مشاركة

الفصل 4

مؤلف: أمير
"لا بأس" سارت غادة نحو شريف وتأملته بتوتر: "الحقيقة أنك لم تخسر شيئًا، لقد فهمت الطباع الأصلية لرانيا، فهي لا تستحق أن تبتئس بشأن امرأة مثلها."

"اطمئني، أنا لست ضعيفًا إلى هذه الدرجة" تفوه شريف بتلك الكلمات وتهللت أساريره، فحين رأى وجه غادة، شعر بالسكينة.

"هيا نذهب، ونحتفل بانفصالك عن تلك البغِيّ، سأقوم بدعوتك على العشاء، لا تخجل مني، ما رأيك أن نتجه إلى فندق الجوهرة خارج أسوار الجامعة"، قالت غادة ذلك بينما كانت تشعر بالطمأنينة.

يُعتبر فندق الجوهرة من الفنادق الفاخرة المتواجدة خارج أسوار الجامعة، ولا يرتاده غير الطلبة الأغنياء من جامعة القاهرة.

"اليوم غير ملائم، لا أريد أن ألتقي برانيا." تذكر شريف أن هذا هو المطعم الذي اتجهت إليه رانيا و خالد: "سأدعوكِ لتناول العشاء في فندق سوفيتل جلاكسي لاحقًا". !"

يُعد فندق سوفيتيل جالاكسي أحد أفخم الفنادق في مدينة القاهرة، وهذا النوع من الفنادق قد سمعت عنه من زملائها فقط، لكنها لم تذهب إليه من قبل.

بدت غادة متعجبة، لأن شريف بطبيعة الحال لم يعتاد التعجرف، فما الذي جرى اليوم؟ هل كانت الصدمة قوية؟ هل من الممكن بعد أن فقد الحب أن يصاب بمشاكل التباهي؟ ستتحسن الأوضاع بعد حين، صحيح؟

ضحكت غادة بخفة، وقامت بمجاراة شريف في مزحته: "جيد، سأنتظر، وللأمانة، لم يسبق لي أن ذهبت إلى سوفيتيل!"

تعلم غادة أن فندق سوفيتيل ليس ضئيلًا، فيُعد من أفخم الفنادق في العالم، حيث كان شريف يتناول وجباته الثلاث يوميًا، وبرغم ذلك لن يتمكن أبدًا من تناول 1/100 من قيمة ثروته طيلة حياته؟

ثم حضرتا صديقتي غادة المقربتين إليها.

كما أقبل شريكي شريف في الغرفة واصطحباه إلى المقصف لتناول الطعام.

وعندما وصلوا إلى باب المقصف، وقف رامي ربيع حين غرة وصاح: "يا إلهي، هاني زكي يواعد فتاة، انظروا إلى مجموعة السكن الخاصة بنا!"

"هل هذا صحيحًا؟" وعلى الفور قام شريف ويونس الفقي بانتزاع هواتفهما المحمولة، ودخلا إلى مجموعة السكن، فقد بعث هاني زكي رسالة في الحال: "إخواني، أعرب لكم بشكلٍ رسمي أنني تركت العزوبية! ارجعوا حالًا إلى السكن، سوف أقوم بدعوتكم لتناول الغداء اليوم!

"أخيرًا قد وجد هذا الشاب حبيبة، أم أنه لم يعُد يتحمل أن يكون وحيدًا."

" أسرعوا لنرجع إلى السكن سريعًا، ونقوم بمعاقبة هذا الفتى جيدًا."

بينما كانوا يتحدثون، اتجه ثلاثتهم نحو مبنى السكن.

رجع شريف وأصدقاؤه الثلاثة إلى مبنى السكن على عجل، وحالما دخلوا من الباب، تفاجأوا برجلٍ وامرأة يجلسان على الفراش بأيادي متشابكة.

"لقد أتيتم" بَرَح هاني زكي يد الفتاة، ونهض، ورمق شريف وأصدقاؤه الثلاثة بوجه بشوش.

كان هاني زكي ملتحقًا بقسم التربية البدنية، فقد كان يتمتع بقامة طويلة وقوامٍ ممشوق وعضلات مفتولة.

"دعوني أعرفكم بصديقتي شيرين اسماعيل، من قسم الموسيقى،" بعد أن قام هاني زكي بالتعريف بشيرين، أخذ في تقديم شريف والأصدقاء الآخرين: "هؤلاء هم زملائي في السكن، شريف حسني، ورامي ربيع، ويونس الفقي ".

نهضت شيرين اسماعيل وطأطأت برأسها بوجه بشوش.

رمق رامي ربيع شيرين وقال في ذهنه، يا لها من فتاة حسناء، فهي تتمتع ببشرة ساطعة، وحاجبين مرسومين، وقوام ممشوق.

"سننطلق إلى فندق الجوهرة لتناول العشاء في وقت لاحق، وستنضم إلينا زميلات شيرين في الغرفة، ألا تعتقدوا أنه يجب عليكم أن تستعدوا؟" ثم وجّه هاني زكي كلماته إلى شريف وقال، "شريف الكبير، قُم باصطحاب رانيا معك."

كان كل زملاء شريف في السكن على دراية بحالته، وأنه قليلًا ما كان يدعو رانيا إلى تناول الطعام في المطاعم الفاخرة، لهذا أحب هاني زكي انتهاز الفرصة لإعانة أخيه.

قال شريف بهوادة: "لقد افترقنا".

"افترقتما؟ حقًا؟" قال هاني باندهاش.

"أليس هذا واضحًا؟" رمق رامي ربيع هاني، وقد أدرك هاني السبب الجليّ، وهو الضنك.

"أسرعوا." تأملت شيرين هاتفها، وانتبهت إليهم وقالت: "لقد أرسلت زميلتي في الغرفة رسالة، فهن قد انطلقن، أصدقائي جميعهم حادين المزاج، لا نريد أن نتركهن ينتظرن طويلاً."

"إذا كان الأمر كذلك، يُرجى منكم يا شريف، ورامي، ويونس تبديل ملابسكم على عجل، وقوموا بغسل وجوهكم، وننطلق" حمَّس هاني شريف والآخرين في الحال، ممسكًا بيد شيرين: "سوف ننتظركم في الخارج. "

أمهل هاني وشيرين البقية بالخارج، وحينها لاحظ هاني على وجه شيرين التي طوت ذراعيها بعض الامتعاض، فسألها هاني: "ماذا حدث؟"

قطّبت شيرين جبينها وقالت: "هل كل زملاؤك بالسكن مألوفين هكذا؟ فرامي ليس حسن المظهر على الإطلاق، ويعتبريونس معتدلًا، أما شريف يبدو بلا عيب، لكن الملابس التي يرتديها تنم على شخص فقير، كيف يمكنني اصطحابهم لمقابلة زميلاتي بهيئاتهم تلك؟"

ابتئس هاني قليلًا وقال بابتسامة: "لماذا لا نتناول الطعام فحسب؟ إنه ليس موعد غرامي، فلماذا تبالغين في الاهتمام بكل تلك المظاهر؟"

"أتظن أنهن قادمات لتناول العشاء فحسب؟ حتى لو أنهن لم يقولن ذلك بشكل مباشر، فعلى قدر معرفتي بتفكيرهن، فإن السبب الذي جعلهن يشجعونني على تنظيم موعد العشاء هذا مع زملائك في الغرفة هو أنهن يتطلعن إلى الاهتداء إلى صديق صالح، بعدما شاهدن صورتك، فقد توهمن أن زملاؤك في الغرفة على شاكلتك!" تجهمت شيرين وتفوهت بتلك الكلمات.

تبسَّم هاني بأسف، "إنه ذنبي، لم أقم بإبلاغك أنهم جميعًا يلتحقون بقسم الأحياء"، أما أنا فقد انضممت إلى غرفة شريف حسني لأني لم أعثر على غرفة فارغة في قسم التربية البدنية.

فكرت شيرين في اقتراح: "من الممكن أن تخبر زملائك أن العشاء قد تم إلغاؤه، و سوف يتغافلون عن الموضوع، لأن الأمر هكذا سيكون مزعجًا."

"لا تفكري كثيرًا، هذا غير مناسب، لننطلق الآن!" اعترض هاني وحث شريف والآخرين على تغيير ملابسهم والاستحمام، فلقد أحدثوا العقبات لتوِّهم، ألا يتسبب هذا الأمر في إثارة المشكلات؟

"هذا رأيي، وأنا لا أضمن ما سيحدث بعد ذلك!" أكملت شيرين حديثها.

حينها، وردت مكالمة من زميلتها في الغرفة، استقبلت شيرين الهاتف ووضعته على أذنها: "ميرال يوسف... هل وصلتُنّ... كيف حالكن؟ أم... يمكنكن أن تبصرن بأعينكن، ثم، لا أتمكن من التحدث الآن... جيد...، سأهرع بهم الآن، أمهليني قليلًا."

وخلال تلك المكالمة، جاء شريف ورامي ويونس من السكن.

"هاني، ما رأيك بثيابي؟" ارتدى رامي قميصًا نصف كُم ماركة بلاي بوي بسعر 300 دولار، وتأمل هاني بتكهن.

"أنيق!" تبسّم هاني وربت على كتف رامي، وأحس بالسعادة، فلحسن الحظ، لم تقم شيرين بإلغاء موعد العشاء هذا، وإلا لكان هذا بمثابة لطمة على وجوه الآخرين!

تأمل هاني شريف السائر خلفه، وعبس: "شريف الكبير، لماذا لا تزال بهذه الهيئة؟ ألا تعلم كيف يتبدل وجهك عندما تشاهد فتاة؟"

"شريف هكذا ينعم بأفضل حال، ماذا سيفعل أكثر من ذلك؟" قال يونس عرضًا، كان هاني ملتحقًا بقسم التربية البدنية، وأثناء المحاضرات في قسم الأحياء الخاص بهم كان ينفصل عنهم بالتأكيد، لذلك كان شريف ورامي أقرب لبعضهما البعض.

طأطأت شيرين برأسها، من الممكن أن يتسبب عشاء اليوم ببعض الاحباط لزميلاتي في الغرفة.

"كُفوا عن الحديث وانطلقوا.. سريعًا"، حثت شيرين هاني وشريف والبقية إلى باب السكن.

وفي الوقت ذاته، في فندق الجوهرة خارج أسوار الجامعة.

جلست ثلاث فتيات ضئيلات وحسناوات حول طاولة، وتمتعن جميعهن بملامح حسنة، وبالنظر إليهم يتبين أن ظروف عائلاتهم جيدة.

ومن بين هؤلاء، الفتاة ذات الشعر الطويل التي ترتدي شالاً وترتدي قميصاً شيفوناً مكشوف الكتفين، ولها وجه صغير منقط بعيون دامعة كبيرة، وشفاه رفيعة تتوهج بالماء، وبشرة بيضاء ووردية، وأذنين واضحتين وأنف صغير، تبدو وكأنها فتاة جميلة خرجت من كتاب حكايات.

لقد كانت الأحسن بين الثلاثة، وبالتأكيد كانت تنعم بأفضل الأحوال الأسرية، وتدور حولها معظم الأحاديث.

"ميرال يوسف، لديكِ كدمة على جبهتك، هل شعرتِ بالضجر في الأيام السابقة؟" لاحظت فتاة قبعت بجانب ميرال يوسف فجأة بروزًا على جبين ميرال.

"أوه" تحسست ميرال البقعة الصغيرة على جبهتها، وأصبح وجهها الحسن حانقًا: "لا تنشغلي بالأمر، لقد توجهت إلى بنك المشرق لإنجاز بعض الأعمال التجارية مع والدي في صباح اليوم، وقد انزعجت بشأن شخص بائس".

"يا إلهي، هل قام بلمسك؟ هل تأسف لكِ بعد ذلك؟"

"بالتأكيد، أليست سمة عملاء بنك المشرق مهيبة للغاية؟"

أخذت ميرال صورة بهاتفها واكتشفت أنها لم تكن متألقة بما يكفي، ثم وضعت يدها لأسفل وتبسّمت: "لقد تأسف، أنتِ على دراية بنوعية العملاء في بنك المشرق، خمني ماذا يلبس؟ عندما شاهدته شعرت ببعض الارتباك."

"شخص فقير؟ هل تقصدين أنه ساذج بهذا القدر؟"

"بالتأكيد، يلزم الأمر مليون دولارًا للشروع في فتح بطاقة بنك المشرق، وعلى حسب الحكايات في المسلسلات التليفزيونية، كلما زادت بساطة الشخص، كلما كان أكثر غنى، فمن المؤكد أنه رجل مترف متواضع، ميرال، قُصي علي أخباره على عجل."

أضمرت ميرال شفتيها: "ماذا؟ وحينها أقبلت مديرة الردهة للاستفسار، و وجدت أنه لا يمتلك حتى بطاقة، أظن أنه لم يمر على الحياة، وانطلق إلى بنك المشرق مباشرةً فحسب".

"أظن أنه كان يتوهّم أنه يستطيع أن يستخدم بطاقات ICBC وCCB في بنك المشرق أيضًا، صحيح؟"

"من المؤكد أنه أحس بالارتباك حينها."

"لم أرمقه بعدها، وانطلقت في الحال مع أبي، بعد هذه العظة، لن يُقدم على رفع رأسه في أي مكان آخر في المستقبل."

"يبدو هذا الفتى وكأنه طاعن في السن، ولا يمتلك سلوك حكيم، أظن شخصًا هكذا سوف يظل عازبًا طيلة حياته، ومن تعثر على رجل مثله فمن المؤكد أنها ستكون حمقاء."

"كُفي عن الحديث بشأنه، فمن المستحيل مقابلته مرة أخرى، انتظري، لماذا لم تأتِ شيرين والآخرون حتى الآن؟ صحيح؟" أخذت ميرال هاتفها، وإكفهرت قليلاً، وتأملت شاشة الدردشة مع شيرين المفتوحة على شاشة الهاتف.

"صديق شيرين حسن المظهر وممشوق القوام، وأنا أميل إلى هذا النوع من الرجال، إذا كان زميله في الغرفة على شاكلته، فلا تسابقيني."

"تأملي حالِك، أنتِ شابة يافعة"، تهللت أسارير فتاة أخرى: "ألم تخبرنا شيرين أن صديقها ينتمي إلى قسم التربية البدنية، لابد أن يكون شابًا وسيمًا، دعونا نتابع الأمر لنرى أيهم سوف يثير إعجابنا أكثر، ذلك في بداية الأمر، لكن فيما بعد سنقوم بتخصيص كل منهم لواحدة منا.

تناولت الفتيات الثلاث أطراف الحديث وابتسمن، ثم حدقن إلى بعضهن البعض، وقمن بضبط هيئة بعضهن البعض.

في تلك اللحظات، ولجت شيرين وشريف والبقية إلى فندق الجوهرة.

الفصول ذات الصلة

  • الثراء المفاجئ   الفصل 5

    "يا أصدقاء اذهبوا أنتم، سوف أتجه نحو المرحاض." لاحظ شريف علامات بيضاء اللون على ملابسه، أبلغ زملاؤه بذلك ثم سار نحو المرحاض.وها هم شاهدوا بالفعل ميرال يوسف وصديقاتها الثلاث الجميلات، وحينها استحى رامي ويونس بغتة، وتباطئت خطواتهما، ودرأ يونس نظارته في محاولة لستر إحساسه بالتوتر."ميرال يوسف، نهال عزت، نورهان رأفت، ماذا تقولون؟ لماذا تقهقهون هكذا؟" بينما كانت تقول ذلك، ذهبت شيرين إلى ميرال والآخرين بوجه بشوش.حوّلت ميرال وصديقاتها الثلاث رؤوسهن ورمقن زملاء هاني في الغرفة الذين جاؤوا بصحبة شيرين، وحين أبصروا رامي ربيع ويونس الفقي، توقفوا عن الضحك بغتة، وتسلل إليهم شعور بالإحباط، واستقبلن المفاجأة بلا مشاعر.بدا رامي مألوفًا، وكذلك يونس، وهذا ما جعلهم يشعرون بخيبة الأمل.وبمشاهدتهم هكذا أشاحت ميرال وصديقاتها وجوههن، وتبدو عليهن علامات الخيبة."آه" وحينما لاحظت شيرين ملامح صديقاتها، انتابها شعور بالخجل، فهي بالفعل تكهنت تلك العاقبة منذ وقت طويل، التفتت إلى هاني الذي ابتسم متهكمًا."تفضلوا بالجلوس" قام هاني بالتنظيم سريعًا: " يونس، اجلس هنا بجانب نهال، رامي، اجلس هنا بجانب نورهان."

  • الثراء المفاجئ   الفصل 6

    "يوم واحد هو يوم واحد: نعم أنا أقوم بشتمك أيها الولد الصغير ما رأيك، هل أنت فخور لأنك قمت بدفع 5 دولارات؟ فكر أولًا قبل أن تعاندني، لأن جيبك فارغ تمامًا، هل لديك أموال؟"يوم واحد هو يوم واحد بعث [الأسد] 1""يوم واحد هو يوم واحد بعث [الأسد] × 2""يوم واحد هو يوم واحد بعث [الأسد] × 3""يوم واحد هو يوم واحد بعث [الأسد] × 4""يوم واحد هو يوم واحد بعث [الأسد] × 5"قام "يوم واحد هو يوم واحد" بإرسال 5 إشعارات متتالية، 5 مكافآت [الأسد] بقيمة 5300 دولار!صُدمت هدى بهذه المكافأة، وفتحت عينيها على وسعهما، وتلألأت عينيها كالنجوم الساطعة خلال البث المباشر.وقامت برفع يديها أمام صدرها وينتابها شعور بالزهو: "يا أخي، لقد أرسلت لي العديد من المكافآت في يوم واحد، أنا مسرورة للغاية"، وطبعت هدى بعض القبلات السريعة على الكاميرا."الأخ يوم واحد، هل أنت زميلي؟" رفّت هدى بعينيها الجميلتين قليلًا."جاسر ياسين" أرسل يوم واحد هو يوم واحد كلمتين بسيطتين."هل هذا الحفيد جاسر ياسين، شيء عظيم لو كان لديه ثروة قليلة؟ لقد قمت بشتمه للتو!"تكلم جاسر ياسين مرة ثانية: "هدى، اعطيني شارة المسؤول!""بالتأكيد،

  • الثراء المفاجئ   الفصل 7

    قال رامي ويونس معًا: "هذا جيد".كان هناك الكثير من الإعجاب في غرفة البث المباشر."الوعاء الوسيم الصغير: هذه هي العقلية التي يجب أن يتمتع بها أثرياء الجيل الثاني!""أنا أعمل مع نجيب ساويرس: ما قُلته رائع للغاية، يبدو أنه شخص لديه قصة!""الرجل الضعيف في الحانة: رائعٍ، إنه أفضل بكثير من بعض أثرياء الجيل الثاني الصالحين. أبي مهاب، هل يمكنك أن تخبرني الآن، ما نوع العمل الذي تقوم به عائلتنا؟"في هذا الوقت، كان جاسر صامتًا لفترة طويلة.تقفز رسالة النظام في شريط الرسائل:"اليوم هو يوم واحد خرج من غرفة البث المباشر"ذهب جاسر بعيدًا، وكان هناك الكثير من التهكم في الأسفل."هدى، من هو مهاب في غرفة البث المباشر؟" في شاشة البث المباشر، ظهرت فتاة أخرى ووضعت يديها على رقبة هدى.هذه الفتاة لديها شعر طويل وذقن مدببة ومكياج خفيف، لكنها جميلة جدًا، فبظهورها في البث المباشر لم تكن خجولة على الإطلاق، بمجرد النظر إلى الكاميرا، يشعر الأشخاص الذين يشاهدون البث المباشر أن قلوبهم تأثرت."يا أحبائي، هذه زميلتي في السكن رانيا خطاب؛ يرجى مُتابعتي حيث يمكني إعطائكم أن أعطيكم رقم الواتس أب الخاص بها." أمس

  • الثراء المفاجئ   الفصل 8

    عند سماع صوت شريف، تفاجأت ميرال قليلاً وتوقفت عن مسح أنفها، وألقت نظرة جافة على شريف: "هل أتيت أيضًا؟"أومأ شريف برأسه قليلاً ولم يتحدث، ورأى تعبير ميرال التى لم تكن مرحبة به أبدًا."ميرال، شريف هنا لمساعدتك في إيجاد طريقة،إنه قلق للغاية بشأن مشكلتكِ" تحدثت شيرين بسرعة باسم شريف."تأوهت، قلِق!" ضحكت ميرال ببرود: "هل كنت سأشتبك مع نديم بالأمس لولاك؟ لو لم أشتبك مع نديم، هل سيكون هناك مشكلة اليوم؟"قالت ميرال باندفاع بعد أن تحدثت، وأشارت إلى الباب بيدها وصرخت: "اغرب عن وجهي، اخرج من مسكني على الفور!""ميرال ، انظري إلى حالكِ..." شعرت شيرين أيضًا أن ميرال تخطت الحدود بعض الشيء مُتسببةً في المشاكل؛ في النهاية، جاء شريف لرؤيتك، وما زلتِ تقولين له ذلك.لم يتحدث شريف، واستدار ببطء واتجه نحو الباب."يا شريف هل أنت بخير؟ لقد قالت ميرال الكثير نظرًا لأنها تعرضت لضغوطات كبيرة اليوم، أنت لا تعرفها بشكلٍ جيد من فضلك سامحها." أغلق هاني المكالمة وتبعه للخروج ليُهدأ أخيه."حسنًا، أعرف ذلك" ابتسم شريف ابتسامة خفيفة: "حسنًا، هيا تعال وأقنعها، أخبرها بألا تقلق وأنها ستكون بخير......"بعد قول ذلك

  • الثراء المفاجئ   الفصل 9

    من البوابة الصغيرة للشبكة الخضراء بالملعب الغربي، رأى شريف خمس أو ست فتيات صغيرات وجميلات يركضن على بعد خطوات."شريف قد وصلت الآن، لماذا أنت بطيء هكذا اليوم؟"من بين الفتيات، تحدثت الفتاة الأطول وهي هناء رضا التي اتصلت للتو بشريف.أخرجت هناء عشرة دولارات وأعطتها لشريف: "اشتري ست زجاجات ماء لأخواتي.""أيتها القائدة، لماذا لم تقولي ذلك مُبكرًا؟ لكنت قد اشتريتها وأنا قادم في الطريق." سأل شريف وهو يحمل العشرة دولارات."مهلًا، لماذا أنت ثائر هكذا؟ فما الخطب للذهاب لبضع خطوات؟ أهذا لا يُطاق؟" حدقت هناء صارخة في شريف قائلةً تلك الكلمات كالقذائف ."لا...... حسنًا، سأشتريها الآن......" قرر شريف أخيرًا شرائه ولم يتجادل مع هناء مرةً أخرى.بعدما عاد من شراء الماء، أعطى شريف الأربعة دولارات المتبقية من المال لهناء، وأخذت كل فتاة في فريق التشجيع زجاجة وشربتها."يا شريف أعطني المروحة." طلبت هناء من شريف مرةً أخرى، ولكن كان شريف خاملًا حيث علم أن هناء ستستفيد منه على أكمل وجه.كن يجلسن في ملعب لكرة السلة بالقرب منه ملعبًا آخر يلعب فيه فريق كرة السلة الخاص بالمدرسة؛ وبعد أخذ استراحة لمدة نصف

  • الثراء المفاجئ   الفصل10

    بعد التدريب،ذهبت هناء والفتيات الأخريات من فريق التشجيع مع الأولاد من فريق كرة السلة، وكالعادة وقعت مهمة حزم المعدات على عاتق شريف بكونه (مساعد القائدة)، شعرت ريهام بالشفقة تجاه شريف حيث أرادت البقاء و مساعدته ليُنظما الأشياء معًا، لكن هناء سحبتها بعيدًا وفقًا لكلماتها : "أن المساعدة في جمع الأغراض هي القيمة الوحيدة لبقاء شريف في فريق التشجيع. وإلا لكان قد تم طرده منذ وقتٍ طويل، فما سيعود عليهم من مساعدته."حزم شريف معدات التشجيع وأعادها إلى غرفة المعدات؛ في هذا الوقت، جاءت المكالمة من السيد صدقي: "يا سيدي أبلغني كارم أن الأمر قد تم إنجازه!""حسنًا، فهمت"، قال شريف وهو يغلق المكالمة.كان أداء العائلة فعّال للغاية، فلم يمضِ سوى ساعة واحدة فقط منذ اتصال شريف، ومن المتوقع أن يستغرق وصول الخبر إلى ميرال بعض الوقت.في الساعة الخامسة مساءً، تلقى شريف مكالمة هاتفية من هاني بينما كان يركض، حيث بدا هاني سعيدًا جدًا: "يا شريف أين أنت؟""الملعب، بسماعك يبدو أنك مرتاح البال، هل ميرال بخير؟" خمن شريف أن الأخبار قد وصلت إلى عائلة ميرال."يا إلهي! كيف عرفت؟ فقد اتصل والدها قبل عشرين دقيقة فقط؟

  • الثراء المفاجئ   الفصل 11

    وبينما كانت ميرال غارقةً في خيالاتها، قال والدها على الطرف الآخر من الهاتف: "يا ابنتي، أي واسطة تلك التي تتحدثين عنها؟ إن كنت أملك واسطة، أكنت سأغضب بهذا الشكل في الصباح؟ لقد كنت غاضبًا للغاية صباحًا يا ميرال، ولهذا قلت أنني سأتركك لنديم، لكنه كان مجرد كلامٍ بلا معنى قلته وقت انفعال، فلا تغضبي مني......"شعرت ميرال بالخجل لما قاله والدها، وازدادت حمرة وجنتيها بشكلٍ ملحوظ."ما الذي تقوله يا أبي؟ جميع أصدقائي يستمعون إلينا! ألا يكفي أنك كنت ستتركني لنديم؟ بل وتجرأت أيضًا على قول هذا أمام الجميع!"كانت ميرال محرجة للغاية، واسودّ وجهها أمام الجميع، فابتعدت عنهم كي تكمل حديثها في الهاتف.كررت ميرال سؤالها مرةً أخرى: "أبي، هل حقًا لم تكن أنت من وجد الواسطة؟""لو كان لدي واسطة، أكنت سأتركك لنديم العشماوي؟......"أغمضت ميرال عينيها، وتنفست بعمقٍ محاولةً كبح جميع الألفاظ البذيئة التي كادت تتفوه بها، وقالت: "أرجوك يا أبي لا تذكر هذا الأمر مجددًا! كان أصدقائي بجواري للتو وكنت تتحدث عبر مكبر الصوت، لقد أحرجتني أمام الجميع!""أكان جميع أصدقائك حولك؟ أهذا خطئي أنا؟ لما فعّلتي مكبر الصوت أثناء

  • الثراء المفاجئ   الفصل 12

    في تلك اللحظة، شعر الجميع ببعض البرود، وأخذوا يحدقون بميرال تارةً وبشريف تارةٍ أخرى.شحب وجه شريف، وشعر بوخزٍ في قلبه، حيث بدأ الإحساس بالندم يتسلل إلى قلبه.أشاح شريف بنظره عن ميرال، ثم ابتسم وقد أرك الأمر، وسرعان ما هز رأسه واضعًا الملعقة جانبًا وهم بالمغادرة.خرج شريف من فندق الجوهرة، ورفع رأسه ناظرًا إلى السماء المظلمة بوجهٍ عابس وشعورٌ مرير يملأ قلبه، فلحق به هاني وبعض الأصدقاء للترويح عنه، فشعر بالامتنان وتبادل معهم الحديث قليلًا، ثم طلب من هاني والآخرين العودة للمطعم لإكمال طعامهم.تابع شريف سيره على طول شارع المأكولات متجهًا نحو الجامعة، وكانت أكشاك وعربات الطعام مصطفة على جانبي الطريق، تتدلى منهم مصابيح صفراء خافتة.تجول شريف بين ثنائيات المتحابين على طول الطريق، وغلبه شعور بالوحدة، فطأطأ رأسه قليلًا وأكمل سيره بسرعة عبر شارع المأكولات نحو الحرم الجامعي ومن ثم سكن الطلبة.وما إن ألقى شريف بجسده على السرير، جاءه اتصال من السيد صدقي:"يا سيد شريف، لقد علم كارم حلمي -المسؤول عن منطقة شرق الصين في العائلة- عن تدريب حياة الفقر الذي مررت به لعدة سنوات في القاهرة، وهو الآن قل

أحدث فصل

  • الثراء المفاجئ   الفصل 30

    ربما كانت الخطة أن تتودد ابنة عمتي إلي شريف في البداية، لتكسب ثقته وتجعله أكثر طواعية بعد ذلك!"يا ابنة عمتي، دعيني أقدم زميلنا شريف، إنه طالب في سنتنا الثانية بالجامعة، شاب بسيط وأعتقد أنه يناسبك تمامًا"، قالتها هناء تلك الكلمات بابتسامة ماكرة على وجهها وهي تنظر إلى ابنة عمتها.عندما رأت أن شريف لا يعلم شيئًا مما يجري، شعرت هناء بسعادة غامرة من داخلها. هذا الأحمق لا يدرك أنني وابنة عمتي نستغله، ويعتقد حقًا أن ابنة عمتي معجبة به؟ انتظر حتى تتركك، وأرى كيف سيكون مظهرك حينها!بعد أن عرفت شريف بابنة عمتها، بدأت هناء في طلب الفاكهة والحلويات، لكن بسبب ازدحام المكان تأخرت الطلبات."شريف، لما مازلت تجلس هكذا؟ اذهب واسأل عن السبب!" قالت هناء هذا بغضب، وهي تدق بأصابعها على الطاولة وتنظر إليه بحدة.فقالت ياسمين بسرعة "لا عليكِ، سأذهب أنا لأتحقق الأمر"، وبدت عليها علامات التوتر من فكرة أن تجعل رجلاً ثريًا كشريف يقوم بهذا العمل بينما يجلسون.لكن هناء أمسكت بيدها ومنعتها من النهوض: "ابنة عمتي، اجلسي، هل يليق بنا أن نجعل رجلاً يجلس بيننا ونذهب نحن لنسأل؟"ثم التفتت هناء لشريف بعينين غاضب

  • الثراء المفاجئ   الفصل 29

    مازلت قليل الخبرة، عاصم رجل ثري جدًا، وهو مدير يكسب الملايين سنويًا، وقوته تفوقني بكثير جدًا، وعلي الرغم من أنه يحبني، إلا أن كل شئ مازال بيده، وإن أردت أن أغيّر هذا فينبغي علي أن أشعره بالخطر، وفقط حينها سيسعي إلي الزواج منّي.ثم سألت هناء نفسها بحيرة " ولكن لماذا عليكِ اختار شخصًا فقيرًا؟ " "يا لكِ من فتاة ساذجة! فكري، إذا تمكن شخص فقير في الوقوع بحبك، بينما عاصم لا يستطيع، ألن يشعر بأنه أقل شأناً ذلك الفقير؟ وهذا سيجعله يطرب، وسيرغب في التمسك بي أكثر، وبالتالي سيدفع علاقتنا للتقدم بسرعة"."آه...... أيتها العبقرية، الآن فهمت خطتك تماماً!" هناء كانت قد استوعبت نوايا ابنة عمتها.لم تمضِ دقيقة على إنهاء المكالمة، حتى توقفت سيارة "بيوك" سوداء أمام المدخل، ونزلت منها امرأة ذات قوام رائع، بشعر متموج طويل، وخصر نحيف، وأكتاف كأنها منحوتة، وساقين طويلتين مرتديتين جوارب سوداء.ما إن نزلت من السيارة، حتى لفتت أنظار جميع الرجال في المكان، وكأنها عارضة أزياء في مجلة."ابنة عمتي!" نادت هناء عليها، وأسرعت نحوها."هيا، الشخص الذي أحضرته موجود بالداخل، صحيح؟ لنذهب الآن". فكرت ابنة عمتها قليلا

  • الثراء المفاجئ   الفصل 28

    كان شريف يتجول بمفرده في الجامعة عندما تلقى اتصالًا من هناء قائلًا: "يا قائدتي، أتتدربون مرةً أخرى في الملعب الغربي؟ سأذهب إلي هناك!" هناء ليس لديها أي شيء آخر تتعامل مع شريف لأجله، فمن المؤكد أنها تريد منه أن يذهب إلى الملعب لنقل الملابس."تفكيرك هذا غير صحيح تماماً، لا أعتقد أن هناك شخصًا أكثر ضعفًا منك في الجامعة"، قالت هناء بانتقاد واضح : "اليوم لن أطلب منك نقل أشياء، تعال على الفور إلى مقهى الزهور"وبمجرد الانتهاء، أغلقت هناء المكالمة.كان شريف في حيرة، لماذا تبحث عنه؟مشى شريف سريعًا إلى خارج الحرم الجامعي.مقهى الزهور هو مقهى فاخر خارج جامعة القاهرة، يزوره طلاب الجامعة الذين يملكون بعض المال.دخل شريف ووجد هناء مرتديةً بشكل جذاب وشبابي، بنطال جينز وحذاء رياضي وشعر متعدد الألوان ومكياج أنيق."يا قائدتي، هل أنتِ هنا بمفردكِ؟" سأل شريف بإندهاش."ألا يكفي وجودي؟" قالت هناء بغضب."ماذا تود أن تشرب يا سيدي؟"سأله النادل بأدب."لا داعي لسؤاله، لم يأتِ هنا من قبل، فلتحضر له بعض قهوة " قالت هناء بأدب. كانت تحدق بشريف وهي تشرب القهوة،، مفكرةً بسرعة إذا كان يناسب خطتها أم لا.

  • الثراء المفاجئ   الفصل 27

    "لا أريد"، ابتسمت رانيا قائلة : "ألم أقل قبل قليل؟ أنا لم أعد إليك من أجل مالك، احتفظ بهذا المال معك الآن، وإذا احتجت شيئًا في المستقبل، سأخبرك بذلك!"يبدو أن شريف قد صدقها تمامًا الآن، لماذا تتعجل في الحصول على ماله؟ سيكون هناك العديد من الفرص لاحقًا!تشبث رانيا بذراع شريف وهما يتجولان معًا في الحرم الجامعي، وعندما وصلا إلى الساحة الصغيرة أمام قاعة الطعام، لاحظا خيمة حمراء تُقام فيها بعض الأنشطة.اقتربت فتاة بشعر مربوط على شكل ذيل حصان من شريف وقالت: "أيُها الزميل، نحن من اتحاد الجمعيات الطلابية، ونُنظم هذه الأيام حملة تبرعات لدعم الأطفال الذين يعيشون في القرى الجبلية؛ هؤلاء الأطفال يعانون كثيرًا للوصول إلى المدرسة، حيث يضطرون للسير لمسافة تتجاوز عشرة كيلومترات، ساهم معنا ببعضٍ من حبك وكرمك !" رد شريف قائلًا "حسنًا، سأتبرع، هل يمكن استخدام التحويل البنكي؟" وأومأ برأسه موافقًا.قالت الفتاة : "نعم، يمكنك أن تمسح هذا الرمز ضوئيًا، و لا تقلق، هذه الأموال تُدار من قبل الجامعة، وستُرسل أخيرًا إلى الطلاب في المناطق الجبلية." ثم أعطته الرمز. مسح شريف الرمز ضوئيًا أدخل مبلغًا للتبرع،

  • الثراء المفاجئ   الفصل 26

    أدرك شريف الحقيقة وابتسم بمرارة، فإن رانيا جاءت للبحث عنه من أجل هذا الأمر.تفاجأت رانيا قليلاً، لأن شريف بدا وكأنه عاد ليصبح نفس الشخص الذي كان عليه من قبل.قالت رانيا وهي مبتسمة وتشعر بالاحراج: "لا تقل ذلك، فلدينا الكثير من الذكريات الجميلة معًا"رد شريف قائلًا: "أنت تعرفين شخصيتي، لو كان الأمر في الماضي، لما كنت لأتردد في إنفاق المئة وخمسين ألفًا كاملةً عليك دون أن أشعر بأي ندم؛ لكن الآن، لن أكون غبيًا كما كنت من قبل وأشكرك لأنك جعلتني أدرك أنني مهما أعطيتك، فلن أكون أبدًا مثل خالد ابن الأثرياء!"نظر شريف إلى وجه رانيا، الذي أصبح أكثر كآبة وتعقيدًا بعد سماع كلماته، حاولت أن تقول شيئًا عدة مرات. لكنها لم تستطع البوح بالكلمات، وحينها شعر شريف بالراحة.نظر شريف إلى رانيا التي كانت متجمدة في مكانها، أنزل يدها التي كانت تمسك بذراعه، ثم بدأ بالسير للأمام.في تلك اللحظة، شعرت رانيا بخسارة كبيرة، فكرت في نفسها وأنها كم هي خاسرة! فلو انتظرت بضعة أيام قبل أن الإنفصال عن شريف، لكانت المئة وخمسين ألفًا أصبحت ملكها كلها.وعندما رأت أن شريف على وشك المغادرة، شعرت بالقلق، لأنها إذا أضاع

  • الثراء المفاجئ   الفصل 25

    في ظهر اليوم الثاني، لم يكن لدى شريف أي محاضرات، وكما كان يفعل من قبل، ذهب إلى المكتبة لقراءة الكتب. وأثناء صعود شريف درجات المكتبة سمع صوتًا خلفه يناديه " شريف ".كان هذا الصوت مألوفًا جدًا لشريف، التفت ليرى رانيا واقفة عند أسفل الدرج. كانت رانيا ترتدي فستانًا أبيض بسيطًا، وهو نفس الفستان الذي اشتراه لها العام الماضي.في تلك اللحظة، شعر شريف بشيءٍ من الذهول. رأت رانيا تعبيره هذا وابتسمت في داخلها بسخرية كان هذا بالضبط ما توقعته.اقتربت رانيا من شيف بابتسامة مشرقة وقالت: "هل أبدو جميلة بهذا الفستان؟"رد شريف ببرود: "ماذا تريدين؟" حيث قد فقد تركيزه للحظات فقط، لكنه سرعان ما استعاد هدوءه. شعرت رانيا بعدم الرضا تجاه نبرة شريف، فعضّت شفتيها وقالت : "ما بك؟" على الأقل، كانت لدينا ذكريات جميلة معًا، كيف يمكنك أن تكون قاسيًا وباردًا معي بهذا الشكل؟نظرت رانيا إلى عيني شريف بحزن، ومدت يدها لتسحب طرف ملابسه. كان هذا سلاحها السري في الماضي، كلما تصرفت بهذه الطريقة، كان شريف دائمًا يستسلم لها. لكن هذه المرة، أبعد شريف يدها عنه، ونظر إليها ببرود قائلاً، " إذا لم يكن لديكِ شيء

  • الثراء المفاجئ   الفصل 24

    في الأصل، كان خالد يخطط اليوم لأخذ رانيا إلى فندق سوفيتل لتناول العشاء، ثم بعد ذلك استئجار غرفة لقضاء وقت ممتع معًا لكنه لم يتوقع أن يتعرض لمثل هذا الإحراج الكبير في سوفيتل، وبعد أن حدث ذلك، لم يعد في مزاج للاستمتاع، فأوصل رانيا إلى باب سكن الطالبات، ثم غادر بمفرده.أما شريف، فعاد إلى غرفته في السكن الجامعي، واستلقى على السرير مستعيدًا ذكرياته عن العشاء الذي تناوله مع غادة في فندق سوفيتل خلال العشاء، لاحظ أكثر من مرة نظرات رانيا الموجهة نحوه، حيث كانت تلك النظرات معقدة للغاية وتحمل العديد من المشاعرالمختلفة!ارتسمت على شفتي شريف ابتسامة خفيفة.وهذا الأمر فاجئه بعض الشيء، ففي يومٍ ما كان يعتبر رانيا كل شيء بالنسبة إليه، حيث كان مستعدًا للتضحية بكل شيء من أجلها أما الآن، فقد شعر بشيءٍ من السعادة لرؤيتها في موقف محرج!فكّر شريف بينه وبين نفسه أن مثل هذه المرأة يجب أن تُنسى تمامًا، اليوم كان مجرد البداية إذا تجرأت رانيا على مضايقته مرة أخرى في المستقبل، فلتفعل ما تشاء، وأنه سأكون مستعدًا لها!في هذا الوقت، كانت رانيا بالفعل عادت إلى سكنها، لكنها ظلت تفكر في ذهنها، هل من الممكن أن يكون

  • الثراء المفاجئ   الفصل 23

    كل هذا! صُدم خالد من الموقف و شعر بالتوتر واحمرّ وجهه خجلًا، فلم يكن في ذهنه سوى: "لا أستطيع تحمّل تكلف هذه الوجبة على الإطلاق"، ولم يعرف ماذا يفعل!قال خالد بصوتٍ منخفض "يا رانيا، دعينا نجلس في مكانٍ عادي".لكن رانيا لم ترغب بأن تُحرج أمام شريف، فقالت: "عزيزي، أنا أحب هذا المكان، دعنا نبقى هنا ونتناول الطعام".غضب خالد قائلًا: "إذا كنتِ لا تريدين المغادرة، حسنًا سأغادر أنا إذن!" لم يكن لديه ما يكفي من المال، وإذا استمر في البقاء هناك، فسيكون ذلك محرجًا للغاية في النهاية.بعد أن قال ذلك، غادر خالد بمفرده دون الالتفات إلي رانيا.الآن أصبحت رانيا وحدها، ولم يكن لديها المال أيضًا! بدأ الآخرون في المكان ينظرون إليها، فشعرت رانيا بالخجل الشديد، حيث لم تستطع البقاء هناك ولو لثانية واحدة، فكل ما شعرت به هو عدم الراحة! نظرت بغضب إلى شريف، ثم أخذت حقيبتها وغادرت مُسرعة.سرعان ما طلبت المديرة من النادل ترتيب الطاولة و دعت شريف وغادة للجلوس بأدب، تم تقديم مجموعة متنوعة من الأطباق الشهية واحدة تلو الأخرى على الطاولة، وعادت فرقة الموسيقيين الأجانب مرة أخرى لتقديم عرضها، كما كان هناك خادم

  • الثراء المفاجئ   الفصل 22

    اندهشت رانيا قائلة: "ما هذا الوضع يا مديرة، لا بد أنك أخطأتِ، رسالته بالتأكيد مزورة". أخرج خالد هاتفه وأظهر للمديرة رسالة حجز الطاولة: "لقد حجزنا الطاولة رقم ثمانية!" نظرت المديرة مرةً أخرى إلى الرسالة التي أظهرها خالد، وابتسمت بأدب قائلةً: " في الحقيقة كلاكما حجز الطاولة رقم ثمانية، هذا صحيح، ولكنك حجزت طاولة عادية، بينما أستاذ شريف حجز طاولة فاخرة". ماذا؟ "هو حجز طاولة فاخرة؟" نظرت رانيا بدهشة إلى المديرة "إنه مجرد شخص فقير، حتى إنه لا يستطيع دفع ثمن وجبة في الكافتيريا كيف يمكن لشخصٍ مثله أن يحجز طاولة فاخرة؟" لم تصدق رانيا ذلك على الإطلاق. حاولت المديرة تصحيح سوء التفاهم، فبادرت على الفور بمرافقة شريف وغادة إلى الطاولة الفاخرة رقم ثمانية! عندما وصلوا إلى الطاولة الفاخرة رقم ثمانية، عبست المديرة لأن الطاولة لا تزال عليها أطباق تم تناولها، وقد حجز الزبون الطاولة بالفعل ، هذا الموقف جعل المطعم يبدو غير احترافي بالمرة! قالت المديرة لشريف: "انتظروا قليلًا من فضلكم"، ثم تغيرت ملامح وجهها إلى الغضب واستدعت مشرف النادلين القريب منها: "ما الذي يحدث هنا؟" الزبائن قد وصلوا ب

امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status