الفصل 3

وقع جاسر على اتفاقية الطلاق، وأعطاها البطاقة البنكية أيضًا، ثم رحل.

نظرت شيماء إلى البطاقة البنكية، ونظرت إلى سمر في دهشة، "لا يريدها!"

"أجل رأيته، ليفعل ما يحلو له، ما زال لدي أمور أخرى، لتعودي أنتِ."

قالتها سمر بملامح باردة، وأغلقت نافذة السيارة ببطء.

تلك اللحظة وهي تغلق النافذة، انهمرت دموعها على وجهها الجميل.

بعد أن رحلت سمر، اتصلت شيماء على الفور بمنزل عائلة سمر.

رد على الهاتف والد سمر، محمود لاشين، وقالت له كل ما حدث بخصوص طلاق سمر.

"...أعطت المديرة سمر لجاسر عشرة مليون وفيلا، حتى وافق على الطلاق."

"حقًا! عظيم جدًا!"

"بالطبع هذا رائع، جاسر لا يستحق المديرة سمر، بطلاقها منه يمكنها العثور على أفضل منه. عمي محمود، سأذهب لعملي، مع السلامة."

بعد أن أغلق الخط، صرخ محمود لاشين في سعادة عارمة.

"يا سلوى، يا ابني، خبر عظيم، تطلقت سمر من جاسر!"

قالها محمود لاشين وهو يصفق على فخذه، وأخيرًا سقط الحجر الكبير من على قلبه.

خرجت سلوى من المطبخ، تمسح يدها وتضحك، ولا يمكن وصف سعادتها.

"حقًا! أخيرًا تخلصنا من هذا الطاعون، لم أكن موافقة على زواجهما، جاسر لا يستحق ابنتي تمامًا."

وخرج فادي الأخ الأصغر لسمر من غرفته، يرتدي سلسة وساعة من الذهب، كان يبدو وكأنه اكتسب ثروة كبيرة للتو.

لقد كان شخص تافهة، ومنذ أن نجحت أعمال أخته، أصبح أكثر كسلًا.

ويتسبب في مشاكل بكل مكان، وينفق أموال أخته كالماء، وما زال يظن أنه حق مكتسب له أن ينفق أموال أخته الكبرى.

"تطلقت أختي، هذا رائع، اليوم يجب أن نحتفل جيدًا."

تابع محمود كلامه بسعادة: "بالطبع يجب أن نحتفل، قالت للتو السكرتيرة شيماء على الهاتف، أنها أعطته شعرة مليون وفيلا ليوافق على الطلاق، لم يكن الأمر سهلًا."

تغير وجه سلوى بمجرد سماعها لهذا، وقفزت على قدميها وصرخت قائلة:

"ماذا؟ في الطلاق الرجل هو من يعطي المرأة المال، أين رأينا المرأة هي التي تقدم المال! لا، مستحيل، يجب أن نعيد المال والفيلا!"

لكن محمود كان يريد إنهاء الأمر، فتابع قائلًا:

"من الجيد أنه وافق على الطلاق، لا تجعلي الأمور أكثر تعقيدًا، لا داعي للإلحاح على جاسر."

"هذا هراء!"

حدقت سلوى في محمود بازدراء وكراهية، ثم قالت:

"جاسر عديم الفائدة، ومن يستطيع الإلحاح على مثله؟ المال والفيلا سيعودان.

ظلم ابنتي لثلاث سنوات، من الجيد أننا لم نطلب منه تعويض.

وعلى النقيض، ابنتي هي من أعطته المال والفيلا، لا يوجد منطق كهذا."

فقال فادي داعمًا لأمه: "أجل، أختي اختلط عليها الأمر، إن كنت مكانها، لطردته ببطاقته الشخيصة فقط."

"هذا صحيح، ليخرج بلا أي شيء. يا ابني، لنستعيد المال والفيلا."

لمعت عيون فادي لكلام أمه، وسحبها نحوه.

"حسنًا، عندما نستعيد الفيلا، لا تخبري أختي، سآخذها مباشرًة للسكن بها."

ردت سلوى بكل تأكيد: "بالطبع هي لك، فيما بعد ما هو لأختك هو لك."

كان يريد محمود أن يقول شيئًا، فقط شاهدهما يرحلان، وهز رأسه بلا حول ولا قوة.

لأن في منزل لاشين، سلوى هي الآمر الناهي، كل أمور سمر، هي من لها القرار بها.

منذ أن نجحت شركة سمر، كانت معظم الوقت تتسبب في المشاكل لسمر وجاسر.

في البداية، جعلت جاسر وسمر يقيمان حفل زفاف من جديد، وجعلت جاسر يسكن مع عائلة لاشين.

بعد أن رفض جاسر، بدأت في البحث عن كل أخطاء جاسر، وإقناع سمر بالطلاق منه.

واليوم، بالطبع سلوى لا تقبل أن يأخذ جاسر أي شيء من أملاك سمر بعد الطلاق.

في منتصف كلامها، الأم وابنها ركبا السيارة، وتوجها إلى وسط مدينة الزهور.

......

عاد جاسر للفيلا، ونظر إلى الديكورات الفخمة، وكانت مشاعره مختلطة.

تلك اللحظة، كان يقف بجانب حائط مليء بشهادات التقدير والجوائز.

شهادة لأفضل رواد الأعمال بمدينة الزهور، أفضل عشرة رواد أعمال في مدينة الزهور، أفضل عشر نساء بارزات في مدينة الزهور...

كل هذه الجوائز حصلت عليها سمر خلال عملها، الناس العاديين لا يمكنهم الحصول حتى على واحدة، لكن سمر ملأت الحائط بهم.

ولهذا السبب، يوجد عدد لا يحصى من المواهب الشابة، مستعدون لحني رؤوسهم للسجود تحت أقدامها.

ضحك جاسر...

ضحكة مريرة!

شعر جاسر أنه مثير للسخرية، ما تخلى عنه من أجل سمر، كان أكثر قيمة من هذه الشهادات والجوائز.

شعر جاسر تلك اللحظة، أنه كان حقًا غبيًا، لأنه كان يعتقد أنهما سيكونان معًا لآخر العمر!

لكن انقلبت الأمور، وخانته سمر فجأة، وتركته بلا حول ولا قوة، تركت جاسر غير قادر على التخلص من مشاعره.

وجعلته أيضًا يتساءل، أيعقل أن ما فعله طيلة الثلاث سنوات لم يكن كافيًا؟

كان يسأل نفسه، خلال فترة الزواج، فعل جاسر كل شيء كزوج.

وفي النهاية اختار التوقيع، ليفي بالوعد الذي قطعه لها ذات مرة.

جاسر دائمًا يفي بكلمته، عندما تزوجا، قال لسمر جملة.

"فيما بعد، أيًا ما كان ستطلبينه، سأنفذه لكِ."

لم يكن يمزح وقتها، طيلة الثلاث سنوات وفى بوعده حقًا.

لكن ما فاق توقعاته، أن سمر هي من خانته.

وبتفكيره بكل هذا، ذهب إلى غرفته ليضب أغراضه.

هذه اللحظة من عدم القبول، والحنق، والشعور بالظلم...أحاط كل هذا به، وشعر جاسر وكأنه مزحة!

لذلك أراد الرحيل من الفيلا، ليترك المكان الذي جلب له الذل.

انتهى جاسر من ضب أغراضه، ونظر للمكان الذي قضى به ثلاث سنوات.

حان الوقت أخيرًا لمغادرة المكان الذي كان سعيدًا به مع سمر.

وفي اللحظة التي كان جاسر على وشك الخروج، رن هاتفه.

"من معي؟"

جاء صوت أنفاس ثقيلة من الطرف الآخر، وكأنه يقمع حماسه داخله، استغرق الأمر قليلًا حتى يتكلم بهدوء.

"مرحبًا، هل أنت الطبيب جاسر؟"

الطبيب جاسر!

لم يناده أحد بهذا منذ وقتٍ طويل!

تفاجأ جاسر بأن الطرف الآخر ناداه هكذا، لأن كل من ناداه بالسيد جاسر، لم تكن هويته بتلك البساطة.

"أنا جاسر."

بسماعه لرد جاسر، بدا الطرف الآخر متحمسًا للغاية، قال ببحه في صوته:

"طبيب جاسر، أتتذكر الاتفاقية قبل ثلاث سنوات!"

ما قاله أخذ جاسر للماضي قبل ثلاث سنوات، إلى اليوم الذي سبق زفافه من سمر.