب، أعتقد أنه بإمكانك زيارة قسم الموارد البشرية غداً لتحصيل راتبك الأخير." برود كلمات زياد شريف جعل المكتب يغرق في صمت مشحون بالتوتر."الرئيس زياد! أرجوك، لا تغضب! المشكلة ليست مني! معلومات السيدة غسان تبدو وكأنها ملفات سرية للغاية، حاولت ولكن الأمور خارج نطاق قدرتي!"كان وجه حسن شعيب شاحباً من الخوف، وهو يمسح جبينه المتعرق، ثم أضاف: "هل تعرف ما هو الأمر الغريب؟ هذه السيدة غسان هي الابنة الوحيدة للسيد عمرو وزوجته الراحلة، الابنة الشرعية الوحيدة لواحدة من أعظم عائلات النخبة. ومع ذلك، لا توجد أي معلومات عنها على الإنترنت، وكأنها تعيش في الظل.""بصراحة، جربت كل تطبيقات التواصل الاجتماعي والمشاركة، ولم أجد أي شيء. هل يمكن أ

امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status