Share

الفصل 16

Author: جين يه
ماذا حدث لكارمن، التي كانت دائمًا لطيفة ومطيعة، وكأنها أصبحت شخصًا آخر؟ كنت بالكاد أستطيع التعرف عليها عندما وقفت على المسرح وأخذت تتكلم بكل حماس.

دون أي إشعار مسبق!

ظهرت فجأة هكذا، وكادت تدمّر سمعة شركة K&W.

لولا أنني ما زلت أحتاجها، لكان من الممكن أن أفكر في قتلها!

هل من الممكن أن التغيير الكبير الذي حدث أمس يعني... أنها اكتشفت علاقتي مع كارمن؟

لكن هذا غير ممكن!

إذا كانت قد اكتشفت، كيف لا تقوم بأي تصرف؟ كيف لا تبكي أو تشكو؟ هذا ليس رد فعل طبيعي من امرأة.

"هم يقولون..."

بينما كانت تنظر إلى كارمن ووليد وقد ظهر على ملامحهما مشاعر القلق والغضب، وكانا يحاولان جاهدين إخفاء مشاعرهما، شعرت ريم بالضحك.

كانت قد قررت في البداية أنها إذا لزم الأمر ستقطع علاقاتها معهما، فهي لم تكن قد وقعت عقدًا مع شركة وليد بعد، وبالتالي يمكنها ببساطة مغادرة المكان وأخذ كل شيء يخصّها.

لكنها لم تتوقع أن يواصلا هذه المسرحية.

هل كانا يظنان أنها غبية إلى هذا الحد؟ حتى بعد ما حدث البارحة، هل كانا يعتقدان أنها ستتأثر وتعود لتخدمهم مرة أخرى؟

ربما ريم ليست ذكية جدًا، لكنها بالتأكيد ليست غبية إلى هذا الحد.

كانت تتكلم على
Locked Chapter
Continue Reading on GoodNovel
Scan code to download App

Related chapters

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 17

    "قالوا إنكِ خائنة، وتتآمرين عليّ!" !!!تغيرت ملامح وجه وليد فجأة، "ما هذا الهراء!"أمّا كارمن التي كانت تواجه ريم، لم تستوعب ما يحدث، وراودها شعور بالذنب لا إرادياً أمام ذلك الاتهام المباشر والقاسي، فأشاحت بنظرها بسرعة.وعندما سمعت صوت وليد، استوعبت الأمر وقالت، "نعم، كيف يمكنك أن تصدّقي مثل هذا الكلام، إنه افتراء!""ريم، نحن الثلاثة معًا منذ فترة طويلة، وعلاقتنا لا تحتاج أن يخبرك عنها أحد، كيف يمكنك أن تصدقي مثل هذه الافتراءات السخيفة، هذا محزن جداً."وما إن قالت هذه الكلمات، حتى احمرّت عيونها، وكادت دموعها أن تنهمر، وبدت كأنها متألمة جدًا.وقفت ريم متعجبةً من أداء كارمن، فعدم دخولها لعالم التمثيل أمر مؤسف حقًا.ولكن الحياة في حقيقتها مسرحية كبيرة، تقوم على المهارات التمثيلية، ومن منّا لا يستطيع التمثيل!تقوست شفتيّ ريم، وتدلت زوايا عينيها، وأظهرت أنها مترددة ومتضاربة وحائرة، "لكنهم ليسوا الوحيدين، فالناس في الخارج يتحدثون عنك وعن وليد دوماً...""ريم!"لم تكد تنهي كلامها حتى قاطعها وليد بصوت حاد، وأمسك ذراعها بقوة، "هل أنتِ غبية! تصدقين كل الشائعات! يقول الناس يقول الناس، هل لديكِ أذن

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 18

    المشكلة هي، متى تعاونت ريم مع شركة أنفاس الورد؟ وكيف لم يصله علم بهذا الأمر؟هزّت رأسها، "لم يحدث ذلك.""إذن فالأمر بسيط. بما أنكِ لم توقعي عقدًا، فما زال هناك مجال للتغيير. ها هم يثيرون الشائعات حولنا أمامك، ولولا رحمتي بهم، لرفعت عليهم دعوى بتهمة التشهير."أخذ نفسًا عميقًا، وراح يربت على ذراعها، "ريم، أنتِ طيبة جدًا، ولا تدركين تعقيدات وقذارة عالم الأعمال، نحن نعمل من أجلكِ، لا نريدكِ أن تشاركي في هذه الأمور الفوضوية.""دعي هذه الأمور لي أنا وكارمن لنتعامل معها، وأنتِ ركزي في صناعة العطور. أليس هذا ما تحبينه؟ أن تواصلي فعل ما تحبينه بتركيز، أليس هذا أمرًا رائعًا؟"نظرت إليه ريم، وأدركت أنه كان طوال الوقت يستخدم هذه الأساليب لغسل دماغها، ليجعلها تساعدهم بكل رضا ودون مقابل.والآن أيضاً، مع أنهم يفكرون في تحميلها مسؤولية كل شيء، إلا أنهم يبررون ذلك بأنه لمصلحتها.إذا اعترفت بأنها سرقت الوصفة منهم وانتقلت إلى شركة أخرى، فسيكون هذا بمثابة وصمة عار لن تُمحى من تاريخها، ولن تتمكن من البقاء في هذا المجال بعدها.ما يريده وليد منها هو الحفاظ على سمعة كارمن، وفي نفس الوقت تدمير سمعتها حتى تكون

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 19

    بعد مغادرة ريم شركة وليد، توجهت أولاً إلى مشغل العطور.لم يكن المشغل قريبًا من الشركة، وعادةً ما كانت ريم وهند تعملان على تطوير المنتجات الجديدة هناك، وبعد التأكد من نجاح المنتج الجديد فيه، يبدأ إنتاجه بكميات كبيرة.لكن وليد كان متلهفاً للشهرة والنجاح، وفي بعض الأحيان كان لا ينتظر اجتياز المنتجات الجديدة اختبار الثبات، ويبدأ مباشرة في الإنتاج والطرح في السوق.فوفقًا لكلامه، السوق يتغير بسرعة، وإذا لم نستغل الفرصة بسرعة، فسنُستَبدل بسرعة. لذا، يجب تطوير منتجات جديدة باستمرار وجذب انتباه المستهلكين والسيطرة على السوق.وهذه الطريقة الهجومية في التسويق، لم ترق لريم أبداً.إن تطوير منتج جديد، من الفكرة إلى التجارب والاختبارات المستمرة، وصولاً إلى النجاح النهائي، هو عملية تحتاج إلى وقت، ولا يمكن الاستعجال فيها.لا يمكننا القول بأننا سنطرح المنتج في السوق بسرعة بدون الالتفات إلى الخطوات الأساسية والضرورية في المنتصف.لم توافق ريم على هذه الطريقة، لكنها لم تكن المديرة، واقتصر دورها على تقديم بعض الاقتراحات، لكن وليد كان يرد عليها بأنها لا تفهم في مجال الأعمال، وعليها فقط تطوير المنتجات الجديدة

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 20

    وأخيرًا، تقدم أحدهم ليقود المجموعة، وقال: " أيتها الفنيّة ريم، نحن هنا ننفذ الأوامر. إذا كان لديك أي اعتراض، يمكنك التحدث مع السيد وليد. نحن ننفذ ما يقوله المدير فقط!"ردت عليه بغضب، "حسنًا، تظنون أنني لا أجرؤ على ذلك؟"ثم اتصلت بوليد أمامهم، ولكنه لم يجب على المكالمة، مع أن خطه كان متاحاً. أدركت ريم أنه كان يتجاهلها عمدًا، ينتقم منها لعدم ردها على مكالماته السابقة. كان يحاول إحباطها وجعلها تستسلم.ابتسم الرجل الذي كان يقف أمامها بتفاخر، فقد فهم أنها لم تتمكن من الاتصال بالسيد وليد.فقال: "أيتها الفنّية ريم، مساعدتك تبحث منذ أكثر من ساعة. استمراركم في إضاعة الوقت لن يجدي نفعاً، لدينا من الوقت ما يكفي. إن كانت تلك معلومات سرية، فهي تابعة للشركة، والمدير وليد يريد الحفاظ عليها في مكان أكثر أمانا."ابتسمت بسخرية وقالت: "حقًا، إنه شخص ذو نوايا حسنة."ثم أغلقت الهاتف وقالت ببرود: "يارا، أعطهم الملفات."كانت يارا متفاجئة، فقد كانت مستعدة للقتال من أجل الحفاظ على تلك المعلومات الثمينة. فقالت: "ريم، إنها عصارة جهدنا، لا يمكنهم أخذها بسهولة. لابد أن نواياهم سيئة!"أدركت ريم أن وليد يحاول بذلك أ

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 21

    "يارا"، جلست ريم ورفعت رأسها تنظر إليها وقالت: "لو تحتم عليكِ الاختيار بيني وبينكِ في شركة K&W للعطور، فماذا..…."."سأختارك أنتِ!".لم تُبدِ يارا أي تردد، حتى إنها بادرت بالجواب قبل أن تكمل ريم كلامها.ابتسمت ريم على الفور والذهول يتملكها.في الحقيقة، كانت يارا تبلي بلاءً حسنًا هنا، فهي تحظى بعمل مستقر وعائد مادي لا بأس به، وعلى الرغم من كونها حادة المزاج ولا تحبذ العلاقات الاجتماعية المعقدة، لكنها مع هذا تتمتع بخبرة مهنية ممتازة، لذا كانت هذه الشركة تناسبها جدًا.إنها بالتأكيد لن تستمر بالعمل في شركة K&W للعطور، لكنها بذلك ستكون قد أقحمت يارا معها عن غير قصد، لذلك شعرت في داخلها بأسف شديد.لم تكن تتوقع أن يارا ستختارها بشكل مباشر وصريح. ها هي لم تخرج من هذا المكان خالية الوفاض.نظر الاثنان إلى بعضهما البعض وابتسما، لم تكن ثمة حاجة إلى الكلام، فتلك النظرة لخصت كل شيء."صحيح، هل عقدت العزم على الانتقال إلى شركة أنفاس الورد للعطور".وعلى ذكر هذا الموضوع، سألتها يارا مباشرة: "إذن.….أيمكنني الذهاب أنا أيضًا؟".كانت يارا حذرة للغاية، فهي تخشى أن تتسبب بالمتاعب لريم.ويتطلب الانت

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 22

    "برأيك ما أكثر ما أخشاه حين يرغمني وليد على الاعتراف أمام الناس بالنصب والاحتيال؟".ثم نظرت إلى يارا بنظرة مبهمة وأردفت قائلة: "شاهد ودليل يقفان ضده، أما الدليل فقد سرقه، وأما الشاهد.….."."أنا هي الشاهدة؟"، تحسست يارا أنفها لما تجلت لها الحقيقة."يمكنني أن أقف وأشهد لك"، ثم تخصرت بكلتا يديها وقالت بكل حماس: "حينها يمكننا أن نسقط عنه ذلك القناع الزائف، ونكشف للجميع حقيقة هذا الشخص".هزت ريم رأسها وقالت وعلى شفتيها ابتسامة خفيفة: "لا، لا تذهبي، كل ما ينبغي عليك فعله هذين اليومين أن تأخذي إجازة"." إجازة؟"."نعم، إجازة! وليد لا يحتاجك أن تشهدي له، هو فقط يريد ألا يشهد لي أحد، وإذا غادرتِ حينها، فسيكون ذلك مثاليًا بالنسبة له".أضف إليه أن يارا إذا استقالت مباشرة في تلك اللحظة الحرجة، فإن وليد -بطبعه المتعنت- لن يدعها ترحل بسلام؛ بل سيتهمها بالتقاعس عن أداء الواجب، وهذا خيار مثالي بالنسبة له.كانت يارا لا تزال قلقة: "لكنني يجب أن أقف إلى جانبك في ذلك الوقت يا ريم، ألا يعد هروبي حينها فرارًا من المعركة؟"."أيتها الحمقاء، هذه ليست معركة، وهذا ليس فرارًا!"، ثم لم تتمالك ريم نفسها عن

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 23

    انطلقت السيارة بسرعة البرق، وسرعان ما تمكنوا من الفرار من السيارة التي كانت تلاحقهم.التفتت ريم بعد لحظة إدراك وقالت: "لقد أرسل رجالًا يتبعونني، يريد أن يعرف هل ما زلت على تواصل مع شركة أنفاس الورد للعطور"."آه"، رفع السيد سعيد حاجبيه وقال: "هل وعدتيه بعدم الذهاب إلى شركة أنفاس الورد للعطور؟"."لم أعده بأي شيء، لكنه ربما يظن أنه قد استطاع إقناعي".في الحقيقة لم تعده ريم بأي شيء، لكن وليد ظن أنه نجح في خداعها ثانية بكذبته السخيفة تلك.فهذه ليست المرة الأولى، وهي لا تختلف عن المرات السابقة، لقد اعتاد الأمر منذ فترة.لكنه لم يكن يعلم أن ريم التي وثقت به سابقًا، لما رأت بعينيها خيانته ونذالته، وعلاقته غير المشروعة بكارمن، انهارت ثقتها به كليًا، وما عادت تثق بكلمة أو حرف واحد مما يقول."ماذا تنوين أن تقعلي إذًا؟".لم يتدخل السيد سعيد في قرارها، على الرغم من شعوره ببعض الرغبة وشيء من الفضول.….كيف ستتصرف في هذا الموقف.بصراحة، ذلك الوغد المدعو وليد آذاها بشدة، في البداية كان ينوي أن يطالب لها بحقها، لكن الآن بعد أن استغنت زوجته تمامًا عن حمايته، صار يحق لها أن تتصرف بطريقتها.نظرت ر

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   القصل 24

    قال السيد سعيد ضاحكًا كما لو أنه استطاع حقًا قراءة أفكار ريم،: "لست من هواة تقفي الأثر، لكن لي عينان أبصر بهما وأذنان أسمع بهما!".ثم وخزها في بطنها بإصبعه، فتظاهرت ريم بعدم الشعور بألم، لكنها في ذلك الوقت أحست بقرقرة الجوع في بطنها.اصطحبها السيد سعيد إلى مطعم الحديقة المعلقة.كان مطعمًا مشهورًا في المدينة، ليس فقط لتصميمه الفريد؛ وإنما أيضًا للمنظر الخلاب من حوله.كان هذا المطعم قبلة الطبقة "الراقية"، وكان يقدم الطعام السوري بشكل رئيس، حيث استقدم طهاة بارعين من أمهر الطهاة في سوريا، لذا، فمهما كان زوقك، ستجد ما يلائمك في هذا المطعم.وبالطبع. كانت أسعاره غالية جدًا، لا يستطيع الشخص العادي تحملها.ومع هذا، كان الحصول على مقعد هناك يتطلب كثيرًا من الانتظار، وقد كانت بعض المقاعد محجوزة خصيصًا لبعض الأشخاص.نظرت ريم إلى الرجل الجالس أمامها وهو يتناول قائمة الطعام بأناقة ويقدمها إليها، كما أنه منذ نزولهما من السيارة، كان ثمة من يستقبلهما خصيصًا، كان الأمر معدًا له مسبقًا على ما يبدو.قال لها السيد سعيد: "اطلبي أنتِ".بدأ النادل في القيام على خدمتهم بتلطف: "ما نوع الأطباق التي تفضل

Latest chapter

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 30

    مشت ريم مباشرة وجلست في مقعدها بكل أناقة.حينها وصلت كارمن، فلمحت وليد ورأته وهو يشير إليها بإشارة "تمام"، عندها شعرت ببعض الراحة.بدأ المؤتمر الصحفي بسرعة، وشرع وليد مباشرة في التحدث عن الموضوع الأساسي الذي يريد طرحه."بالنسبة للحدث الذي وقع في مسابقة العطور الجديدة في مدينتنا مساء الأمس، أظن أن الجميع قد اطلع عليه، هناك بعض سوء الفهم الذي أحاط به، وها نحن اليوم نجتمع في هذا المؤتمر الصحفي لنوضح من خلالكم، أيها الإعلاميون الأعزاء، للزملاء المهتمين بهذه القضية ولكل من يتابعها، حقيقة الأمر وتفاصيله"."لقد لاقى المنتج المشارك في مسابقة العطور ليلة أمس بعنوان 'الحب الأول' إشادة كبيرة، لكن طرأت بعض المشكلات، مثل تداخل أعمال شركتين من ضمن الشركات وتبادل الاتهامات بسرقة الأفكار، لكن نعلمكم أن الأشخاص المعنيون بالأمر موجودون هنا اليوم، لذا سأترك لهما المجال لشرح التفاصيل بأنفسهما".قال ذلك، ثم قام بتمرير الميكروفون إلى كارمن.كانت كارمن ترتدي فستانًا أسودًا بكتفٍ واحدٍ، مما أضفى عليها مظهرًا قويًا ومهيبًا، وما يلفت النظر هو التباين الكبير بينها وبين ريم الجالسة بجانبها، حيث كانت ريم ترتدي فست

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 29

    كان السيد سعيد معروف بقسوته، ومعاملته الجافة القاسية وأسلوبه الحاد، لم يتوقع أحد أبدًا أن يكون بهذه الرقة والاهتمام.وبالفعل، كانت درجة حرارة الماء مثالية، فاستمتعت ريم بحمام دافئ ومريح، ثم ارتدت ملابس نظيفة واستخدمت مستلزماتها الشخصية المريحة، مما خفف بشكل كبير من آلام الدورة الشهرية وجعلها تشعر بارتياح كبير.كان السيد سعيد محقًا، فعلاً لا حاجة للاستعجال، يجب عليها أن تأخذ قسطًا من الراحة.غفَت قليلاً بينما كان السيد سعيد يحتضنها، مما منحها شعورًا عميقًا بالأمان، استرخيا معًا، دون أن يفعلوا شيئًا سوى النوم، ولكن ريم شعرت حينها بسكينة وسعادة فريدة لم تعهدها من قبل.نامت ربما ساعة أو أكثر، وعندما استيقظت، وجدت أن هاتفها كان على وشك الانفجار من كثرة المكالمات.كان وليد كان مستعجلاً للغاية، وكلما استعجل، كلما زادت ريم في التراخي والتأجيل.وقفت بهدوء، وارتدت فستانًا أبيض بسيطًا، دون أي زينة أو تصميمات خاصة، كان تصميمه بسيطًا جدًا، لكنه كان يتناسب تمامًا مع قوامها، وعندما ارتدته، ظهرت بمظهر أنيق وجميل.وقبل أن تذهب، وقف السيد سعيد ولف يديه حول خصرها وقبَّل رقبتها، قائلاً: "لو كان الأمر بيدي

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 28

    اغرتها بشرته السمراء وعضلاته الممشوقة حتى كادت تمد يدها لتلمسهم.ابتلعت ريقها بصوت مسموع."ريم، ريم؟".لم تُجب فظن وليد أنها اغلقت الخط، فناداها عدة مرات.في هذه اللحظة، فتحت ريم عينيها على آخرهما، وهي ترى السيد سعيد ينحني بجسده الطويل نحوها، ووجهه الوسيم يقترب من وجهها أكثر فأكثر.حبست أنفاسها، ثم ..........عندما كادت شفتيه تلامسان شفتيها، مال بوجهه فجأة قليلاً، وقبَّلها بلطف بالقرب من أذنها، ثم اعتدل ودخل مباشرة إلى غرفة الملابس."بوووم! طاااخ!"انزلق الهاتف من يدها وتدحرج على السجادة مرتين.لولا هذه السجادة، لتحطم الهاتف تمامًا.حينها انزعج وليد، الذي كان ينتظر ردها من الجهة الأخرى من الهاتف، بسبب الصوت العالي الذي صدر إثر سقوط الهاتف، فسرعان ما أبعد الهاتف عن أذنه.وبعد أن تدارك الأمر، بدأ يصرخ: "ريم! ماذا تفعلين بالضبط؟ هل سمعتي ما قلته؟"انحنت ريم لالتقاط الهاتف، وعندما سمعت صراخ السيد وليد، مسحت الهاتف بهدوء، وتأكدت من عدم تعرضه لأي ضرر ثم قالت: "سيد وليد، إن كان هناك أمر طارئ، أخبرني به مباشرة"."أنتِ......."كبح وليد غضبه، وأخبر نفسه أنه يجب أن يتحمل مزاجها المتقلب هذا حتى تن

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 27

    "أنا أحب الهدوء، وهناك سيدة تأتي كل يومين لتنظيف المنزل" قال وهو يفك ربطة عنقه: "سأذهب للاستحمام، يمكنكِ أن تستريحي قليلًا، يوجد غرفة ملابس فارغة بالداخل، يمكنكِ وضع أغراضكِ فيها".قال كلامه هذا وكان قد دخل إلى غرفته بالفعلاستمعت ريم إلى صوت تدفق الماء القادم من الغرفة الداخلية، وشعرت ببصيص من الارتياح.فبعدما وجدت نفسها في هذا المكان الغريب، كانت في أمس الحاجة إلى بعض الوقت للتأقلم.كانت الفيلا فسيحة، تتكون من ثلاثة طوابق تقريبًا، وكان الطابق العلوي عبارة عن علية منخفضة الارتفاع، بينما تمتد المساحة الرئيسة للفيلا على كونها فسيحة متسعة.غلبت الألوان الباردة والخطوط البسيطة الأنيقة على ديكورات المكان وكأنها تعكس شخصية مالكه: باردة حازمة دؤوبة.دخلت ريم إلى الغرفة حاملة حقيبتها، وشعرت بدهشة بسبب حجم غرفة الملابس وما بها من تجهيزات.تبدو الغرفة وكأنها غرفة عادية لا شيء مميز فيها، ففي داخلها، بجانب خزانتي ملابس تحتويان على ملابس رجالية مرتبة، لا يوجد شيء آخر سوى مساحة فارغة لا شيء فيها.لم يكن لديها سوى بضع قطع من الملابس، علقتها واحدة تلو الأخرى، ثم أخرجت كيسًا صغيرًا به جميع وثائقها الم

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 26

    "لقد شبعت"، خفضت ريم رأسها، وأحمر خدها قليلًا."إذاً، لنذهب الآن، دعينا نرتاح أولًا، فأنتِ بحاجة للراحة، سنناقش باقي الأمور غدًا".بدا السيد سعيد وكأنه يعلم ما يدور في ذهنها فقال: "بالنسبة لما ذكرتِهِ، سأطلب من فوزي أن يحل الأمر، لا تقلقي".بعدما قال ذلك، لم تشعر بالاطمئنان فحسب، بل كانت في قمة الراحة والسكينة.فالشعور بأن هناك من يقرأ أفكارك قبل أن تتكلم، ويقوم بتنظيم كل شيء لك بشكل مثالي، هو شعور لا يوصف ولا يضاهي جماله أي شعور آخر.بينما كانت تجلس ريم في السيارة مع السيد سعيد، سألها السيد سعيد فجأة: "هل الشقة التي تسكنين فيها الآن هي شقة مؤجرة؟""أجل"."اتركيها، وانتقلي لتعيشي معي".ثم أمسك بيدها برفق وهو يتحدث معها.تسارعت نبضات قلب ريم فجأة، فقبضت على أصابعها قليلاً، ثم خفضت رأسها وفكرت فيما يقوله في صمت.لم يكن مستعجلاً في دفعها للإجابة، بل ظل صبورًا، ممسكًا بيدها بهدوء، وينظر إلى الأمام وكأنه ينتظر ردها.في الواقع، كانت ريم على علم بأن هذا اليوم سيأتي، لكنها لم تتصور أنه سيأتي بهذه السرعة.على أي حال، لقد حصلوا على شهادة زواجهما، ويمكن القول أنهم... تشاركوا سرير واحد، وفي النهاي

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 25

    قالت ريم بشيء من المزاح: "لا داعي لذلك حقًا، اسمعيني يا يارا، لقد أرهقك العمل مؤخرًا، عليك أن ترتاحي قليلًا".فلما رأتها مصرة على رأيها، توقفت يارا عن نصحها: "حسن إذًا، أنت تعرفين أن ادي هاتفين، سأغلق هاتف العمل، وإذا طرأ شيء اتصلي على الهاتف الآخر"."نعم، استمتعي بوقتك".ولما أغلقت المكالمة، وجدت السيد سعيد يتأملها بنظره، فأطرقت ريم قليلًا وكأن شيئًا لم يحدث."ما الأمر؟"."هل دفعتها إلى الرحيل لأنك لا تريدين إقحامها في ذلك الأمر؟".ولما تطرق السيد سعيد إلى لب الموضوع مباشرة، تسمرت ريم في مكانها، ثم ضحكت قائلة: "ليس الأمر هكذا بالضبط"."يارا كانت دائمًا مساعدتي المقربة، ويمكنني القول إنها على دراية تامة بكل إنجازاتي. وقد عقد وليد عزمه هذه المرة على أن يكيل لي التهم الكاذبة والافتراءات، وإذا قرر النبش في الماضي، فإنهم بالتأكيد سيلجؤون إلى يارا للحصول على الوثائق، وإذا لم تكن يارا قد استقالت حينها، فسيتعين عليها الإفصاح عما تعرفه، شاءت ذلك أم أبت"."لذا فإن غيابها عن المشهد وقتئذ هو الخيار الأمثل".كانت ريم تواصل تناول طعامها وتباشر الحديث مع السيد سعيد في آن واحد.ثمة دائمًا س

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   القصل 24

    قال السيد سعيد ضاحكًا كما لو أنه استطاع حقًا قراءة أفكار ريم،: "لست من هواة تقفي الأثر، لكن لي عينان أبصر بهما وأذنان أسمع بهما!".ثم وخزها في بطنها بإصبعه، فتظاهرت ريم بعدم الشعور بألم، لكنها في ذلك الوقت أحست بقرقرة الجوع في بطنها.اصطحبها السيد سعيد إلى مطعم الحديقة المعلقة.كان مطعمًا مشهورًا في المدينة، ليس فقط لتصميمه الفريد؛ وإنما أيضًا للمنظر الخلاب من حوله.كان هذا المطعم قبلة الطبقة "الراقية"، وكان يقدم الطعام السوري بشكل رئيس، حيث استقدم طهاة بارعين من أمهر الطهاة في سوريا، لذا، فمهما كان زوقك، ستجد ما يلائمك في هذا المطعم.وبالطبع. كانت أسعاره غالية جدًا، لا يستطيع الشخص العادي تحملها.ومع هذا، كان الحصول على مقعد هناك يتطلب كثيرًا من الانتظار، وقد كانت بعض المقاعد محجوزة خصيصًا لبعض الأشخاص.نظرت ريم إلى الرجل الجالس أمامها وهو يتناول قائمة الطعام بأناقة ويقدمها إليها، كما أنه منذ نزولهما من السيارة، كان ثمة من يستقبلهما خصيصًا، كان الأمر معدًا له مسبقًا على ما يبدو.قال لها السيد سعيد: "اطلبي أنتِ".بدأ النادل في القيام على خدمتهم بتلطف: "ما نوع الأطباق التي تفضل

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 23

    انطلقت السيارة بسرعة البرق، وسرعان ما تمكنوا من الفرار من السيارة التي كانت تلاحقهم.التفتت ريم بعد لحظة إدراك وقالت: "لقد أرسل رجالًا يتبعونني، يريد أن يعرف هل ما زلت على تواصل مع شركة أنفاس الورد للعطور"."آه"، رفع السيد سعيد حاجبيه وقال: "هل وعدتيه بعدم الذهاب إلى شركة أنفاس الورد للعطور؟"."لم أعده بأي شيء، لكنه ربما يظن أنه قد استطاع إقناعي".في الحقيقة لم تعده ريم بأي شيء، لكن وليد ظن أنه نجح في خداعها ثانية بكذبته السخيفة تلك.فهذه ليست المرة الأولى، وهي لا تختلف عن المرات السابقة، لقد اعتاد الأمر منذ فترة.لكنه لم يكن يعلم أن ريم التي وثقت به سابقًا، لما رأت بعينيها خيانته ونذالته، وعلاقته غير المشروعة بكارمن، انهارت ثقتها به كليًا، وما عادت تثق بكلمة أو حرف واحد مما يقول."ماذا تنوين أن تقعلي إذًا؟".لم يتدخل السيد سعيد في قرارها، على الرغم من شعوره ببعض الرغبة وشيء من الفضول.….كيف ستتصرف في هذا الموقف.بصراحة، ذلك الوغد المدعو وليد آذاها بشدة، في البداية كان ينوي أن يطالب لها بحقها، لكن الآن بعد أن استغنت زوجته تمامًا عن حمايته، صار يحق لها أن تتصرف بطريقتها.نظرت ر

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 22

    "برأيك ما أكثر ما أخشاه حين يرغمني وليد على الاعتراف أمام الناس بالنصب والاحتيال؟".ثم نظرت إلى يارا بنظرة مبهمة وأردفت قائلة: "شاهد ودليل يقفان ضده، أما الدليل فقد سرقه، وأما الشاهد.….."."أنا هي الشاهدة؟"، تحسست يارا أنفها لما تجلت لها الحقيقة."يمكنني أن أقف وأشهد لك"، ثم تخصرت بكلتا يديها وقالت بكل حماس: "حينها يمكننا أن نسقط عنه ذلك القناع الزائف، ونكشف للجميع حقيقة هذا الشخص".هزت ريم رأسها وقالت وعلى شفتيها ابتسامة خفيفة: "لا، لا تذهبي، كل ما ينبغي عليك فعله هذين اليومين أن تأخذي إجازة"." إجازة؟"."نعم، إجازة! وليد لا يحتاجك أن تشهدي له، هو فقط يريد ألا يشهد لي أحد، وإذا غادرتِ حينها، فسيكون ذلك مثاليًا بالنسبة له".أضف إليه أن يارا إذا استقالت مباشرة في تلك اللحظة الحرجة، فإن وليد -بطبعه المتعنت- لن يدعها ترحل بسلام؛ بل سيتهمها بالتقاعس عن أداء الواجب، وهذا خيار مثالي بالنسبة له.كانت يارا لا تزال قلقة: "لكنني يجب أن أقف إلى جانبك في ذلك الوقت يا ريم، ألا يعد هروبي حينها فرارًا من المعركة؟"."أيتها الحمقاء، هذه ليست معركة، وهذا ليس فرارًا!"، ثم لم تتمالك ريم نفسها عن

Scan code to read on App
DMCA.com Protection Status