مشاركة

الفصل 16

مؤلف: خوا مينغ
الساعة العاشرة مساءً.

سمعت يارا صوت محرك سيارة قادم من الطابق السفلي.

أسرعت بالنزول لتجد طارق قد خطا بخطوات واسعة إلى غرفة الجلوس.

لم يلتقيا منذ أسبوع، وكانت ملامح طارق الوسيمة متعبة بشكل واضح.

كانت يارا على دراية بجدول أعماله، فقد كان في رحلة عمل خارج المدينة طوال الفترة الماضية.

عندما ظهرت يارا أمامه بمبادرة منها، بدا عليه الاستغراب للحظة ،"هل هناك شيء؟"

أومأت يارا برأسها:"أريد زيارة أمي في المستشفى غدًا."

توجه طارق بخطوات واسعة نحو الدرج ،"لنتحدث بالأعلى."

تبعته يارا إلى المكتب.

جلس طارق خلف مكتبه، وبدأ بفك ربطة عنقه وسألها:"متى تريدين الذهاب؟"

كانت يارا تصب الماء، ورفعت عينيها نحوه "هل يناسبك صباح الغد؟"

بعد قول ذلك، قدمت له كوب ماء دافئ.

نظر طارق إلى الكوب للحظات، ثم قال بصوت بارد: "بعد أن تنتهي، اطلبي فريد أن يعيدكِ إلى الشركة لتباشري عملكِ."

لم تتوقع يارا أن يوافق بهذه السرعة، بل ويسمح لها بالعودة إلى العمل أيضًا.

حاولت كبح فرحتها وأومأت برأسها قائلة: "حسنًا."

لكنها لم تدرك أن الفرحة التي ظهرت في عينيها للحظة، لم تفُت طارق.

نهض طارق من مكانه وأمسك بكتفيها بشكل مفاجئ، ثم دفعها ن
الفصل مغلق
تابع القراءة على GoodNovel
امسح الكود لتنزيل التطبيق

الفصول ذات الصلة

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 17

    وكما هو متوقع ما تخشاه يحدث حتمًا.أسرعت بالنزول من حضن سامح.وعندما لامست قدمها اليمنى الأرض، شعرت يارا بألم جعلها تلهث.رفعت رأسها لتنظر إلى سامح وقالت "أرجوك، ياطبيب سامح، اعتنِ بوالدتي."هز سامح رأسه، وأخذ يراقب يارا وهي تبتعد بخطوات متعثرة.وعندما اختفت ملامحها تدريجيًا، تحول نظره نحو سيارة ماركة بنز المتوقفة عند بوابة المستشفى.اقتربت من السيارة، حيث فتح فريد لها الباب.وفجأة، انبعثت برودة مروعة من داخل السيارة.صرخ طارق بصوت غاضب:"ادخلي"!جلست يارا داخل السيارة بتوتر.وقبل أن تستقر في مقعدها، أمسك طارق بذقنها وأجبرها على النظر مباشرًة إلى عينيه الملتهبتين بالغضب.كانت ملامح وجهه قاتمة ومليئة بالغضب، وصاح من بين أسنانه:"يارا ، هل تعتبرين كلامي مجرد هواء ؟"!شحب وجه يارا وهي تشرح:"طارق ، ليس الأمر كما يبدو لك...""إذن كيف يبدو؟!" قاطعها طارق: "يارا، أنا لا أصدق إلا عينيّ"!تجمعت الدموع في عين يارا بسبب الألم.كيف يمكنها أن تشرح له حتى يصدقها؟إن الأمر ليس كما رآه تمامًا.حدّق طارق بعينيه الباردتين في يارا.كان يعتقد أنها ستتعلم أن تكون مطيعة.لذلك، عندما وافق ليلة أمس، لم يطلب من

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 18

    مع توجيه نظر طارق رفعت سارة رأسها أيضًا.في اللحظة التي رأت فيها يارا، ظهر في عينيها بسرعة نظرة حاقدة.ولكن في اللحظة التالية، ابتسمت ووقفت قائلة:"آنسة يارا جاءت! تفضلي اجلسي."كان أسلوبها مألوفًا لدرجة جعل الأمر يبدو وكأن يارا هي ضيفة هذا المنزل.عرفت يارا نوايا سارة بوضوح، لكنها لم تُعرها أي اهتمام، جلست بهدوء أمامهما وبدأت في تناول الطعام.نظرت سارة إلى طارق بإحراج وقالت: "طارق، هل وجودي هنا يجعل الآنسة يارا غير سعيدة؟"رد طارق ببرود: "لا تهتمي بها." ثم أمسك بيد سارة وأجلسها.هزّت سارة رأسها بطاعة، وبعد تناول لقمتين قالت :"آنسة يارا، لم أُلقِ اللوم عليكِ بشأن ما حدث آخر مرة، كان خطأي لأني لم أقف بثبات."ثم بدأت عيناها تحمرّان وهي تقول: "هل يمكنكِ ألا تغضبي مني؟"كانت كلمات سارة مثل قطعة اللحم التي تثيرغثيان يارا.لولا أنها كبحت شعور الغثيان بداخلها، لربما تقيأت في الحال.رفعت يارا نظرها نحوها وقالت: "أنا لست كبعض الأشخاص، ضيقة الأفق."فور سماع هذه الكلمات، قبضت سارة بشدة على ملعقة الطعام في يدها.لكن بفضل مهاراتها التمثيلية العالية، حولت غضبها إلى مظهر ضعيف قائلة: "لا لا، آنسة يارا،

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 19

    "يارا، ماذا قلتِ؟"سألها طارق وهو عابس الوجه، غير قادر على فهم ما قالته.كان صوت يارا منخفضًا جدًا، لدرجة أن طارق لم يسمع كلماتها بوضوح.كانت يارا تتألم بشدة لدرجة أن شفتيها أصبحت شاحبة.وقبل أن تتمكن من الرد، دخل فريد مسرعًا حاملاً هاتفًا في يده، وملامح وجهه تحمل توترًا شديدًا."سيدي! هناك مكالمة طارئة"!"أجلها لوقت لاحق"!حمل طارق يارا بخطوات سريعة خارج الفيلا ووصل إلى جانب السيارة.قال فريد بتردد: "إنها مكالمة من هناك."عند سماع ذلك، توقف طارق فجأة في مكانه.بعد لحظة من التردد، عبس ووضع يارا في المقعد الخلفي للسيارة."سأجعل فريد يأخذكِ إلى المستشفى، وسأذهب لرؤيتكِ لاحقًا".بعد قوله ذلك، أخذ الهاتف من يد فريد ووضعه على أذنه.بكل قوتها، أمسكت يارا بطرف قميص طارق وقالت بتوسل: "لا تذهب...أرجوك"…لكن من خلال سماعة الهاتف، جاء صوت امرأة تبكي وتصرخ" :طارق ، أين أنت؟ أنا خائفة جدًا، أرجوك تعال بسرعة، بسرعة"!!ازداد القلق في عيني طارق، وقال: "لا تخافي، أنا قادم الآن"!ثم أغلق الهاتف وسحب يد يارا عن قميصه بقسوة."أنا آسف"…بعد اعتذاره ، أمر فريد على الفور بقيادة السيارة والذهاب بيارا إلى أفضل

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 20

    خرجت يارا من المستشفى بعد إنهاء إجراءات الخروج، مثقلة بالهموم.عندما وقفت بالخارج ونظرت إلى السيارات المارة، شعرت بالشرود.بعد لحظات من الصمت، أخرجت هاتفها لتطلب سيارة أجرة.في هذه اللحظة، ظهر على شاشة الهاتف اتصال من سليم.تنهدت يارا بتعب قبل أن ترد على المكالمة."ما الأمر؟"قال سليم: "يارا لماذا لم تتصلي بي ولو لمرة على الأقل؟"ردت يارا: "أنت من قمت بحظري، خوفًا من أن يستخدمني أحد للوصول إليك. هل نسيت؟"ضحك سليم بضحكة محرجة: "نسيت يا بنتي، أين أنتِ الآن؟"نظرت يارا إلى المستشفى، ثم قالت: "في طريقي إلى الشركة للعمل ساعات إضافية!"فقد فوتت الكثير من العمل خلال أيام إقامتها في المستشفى.قال سليم: "أوه، العمل الإضافي جيد ويجلب مالاً أكثر،يارا، هل معكِ مال الآن؟"شدّت يارا على هاتفها بغضب. ألا يوجد لديه أي موضوع سوى المال؟هل نسي ما فعله عندما تركها في الكازينو آخر مرة؟قالت يارا بلهجة صارمة: "لا يوجد! أعطيتك كل ما لدي لسداد ديونك!"رد سليم بلهجة مستعجلة: "حتى لو بضع مئات! لا يمكن أن تكوني بلا مال تمامًا، أليس كذلك؟"شعرت يارا بالمرارة في قلبها وقالت: "أبي، هل تصر على دفعي إلى حافة الانه

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 21

    كانت عفاف تحمل طبقًا من الطعام، وعندما رأت طارق تقدمت لتحيته على الفور قائلة: "سيدي لقد عدتَ".فك طارق ربطة عنقه وقال: "هل توقفت هي عن تناول الطعام مؤخرًا؟"تغيرت ملامح وجه عفاف للحزن وقالت: "الآنسة يارا أصبحت تسهر كثيرًا، ومع عدم انتظام طعامها، فقدت الكثير من الوزن"."السهر؟" نظر طارق نحو الحمام المغلق، وسأل: "ماذا تفعل؟"أشارت عفاف إلى بعض الأوراق المرمية على الطاولة التي لم تتسنَّ لها إزالتها بعد وقالت: "ترسم".أخذ طارق إحدى الأوراق المرمية ونظر إليها.تصاميم أزياء؟تأمل قليلًا،فلم يذكر أن سيرتها الذاتية تحتوي على أي شيء يتعلق بالتصميم.متى بدأت تعلم هذا؟بينما كان يقلب الأوراق واحدة تلو الأخرى، خرجت يارا من الحمام.عندما رأت طارق ينظر إلى رسوماتها، تغير وجهها، وتقدمت بسرعة لتنتزع الأوراق منه."لا تنظر"!رفع طارق حاجبيه ونظر إليها بنظرة متفحصة: "متى تعلمتِ هذا؟"ردت يارا بعذر غير مقنع: "كنتُ أشعر بالملل وتعلمتُ عبر الإنترنت لتمضية الوقت، كي لا أشعر بالضجر وأنا محبوسة".صمت طارق للحظة ثم قال: "هذه الأيام كنتُ مشغولًا بأمر ضروري للغاية، لذلك لم أذهب إلى المستشفى لرؤيتكِ".تبدلت يارا و

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 22

    صدركِ مكشوف تمامًا، لمن تريد أن تظهريه؟يارا"...":كانت ترتدي دائمًا بهذا الشكل، فلماذا أصبح الأمر غير مقبول اليوم؟لم تُرِد يارا أن تتجادل مع طارق، فعادت لتبدّل ثوبها. اختارت فستانًا أبيض طويلًا مكشوف الظهر على شكل حرف.V لكن عندما خرجت، ازدادت ملامح وجه طارق عبوسًا.أكثر ما يجذب الانتباه في جسد يارا هو ظهرها النحيل المستقيم، مع عظمتين تشبهان جناحي فراشة، مما يزيد من أنوثتها.كان هذا المشهد يُثير غريزته دائمًا.لكن ذلك الظهر لا ينبغي أن يُكشف إلا له فقط، أن ترتدي هكذا في الخارج، فمعناه أنها تحاول لفت انتباه شخص آخر!نهض طارق بوجه متجهم، واتجه نحو صف الفساتين. وبعد النظر إلى فستانين، اختار منهم فستانًا ورديًّا بلون زهرة اللوتس يتميز بالاحتشام ويبرز أناقة يارا.بعد أن بدّلته وخرجت وهي ترتديه، أصبحت إطلالتها محتشمة بالكامل، مما جعله يشعر بالرضا ليأخذها ويخرج.داخل السيارة، قدم طارق لها علبة حذاء.نظرت يارا إليه بدهشة وسألت: "لي أنا؟"أجابها بحدة: "وهل أعطيها لفريد ؟" فريد الذي كان يقود السيارة"..." :فتحت يارا العلبة، ووجدت حذاءً فضي اللون بكعب صغير ورأس مستدير. نظرت إلى كاحلها الذي لم

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 23

    أخذت يارا بطاقة العمل وقالت بهدوء: "شكرًا لك يا سيد بلال على المساعدة، سأذهب الآن".حتى بعد أن غادرت يارا، بقيت نظرات بلال موجهة نحوها.تشبهها... تشبهها كثيرًا…...قاطعت ليلى صوت أفكاره بصوتها الحاد: "يا ابن عمي"!!رأت أنه ما زال يحدق في ظهر يارا، فظهرت علامات الغضب على وجهها وقالت:"يا ابن عمي! لماذا تنظر أيضًا إلى تلك المخادعة"!!تجهم وجه بلال فور سماعه كلماتها ووبخها: "أين أدبكِ كابنة لعائلة مرموقة؟"ردت بغضب: "هل أعجبتك تلك المخادعة أيضًا؟ لماذا تدافع عنها في كل مرة؟"!"تكلم"!!......لتجنب أي متاعب أخري، قررت يارا العودة إلى جانب طارق.بمجرد أن جلست بجانبه، نظر إليها طارق بتساؤل عندما رأى شحوب وجهها وسأل" :هل تشعرين بعدم الراحة؟"أجابت يارا بهدوء:"فقط أشعر ببعض الضيق".أعاد طارق نظره بعيدًا وقال ببرود: "إذا أعجبكِ شيء، أخبريني".لم تكن يارا مهتمة بهذه الأمور التافهة، لذا التزمت الصمت.بعد بضع دقائق، صعد مقدم الحفل إلى المنصة لإعلان بدء المزاد.ولكن عندما تم عرض أول قطعة، اهتز هاتف طارق.أخرج هاتفه ورأى أن المتصلة كانت سارة، فبادر بالإجابة فورًا."طارق، أين أنت؟ أرجوك، أنقذني! أنقذن

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 24

    عندما سمعت يارا الصوت رفعت رأسها، فرأت سليم يدخل مترنحًا ووجهه محمر بالكامل، من الواضح أنه كان ثملًا.وعندما رأى سليم ابنته، ارتسمت ابتسامة فورية على وجهه وقال" :يارا، أنتِ هنا أيضًا"!حدقت منال في سليم بغضب، وقالت بحدة" :ماذا تريد؟! أخرج من هنا فورًا"!أسرعت يارا واعتدلت في جلستها لتهدئة والدتها" :أمي، لا تغضبي. لقد أجريتِ عملية للتو، لا يجب أن تنفعلي".لكن سليم قال باستهزاء":أعطوني بعض المال وسأرحل".رفعت يارا رأسها على الفور ونظرت إليه بصدمة" :أبي! أمي ما زالت ترقد على سرير المستشفى، كيف يمكنها أن تعطيك المال؟"!نظر إليها سليم بغضب وقال":أمكِ مستلقية براحة هنا مستفيدة من أموالكِ، وأنا؟! ليس لدي مكان أعيش فيه؟! هل تعرفين أنني أنام في الشارع؟"!ثم أدرك فجأة أنه قال ما لا ينبغي قوله، فأغلق فمه بسرعة.لكن يارا ومنال قد فهمتا كل شيء بوضوح.تحولت ملامح منال إلى الشحوب، وسألت وهي تشير إليه بغضب" :ماذا قلت؟! أين المنزل؟! ماذا فعلت به؟"!أخذ سليم نفسًا عميقًا وقال بوقاحة" :رهنته لسداد ديوني"!صاحت منال وهي تبكي" :يا جالب المصائب"!صرخ سليم بغضب" :وهل أنفقت أموالكِ؟"!نظرت يارا إلى المشهد بص

أحدث فصل

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 30

    أخيرًا، لقد وصلنظر طارق إلى يارا التي كانت جاثية على الأرض، وعيناه تملؤهما برودة مرعبة.تألق في عينيه الغضب والقتل بينما نظر إلى كريم وقال" :يبدو أن ابن أخي أصبح لديه مهارات جريئة، حتى أنه تجرأ على أخذ شخص يخصني".ارتعد كريم واقفًا فجأة، ووقف خلف السكرتيرات الثلاث المرتجفات، وقال بارتعاش: "عم...عمي"!اقترب طارق منه بخطوات قليلة، وضيق عينيه قائلًا: "هل تذكرت الآن أنني عمك؟"ابتلع كريم ريقه خوفًا مرارًا وتكرارًا.وفجأة، وكأنه تذكر شيئًا، ألقى نظرة سريعة نحو يارا."عمي! صحيح أنني أرسلت أشخاصًا لأخذها، لكنني فعلت ذلك من أجلك! أنت لا تعرف، لقد قمت باختبارها للتو !هذه المرأة تحمل نوايا سيئة تجاهك! إنها تكرهك لدرجة أنها تريد تسميمك! عليك أن تصدقني"!!نظر طارق إلى يارا التي كانت تقف بلا مبالاة بجانبه. وبابتسامة ساخرة قائلًا: "بما أن ابن أخي يهتم كثيرًا، فمن الطبيعي أن أعيد له الجميل بصفتي عمك".ما إن أنهى كلامه حتى التفت إلى الحراس الشخصيين وقال: "ابدأوا".في اللحظة التي ترددت فيها صرخات مؤلمة في المستودع، أمسك طارق بيد يارا وغادر المكان.داخل السيارة، قال طارق بنبرة ساخرة"تعلمتِ الآن كيف تب

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 29

    تفاجأت سارة لوهلة، وبعد لحظات من التفكير، أدركت السبب. الشخص الوحيد الذي يمكن أن يجعل وجه طارق يبدو غاضبًا ويغادر بهذه العجلة لا يمكن أن يكون إلا يارا؟!لكن كيف ليارا أن تشغل هذه المكانة المهمة في قلب طارق!هي ليست سوى عشيقة لا تستحق الظهور في العلن!أصبح وجه سارة مظلمًا. إذًا كان الأمر كذلك، فلا تلومنني إذا علي قسوتي!……بعد إرسال الموقع، وضعت يارا هاتفها في جيب معطفها وكأن شيئًا لم يحدث.القفز من السيارة كان خطرًا، ولم تكن تستطيع التصرف بتهور.أغمضت عينيها واتكأت على باب السيارة، تفكر في كيفية التصرف لاحقًا.بعد عشر دقائق، توقفت السيارة.رفعت يارا رأسها لترى أمامها مستودعًا قديمًا ومتهالكًا."انزلي"!فُتح باب السيارة فجأة، وأمسك أحدهم ذراعها بقوة.نظرت يارا إلى الرجل الغريب أمامها بتظاهر بالخوف: "من أنت؟! ولماذا تأخذني إلى هنا؟"ضحك الرجل بسخرية: "هذا شيء يجب أن تسألي نفسكِ عنه، من أغضبتِ"!لتجنب إيذاء الجنين في بطنها، قالت يارا بسرعة: "سأنزل! يمكنني السير بنفسي"!قال الرجل: "لا تحاولي خداعي بأي حيلة"!أومأت يارا بسرعة، بينما كانت تحت مراقبته الشديدة وهي تسير إلى داخل المستودع ذي ال

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 28

    مستشفى مدينة الزهور المركزي____بعد أن أنهت يارا وشريفة إجراءات دخول المستشفى، عادتا إلى غرفة المرضى.كانت سارة مستلقية على السرير، وجهها شاحب بعد أن تم حقنها بمهدئ.طارق كان ينظر إليها بقلق، تظهر على ملامحه الوسيمة نظرة من الذنب.تجاهلت يارا شعورها بالغيرة وأمسكت بملف الحالة بابتسامة هادئة قائلة: "سيد طارق، انتهينا من الإجراءات".لم يأخذ الملف، بل قال: "استفسري من فريد، هل تم العثور على سجل سارة الطبي".أومأت يارا برأسها وغادرت الغرفة مع شريفة.بعد الاتصال بفريد ونقل رسالة طارق، أجاب فريد بعد لحظة صمت: "لقد تعرضت لصدمة نفسية شديدة في طفولتها، وكانت تتلقى علاجًا نفسيًا وتتناول أدوية مهدئة.حاولنا الحصول على معلومات من المدير السابق، لكنه لا يعرف الكثير. أنا الآن بصدد الاتصال بنائب المدير".بعد إنهاء المكالمة، علّقت شريفة بجانبها بفضول: "تبدو حالتها خطيرة، لكن لماذا لم تظهر عليها أي أعراض من قبل؟"أجابت يارا وهي تضع الهاتف في حقيبتها: "السجلات الطبية لا تكذب".ردت شريفة: "هذا صحيح، لكن هناك شيء غريب في الأمر".سألتها يارا: "هل سبق أن رأيتها تتناول الأدوية؟"أجابت شريفة بعد تفكير: "لم أل

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 27

    بوجه خالٍ من التعبير، رفعت يارا يدها وطرقت على الزجاج.التفتت السكرتيرات جميعًا ، وبمجرد أن رأين يارا صمتن على الفور.خطت يارا إلى الداخل بابتسامة وسألت: "لماذا توقف الحديث بمجرد وصولي؟ أليس من المفترض أن أكون جزءًا من النقاش باعتباري المعنية بالأمر؟"تبادلت السكرتيرات النظرات، لكن لم تجرؤ أي منهن على النطق بكلمة.تقدمت يارا نحو أقرب مكتب وهي تحمل الوثائق، ونظرت إليهن ببرود وقالت: "بدلًا من إضاعة الوقت في الحديث عن الآخرين، من الأفضل أن تركزن جهودكن على العمل".ثم وضعت الوثائق على الطاولة وقالت: "الأمين العام رغد، كونكِ القدوة في التحدث أثناء ساعات العمل يجعل مسؤوليتكِ كبيرة. توجهي إلى قسم المالية لتستلمي راتب هذا الشهر ثم غادري".فتحت رغد عينيها على اتساعهما، ووقفت بغضب وقالت" :بسبب هذا الأمر فقط تريدين فصلي؟"ردت يارا بابتسامة خفيفة: "فقط هذا؟" ثم أضافت بسؤال:"قبل يومين، الملفات التي أرسلتها مجموعة البدر للإنشاءات لم تُنظم ولم تُعرض حتى الآن".احمر وجه الأمين العام رغد وهي تحتج: "هذه الأمور ليست من مهامي أن أنظمها بنفسي"!أجابتها يارا ببرود: "عدم الإشراف على تقدم العمل هو أول تقصير ف

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 26

    استدارت شريفة بغضب وحدقت نحو سارة، وقالت: "ماذا تقولين! لا تستطيعين إبقاء فمكِ مغلقًا، أليس كذلك؟"نظرت سارة إلى شريفة بازدراء، وكأنها شخص غير جدير بالاهتمام في عينيها.تقدمت نحو يارا بابتسامة لطيفة وقالت: "لأن البيئة التي كنت أعيش فيها سابقًا كانت سيئة للغاية، اشترى لي طارق شقة.أعتقد أنه لن يطول الأمر حتى نكون معًا، أليس كذلك؟"ابتسمت يارا وردت عليها بسؤال: "إذن، لم تكونا معًا حتى الآن؟"“انطلق صوت ضحكة”انفجرت شريفة ضاحكة، بينما تجمدت ابتسامة سارة.قالت سارة بسخرية: "علاقتي معه مجرد مسألة وقت، لكن ماذا عنكِ؟"ردت يارا بهدوء: "نعم، لقد اشترى لي أيضًا شقة".ثم استدارت لفتح الباب.اختفت ابتسامة سارة فجأة متعجبة: "؟"ضحكت شريفة بشدة ولم تستطع التوقف، وربتت على كتف سارة قائلة: "تبدين كالمهرج".بعد دخول الاثنتين إلى الغرفة، ظهرت ملامح الغضب والحقد مجددًا على وجه سارة.لقد بذلت سارة جهدًا كبيرًا للحصول على شقة، لكنها لم تكن تتوقع أن تحصل يارا، مجرد عشيقة، على شقة بسهولة!؟ضغطت سارة على أسنانها وتوجهت نحو الغرفة.بعد أن فتحت الباب، أخرجت هاتفها واتصلت: "مرحبًا، أحتاج مساعدتك"…في غرفة يارا

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل25

    خفضت يارا عينيها وهي في حيرة، وبعد تفكير طويل، شعرت بأنها لا تستطيع البوح بما يدور في ذهنها.لا ينبغي لها أن تتخذ من والدتها وطفلها ذريعة لتطلب سلفًا على أي مبلغ من العقد.فهي التي ينبغي أن تعيل والدتها، وهي التي قررت الاحتفاظ بالطفل أيضًا.بأي حق تطلب المال من الآخرين؟علاوة على ذلك، لا يمكنها ضمان أن طارق لن يشك في نواياها.اختلقت يارا عذرًا ضعيفًا، قائلة: "نسيت فجأة ما كنت سأقوله، سأخبرك به لاحقًا إذا تذكرت".وبعد أن انتهت من كلامها، هربت يارا على عجل من المكتب.قطب طارق حاجبيه، فمن ملامحها لا يبدو أنها نسيت فعلًا.وبعد لحظة من التفكير، رفع هاتفه واتصل بفريد.......في اليوم التالي، استيقظت يارا لتجد في هاتفها فجأة مبلغ 276000 دولارًا.بالإضافة إلى رسالة من فريد تقول: "سكرتيرة يارا، السيد طارق قد نقل ملكية شقة باسمكِ، والعنوان هو"...…تجمدت يارا وهي تقرأ الرسالة.لم تتفوه بكلمة واحدة، ومع ذلك منحها طارق المال والشقة؟نهضت يارا فورًا من سريرها. وعندما خرجت من غرفتها، صادفت طارق يخرج من غرفة نومه أيضًا.أرادت أن تتحدث، لكنه قاطعها قائلًا: "جهزي أغراضكِ، سنذهب في رحلة عمل بعد الظهر".ك

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 24

    عندما سمعت يارا الصوت رفعت رأسها، فرأت سليم يدخل مترنحًا ووجهه محمر بالكامل، من الواضح أنه كان ثملًا.وعندما رأى سليم ابنته، ارتسمت ابتسامة فورية على وجهه وقال" :يارا، أنتِ هنا أيضًا"!حدقت منال في سليم بغضب، وقالت بحدة" :ماذا تريد؟! أخرج من هنا فورًا"!أسرعت يارا واعتدلت في جلستها لتهدئة والدتها" :أمي، لا تغضبي. لقد أجريتِ عملية للتو، لا يجب أن تنفعلي".لكن سليم قال باستهزاء":أعطوني بعض المال وسأرحل".رفعت يارا رأسها على الفور ونظرت إليه بصدمة" :أبي! أمي ما زالت ترقد على سرير المستشفى، كيف يمكنها أن تعطيك المال؟"!نظر إليها سليم بغضب وقال":أمكِ مستلقية براحة هنا مستفيدة من أموالكِ، وأنا؟! ليس لدي مكان أعيش فيه؟! هل تعرفين أنني أنام في الشارع؟"!ثم أدرك فجأة أنه قال ما لا ينبغي قوله، فأغلق فمه بسرعة.لكن يارا ومنال قد فهمتا كل شيء بوضوح.تحولت ملامح منال إلى الشحوب، وسألت وهي تشير إليه بغضب" :ماذا قلت؟! أين المنزل؟! ماذا فعلت به؟"!أخذ سليم نفسًا عميقًا وقال بوقاحة" :رهنته لسداد ديوني"!صاحت منال وهي تبكي" :يا جالب المصائب"!صرخ سليم بغضب" :وهل أنفقت أموالكِ؟"!نظرت يارا إلى المشهد بص

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 23

    أخذت يارا بطاقة العمل وقالت بهدوء: "شكرًا لك يا سيد بلال على المساعدة، سأذهب الآن".حتى بعد أن غادرت يارا، بقيت نظرات بلال موجهة نحوها.تشبهها... تشبهها كثيرًا…...قاطعت ليلى صوت أفكاره بصوتها الحاد: "يا ابن عمي"!!رأت أنه ما زال يحدق في ظهر يارا، فظهرت علامات الغضب على وجهها وقالت:"يا ابن عمي! لماذا تنظر أيضًا إلى تلك المخادعة"!!تجهم وجه بلال فور سماعه كلماتها ووبخها: "أين أدبكِ كابنة لعائلة مرموقة؟"ردت بغضب: "هل أعجبتك تلك المخادعة أيضًا؟ لماذا تدافع عنها في كل مرة؟"!"تكلم"!!......لتجنب أي متاعب أخري، قررت يارا العودة إلى جانب طارق.بمجرد أن جلست بجانبه، نظر إليها طارق بتساؤل عندما رأى شحوب وجهها وسأل" :هل تشعرين بعدم الراحة؟"أجابت يارا بهدوء:"فقط أشعر ببعض الضيق".أعاد طارق نظره بعيدًا وقال ببرود: "إذا أعجبكِ شيء، أخبريني".لم تكن يارا مهتمة بهذه الأمور التافهة، لذا التزمت الصمت.بعد بضع دقائق، صعد مقدم الحفل إلى المنصة لإعلان بدء المزاد.ولكن عندما تم عرض أول قطعة، اهتز هاتف طارق.أخرج هاتفه ورأى أن المتصلة كانت سارة، فبادر بالإجابة فورًا."طارق، أين أنت؟ أرجوك، أنقذني! أنقذن

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 22

    صدركِ مكشوف تمامًا، لمن تريد أن تظهريه؟يارا"...":كانت ترتدي دائمًا بهذا الشكل، فلماذا أصبح الأمر غير مقبول اليوم؟لم تُرِد يارا أن تتجادل مع طارق، فعادت لتبدّل ثوبها. اختارت فستانًا أبيض طويلًا مكشوف الظهر على شكل حرف.V لكن عندما خرجت، ازدادت ملامح وجه طارق عبوسًا.أكثر ما يجذب الانتباه في جسد يارا هو ظهرها النحيل المستقيم، مع عظمتين تشبهان جناحي فراشة، مما يزيد من أنوثتها.كان هذا المشهد يُثير غريزته دائمًا.لكن ذلك الظهر لا ينبغي أن يُكشف إلا له فقط، أن ترتدي هكذا في الخارج، فمعناه أنها تحاول لفت انتباه شخص آخر!نهض طارق بوجه متجهم، واتجه نحو صف الفساتين. وبعد النظر إلى فستانين، اختار منهم فستانًا ورديًّا بلون زهرة اللوتس يتميز بالاحتشام ويبرز أناقة يارا.بعد أن بدّلته وخرجت وهي ترتديه، أصبحت إطلالتها محتشمة بالكامل، مما جعله يشعر بالرضا ليأخذها ويخرج.داخل السيارة، قدم طارق لها علبة حذاء.نظرت يارا إليه بدهشة وسألت: "لي أنا؟"أجابها بحدة: "وهل أعطيها لفريد ؟" فريد الذي كان يقود السيارة"..." :فتحت يارا العلبة، ووجدت حذاءً فضي اللون بكعب صغير ورأس مستدير. نظرت إلى كاحلها الذي لم

امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status